قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران رضا، إن لبنان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 4 ملايين نسمة إلى الغذاء ومساعدات أخرى، لكن أقل من نصف هذا العدد يحصل على المساعدات بسبب نقص التمويل.

وأضاف رضا، أن حجم المساعدة التي تقدمها المنظمة العالمية "أقل بكثير من الحد الأدنى لمستوى البقاء" الذي توزعه عادة.

وأشار إلى أنه على مدى السنوات الأربع الماضية، واجه لبنان "مجموعة مركبة من الأزمات المتعددة" يصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ عشر أزمات مالية واقتصادية شهدها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن هذا أدى إلى زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمواطنين.

ومنذ بدء الانهيار المالي في أكتوبر/تشرين الأول 2019، ظلت الطبقة السياسية في البلاد - التي ينحى عليها باللائمة جراء عقود من الفساد وسوء الإدارة - تقاوم الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي طالب بها المجتمع الدولي.

وبدأ لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي عام 2020 في مسعى لتأمين خطة الإنقاذ، ولكن منذ التوصل إلى اتفاق أولي العام الماضي، يبدي قادة البلاد ترددا في تنفيذ التغييرات المطلوبة.

نوه رضا إلى أن لبنان بلا رئيس منذ عام تقريبا وأن الكثير من مؤسساته لا تعمل، كما أنه لم يظهر حل سياسي في سوريا المجاورة حتى الآن.

اقرأ أيضاً

مثقفو لبنان يتبرؤون من حملة عنصرية ضد اللاجئين السوريين

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 3.9 ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية في لبنان، بما في ذلك 2.1 مليون لبناني، و1.5 مليون سوري، و180 ألف لاجئ فلسطيني، وأكثر من 31 ألف فلسطيني من سوريا، وأكثر من 81 ألف مهاجر.

وقال رضا إن الأمم المتحدة قدمت العام الماضي مساعدات لنحو مليون سوري وأقل قليلا من 950 ألف لبناني "لذا فكل شيء يسير على مسار سلبي".

في عام 2022، تلقت الأمم المتحدة نحو 40% من التمويل اللازم، والاتجاه يبدو مماثلا حتى الآن "لكن بشكل عام، الموارد تنخفض بالفعل والاحتياجات تتزايد".

أضاف رضا: "في وضع مثل وضع لبنان، لا يحظى (الموقف) بالاهتمام الذي تحظى به بعض المواقف الأخرى، ولذا ينتابنا قلق عميق إزاء ذلك".

وبعد مرور أكثر من 12 عاما على اندلاع الصراع في سوريا، يستضيف لبنان "أكبر عدد من النازحين بالنسبة للفرد ولكل كيلومتر مربع في العالم"، حسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

وقال رضا: "وفي المقابل، فإن ما نراه هو وضع أكثر توترا داخل لبنان" مضيفا أن هناك الكثير من "الخطابات السلبية للغاية" والمعلومات المضللة في لبنان بشأن اللاجئين السوريين، الأمر الذي "يثير التوترات، وبالطبع يثير المخاوف بين اللاجئين" مع وصف بعض ساسة لبنان لهم بأنهم يمثلون "تهديدا وجوديا".

وأكد رضا أنه يتحدث مع الصحفيين كي يحصل على الحقائق المتعلقة بالاحتياجات العامة في لبنان وما تحاول الأمم المتحدة القيام به لمساعدة الجميع على أساس الحاجة "(و)ليس على أساس المكانة أو (الشريحة) السكانية".

اقرأ أيضاً

أمريكا تتعهد بـ72 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى لبنان المأزوم

المصدر | أسوشيتد برس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لاجئون لبنان أزمة اقتصادية تمويل الأمم المتحدة الأمم المتحدة فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

جوتيريش يعرب عن دعم الأمم المتحدة الكامل للعملية الجارية في لبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، عن دعم الأمم المتحدة الكامل للعملية الجارية في لبنان، حيث شهد انتخاب رئيس جديد، ورئيس وزراء جديد مكلف بتشكيل حكومة، وتوفر فرص جديدة للبنان بعد اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتولي القوات المسلحة اللبنانية كامل المسؤوليات المنوطة بها.
وقال جوتيريش- بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري- "نحن على قناعة تامة بأن هذا التطور سيمثل نقلة نوعية استثنائية للبنان، والأمم المتحدة تدعم بالكامل رئيس الجمهورية وحكومة لبنان، لحشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل للبنان الذي يجب أن يستعيد مكانته كمركز محوري في منطقة الشرق الأوسط"، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة.
كما أعرب أمين عام الأمم المتحدة عن ثقته في أن لبنان سيشهد قريبا تشكيل حكومة يشعر فيها الشعب اللبناني بأنه مُمثَّل، وأن لبنان سيكون قادرا على ضمان أمن مواطنيه.
وأضاف: "يسعدني ويشرفني كثيرا أن أزور مرة أخرى رئيس مجلس النواب وأعبر له عن تضامن الأمم المتحدة الكامل مع الشعب اللبناني في هذه اللحظة المهمة من تاريخه".
وأكد أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب؛ لتحقيق هدف واضح جدا ألا وهو أن الوجود الإسرائيلي في الجنوب يجب أن ينتهي بالطريقة المحددة في الاتفاق، وأن تكون القوات المسلحة اللبنانية قادرة على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
وتابع "جوتيريش" في ختام زيارته إلى لبنان: "لقد انفتحت نافذة تمهد الطريق لعصر جديد من الاستقرار المؤسسي، ودولة قادرة تماما على حماية مواطنيها، ونظام يسمح للإمكانات الهائلة للشعب اللبناني بالازدهار".
وشدد الأمين العام على أنه يجب بذل قصارى الجهد لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، مشيرا إلى أن هذا كان محور اجتماعاته مع كل من رئيس لبنان العماد جوزاف عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب.
وأوضح أنه "مع وجود رئيس دولة وحكومة، بمجرد تشكيلها، سيكون لبنان في وضع يسمح له بتلبية احتياجات شعبه وبسط سلطة الدولة في جميع أنحاء أراضيه"، منبها إلى أن هناك تحديات كبيرة.
وقال جوتيريش، إن احتياجات إعادة البناء كبيرة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، مضيفا أنه بالعمل جنبا إلى جنب مع السلطات اللبنانية والشركاء، ستكثف الأمم المتحدة دعمها للتعافي وإعادة الإعمار في جميع أنحاء لبنان.
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة، أن وقف الأعمال العدائية هش، ولكنه صامد، داعيا كلا الطرفين وكل من يتمتع بالنفوذ، إلى ضمان الوفاء بالالتزامات. وشدد على أنه يجب استخدام الآلية التي تم إنشاؤها حديثا لمعالجة القضايا العالقة.
وجدد جوتيريش التأكيد على أن قرار مجلس الأمن رقم 1701 واضح وهو أنه يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من جميع الأفراد المسلحين والأصول والأسلحة- باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وقال: "رغم التحديات المستمرة، فمن الممكن تحقيق المعالم الحاسمة بالإرادة السياسية الكافية. لابد من ضمان سلامة وأمن وحرية حركة قوات اليونيفيل بشكل كامل"، وشدد على أنه من الضروري أن نرى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية والانتشار المتزامن للقوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء جنوب لبنان في الإطار الزمني المتفق عليه.
وأكد كذلك أنه لابد من احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، ولابد أن تتمتع الدولة اللبنانية بالسيطرة الكاملة على الأسلحة في مختلف أنحاء الأراضي اللبنانية. وقال: "من الأهمية بمكان أيضا أن ننظر إلى ما هو أبعد من فترة الستين يوما، من أجل البدء في العمل على تنفيذ القرار 1701 بالكامل في جميع أبعاده هذه المرة".
وأضاف الأمين العام، أن "الوضع في المنطقة يتطور بسرعة، مع التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، فضلا عن التطورات في سوريا المجاورة".
وأشاد جوتيريش بحكومة وشعب لبنان على تضامنهما طويل الأمد في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، مضيفا: "إن روح التضامن هذه هي التي يجب على العالم أن يظهرها لشعب لبنان".
وقال أمين عام الأمم المتحدة: "إن الطريق أمامنا مليء بالوعود، ولكن أيضا بالاختبارات الهائلة. ويشمل ذلك الإصلاحات والجهود المبذولة من أجل تحقيق قدر أكبر من المساءلة". ودعا إلى الاستفادة إلى أقصى حد من هذا الجو من الفرص.
وعن المساعدات الإنسانية.. قال أمين عام الأمم المتحدة إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واضح فيما يتعلق بهذا الأمر، وهو ألا تضع إسرائيل أي عوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه أشار إلى أن "هذا لا يعني أن الأمر سهل، مضيفا أن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أمر صعب، فهناك عصابات تنهب القوافل بشكل منهجي، وهناك عقبات أخرى تتعلق بالتدهور الكامل لقطاع غزة وبنيته التحتية".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعلن دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • جوتيريش يعرب عن دعم الأمم المتحدة الكامل للعملية الجارية في لبنان
  • الأمم المتحدة: جاهزون لتقديم المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة: يجب على إسرائيل الانسحاب الفوري من لبنان
  • نواف سلام: نحن بحاجة للبدء مع الأمم المتحدة لتأمين عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين في لبنان
  • جحيم غزة.. مأساة شعب تصنف كأكبر كارثة إنسانية في التاريخ
  • بعد وقف إطلاق النار..أونروا: إيصال المساعدات إلى غزة قد ينهي المعاناة الإنسانية
  • العقوبات على البرهان وأثرها: السودان بحاجة إلى قرار أممي لوقف المأساة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: حشد الإمدادات الإنسانية لتوسيع نطاق المساعدات في غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن