تعددت الوجوه التي عينها الملك محمد السادس، في منصب قيادة لجنة الترشيحات لتنظيم كأس العالم، حيث يعتبر فوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رابع شخصية، يتم تعيينها من القصر في عهد الملك محمد السادس، في منصب مماثل ولو أن الأمر بالنسبة إليه تجاوز مرحلة الترشيحات، بعد كلٍّ من ادريس بنهيمة سنة 2006، وسعد الكتاني عام 2010، ثم مولاي عبد الحفيظ العلمي سنة 2026.

ادريس بنهيمة من رئاسة أولمبيك خريبكة وشركة لارام إلى قيادة ملف ترشح المغرب لمونديال 2006

بدأت قصة ترؤس شخصيات الأعمال والمال لجنة كأس العالم سنة 2006، عندما عين الملك الراحل الحسن الثاني، ادريس بنهيمة، مدير شركة الخطوط الملكية آنذاك، على رأس النسخة التي فازت بها ألمانيا، بعدما تفوقت على المملكة المغربية بفارق صوت واحد فقط، علما أن الشخصية المذكورة، كانت لها دراية بعالم كرة القدم، حيث كان رئيسا لأولمبيك خريبكة، الفريق الذي أشرف عليه عندما كان في المكتب الشريف للفوسفاط.

وتوطدت علاقة بنهيمة بالرياضة، عندما تقلد منصب نائب رئيس الوداد الرياضي عبد الإله أكرم، ورئيسا للجنة الانضباط بالفريق، إلا أن خبرة الرجل في عالم الكرة المستديرة، وقربه آنذاك من الرئيس السابق لفرنسا جاك شيراك، لم تسعفه لقيادة الملف المغربي إلى بر الأمان، بعدما فازت ألمانيا بالتنظيم، علما أن بنهيمة شغل عدة مناصب سامية، حيث شغل عضواً ضمن مجموعة التفكير التي أنشأها الحسن الثاني في أبريل 1996، واحتفظ بمنصبه إلى أن عينه الملك سنة 1997 وزيراً للنقل والملاحة التجارية والسياحة والطاقة والمعادن، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية مارس 1998.

وفي يوليوز 2001 عُيّن والياً على جهة الدار البيضاء الكبرى، حيث لم يدم في المنصب إلا أقل من عامين فقط، إذ أزيح من منصبه في 26 مارس 2003، وتم تعيينه مديراً عاماً لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، كما ترأس الخطوط الملكية المغربية منذ 15 فبراير 2006 إلى غاية 6 فبراير 2016.

سعد الكتاني من رجل لا تربطه آصرة بملاعب كرة القدم إلى قيادة لجنة كأس العالم 2010

يعتبر سعد الكتاني ثاني شخصيات إدارة الأعمال والمال التي يتم تعيينها من قبل الملك، لقيادة لجنة كأس العالم وكان ذلك سنة 2010، النسخة التي فازت بها جنوب إفريقيا، بعد نيلها 14 صوتا مقابل 10 للمغرب، الذي فشل للمرة الرابعة في الظفر بتنظيم نهائيات العرس المونديالي، علما أن الرجل كان يشغل منصب مدير بنك “التجاري وفا بنك لاحقا”.

وفشل سعد الكتاني في ترويج ملف المغرب، ما جعله يسقط سقطة مدوية آنذاك أمام جنوب إفريقيا، خصوصا وأن الرجل ليست لديه صلة وطيدة بعالم المستديرة، ليتم تعيينه بعد ذلك مندوبا ساميا لجمعية الذكرى 1200 سنة على تأسيس مدينة فاس، حينها قال الكتاني بعد الفشل في التنظيم، إنه لم يخرج من بيته وشعر بالاكتئاب يوم 15 ماي 2004 لتستمر بذلك حكاية الفشل.

مولاي حفيظ العلمي من إدارة الأعمال وتربعه على رئاسة وزارة الصناعة والتجارة إلى قيادة لجنة كأس العالم 2026

ارتأى الملك محمد السادس أن يعين مولاي حفيظ العلمي رئيسا للجنة كأس العالم 2026، النسخة التي ستنظمها دول أمريكا والمكسيك وكندا، بعد نيلها 134 صوتا مقابل 65 للمغرب، ليحرم بذلك هذا الأخير من نيل شرف التنظيم للمرة الخامسة، والثالثة عندما يكون رجل أعمال على رأس القيادة.

في 10 يناير 2018، عين الملك محمد السادس مولاي حفيظ العلمي رئيسا للجنة الملف وبعد يومين، تم اختيار وكالة فيرو للاتصالات الذي يقع مقرها في لندن مسؤولة عن الاتصالات والشؤون الاستراتيجية للملف المغربي، إلا أن كل هذه المؤشرات لم تسمح للمغرب بالحصول على شرف التنظيم، خصوصا وأن الرجل كان بعيدا عن ما هو رياضي عكس ما كان عليه الحال في إدارة الأعمال.

حصل مولاي حفيظ على شهادة الباكالوريا من ثانوية فيكتور هوغو، التابعة للبعثة الثقافية الفرنسية بمراكش، قبل أن ينتقل إلى كندا لمتابعة دراسته الجامعية، حيث حصل على شهادة الماجستير في المعلوميات من جامعة شيربروك. أول تجاربه المهنية كانت بكندا حيث جمع بين وظيفتي التدريس بجامعة لافال الكيبكية والاستشارية بوزارة المالية الكندية.

والتحق بعد ذلك بمجال التأمينات بكندا، ليعود إلى المغرب لتستقطبه مجموعة “أونا”، وتم تعيينه في العام 1988 لإدارة ذراعها في مجال التأمينات الشركة الإفريقية للتأمين، كما نصب كاتبا عاما للمجموعة في عام 1994، وفي سنة 1995 أحدث شركته الخاصة، ناهيك عن تقلده رئاسة “الاتحاد العام لمقاولات المغرب” خلال الفترة ما بين 2006 و2009.

وفي أكتوبر 2013، تم تعيينه وزيرا للصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ضمن حكومة بنكيران الثانية، باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، رغم أنه لم تكن له أية صلة انتماء للحزب، مما يقوي فرضية استوزاره.

فوزي لقجع من موظف مالي إلى رئاسة جامعة الكرة والتوغل في “كاف” و”فيفا” إلى قيادة لجنة كأس العالم 2030

يعتبر فوزي لقجع، أكثر رؤساء لجنة كأس العالم الذين تم تعيينهم من قبل القصر، له دراية بخبايا الكرة محليا وقاريا ودوليا، بعدما توغل وصال وجال بمختلف الملاعب الدولية، وكذا في مناصب القرار، بصفته وزيرا منتدبا مكلفا بالميزانية، ما جعله ينجح قي الترويج للملف المغربي الذي قاده لنيل شرف التنظيم سنة 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال ليكون بذلك الأنجح من بين الأسماء المذكورة أعلاه.

بدأ لقجع خطواته متدرجا، وهو الذي تابع مرحلة الدراسة الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه “بركان”، حيث حصل على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية عام 1988، ليلتحق بعدها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الذي تخرج منه بشهادة مهندس زراعي، ملتحقا بعد ذلك بوزارة الفلاحة، قبل أن يكمل دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة التي كانت سببا في بداية عمله بالمفتشية العامة للمالية، منتقلا بعدها للعمل رئيسا لشعبة المجالات الإدارية، وفي منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية.

من المال والأعمال، انتقل إلى عالم الكرة المستديرة التي عشقها في صغره، حيث داعب الكرة كأسلافه، إلا أن انشغاله بمساره الدراسي والمهني جعله يبتعد عن عشقه؛ عشق ظل يلاحق لقجع مع توالي السنوات، ما جعله يعود إليه من بوابة التسيير، بعدما تمكن من رئاسة الفريق الذي ترعرع بين فئاته السنية نهضة بركان سنة 2009، عائدا به إلى قسم الأضواء، ليجد نفسه بعد سنوات قليلة، مشرفا على الجهاز الوصي علی الكرة بالمغرب، منصبا نفسه أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

لقجع ومنذ توليه منصب الرئاسة بالجامعة، عمل على رفع ميزانية الجامعة، ورفع الدعم الممنوح للفرق الوطنية، ناهيك عن الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية، التي كانت تثير غضب الكثير من الفرق وجمهورها، لتصبح بذلك الجامعة في عهده تعرف دينامية وحيوية كبيرتين؛ قاطعا بذلك خطوات متميزة بنقله كرة القدم الوطنية من ماضيها المجهول، نحو حاضرها المشرق، ليصعد بعد ذلك إلى مركز القرار في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد تعيينه في “الكاف” رئيسا للجنتي المالية والتدبير والتعويضات والأجور، ولجنة المنافسات والأندية، ونيابة رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

لقجع، وبعدما توغل إفريقيا، اتجه صوب أكبر هرم في التسيير الكروي “الاتحاد الدولي لكرة القدم”، بعدما عين عضوا بمركز لجنة الحكامة والمراجعة، لمراقبة عمل “الكاف” والمسابقات الإفريقية والحكام والملاعب، ما جعله يوطد علاقته بإيفانتينو رئيس “الفيفا”، الذي كان دائما يشيد بالرياضة في المغرب والطفرة التي حققها جهاز الكرة وطنيا وقاريا، ومازال كذلك؛ شهادة ساهمت ولو بشكل غير مباشر في تغيير البوصلة صوب “الفيفا”، وتفكيره في تقلد منصب في لجنتها التنفيذية، وهذا ما حصل بالضبط بعدما تم تعيينه عضوا باللجنة رفقة المصري هاني أبوريدة، ليكون بذلك أول مغربي يشغل هذا المنصب، بعدما كان أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

كلمات دلالية ادريس بنهيمة الملك الحسن الثاني الملك محمد السادس سعد الكتاني عبد اللطيف السلامي فوزي لقجع مولاي الحفيظ العلمي نهائيات كأس العالم 2030

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الملك الحسن الثاني الملك محمد السادس فوزي لقجع نهائيات كأس العالم 2030 الملک محمد السادس الملکیة المغربیة الحسن الثانی لکرة القدم إلى قیادة فوزی لقجع بعد ذلک

إقرأ أيضاً:

بشرى كربوبي خامس أفضل حكمة في العالم لسنة 2024

أعلن الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، عن قائمة أفضل حكام في العالم لسنة 2024، في فئة السيدات، حيث احتلت المغربية بشرى كربوبي، المركز الخامس برصيد 27 نقطة، ممثلة لوحدها التحكيم العربي والمغربي، فيما تواجدت الرواندية سليمة موكانسانجا، كممثلة ثانية عن قارة إفريقيا.

واحتلت الإنحليزية ريبيكا ويلش، الصدارة برصيد 118 نقطة، متبوعا بالفرنسية ستيفاني فرابارت، بما مجموعه 104 نقاط، والسويدية تيس أولوفسون، ب94 نقطة، فيما جاءت الأمريكية توري بينسو، في الصف الرابع، والمغربية بشرى كربوبي، خامسا، بينما احتلت البرازيلية إيدينا ألفيس باتيستا، الصف السادس، متبوعة باليابانية يوشيمي ياماشيتا، فيما كانت الرتبة التاسعة، من نصيب الرواندية سليمة موكانسانجا، لتحتل الإسبانية مارتا هويرتا دا أزا، الرتبة العاشرة.

وكانت المغربية بشرى كربوبي، قد حصدت جائزة أفضل حكم في القارة السمراء، خلال حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي جرت أطواره اليوم الإثنين، في قصر المؤتمرات بمراكش.

وجاء حصول بشرى كربوبي، على هذه الجائزة، بعد المسار الجيد الذي قدمته في قيادة مباريات دوري أبطال إفريقيا والكؤوس الإفريقية، وكذا البطولة الاحترافية، حيث قال موتسيبي، في كلمته، إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أعاد هذه الجائزة للواجهة لتشجيع الحكام على تقديم الأفضل فيما هو قادم.

وكانت بشرى كربوبي أول حَكمة عربية، وثاني حَكمة إفريقية تدير مباراة في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم الرجالية. يأتي هذا الإنجاز بعد الرواندية سليمة كاسانغانا، التي أدارت بنجاح مواجهةً حاسمة خلال النسخة السابقة من البطولة بين منتخبي غينيا وزيمبابوي، بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، في إطار المنافسات النهائية للمجموعة الثانية.

وكانت كربوبي أول سيدة تدير مباراة في البطولة الوطنية الاحترافية للقسم الأول في كرة القدم، كما عينت لتحكيم المباراة النهائية لكأس العرش 2019-2020.

وفازت الحكمة المغربية، في بداية السنة، بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي كـ « أفضل حكم عربي لكرة القدم ».

كلمات دلالية الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء بشرى كربوبي حفل جوائز الكاف

مقالات مشابهة

  • الرياضة.. فرص اقتصادية وقوة ناعمة
  • "علي بابا" تدخل السوق الأفريقية من بوابة المغرب
  • الأهلي ومحمد صلاح في منافسة نارية بحفل جلوب سوكر
  • بشرى كربوبي خامس أفضل حكمة في العالم لسنة 2024
  • تنظيم المونديال/التعديل الحكومي/الفيضانات/زيارة ماكرون/ هذه أبرز الأحداث التي شهدها المغرب خلال سنة 2024
  • اختيار المغربية بشرى كربوبي خامس أفضل حكمة في العالم لسنة 2024
  • دبي تجمع نجوم العالم في «ليلة الجوائز»
  • العالم الآخر يختنق.. ليبيا تطلب إعادة فتح الخطوط الجوية والبحرية مع المغرب
  • الملك محمد السادس يمدد مهمة الفريق المغربي لإغاثة فالنسيا حتى مرور أعياد الميلاد
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم