أطفال من كاراباخ يعيشون دوامة الحرب والمنفى في يريفان
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
يريفان"أ.ف.ب": تحلم لاريسا التي تبلغ من العمر العمر 14 عاماً بالاستمرار في الذهاب إلى المدرسة. لكن الهجوم الأذربيجاني في ناغورني كاراباخ قلب حياتها رأساً على عقب وحياة الآلاف من الأطفال الأرمن الآخرين الذين واجهوا صدمة الحرب والمنفى.
قبل ثلاثة أسابيع فقط، كانت هذه المراهقة الخجولة تلميذة هادئة في خندزرستان، وهي قرية تقع في هذا الجيب الأرمني في الأراضي الأذربيجانية، الذي كان محور العديد من الحروب الدموية منذ تفكّك الاتحاد السوفياتي.
واليوم، تقضي لاريسا وقتها في رعاية شقيقيها الأصغر سنّاً، وأحدهما معاق جسدياً، في منزل متواضع في يريفان إلى حيث لجأت عائلتها، بعد الغزو الأذربيجاني لناغورنيكاراباخ.
والحافلة الصغيرة القديمة المتوقّفة أمام المدخل هي كلّ ما تبقّى لديهم تقريباً.
وتقول الفتاة التي تطمح لأن تصبح "طبيبة قلب"، "لقد أخذت فقط بعض الملابس، الألعاب لم تعد تصلح لسنّي".
على الرغم من الفقر المدقع والنفي، ما زالت والدتها ماريان تؤمن بأيام قادمة أفضل. تقول معلّمة الكيمياء التي بذلت خلال الرحلة كلّ ما وسعها لـ"إخفاء انفعالاتها عن أطفالها"، "عندما تعود إلى المدرسة، سيكون الأمر أفضل".
تأسست جمعية "هويسي كاتيل" ("قطرة الأمل" باللغة الأرمنية) في العام 2016، وهي تساعدهم عبر توفير المواد الغذائية الأساسية، وأيضاً من خلال تقديم خدمات طبيب نفسي يحاول تهدئة صدمة الأطفال ومساعدة الآباء على العثور على الكلمات الصحيحة.
وتقول الطبيبة ليليث هايرابتيان "لا يمكننا أن نقول لهم إنّ كلّ شيء على ما يرام، ولا يمكننا أن نروي لهم حكايات خرافية".
يعدّ التحدّي المتمثّل في تعليم اللاجئين وتزويدهم بالرعاية النفسية، هائلاً في بلد مقتنع بأنّ وجوده مهدّد من قبل جارتيه، تركيا من الغرب وأذربيجان من الشرق، وما زال يعاني من صدمة المذابح التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية وذهب ضحيتها ما يصل إلى 1.5مليون أرمني بين عامي 1915-1916، وتمّ الاعتراف بها على أنها إبادة جماعية من قبل العديد من المؤرّخين ونحو ثلاثين دولة، ولكن ليس من قبل تركيا.
وتضيف الطبيبة هايرابتيان "القلق في كلّ مكان، وهناك خوف من فقدان بلدنا. يجب علينا تعليم الأطفال مواجهة الواقع".
ولكن أولئك الذين نشأوا في قره باغ لا يحتاجون إلى الكثير من التوضيح، حيث واجهوا صوت الرصاص والقصف منذ صغرهم.
شهد مارات باغسيان البالغ من العمر سبع سنوات، الصراع الذي استمرّ 44 يوماً في كاراباخ في العام 2020، كما شهد التاريخ يعيد نفسه يومي 19 و20 سبتمبر خلال الهجوم الخاطف الذي نفذته قوات باكو.
ويقول الصبي ذو العينين السوداوين الكبيرتين والذي يرتدي حذاءً رثاً، "كنت عائداً إلى المنزل من المدرسة، وغيّرت ملابسي لأذهب للّعب في الخارج وسمعت القصف"، مضيفاً "عدت إلى المنزل على الفور".
هو أيضاً سلك طريق المنفى نحو يريفان مع كرة القدم وشقيقتيه الصغيرتين ووالديه. ويقول "كانت رحلة طويلة جداً لكنني لم أنم".
لجأوا إلى شقة متهالكة في العاصمة اكتظّت بعشرة من أفراد الأسرة، بما في ذلك والدته الحامل. لكنّه كان محظوظاً على الأقل لأنه وجد بسرعة مكاناً في مدرسة حيث كان الترحيب من زملائه دافئاً، كما يقول.
ويضيف "الوضع جيد هنا ولكنه جيد هناك أيضاً"، مبدياً تصميماً على العودة ذات يوم إلى كاراباخ التي يعتبرها "وطنه الأم".
تأتي الطبيبة هايرابتيان أيضاً لزيارة هذه العائلة، وتستفسر عن الحالة النفسية للأطفال ولكنها تتفحّص أيضاً البالغين، وخصوصاً الرجال الذين غالباً ما يكونون صامتين ولكنّهم محطّمون.
وتقول الطبيبة "المشكلة هي أنهم لا يريدون التحدّث، ولا يريدون إظهار مشاعرهم.... إنهم يشعرون بالخجل لأنهم فقدوا كلّ شيء، ولم يعودوا قادرين على إعالة أسرهم ويخشون ألا يكونوا قدوة جيدة لأطفالهم".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مشهد خرافي.. لميس الحديدي تعلق على إنقاذ 3 أطفال بحريق فيصل
علّقت الإعلامية لميس الحديدي على فيديو اجتاح منصات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، يوثّق بطولة عدد من شباب منطقة فيصل في إنقاذ ثلاثة أطفال من حريق شقة في منطقة كعابيش وكاد أن يودي بحياتهم.
وقالت: “كثيرًا ما نتساءل: ماذا حدث للمصريين؟ أين ذهبت الشهامة والجدعنة؟! ثم يأتي حادث مثل هذا ليعيد لنا الثقة بأن شهامة المصريين وجدعنتهم لا يمكن أن تختفي أو تندثر، وهذا المشهد لا يمكن أن يحدث إلا في مصر.”
حوادث المريوطية| محلية النواب تطالب بإعادة النظر في الطرق والكباريالرقابة المالية: 3.2 مليون عميل لنشاط التمويل الاستهلاكي خلال 10 أشهر
وتابعت لميس خلال برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة ON: "المشهد كان لحريق شبّ في شقة بالطابق الحادي عشر في أحد المباني بمنطقة كعابيش في فيصل، حيث كان بداخلها ثلاثة أطفال دون وجود أهلهم، لكن الشباب، كريم ناصر ومحمد شعبان، كانا يمران صدفة."
أوكملت: "صعدا إلى الطابق العاشر، ثم قاما بالتشبّث بالدرابزين حتى وصلوا إلى الطابق الحادي عشر، وتمكنوا من إنقاذ الأطفال الثلاثة، رغم أنهم خاطروا بحياتهم، لأنهم كانوا معرضين للسقوط في أي لحظة."
وأردفت: “كان مشهدًا مذهلًا، والناس حبست أنفاسها طوال مدة الفيديو خوفًا على الشباب أو الأطفال مما قد يحدث لهم.”
وأتمت : دول المصريين الي ممكن مانعرفش أساميهم ومش مشهورين لكن رجالة وعندهم إقدام وجرأة "