اللواء إبراهيم: نار أزمة النزوح ستصل إلى من يدير ظهره لها
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قلّد رئيس الجمهورية البولندية ممثلا بسفير بولندا بشيميسواف نييسيووفسكي اللواء عباس إبراهيم، وسام الاستحقاق من المرتبة الثالثة الممنوح من رئاسة الجمهورية البولندية، في حفل أقيم في صالة eau de vie في فندق "فينيسيا".
وفي السياق، قال اللواء ابراهيم: "جاءت نتاج تعاون بين دولتينا ولصالح الشعبين وضمن حفظ مفهوم الأمن تحت سقف القوانين الدولية".
وأضاف: "كان أساس عملنا قائما على أن البدء هو حماية الإنسان كونه الأصل والأساس، وعلى أن حمايته هي الهدف وقبل أي معادلات أخرى".
وتابع: "هذه اللفتة جاءت أيضا في سياق ما يجري في الوطن والإقليم والعالم، مما حتم علينا بذل المزيد من الجهود والمبادرات التي تعنى بالتنسيق والتقريب بين كل الأطراف وعلى كل المستويات، لتفادي الأخطار”.
وأردف: "نجحنا من خلال التعاون وعبر الحوار والمبادرات أن نصل إلى بر الأمان. وكان هاجسنا أن نحفظ أمن دولنا من جراء موجات النزوح، إنما على قاعدة حفظ الإنسان وحقوقه وضمن منطوق الشرعات الدولية. لقد انصب الجهد لضمان احترام مكانة لبنان وصلاته العالمية، وعلى أن يبقى وطننا حيث يجب أن يكون وأن يبقى: لبنان الحوار، لبنان الرسالة، لبنان الملتقى وصلة الوصل بين الشرق والغرب. لبنان عاصمة الثقافات ومنارتها، وها هو أمين معلوف يُثبت أن لبنان بإنسانه هو الأقوى والأبقى فكرا وثقافة".
وقال إننا "بالتنسيق والتعاون مع الأصدقاء في الجمهورية البولندية، استطعنا تحقيق الكثير على صعيد التقارب بين البلدين، وعلى صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحرير الرهائن وتفادي الأخطار، وكما تجنب العمليات الإرهابية. لقد أثبت التقارب والتعاون أنهما السبيل الوحيد لضبط الحدود ونزع فتيل النزاعات والحروب، وتبريد الجبهات".
أضاف: "نحن الآن في قلب الخطر، فالفراغ يهدد وجودنا كله ويؤثر على دول الجوار التي نتشاطأ معها على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي معنية بإجراء تواصل جدي في ما بينها أولا، ومعنا ثانيا، لمعالجة هذا الأمر".
وأشار إلى أن "مشكلة النزوح غير الشرعي تعالج بالسياسة والتعاون والتنسيق وتقاسم الأعباء، وليس بالأمن وحده مع الحفاظ على مبدأ الشرعية التي وجدت لمعالجة آلام الإنسانية ومعاناتها أولا، وليس لأي شيء آخر"، وقال: "إن الوضع الحالي يوجب استمرار تفعيل التنسيق بين بلدينا لضمان الاستقرار ونمو العلاقات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وكلي ثقة وقناعة بأنه سيكون للجمهورية البولندية دور فاعل ومميز في مساعدة لبنان، كما سبق وفعلت وخففت عنا جزءا من أعباء النزوح وتبعاته".
ولفت إلى أن "تصدع الوضع في المنطقة ينذر بشر مستطير لن يكون استدراكه إلا باحترام سيادة الدول وحقوق الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني"، وقال: "لقد وجدت القوانين والأنظمة والاتفاقات لخدمة الإنسان، وليس العكس، وبعيدا من العصبية والعنصرية".
أضاف: "إن النازحين السوريين هم إخوتنا نتشارك معهم الكثير الكثير، ولكن آن للعالم أن يتحمل مسؤوليته معنا في هذا الإطار".
وشكر اللواء ابراهيم للجمهورية البولندية تكريمها، وقال: "أغتنم هذه الفرصة لأحذر من أن نار أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية ستصل إلى كل من يدير ظهره لهذه المأساة. وحتما، سترتد عليه كرة النار التي يعتقد أنه يرميها أو قادر على إبقائها على أرض الآخرين، وإن غدا لناظره قريب".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سلام يزور جنوب لبنان.. الجيش هو الوحيد المخول بالدفاع عن البلاد
أجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الجمعة، زيارة إلى جنوب البلاد برفقة عدد من الوزراء، هي الأولى له منذ نيل حكومته الثقة.
والأربعاء، نالت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، ثقة مجلس النواب بتصويت 95 نائبا لصالحها من أصل 128.
وقال سلام بمنشور على منصة "إكس": "توجهت اليوم إلى الجنوب مع زملائي الوزراء (الطاقة والمياه جوزيف) الصدي و(البيئة تمارا) زين و(الأشغال العامة فايز) رساميني".
وأضاف أن محطتهم الأولى كانت في ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، حيث وجّه كلمة إلى أبناء الجيش وقوات اليونيفيل الأممية.
وقال في كلمته إن "الجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم".
وأكد أن حكومته ستعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديدة وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من أجل الدفاع عن لبنان".
وخلال تجواله في الشوارع المحيطة بالسوق التجارية في النبطية، وجه العديد من المواطنين صرخات ومطالب للرئيس سلام الذي وقف مستمعا اليهم ، لا سيما مطالب اعادة الاعمار ، والاشادة بالمقاومة التي " لولاها لما كنا هنا"، وبالدعوات لحفظ " وصايا ودماء الشهداء" التي واجهت العدو" ، بحسب الوكالة الإعلامية اللبنانية الرسمية.
كما التقى سلام بالمواطنين في بلدة الخيام الذين أكدوا على تمسكهم بتحرير أرض الجنوب بالكامل، وتمسكهم بخيار المقاومة وتحرير الأرض من أي ظهور للجيش الإسرائيلي.
فيما أكد سلام أن "الجيش اللبناني يقوم بواجباته على أكمل وجه، وهو الوحيد المخول بحماية الوطن والدفاع عنه".
كما التقى سلام وفدا من أهالي بلدة الضهيرة الحدودية، الذين نفذوا وقفة احتجاجية أمام الثكنة استنكاراً للممارسات الإسرائيلية ضد المواطنين الراغبين بالعودة إلى بلدتهم.
وقال: "أنا وزملائي نشاركهم (المحتجين) آلامهم ونضع في رأس أولويات الحكومة العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة إليها"، مؤكدا أن "ذلك ليس وعدا بل التزاما مني شخصيا ومن الحكومة".
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، ما خلّف 4 آلاف و114 شهيدا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وفي 18 شباط/ فبراير الجاري، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوب البلاد، باستثناء 5 نقاط رئيسية على طول الحدود.
ورغم انقضاء المهلة، واصلت "إسرائيل" المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب "إسرائيل" من لبنان عام 2000)، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.