نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التحول الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في مجال الطاقة مع تزايد اهتمام العديد من دول المنطقة بالطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة المستدامة بعد سنوات من الاعتماد على النفط والغاز.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "عربي21"، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد اهتماما متزايدا بتطوير صناعة الطاقة النووية، حيث أعلنت كل من الإمارات والسعودية عن مشاريع جديدة للطاقة النووية، حيث تبدي العديد من الحكومات في العالم اهتماما مجددا بالطاقة النووية "منخفضة الكربون" كوسيلة لتنويع مصادرها بعيدا عن الوقود الأحفوري ودعم الاحتياجات المتزايدة للسكان أثناء الانتقال الأخضر.

 

وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية مؤخرا عن خطط لتطوير محطات نووية جديدة بناء على قدراتها النووية الحالية لإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة. 

وحاليا يبدو أن العديد من دول الشرق الأوسط ترغب في تطوير برامجها النووية الخاصة لضمان أمن الطاقة مستقبلا والمساهمة في التحول الأخضر العالمي، وفق الموقع.



وذكر الموقع أن العديد من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما الخليج، تدرس برامج الطاقة النووية أو تخطط لها أو شرعت في تنفيذها، بما في ذلك السعودية وقطر والكويت. 

وأشار التقرير إلى أن صناعة الطاقة النووية تتوسع في الشرق الأوسط ولكنها لا تزال في مراحلها الأولى، وتقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية المساعدة للعديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة لتطوير برامج نووية.

‌وتابع، "في الشرق الأوسط لا يوجد حاليا سوى محطتان نشطتان للطاقة النووية، هما محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران التي تضم مفاعلا واحدا قيد التشغيل ومحطة براكة للطاقة النووية في الإمارات التي تضم أربعة مفاعلات. 

ومع التزام العديد من دول الشرق الأوسط بتعهداتها بخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول منتصف القرن، تمثّل الطاقة النووية بديلا منخفض الكربون للنفط والغاز، اللذين لا تزال العديد من الدول تعتمد عليهما في الطاقة والإيرادات، بحسب التقرير.

‌وأردف، أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنت الطاقة النووية في الشرق الأوسط، بإطلاق محطة براكة للطاقة النووية في سنة 2019 بطاقة إنتاجية تصل إلى 5.6 جيغاواط كهربائي. حيث تأمل أن تظل رائدة عالميا في مجال الطاقة طوال فترة التحوّل الأخضر.



وأورد الموقع أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية "الجهة المسؤولة عن تطوير قطاع الطاقة النووية في البلاد"، وقّعت في وقت سابق من هذا العام الجاري ثلاث اتفاقيات مع معهد بحوث عمليات الطاقة النووية الصيني، والمؤسسة النووية الوطنية الصينية لما وراء البحار، والمؤسسة الصينية لصناعة الطاقة النووية من أجل زيادة قدرتها النووية. 

وتشمل الاتفاقيات الثلاث التعاون في عمليات الطاقة النووية، والمفاعلات المبردة بالغاز ذات درجة الحرارة العالية، وإمدادات الوقود النووي والاستثمار فيه. وقد تعهدت الحكومة مؤخرًا بزيادة إنتاجها من الطاقة النووية لتغطية 6 في المائة من احتياجاتها الطاقية بحلول سنة 2050، وتتوقع العمل في إطار شراكة مع الصين لتحقيق هذه الأهداف على مدى العقود المقبلة.



ويذكر تقرير الموقع، أن السعودية تطمح إلى بلوغ 17 جيغاواط من القدرة النووية بحلول سنة 2040، حيث أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي، التزامها بتطوير برنامج للطاقة النووية وتعهّدت بضمان لوائح أكثر صرامة في هذا القطاع. 

وسبق أن صرح وزير الطاقة السعودي سلمان آل سعود بأن البلاد ستعمل بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للخضوع لفحوصات أكثر صرامة استعدادًا لتطوير قطاعها النووي. 

‌وخلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، أكّد وزير الطاقة السعودي أن "بلاده اتخذت موخرا قرارا بإلغاء بروتوكول الكميات الصغيرة الخاص بها والانتقال إلى تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة كاملة النطاق"، مضيفا أن "المملكة ملتزمة من خلال سياستها المتعلقة بالطاقة الذرية بأعلى معايير الشفافية والموثوقية".

ويأتي القرار السعودي بعد سنوات من الضغوط التي مارستها الوكالة الدولية للطاقة الذريّة لحمل العديد من البلدان التي لديها بروتوكولات الكميات الصغيرة على الانتقال إلى اتفاقية الضمانات الشاملة لضمان الالتزام بالجهود الدولية لمنع الانتشار النووي، بحسب التقرير.



وفي الوقت الحاضر، تملك السعودية مفاعلاً نوويا صغيرا تم تطويره بدعم من الأرجنتين لكنه لم يدخل قيد التشغيل بعد.

وأضاف، أن السعودية ستتمكن وبموجب اتفاقية الفضاء الكندية، من الوصول إلى المواد الانشطارية لبدء العمليات.

‌واستدرك التقرير، أن السعودية تسعى للحصول على امتيازات من الولايات المتحدة لتطوير برنامجها للطاقة النووية، وهي تطالب بمساعدة أكبر في مجال الطاقة النووية من واشنطن مقابل الموافقة على التطبيع مع "إسرائيل". 

وأشار، "إلى أن إسرائيل تعارض هذا الطلب نظرا لخوفها من إمكانية قيام السعودية بتطوير إمكاناتها في مجال الأسلحة النووية. وعلى نحو مماثل، رفض العديد من المشرعين في الولايات المتحدة وأوروبا هذه الخطوة".

ويرى الموقع، أن منطقة الشرق الأوسط تعد أقل تطورا إلى حد ما من عدة أجزاء أخرى من العالم، إلا أنها تُظهر اهتماماً متزايداً بتطوير قطاع الطاقة النووية، حيث تعمل  كل من الإمارات والسعودية على تسريع تطوير برامج الطاقة النووية وضخ مبالغ ضخمة من التمويل في المفاعلات النووية الجديدة.

كما تعمل عدة دول أخرى في المنطقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتخطيط للتطوير النهائي لبرامج الطاقة النووية الخاصة بها.

ومن شأن تطوير القطاع النووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط أن يساعد العديد من البلدان في الحفاظ على موقعها الريادي في قطاع الطاقة في عالم يبتعد تدريجياً عن النفط والغاز، بحسب الموقع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الطاقة النووية الإمارات السعودية السعودية الإمارات الطاقة النووية التحول الاخضر تقليل الانبعاثات صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الدولیة للطاقة الدولیة للطاقة الذریة فی الشرق الأوسط للطاقة النوویة الطاقة النوویة النوویة فی العدید من فی مجال

إقرأ أيضاً:

«الأوقاف» تطلق أول مسجد في المنيا يعمل بالطاقة الشمسية

أعلنت وزارة الأوقاف عن تشغيل مسجد النصر بقرية دلجا، مركز دير مواس، بمحافظة المنيا، بالكامل باستخدام الطاقة الشمسية، ليصبح أول مسجد في المحافظة يعتمد كليًا على مصادر الطاقة المتجددة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق التوجه نحو التنمية المستدامة وتعزيز الاستخدام الأمثل للطاقة داخل المساجد، بما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء وتخفيف الضغط على الشبكة العامة، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لدعم الاستدامة البيئية وترشيد استهلاك الطاقة.

وبهذه المناسبة، أشاد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بهذه التجربة الرائدة، مؤكدًا أهميتها في دعم جهود الدولة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة. كما وجّه بتكرار هذه التجربة في جميع المحافظات، مع إعطاء الأولوية للمساجد الكبرى ذات الاستهلاك المرتفع للكهرباء، لضمان تحقيق أكبر قدر من التوفير في الطاقة، وتوسيع نطاق الاستفادة من هذه المبادرة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 في مجال الطاقة المتجددة.

يعتمد تشغيل المسجد على محطة شمسية تتكون من 15 لوحًا من الخلايا الشمسية، تضمن توفير طاقة نظيفة ومستدامة لجميع مرافق المسجد.كما تم تزويد الأجهزة بنظام UPS لضمان استمرار الكهرباء دون انقطاع، بما يضمن استمرارية الخدمات المقدمة للمصلين، لا سيما في أوقات الذروة أو عند انقطاع التيار الكهربائي التقليدي.

أول مسجد يعمل بالطاقة الشمسية

ومن الناحية البيئية والاقتصادية، تسهم هذه المبادرة في تقليل الانبعاثات الكربونية، ما يحدث مردودا إيجابيًا في الحفاظ على البيئة، فضلًا عن خفض استهلاك الكهرباء التقليدية، ما يدعم الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة، ويعزز من الاعتماد على الحلول المستدامة داخل المساجد.

وانطلاقًا من نجاح هذه التجربة، تؤكد الوزارة أنها ستعمل على تعميمها تدريجيًا في جميع المحافظات، مع التركيز على المساجد الكبرى التي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء. كما سيتم التنسيق مع الجهات المختصة في مجال الطاقة المتجددة وشركات الطاقة الشمسية لتوفير الدعم الفني واللوجستي لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه التقنية.

وتؤكد وزارة الأوقاف المصرية أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطتها الاستراتيجية لتعزيز الاستخدام المستدام للطاقة داخل دور العبادة، بما يحقق توفيرًا في استهلاك الكهرباء، ويحافظ على البيئة، ويدعم جهود الدولة نحو التحول إلى الطاقة المتجددة.

اقرأ أيضاًبني سويف تتسلم 4500 كجم لحوم من صكوك الأوقاف لتوزيعها على الأولى بالرعاية

وزير الأوقاف: رمضان شهر السمو الأخلاقي والصفاء الروحي والاصطفاف الوطني

«وزير الأوقاف»: مسجد الحسين منارة إيمانية ووجهة روحية تتطلب عناية خاصة في رمضان

مقالات مشابهة

  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
  • «الأوقاف» تطلق أول مسجد في المنيا يعمل بالطاقة الشمسية
  • «الاتحادية للطاقة النووية» تطلع على مستجدات «براكة»
  • متحدث الوزراء: توافق مصري ـ أوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
  • الصناعة: إنشاء مشاريع عملاقة في مدينة الفاو
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
  • مجموعة لولو تعلن عن إتمام أول مشروع للطاقة الشمسية بنجاح في المملكة العربية السعودية وتعزز استدامتها عبر شراكتها مع كانو-كلينماكس
  • تأهل مشاريع طلاب مدرسة الضبعة النووية للمنافسة الدولية في مسابقة (ISEF)
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض