قال جمال الكشكي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن التضامن العربي لعب دورًا كبيرًا في نصر أكتوبر العظيم، وأن هذا النصر فوز للمنطقة العربية والإقليم ومستقبل المنطقة، حيث نجح في تغيير مفاهيم عديدة، وأعاد ترتيب الأوراق للمعادلة الفكرية في المنطقة.

وأضاف الكشكشي خلال مداخلة هاتفية على القناة" الأولي" أن العرب أسهموا منذ اللحظة الأولى للحرب في تدعيم مصر، سواء من خلال الدعم الاقتصادي أو الدعم الدبلوماسي، أو الدعم السياسي وغير ذلك، موضحاً أن الشيخ زايد مؤسس الإمارات حينما قال “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي” كان في لندن آنذاك، وعقد مؤتمرًا، طالب فيه وزير خارجيته بتقديم كل الدعم، والمشاركة في المؤتمر الذي دعت له السعودية، وتخفيض إمدادات النفط والدعم النفطي للدول التي كانت تدعم إسرائيل في ذلك التوقيت.

وأوضح أن المملكة العربية السعودية لعبت دورًا عظيمًا فى انتصار أكتوبر، وأن الملك فيصل أرسل الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية الحالي من أجل المشاركة في هذه الحرب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، أرسلت هنري كسينجر، أثناء الحرب ليغير دور السعودية تجاه حرب أكتوبر، وكتب كسينجر في مذكراته، أن طائرته في المطار، ولا تستطيع الإقلاع، وتحتاج إلى النفط، فرد عليه الملك فيصل قائلا: “أنه رجل كبير في السن، ويريد أن يصلي ركعتين في المسجد الأقصى، ويرغب في تحقيق أمنيته”.

وأشار جمال كشكي أن العراق لعب دورًا كبيرًا، وأرسل لواء من المدرعات، والكثير من الطائرات، وأيضا السودان، كان سبَّاقا من خلال مؤتمر الخرطوم لدعم مصر في الحرب، وأنه لا مجال للصلح أو التفاوض، وحينما ازداد الهجوم على مصر لم تتردد في نقل الكلية الحربية إلى السودان، مؤكداً أن الأردن أيضاً كان له خصوصية فيما يتعلق بحدوده على الجولان، ومن ناحية إسرائيل وجغرافيتها التي تفرض ضرورة الوقوف بقوتها ومدرعاتها وطيرانها، وكذلك المغرب وكل دول العالم العربي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إنجازات الدولة المصرية أبطال حرب أكتوبر الرئيس عبد الفتاح السيسي إقامة الدولة الفلسطينية 4 رسائل من الرئيس السيسي انتصار اكتوبر المجيد 50 عاما على حرب أكتوبر

إقرأ أيضاً:

هل دخل السودان عصر الميليشيات؟

هناك أكثر من سردية لبداية الحرب في السودان، ومن هو صاحب المصلحة في إشعال الحرب، لكن السردية الحكومية الرسمية تقول إن ميليشيا «قوات الدعم السريع» تمردت على سلطة الدولة وحاولت الاستيلاء على السلطة، فاضطر الجيش للتصدي لها. لكن حتى من يقول بتلك السردية يعترف بأن «قوات الدعم السريع» تكونت في عهد حكومة الإنقاذ الإسلامية، وكانت مهمتها هي القيام بالأعمال التي لا يمكن للجيش أن يقوم بها، بخاصة في دارفور التي كانت مشتعلة. وصدر قانون «الدعم السريع» في ظل حكومة الإنقاذ، وتم السماح لها بالتمدد من ناحية العدد ونوعية التسليح حتى صارت تشكل خطراً حقيقياً، ثم جاء الفريق عبد الفتاح البرهان وعدّل قانون «الدعم السريع» ليمنحها مزيداً من الصلاحيات، ويعطيها قدراً من الاستقلالية عن القوات المسلحة السودانية.

إذا افترضنا حسن النية في كل ما حدث، إن كان ذلك ممكناً، فالطبيعي أن يتعلم الناس من التجربة، ويمتنعوا عن تكرارها، على الأقل في المستقبل القريب، ويتجهوا ناحية تقوية الجيش الرسمي، وإعادة تأهيله وتسليحه وتدريبه ليكون القوة الوحيدة الحاملة للسلاح، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً.

أعلنت الحكومة الاستنفار، وكان المفهوم هو قبول متطوعين من المدنيين للالتحاق بالجيش. وفعلاً بدأ هذا العمل في عدد من الولايات، لكن في الوقت ذاته ظهرت «كتيبة البراء بن مالك» التابعة للحركة الإسلامية، وبدأت من جانبها فتح باب التجنيد وسط الشباب، واتخذت لنفسها شعاراً وراية مختلفين، وأدبيات مستوحاة من تاريخ الحركة الإسلامية وفصائلها المسلحة في العهد الماضي، ثم أعلنت حركات دارفور المتحالفة مع الحكومة تخليها عن الحياد وانضمامها لصفوف الجيش، مع فتح معسكرات للتجنيد والتدريب داخل وخارج السودان، وبالتحديد في دولة إريتريا المجاورة، ثم ظهر نحو خمسة فصائل من شرق السودان فتحت معسكراتها في إريتريا وبدأت تخريج المتطوعين. وكان الملمح الظاهر لكل هذه المجموعات المسلحة، بما فيها حركات دارفور وشرق السودان، هو الطابع القبلي للحشد والتعبئة والتجنيد.

الاختلاف الوحيد ظهر في منطقة البطانة، شرق الجزيرة، وولايتَي سنار والنيل الأزرق، حيث ظهرت مجموعات مسلحة انضمت لـ«الدعم السريع»، بقيادة أبو عاقلة كيكل في منطقة البطانة، والبيشي في منطقة سنار، والعمدة أبو شوتال في النيل الأزرق. وبالطبع كان الطابع القبلي لـ«قوات الدعم السريع» أظهر من أن يتم إخفاؤه؛ فقد اعتمدت بشكل أساسي على القبائل العربية في ولايات دارفور.

كانت التحذيرات تتردد من دوائر كثيرة، ليست فقط بين المجموعات المدنية التي وقفت ضد الحرب، ولكن حتى من بين صفوف السلطة والقوات المسلحة، واتفقت كلها على أن تمرد ميليشيا لا يمكن محاربته بتكوين عشرين ميليشيا أخرى لا تخضع بشكل مباشر لسلطة القوات المسلحة، وإنما لسلطة القبيلة.

بعد الانقلاب الكبير الذي قاده أبو عاقلة كيكل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وانضمامه للقوات المسلحة مع قواته المسماة «درع السودان»، شنت «قوات الدعم السريع» حملات انتقامية على مدن وقرى منطقة البطانة وشرق النيل، وقتلت المئات من المدنيين، وشردت مئات الآلاف من قراهم، ونهبت متاجرهم وممتلكاتهم. ورغم السخط الكبير على كيكل باعتبار أنه كان مسؤولاً عن استيلاء «قوات الدعم السريع» على ولاية الجزيرة، فإنه استفاد من التعبئة القبلية في المنطقة وضاعف حجم قواته، واستطاع أن يحقق انتصارات كبيرة ضد «الدعم السريع».

مع تقدم الجيش وتحقيق الانتصارات سرعان ما بدأ صراع الفصائل يظهر على السطح، بخاصة من خلال صفحات «السوشيال ميديا»، بين مجموعات «القوات المشتركة» المكونة أساساً من حركات دارفور المسلحة، وقوات «درع السودان» التي تمددت في منطقتَي شرق وغرب الجزيرة حتى غطت على ما عداها، ومجموعات الكتائب الإسلامية التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحد من تمددها في المناطق المختلفة. وتحولت الانتقادات إلى اتهامات بالفساد وارتكاب الجرائم والتصفيات، ووصلت لمرحلة تبادل اتهامات الخيانة والعمالة. وتزامن ذلك مع تبني البرهان وأركان الحكومة لما يُعرف بـ«خريطة الطريق» لمرحلة ما بعد الحرب، والتي أعدتها قوى سياسية ومسلحة متحالفة مع البرهان لم تشرك الحركة الإسلامية في إعدادها. وتضمن «الخريطة» للبرهان حكماً مطلقاً خلال فترة انتقالية قادمة، رأت فيها بعض الفصائل إنكاراً لدورها في الحرب.

الخطر الذي يخشاه السودانيون هو تحول هذه الصراعات الإسفيرية إلى صراعات ميليشيات مسلحة على الأرض، وهو ما بدا ظاهراً الآن؛ إذ تحول السودان إلى «كانتونات» تدخل البلاد في دوامة لا يعرف أحد حدودها وخطوط نهايتها.

فيصل محمد صالح
نقلا عن الشرق الأوسط  

مقالات مشابهة

  • إفطار المطرية اليوم.. تفاصيل أكبر مائدة رمضانية بالوطن العربي بحضور 100 ألف صائم|فيديو وصور
  • العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • نائل ينشر فيديو لـ مها وتصاب بالجنون.. ملخص الحلقة الـ 14 مسلسل أهل الخطايا
  • ستاندرد اند بورز ترفع تصنيف السعودية
  • خطاطو الباحة يطلقون مبادرة “التقويم الرمضاني” بالخط العربي
  • وسط الخرطوم
  • السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة الجوية للدول لعام 2025
  • مونيكا ويليم تكتب: الهدنة الروسية الأوكرانية: هل تُمهد لتسوية شاملة أم تعيد ترتيب الأوراق؟
  • اتحاد الغرف السعودية يطلق مبادرتين لدعم رواد الأعمال