اعتبر الأكاديمي رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، محمد بن صقر السلمي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضع صيغة جديدة للتعاون السعودي الأمريكي، يمكن تسميتها بمرحلة "التأسيس الثاني للعلاقات الأمريكية-السعودية".

واستشهد السلمي في افتتاحية نشرتها مجلة عرب نيوز، على كلامه بما أورده ولي العهد السعودي خلال مقابلة أجراها مع قناة فوكس نيوز في 21 سبتمبر/أيلول 2023، وحظيت باهتمام كبير على الصعيدين المحلي والدولي.

وذكر السلمي أن مقابلة بن سلمان كشفت عن وجود حراكا دبلوماسيًّا وتفاهمات تتشكَّل قد تضع البلدين على عتبة مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.

ولفت السلمي إلي أنه منذ قدوم الرئيس الأمريكي جو بايدن للبيت الأبيض، شهدت العلاقات الأمريكية السعودية حالة من التوتر المتزايد بسبب اختلاف وجهات نظر الجانبين حول العديد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية على ضوء تراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال إن واشنطن كانت تمارس ضغوطها على الرياض في عديدٍ من الملفات، بما فيها دفع المملكة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهام (التطبيع)، رغبةً من إدارة بايدن في موازنة المكاسب التي حققها ترامب داخليًّا من جراء الاتفاقيات التي وُقِّعت بين إسرائيل وكلٍّ من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

 إلى جانب الضغط الأمريكي على السعودية من أجل زيادة صادراتها من النفط لخفض مستويات الأسعار التي قفزت بصورة كبيرة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، والتغاضي عن مصلحة السعودية في تحقيق توازن بين العرض والطلب والحفاظ على استقرار أسعار الطاقة عالميًّا، بحسب الكاتب.

وهناك أيضا القلق الأمريكي من نهج السعودية الإقليمي والدولي، بما في ذلك تطبيع العَلاقات مع إيران في ظلِّ تصاعد الخلافات بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي.

ويضاف إلى ذلك قلق واشنطن من عَلاقات السعودية المتنامية مع الصين التي لديها خطة لمراجعة النظام الدولي الراهن والحدِّ من الهيمنة الأمريكية، وكذلك عَلاقاتها مع روسيا التي تخوض مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة ولديها رغبة في استعادة نفوذها العالمي.

وأخيرًا فقد طال النقاش اتجاه المملكة إلى الانضمام إلى تكتل بريكس الذي تراه الولايات المتحدة ناديًا عالميًّا مناوئًا لنفوذها.

موقف حاسم

واعتبر السلمي أن موقف ولي العهد خلال مقابلته مع فوكس نيوز كان حاسما ووضع النقاط فوق الحروف في كل هذه القضايا.

وأوضح، أنه فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل اشترط ولي العهد الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، كما أكد على قناعة المملكة بمسار تطبيع العلاقات مع إيران، ومصلحتها في متابعة سياسة توازن بين استقرار السوق وعدالة السعر في مجال الطاقة.

اقرأ أيضاً

صفقة التطبيع السعودي الإسرائيلي.. مسار محفوف بالمخاطر لبن سلمان

كما دافع بن سلمان خلال المقابلة عن عن عَلاقات بلاده مع الصين وروسيا وموقف المملكة من أزمة أوكرانيا، وهي القضايا التي تتشابك فيها عَلاقات الرياض وواشنطن، وقد يختلفان في وجهات النظر بشأن بعضها.

وأضاف أن ولي العهد أكد أيضا عزم بلاده على متابعة سياسة خارجية نشطة وفعَّالة تضع المصالح الوطنية السعودية فوق كل اعتبار، بما في ذلك تنويع الشراكات على الساحة الدولية، والتموضع بين أندية الكبار سياسيًّا واقتصاديًّا، وتحقيق الاستقرار الإقليمي لدفع عجلة الاقتصاد في الداخل والمنطقة، وعدم الرضوخ للضغوط والابتزاز، والعمل على بناء عَلاقات متوازنة.

ولفت السلمي إلي أنه يبدو أن واشنطن بدأت تستوعب سوء تقديرها وحساباتها تجاه السعودية الجديدة، مشيرا إلى ما وصفه بالانقلاب الذي جرى في تقييم الخارجية الأمريكية للعَلاقة مع السعودية.

وأوضح أنه منذ عام مضى، وبحسب تقرير الخارجية الأمريكية في مايو 2022م، كان يُنظر إلى العَلاقات بين البلدين على أنها "أمنية طويلة الأجل لا تخلو من تجاذب، تستفيد فيها الولايات المتحدة من الدعم السعودي المادي والبشري لخدمة تطلعاتها في استمرار هيمنتها الدولية".

وتابع: لكن في تقريرها الصادر في 06 يونيو 2023م بعنوان "عَلاقة الولايات المتحدة والسعودية: 8 عقود من الشراكة" عدلت الولايات المتحدة مبتغاها، من العَلاقة، بتأكيد أن واشنطن تتشاطر والأهداف الأمريكية في رسم القضايا السياسية والأمنية، ومكافحة الإرهاب، والاقتصادية وقضايا الطاقة، بما في ذلك ابتكار الطاقة النظيفة، لتعزيز رؤيتنا المشتركة لشرق أوسط أكثر سلامًا وأمنًا وازدهارًا واستقرارًا".

وخلص السلمي إلي أنه يبدو السعودية نجحت في أن تفرض مسارًا مختلفًا للعَلاقات منذ هذا التاريخ، مستشهدا بالتفاعلات التي شهدتها قمة العشرين في الهند خلال سبتمبر/أيلول 2023م، ولقاء الرئيس بايدن الأمير محمد بن سلمان على هامش القمة، والتعاون في ممر "الهند-الشرق الأوسط-أوروبا"، الذي يعكس تقدير إدارة بايدن، ليس لمكانة المملكة ودورها في الشرق الأوسط، ولكن لدورها ومكانتها المستحقة على الساحة الدولية.

 اقرأ أيضاً

التطبيع السعودي الإسرائيلي.. الاتفاق مسألة وقت وبن سلمان غير متعجل

 

المصدر | محمد بن صقر السلمي / عرب نيوز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محمد بن سلمان العلاقات السعودية الأمريكية مقابلة فوكس نيوز التطبيع السعودية الإسرائيلي الولایات المتحدة ولی العهد بن سلمان محمد بن بما فی

إقرأ أيضاً:

ضربة موجعة للمنتخب السعودي عشية مباراته الهامة ضد أستراليا

الجديد برس|

أعلن المنتخب السعودي لكرة القدم عن إصابة قائده سلمان الفرج في مران “الأخضر” عشية المواجهة المرتقبة ضد أستراليا في تصفيات كأس العالم 2026.

ويحل المنتخب السعودي ضيفا على نظيره الأسترالي في مدينة ملبورن غدا الخميس في قمة الجولة الخامسة من الدور الحاسم بالتصفيات.

وقال المنتخب السعودي في بيان نشره اليوم الأربعاء على حسابه في منصة “إكس”: “لم يكمل قائد المنتخب سلمان الفرج الحصة التدريبية لتعرضه لإصابة في الركبة”.

من جهة أخرى، كشفت أشعة الرنين المغناطيسي التي أجريت للاعب مهند الشنقيطي عن تعرضه لإصابة في العضلة الأمامية للفخذ.

ولم يكشف المنتخب السعودي عن موقف الفرج والشنقيطي من خوض مواجهة أستراليا غدا الخميس.

وفي حال تأكد غياب الثنائي عن المباراة، فإنهما سينضمان إلى قائمة من الغائبين تضم سالم الدوسري، وعبد الإله المالكي، وعبد الإله العمري، ومحمد كنو.

ويحتل المنتخب السعودي المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد خمس نقاط متخلفا بفارق الأهداف فقط عن أستراليا، صاحبة المركز الثاني، وبخمس نقاط عن اليابان المتصدرة، علما بأن متصدر ووصيف هذه المجموعة سيتأهلان مباشرة إلى مونديال 2026.

مقالات مشابهة

  • سلمان الفرج يوجه رسالة لجماهير ولاعبي المنتخب السعودي.. إليك ما جاء فيها
  • رغم الصليبي.. سلمان الفرج يرافق المنتخب السعودي إلى إندونيسيا
  • عاجل.. المنتخب السعودي يعلن إصابة سلمان الفرج في الرباط الصليبي
  • الأمير سلطان بن سلمان : المعرض السعودي للطيران يعكس تطور القطاع وفق رؤية المملكة 2030
  • ولي العهد السعودي يبحث مع بوتين تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية
  • سلمان الفرج يغادر تدريبات المنتخب السعودي استعدادا لمواجهة أستراليا
  • ضربة موجعة للمنتخب السعودي عشية مباراته الهامة ضد أستراليا
  • سلمان الفرج يصدم المنتخب السعودي في أستراليا
  • سلمان الفرج يقترب من دخول قائمة تاريخية في المنتخب السعودي
  • وزير الخارجية: نتطلع للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة لوقف العدوان الإسرائيلي| فيديو