أكد بنك الكويت المركزي أنه يتعاون مع العديد من الجهات الرسمية للدولة في مجال التوعية بمخاطر عمليات الاحتيال والجرائم الإلكترونية التي تستهدف العملاء، ومن بين تلك الجهات وزارتا الإعلام والداخلية، وهيئة أسواق المال، والإدارة العامة للطيران المدني، ووحدة التحريات المالية، والهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة» والهيئة العامة للاتصالات.
كشف بنك الكويت المركزي أن عدد حالات الاحتيال على البطاقات المصرفية لدى البنوك المحلية بلغ نحو 128 ألف حالة، بواقع 8082 حالة خلال عام 2020، و65492 حالة خلال 2021، إضافة إلى 54066 حالة خلال عام 2022. وأكد البنك، في رده على سؤال برلماني للنائب مهند الساير، حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أن أسباب الاحتيال على البطاقات المصرفية ينحصر معظمها في التصيّد عبر البريد الإلكتروني، والتصيد عن طريق الهاتف، عن طريق إغراء العميل بفوزه بجوائز مالية أو اختلاق سيناريو لتحديث البطاقة المصرفية، أو سرقة البطاقات المصرفية عن طريق الحيلة، أو نسخها ومن ثم استغلال ما تم الحصول عليه من بيانات من عملاء البنوك، وكذلك استخدام البطاقات الائتمانية بالشراء من مواقع غير آمنة أو مواقع احتيال، وقد تبين لدينا من واقع متابعتنا لعمليات الاحتيال في البنوك المحلية أن بعض
العملاء يسهمون في كشف بياناتهم، بسبب عدم وجود الدراية الكافية في التعامل مع هؤلاء المحتالين. وأضاف: وفي هذا الإطار يحرص «المركزي»، بالتنسيق مع البنوك المحلية، على زيادة وعي الجمهور بمخاطر عمليات الاحتيال من خلال النشرات التوعوية، وفقاً لما سيرد ذكره فيما بعد. وبشأن ما إذا كان «المركزي» قد خاطب الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات أو وزارتَي الخارجية أو الداخلية في سبيل التعاون لمكافحة القرصنة الإلكترونية على الحسابات البنكية للمواطنين والمقيمين، قال البنك: نعم يوجد تعاون بين «المركزي» والعديد من الجهات الرسمية للدولة في مجال التوعية بمخاطر عمليات الاحتيال والجرائم الإلكترونية التي تستهدف العملاء، ومن بين تلك الجهات وزارتا الإعلام والداخلية، وهيئة أسواق المال، والإدارة العامة للطيران المدني، ووحدة التحريات المالية، والهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة». نظام متكامل لاستقبال شكاوى العملاء الخاصة بقرصنة الحسابات وأضاف: وانطلاقاً من أهمية التعاون والمشاركة بين المؤسسات الرسمية في الدولة لمواجهة الهجمات المنظمة التي تستهدف سرقة البيانات المصرفية والشخصية للوصول إلى الحسابات المصرفية الوسائل والطرق المبتكرة، فقد تمت مخاطبة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتاريخي 21/2/2022 و13/9/2023 لاتخاذ ما تراه مناسباً بخصوص ما أسفرت عنه دراسة الشكاوى المقدمة من بعض العملاء عن تعرّضهم لحالات الاحتيال عن طريق استخدام تطبيقات الاتصال عن بُعد. وتابع: كما تمت الكتابة إلى الهيئة المذكورة بتاريخ 20/4/2023 بضرورة توجيه شركات الاتصالات لإرسال رسائل نصية قصيرة (SMS) عبر الحملة التوعوية «لنكن على دراية» باستهداف رفع الوعي والدراية بالحماية الواجبة على الأفراد لبياناتهم الشخصية والمصرفية لمواجهة المخاطر الناتجة من استخدام التقنيات المالية الحديثة المتاحة لديهم، وتمت الكتابة إليها بتاريخ 18/9/2023 لوضع الأمر تحت نظرها بخصوص وقوع العديد من عمليات الاحتيال عن طريق استخدام أرقام هواتف صادرة عبر بعض شركات الاتصال العاملة في البلاد، كما تمّت مخاطبة الهيئة بتاريخ 21/9/2023 بشأن ضرورة إلزام جميع شركات الاتصالات بعرض اسم الجهة المتصلة كاملاً على شاشة الهاتف المحمول للجهات الاعتبارية، مثل البنوك والجهات الحكومية والمؤسسات المالية الرسمية. وقال: كما يوجد تنسيق وتعاون بين «المركزي» ووزارة الداخلية، حيث تمت الكتابة للوزارة بتاريخ 16/9/2019 لفتح قناة اتصال سريعة بين الوزارة والبنك من خلال تحديد ضابط اتصال من كل جانب، للإبلاغ فوراً عن عمليات الاحتيال والجرائم الإلكترونية والاتصالات الهاتفية التي ترد من أشخاص، يسعون من خلالها للحصول على البيانات المصرفية للعملاء. وأشار «المركزي» إلى أنه عقد حلقة نقاشية بتاريخ 7/9/2023 بحضور كل من الجهات التالية: اتحاد مصارف الكويت، والبنوك المحلية، وزارة الداخلية، والنيابة العامة، والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، للبحث عن أطر التنسيق والتعاون المشترك فيما بين الجهات، بهدف مراقبة ومكافحة عمليات الاحتيال الإلكتروني ووضع الحلول للحد منها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وبما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، ونتج عن ذلك إصدار توجيهات إلى اتحاد مصارف الكويت بتاريخ 24/9/2023 لإنشاء غرفة مركزية للتعامل مع حالات الاحتيال المالي تعمل 24/7 لاستقبال بلاغات الاحتيال المالي الإلكتروني من العملاء. وعن الآلية المتبعة في «المركزي» لاستقبال مثل هذا النوع من الشكاوى الخاصة بقرصنة الحسابات البنكية؟ قال البنك إنه وضع نظاماً متكاملاً لتلقي شكاوى العملاء من خلال وحدات الشكاوى لدى البنوك ذاتها، بما يوفر الضمان الكافي للعملاء لبتّ شكواهم والحصول على حقوقهم، وفي عام 2013 تم إنشاء وحدة حماية العملاء لدى «المركزي»، بهدف تكريس الدور الرقابي للبنك في مجال حماية حقوق العملاء. وأشار إلى أنه سبق أن أصدر تعميماً إلى كل البنوك وشركات الاستثمار وشركات التمويل بتاريخ 19/1/2011 بشأن إنشاء وحدة لديها للتعامل مع شكاوى العملاء ومعالجتها، وتأكيداً لما يوليه البنك من أهمية في مجال تعزيز الشمول المالي وحماية العملاء في مجال الخدمات المالية، فقد أصدر في شهر يوليو 2015 دليل حماية عملاء البنوك، متضمناً مجموعة شاملة من المبادئ التي تعتبر مكملة ومؤكدة لما أصدره البنك سابقاً من تعليمات مختلفة في مجال حماية العملاء في تعاملهم مع البنوك، وفي إطار يتسم بالتوعية المالية لهؤلاء العملاء. وقد تضمن هذا الدليل المبادئ العامة لحماية العملاء في البنوك من حيث المساواة والعدل في المعاملة والإفصاح والشفافية والسلوك المهني والتوعية والتثقيف المالي، وحماية العملاء ضد الاحتيال المالي وحماية خصوصية وسرية المعلومات، ومعالجة شكاوى وتظلمات العملاء، كذلك تضمن هذا الدليل كيفية تعامل البنوك مع حسابات العملاء، وحماية سرية وخصوصية معلوماتهم، والخدمات المصرفية الإلكترونية، وتعزيز مهام وحدة شكاوى العملاء.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية:
عملیات الاحتیال
والهیئة العامة
البنوک المحلیة
من خلال
عن طریق
فی مجال
إقرأ أيضاً:
بعد قرار المركزي بتثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. البنوك تبدأ أولى اجتماعاتها
قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، خلال اجتماعها الأخير يوم الخميس الماضي، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي. حافظت اللجنة على سعر الفائدة عند 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض، في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم اليقين الجيوسياسي في المنطقة.
اجتماعات لجان الأصول والخصوم بالبنوكتستعد لجان الأصول والخصوم، المعروفة بـ "ألكو"، في البنوك الحكومية والخاصة لعقد اجتماعاتها الدورية لمراجعة أسعار الفائدة على المدخرات والإقراض. وأوضح مصرفيون في عدد من البنوك أن هذه الاجتماعات تهدف إلى اتخاذ قرارات تتعلق بمدى الإبقاء على أسعار الفائدة أو تعديلها، بناءً على عدة عوامل تشمل السيولة المتاحة، ومعدلات الفائدة في البنوك المنافسة، وقدرة البنك على تغطية تكاليف العائد المرتفع على المدخرات.
خفض الفائدة على شهادات الادخارعلى الرغم من تثبيت البنك المركزي لأسعار الفائدة، قامت بعض البنوك بتخفيض العائد على شهادات الادخار مرتفعة الفائدة بسبب التكلفة العالية لهذه الشهادات. على سبيل المثال، خفض البنك التجاري الدولي سعر الفائدة بمقدار 2% في أكتوبر الماضي للمرة الثانية خلال العام، بينما خفض بنك HSBC أسعار الفائدة بنسبة 1.5% على شهادات العائد الثابت.
من ناحية أخرى، يواصل كل من بنكي الأهلي المصري وبنك مصر طرح شهادات الادخار ذات العائد الثابت بمعدلات مرتفعة تصل إلى 23.25% للعائد الشهري و27% للعائد السنوي، في إطار تنفيذهما لسياسات البنك المركزي.
زيادة الفائدة على القروض الشخصيةرفعت البنوك أسعار الفائدة على القروض الشخصية للأفراد والشركات، متأثرة بقرارات البنك المركزي السابقة بزيادة الفائدة. وبلغ إجمالي زيادات الفائدة التي فرضها المركزي خلال العامين الماضيين نحو 19%، منها زيادة استثنائية بنسبة 6% في مارس الماضي.
صرح مسؤول في أحد البنوك الخاصة أن أسعار الفائدة على قروض الأفراد ستظل كما هي، وذلك لمواكبة قرارات البنك المركزي ولتغطية التكلفة المرتفعة لأسعار الفائدة على المدخرات. أما فيما يخص قروض الشركات، فهي عادة ما تتأثر بشكل مباشر بقرارات البنك المركزي، حيث ترتفع أو تنخفض تبعًا لتغير معدلات الفائدة الرسمية.
القروض وتأثيرها على التضخمتشمل قروض الأفراد القروض الشخصية، قروض السيارات، السلع المعمرة، وسداد المصروفات الدراسية. وأشار خبراء إلى أن رفع أسعار الفائدة على هذه القروض ساعد بشكل ملحوظ في تقليل معدلات الإقراض، مما يقلل الطلب على السلع الاستهلاكية ويحد من زيادة السيولة التي قد تؤدي إلى تغذية التضخم.
المشهد المصرفي في ظل تثبيت الفائدةفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، تلعب أسعار الفائدة دورًا محوريًا في رسم السياسات النقدية للبنوك. يُظهر تثبيت البنك المركزي لأسعار الفائدة استراتيجيته لمواجهة التضخم دون زيادة الأعباء على النظام المصرفي. وفي الوقت نفسه، تواجه البنوك تحديًا في تحقيق التوازن بين جذب العملاء من خلال مدخرات ذات عوائد منافسة وتغطية تكلفة الإقراض المرتفعة.
يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التغيرات في السوق المصرفية، حيث ستظل أسعار الفائدة عاملًا حاسمًا في اتخاذ قرارات الاستثمار والادخار والإقراض.