لجريدة عمان:
2025-04-27@05:35:06 GMT

نوافذ :المكر السيئ

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

[email protected]

توجد «سوسة» تستنزف أرصدتنا من الحسنات، ومع ذلك نحرص على تربيتها، ونغذيها كل يوم؛ فتتفرع، وتكبر وتتوحش، حتى تغلف علينا رؤيتنا البصرية، وتحجب البصيرة، فلا نرى من خلالها إلا أنفسنا، وبها نواجه الآخرين في أفعالهم الصحيحة والخاطئة على حد سواء، فالصحيح من أفعالهم يتماهى وفقا لتقييماتنا، مع أنه صحيح؛ والكل يجمع على ذلك، والخطأ من أفعالهم لا يجد متسعا للمغفرة، بل نراكمه على الأرصدة السابقة من الأخطاء، وعندها نجد المسوغ الأقوى للإساءة إلى هذا الآخر، فقناعاتنا أن هذا الآخر هو على طول خط سيره الأفقي مخطئ، وأخطاؤه لا يمكن أن تغتفر، والمحصلة أنه سيئ، وهكذا نجد لمواقفنا، وآرائنا المسوغات، وفي المقابل نُحَيّدُ أنفسنا على أن تكون ضمن هذا التقييم، فنحن أتقياء إلى حد التميز، ولذلك لا نتحمل نقد الآخرين، وقد نعدّه نقيصة لا تغتفر.

نقوم بكثير من الأعمال الصالحة في ظاهرها (صلاة؛ صوم؛ زكاة؛ صلة رحم؛ أعمال تطوعية؛ صدقات) ولا نكاد نغادر موقعا من هذه المواقع بعد تأدية عمل ما من هذه الأعمال إلا ونكيل للطرف الآخر شيئا من التهم، حيث تتسلسل الملحوظات والتهم، لكل الأطراف التي تعاملنا معهم، وتعاملوا معنا في هذه المواقع، وبالتالي فمجموعة الحسنات التي -إن كتب لنا شيئا من القول، والعلم عند الله- لا نلبث بأقوالنا وأفعالنا إلا أن نمحوها ولا نبقي لها أثرا، والأشد ألما في هذه المواقف أننا نمارس غوايتنا السيئة دون أن يشعر الطرف الآخر بمأزق ما هو فيه، حيث يرى فينا الصلاح، فنحن نجاوره في الصفوف في صلاته، ونقدم له المساعدة المادية، ونؤدي حقه من الزكاة، ونعينه في المواقف الصعبة، ونتعاون معه في الخدمة العامة، فيصفق فرحا وانتشاء بأن الإنسانية عند فطرتها الأولى، ولا يدري «الأخ» أنه بعد مغادرته، أو مغادرتنا من حوله، نُفَعّلْ الـ «سوسة» المتربصة في دواخلنا، حيث يبدأ المشرط في تجريح ما هو مستقيم، وتقطيع ما هو متواصل (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا؛ ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ...) ولأنه مكر سيئ، لا ندري نحن - في المقابل - أن السهام سوف ترتد إلينا، وأن هذه السوسة التي نغذيها بالإساءة إلى الآخر، تَنْقَضُّ علينا حينا، فتلتهم تحويشة العمر من الدرجات، والحسنات، ونحن لا نزال في مواقعنا؛ لم نغادرها بعد.

هذه خصوصية بشرية بامتياز، وأجزم أن الكائنات الأخرى التي نتقاسم معها هذه الحياة لا تعيش مأزق (الكره؛ النفاق؛ الكذب؛ الخداع؛ استغلال المواقف؛ الكيل بمكيالين، وما تخفي الصدور ...) والقائمة تطول، فهي إن تتحرك تتحرك بشبع غريزتها، ومتى ارتوت توقفت عند هذا الحد حتى تستعر هذه الغريزة مرة أخرى فتبحث عما يطفئها، ولو شربت ماء من نهر جارٍ لكفاها؛ حيث تمتلئ الصحاري بالأنهر والبحيرات للارتواء، وللتطهر.

(المكر السيئ) وبنص الآية الكريمة: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) - الآية (43)؛ سورة فاطر -. وشرح هذه الآية وآيات أخرى مماثلة، كلها تضع اللوم والتقريع على كل من يمارس المكر السيئ، ويسيء للآخرين، وإن هذا المكر سيعود على صاحبه بالويل، والعذاب الأليم، والعبرة هنا: كم هي الحسنات التي يمكن أن نفرط بها، بممارسات غبية، ولا تعبر عن الحكمة والشخصية المتزنة؛ التي كُلِّفَتْ بعمارة الكون، وإصلاحه، وكل الممارسات السيئة التي تعكس جوانب من هذا المكر، معروفة عند كل فرد، وبالتالي فمن استغبى نفسه، فليتحمل مآلات الأفعال ونتائجها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أفضل المشروبات التي تحافظ على ترطيب الجسم

أميرة خالد

يشكّل الماء نحو 60% من وزن الجسم، مما يعكس مدى أهميته الحيوية في الحفاظ على توازن وظائفه المختلفة، فكل خلية، نسيج، وعضو داخل أجسامنا يعتمد بشكل أساسي على الماء، لذا فإن ترطيب الجسم ليس مجرد خيار، بل ضرورة يومية.

ورغم تنوّع المشروبات المتوفرة في الأسواق، إلا أن القليل منها يضاهي الماء من حيث الفائدة، هذه قائمة بأفضل الخيارات للحفاظ على الترطيب بشكل صحي.

لا شيء يتفوّق على الماء في بساطته وفعاليته، حيث ينصح الخبراء بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، للحفاظ على النشاط الذهني والبدني، وتنظيم حرارة الجسم، ودعم عمليات الهضم.

قد لا يتبادر إلى الذهن، أهمية اللبن كأحد مشروبات الترطيب، لكنه خيار ذكي. فالحليب غني بالبروتين، الكالسيوم، وفيتامين D، ما يجعله مفيدًا لتعويض السوائل وتغذية الجسم في الوقت ذاته.

لمن يفضّل نكهة خفيفة، يمكن إضافة شرائح من الليمون، البرتقال، أو البطيخ إلى الماء، ما يمنحه طعمًا منعشًا دون أي سكريات مضافة، ويمكن أيضًا تجربة أعشاب مثل النعناع أو عشبة الليمون لتعزيز الطعم.

ويحتوي ماء جوز الهند الطبيعي على أكثر من 95% من الماء، ويزوّد الجسم بالكثير من الإلكتروليتات، ما يجعله خيارًا ممتازًا بعد التمارين أو في أيام الصيف الحارة.

مقالات مشابهة

  • قصة قصيرة [ الجماجم التي صارت في واحد ]
  • فى عيد تحريرها الـ43..تنمية سيناء الوجه الآخر لمعجزة انتصارات أكتوبر.. علام : استغلال الثروات الطبيعية في إطار خطط مدروسة تحقق أقصى استفادة ممكنة.. عبد الجواد: خطوة حاسمة نحو المستقبل وتحقيق الاستقرار
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • تحرير 173 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • وفد إيراني يتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
  • جزين: التيّار وعازار يدعمان مرشّح زياد أسود لمواجهة القوات
  • سامح قاسم يكتب | ضي رحمي.. أن تترجم لتكون القصيدة قلبك الآخر
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • مشيرب: الأسواق التي تنشر مقاطع عن منع بيع منتجات النسيم تمارس «العهر»
  • أفضل المشروبات التي تحافظ على ترطيب الجسم