عواصم "وكالات": أعلن الكرملين اليوم الجمعة أن القوات الروسية لم تستهدف مطلقًا البنية التحتية المدنية في أوكرانيا بعدما اتهمت كييف موسكو بالوقوف خلف هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 52شخصًا الخميس في قرية جروزا في الشرق.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "نكرر أن الجيش الروسي لا يضرب أهدافا مدنية.

الضربات تشن على أهداف عسكرية، في أماكن يتركز فيها العسكريون".

وفي سياق آخر،أعلن رئيس مجلس الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، اليوم الجمعة، أنّ روسيا تدرس الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الترسانة الروسية.

وقال فياتشيسلاف فولودين في بيان، إن "مجلس الدوما سيناقش في اجتماعه المقبل" المقرّر عقده بعد غدا الاثنين، "مسألة سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية".

ويأتي هذا الإعلان غداة إعلان بوتين أن مثل هذا الانسحاب يمكن أن يكون "رداً بالمثل" على الولايات المتحدة التي لم تصدّق مطلقاً على هذه المعاهدة.

وقال فولودين إنّ "الوضع في العالم قد تغيّر. فقد شنّت واشنطن وبروكسل حرباً ضد بلدنا. والتحديات الحالية تتطلّب حلولاً جديدة".

اعتبر فلاديمير بوتين، الخميس خلال المنتدى الدولي في فالداي في روسيا، أن "ليس من الضروري" تشديد العقيدة النووية الروسية في ضوء الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية غير المسبوقة ضدّ موسكو.

وقال "أسمع بالفعل دعوات للبدء في اختبار الأسلحة النووية على سبيل المثال".

وأضاف "لقد وقعت الولايات المتحدة على معاهدة مناسبة لحظر التجارب النووية، وقد وقعت عليها روسيا. وقعت عليها روسيا وصدّقت عليها، ووقعت عليها الولايات المتحدة، لكنها لم تصدّق عليها".

ووفق بوتين، فإنّ "من الناحية النظرية"، يمكن لروسيا "أن تسحب موافقتها على التصديق" في هذا السياق.

وأضاف أنّ روسيا تستكمل اختبارات الجيل الجديد من صواريخ بوريفيستنيك وسارمات.

وفي سياق ايضا، دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الجمعة إلى إنتاج مزيد من الطائرات المقاتلة من طراز سو-34 فيما تواصل موسكو هجومها على أوكرانيا.

وكان الكرملين قد أعلن عن زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير بما يلبّي احتياجاته العسكرية في أوكرانيا مع اقتراب الهجوم الواسع النطاق من انهاء عامه الثاني.

وقال شويغو خلال زيارة لقاعدة تصنيع لسلاح الطيران في نوفوسيبيرسك في سيبيريا إن "هذه الطائرات تؤدي أعمالا شاقة. يمكنها القيام بأربع إلى خمس طلعات يوميا".

وأضاف "لهذا السبب نحتاج إلى تكثيف وتسريع" إنتاجها.

وأكد أن وزارة الدفاع "كلفت إدارة المصنع بتسريع أعمال الانتاج والتصليح" لطائرات سو-34 لأن هذا السلاح "مطلوب".

وجاءت هذه التصريحات خلال زيارة شويغو لمصنع نوفوسيبيرسك للطيران، على بعد حوالي 3000 كيلومتر شرق موسكو.

وتحوّل الكرملين، الذي تعرض لنظام عقوبات غربية غير مسبوق، إلى اقتصاد الحرب.

وزاد الإنفاق الدفاعي بنسبة 68 %لعام 2024، أي ما يعادل حوالي 6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويتخطى الإنفاق المخصص للسياسات الاجتماعية.

الأمم المتحدة: صاروخ روسي أصاب غروزا

من جهة اخرى، صرّحت متحدثة باسم مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان اليوم الجمعة، أنّ "كلّ شيء يشير" إلى أنّ صاروخاً روسياً هو الذي أصاب قرية جروزا الصغيرة في أوكرانيا الخميس وأدى إلى مقتل العشرات.

وقالت إليزابيث ثروسيل خلال الإحاطة الدورية للأمم المتحدة في جنيف، "في هذه المرحلة، من الصعب للغاية بالطبع التثبت بشكل مطلق ممّا حدث، ولكن بالنظر إلى الموقع، وبالنظر إلى تعرّض المقهى للقصف، فإنّ كلّ شيء يشير إلى أنه كان صاروخاً روسياً"، مشددة على ضرورة مواصلة التحقيق.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولون آخرون في الوكالات التابعة للأمم المتحدة، والعواصم الغربية الكبرى الهجوم.

واتهم الأوروبيون والأميركيون روسيا بالوقوف وراء ذلك، ولم تنفِ موسكو ذلك.

وقالت ثروسيل "لا يبدو أنّ هناك أيّ أهداف عسكرية قريبة، لكن هذا سيتطلّب بالطبع مزيداً من المراجعة والتحقق".

وقالت ثروسيل لوكالة فرانس برس إنّ المفوضية السامية لحقوق الإنسان سترسل فريقاً من ثمانية أعضاء، بينهم رئيس لجنة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا إلى الموقع. ومن المقرّر أن يصل هذا الفريق غدا السبت، وسيقوم هذا الفريق بجمع شهادات من الناجين لتسليط الضوء على ما حدث.

قتيلان في غارة جديدة على أوكرانيا

في هذه الاثناء، شيعت أوكرانيا اليوم الجمعة 52 شخصاً بينهم طفل، قضوا في اليوم السابق في قصف على قرية صغيرة في شرق البلاد حيث تجمّعوا لحضور مراسم تأبين جندي، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المدنيين منذ بداية الحرب.

وندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، المتواجد في إسبانيا لحضور قمة أوروبية"الهجوم الإرهابي غير الإنساني" الذي نفّذته روسيا، والذي أدانه أيضاً حلفاؤه الغربيون بشدة، فيما أشارت الأمم المتحدة من جانبها إلى "جريمة حرب" محتملة.

في هذه الأثناء، أدى قصف روسي اليوم الجمعة إلى مقتل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات وجدّته، وإصابة ما لا يقل عن 28 شخصاً في خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.

وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو عبر تطبيق تيليغرام، "تمّ العثور على جثة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات تحت الأنقاض"، مضيفاً أنّ جدته توفيت أيضاً.

من جانبه، أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف، عن إصابة 28 شخصاً على الأقل، بينهم طفل يبلغ من العمر 11 شهراً، وهو من عائلة الضحيّتين نفسها.

ولحقت أضرار بمبنيين ودمّر مبنى سكني مكوّن من ثلاثة طوابق، وقالت الشرطة إنّ صاروخين باليستيين من طراز إسكندر أصابا المبنيين.

وشاهد مصور وكالة فرانس برس ما يبدو أنّه شظية أحد الصواريخ في قاع حفرة كبيرة في أحد شوارع وسط المدينة. وينتشر العديد من الحطام في الشوارع حيث انقلبت المركبات المدنية أو تفحّمت.

يأتي ذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً، من بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات، في قصف طال قرية غروزا في منطقة خاركيف، حيث تجمّع السكان للمشاركة في تأبين جندي، وفقاً لحصيلة جديدة من الحاكم.

وضرب الهجوم الدموي الخميس غروزا، حيث كان المشيّعون في مقهى، كما سقط ضحايا في متجر في المبنى نفسه في القرية التي يبلغ عدد سكانها 330 شخصاً والواقعة في منطقة خاركيف.

وصباح اليوم الجمعة، كان رجال الإطفاء يقومون بإزالة الأنقاض.

في المقبرة الواقعة عند مدخل القرية، جاء أوليكسي مع أفراد من عائلته لتحديد موقع القبور التي سيدفن فيها شقيقه وزوجة أخته، اللذين قُتلا في الهجوم.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أعرف متى سنتمكّن من دفنهم. جثة أخي كانت سليمة، لكن جثة زوجته كنت بلا رأس".

في مكان آخر، كان قبر الجندي أندري كوزير مغطى بالورود ويعلوه العلم الأوكراني، وكان الضحايا الـ52 قد تجمّعوا في مقهى لحضور مراسم العزاء به.

وتقول فالنتينا كوزيينكو (73 عاماً) التي تعيش في الجهة المقابلة، "لقد مات كلّ من كان في الجنازة. لقد حدث ذلك بعد دخول الناس إلى المقهى مباشرة".

وتتساءل "كيف عرف الروس أنّ هناك الكثير من الناس هناك؟ ربما أخبرهم أحدهم".

من جهته، أدان المجتمع الدولي الهجوم على جروزا، ودعا إلى وضع حد للهجمات ضدّ المدنيين.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الجمعة، إنّ "هاتين الفظاعتين تثبتان أنه يجب الحفاظ على الدعم العالمي لأوكرانيا وتعزيزه. إن إضعافه لن يؤدي إلا إلى المزيد من جرائم الحرب من هذا النوع".

وتشهد مسألة المساعدة لأوكرانيا سجالاً حامياً، إذ نظراً للأزمة السياسية في واشنطن، قد ينضب تدفّق الأموال والأسلحة من الولايات المتحدة، الأمر الذي يقلق كييف وحلفاءها الغربيين.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لمنع روسيا من تدمير بنيتها التحتية للطاقة، كما فعلت العام الماضي لإغراق السكان في الظلام والبرد.

وأرسل الجيش الروسي أسراباً جديدة من الطائرات بدون طيار الهجومية خلال ليل الخميس الجمعة لضرب وسط وشمال شرق وجنوب أوكرانيا.

وأعلنت أوكرانيا أنها أسقطت 25 من أصل 33 طائرة بدون طيار في جميع أنحاء البلاد بين عشية وضحاها.

وأشار حاكم منطقة أوديسا (جنوب) أوليغ كيبر، إلى أن طائرات مسيرة ألحقت أضراراً بمخزن حبوب في ميناء إسماعيل وأضرمت النار في تسع شاحنات.

تستهدف القوات الروسية ميناء الدانوب على نحو متكرر وهو مهم بالنسبة لأوكرانيا لأنه يستخدم لتصدير المنتجات الزراعية وخاصة القمح، وتشن روسيا ضربات ضد أوكرانيا كلّ ليلة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ.

السويد تتعهد بتقديم مساعدات عسكرية إضافية

وفي سياق المساعدات الغربية، قال وزير الدفاع السويدي بال جونسون اليوم الجمعة إن بلاده سترسل لأوكرانيا حزمة مساعدات عسكرية جديدة قيمتها 199 مليون دولار تتكون أساسا من ذخيرة مدفعية، مضيفة أنها ستدرس إرسال طائرات مقاتلة.

وذكر جونسون في مؤتمر صحفي أن الحكومة كلفت القوات المسلحة رسميا بدراسة ما إذا كانت السويد ستتمكن من إرسال طائرات مقاتلة من طراز جاس جريبن إلى أوكرانيا.

لكنه أكد مجددا أيضا أن السويد، لأسباب تتعلق بالأمن الداخلي، تحتاج إلى أن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي قبل أن ترسل أي طائرات مقاتلة.

وأضاف جونسون أن من المقرر أن تجري القوات المسلحة تحليلا للأمر بحلول السادس من نوفمبر. وتأمل السويد في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال الخريف بعدما عرقلت اثنتان من الدول الأعضاء وهما تركيا والمجر انضمامها.

وستكون حزمة المساعدات العسكرية الجديدة هي الرابعة عشرة التي تقدمها السويد لأوكرانيا منذ بداية الحرب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة طفل یبلغ من العمر الیوم الجمعة فی أوکرانیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلماني روسي: موسكو تدرس نشر صواريخ في كوبا

قال عضو مجلس النواب في البرلمان الروسي سيرغي ميرونوف -اليوم الخميس- إن روسيا تدرس خيار نشر صواريخ في كوبا، ردا على ما وصفه بتصعيد أميركي بشأن أوكرانيا وسباق تسلح متسارع بين القوى النووية الكبرى.

وأضاف ميرونوف أن واشنطن "شرعت في سباق تسلح يمكن أن يقود إلى عواقب مدمرة للولايات المتحدة"، لافتا -في بيان- إلى أن "احتمال استخدام قاعدة في كوبا، التي زارتها مؤخرا سفن روسية تحمل أسلحة فرط صوتية، مجرد خيار من خيارات عديدة".

وأوضح ميرونوف وهو زعيم "حزب روسيا العادلة -وطنيون- من أجل الحقيقة"، وينتمي لتيار موال للرئيس فلاديمير بوتين، أن ما سماه "أزمة الصواريخ الكوبية يمكن أن تحدث في أي مكان، مع الأخذ في الاعتبار القدرات الحديثة للجيش الروسي والقوات الجوية والبحرية".

وكان بوتين قال الأسبوع الماضي إن موسكو يجب أن تستأنف إنتاج الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ذات القدرة النووية ثم تفكر في مكان نشرها بعد أن جلبت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة إلى أوروبا وآسيا.

كذلك وصلت 4 سفن تابعة للبحرية الروسية، بينها غواصة تعمل بالطاقة النووية، إلى كوبا في الـ12 من الشهر الماضي، في حين أرسلت البحرية الأميركية سفنا حربية وطائرة إلى سواحلها الجنوبية بعد اقتراب ذلك الأسطول البحري الروسي الذي زار كوبا.

وبعد يومين من ذلك، أبحرت سفينة دورية تابعة للبحرية الكندية إلى هافانا، عقب ساعات من إعلان الولايات المتحدة رسوّ غواصة هجومية في قاعدتها البحرية بخليج غوانتنامو بكوبا، في ظل وجود الأسطول الروسي الذي وصل إلى ميناء هافانا.

الفرقاطة "الأميرال جورشكوف" وهي جزء من أسطول للبحرية الروسية زار كوبا في منتصف يونيو/حزيران الماضي (الفرنسية)

وتعد المواجهة التي اندلعت عام 1962 بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بشأن نشر موسكو لأسلحة نووية في كوبا اللحظة التي اقتربت فيها القوى العظمى في الحرب الباردة من حرب نووية، وظلت رمزا لمخاطر التنافس بين القوى العظمى، رغم "نزع فتيل الأزمة" حينئذ.

كما أدت حرب روسيا المستمرة في أوكرانيا منذ عام 2022 إلى تدهور علاقات موسكو مع الغرب إلى أدنى مستوياتها وزيادة التوتر بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء المجري أوربان يلتقي بوتين لإجراء محادثات في موسكو في زيارة نادرة يقوم بها زعيم أوروبي
  • الكرملين: زيارة أوربان إلى موسكو كانت بمبادرة من الجانب المجري
  • موسكو: موقف الغرب من التسوية في أوكرانيا سيتغير استنادا لسير العملية العسكرية الروسية
  • بيسكوف: العقلاء في الغرب سيفكرون في خطة بوتين للسلام في أوكرانيا
  • برلماني روسي: موسكو تدرس نشر صواريخ في كوبا
  • أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا
  • اتهامات أوروبية للصين بتطوير طائرات مسيرة لصالح روسيا
  • موسكو سترد على قرار فنلندا منح أمريكا حق استخدام قواعدها
  • روسيا: سياسيات فنلندا العدوانية لن تبقى دون رد
  • مسؤولون غربيون: الصين تعمل على تطوير طائرات هجومية بدون طيار لصالح روسيا