الوطن:
2025-04-07@05:10:41 GMT

أحمد بهجت يكتب: الله.. الوطن.. الشرف

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

أحمد بهجت يكتب: الله.. الوطن.. الشرف

أحياناً يحس الإنسان أنه يواجه موقفاً لا يستطيع التعبير عنه بأى كلمات..

تبدو الكلمات هنا ظلماً للمشاعر، فهى لن تعبر عنها مهما حاولت، ولن ترتفع لمستوى الموقف مهما جاهدت..

أعيش كمصرى هذه اللحظات الآن..

ماذا يمكن أن يقال عن بدء حرب تحرير سيناء؟

إن حركة الجيش المصرى نحو سيناء لم تكن مجرد عبور لمانع مائى من أجل تحرير أرض محتلة.

. لقد غسل الجيش المصرى وجه مصر بعبوره، وأعاد للوجه الجليل المهيب شرفه.

أعترف أننى لا أفهم كثيراً فى السياسة، كما أعترف أن معلوماتى العسكرية لا تزيد عن قراءة مذكرات القادة العسكريين، غير أن ما أعرفه جيداً أن حركة الجيش المصرى نحو سيناء قد أذابت فى روحى، كما أذابت فى أرواح الملايين، هماً غامضاً كئيباً كان يسجننا جميعاً.. بعدها بدأت مراسم التطهير المقدس.

ولقد أوشكت أن أعتقد أن سيناء لم تعد بعد أسرها جزءاً من التراب المصرى، إنما صارت عضواً يدق فى صدر مصر، جوار القلب.. عضواً يدق دقات متتالية فاجعة ويغذى الجسد كله بدفعات من الألم الهادئ، الذى يجعل الحياة تفقد مذاقها، ويتساوى فيها النجاح والفشل كما يتساوى فيها الحب والكراهية.. ولهذا السبب أحسست أن الجيش لم يكن يحرر سيناء، إنما كان يحررنا نحن من الأحزان والكآبة وهذا الشعور الخانق بالعار، وهذا الخوف من حكم الأجيال المقبلة.. لم تكد أنباء القتال تبدأ حتى تغير طعم الأشياء حولنا فجأة.. تحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُهزم ولا يُطال.

تحطمت أسطورة الشعب المصرى المغلوب على أمره.. المستسلم لأحزانه..

تحطمت أساطير كثيرة جاهد العدو ليغرسها فى نفوسنا.. محاولاً أن يصل بنا إلى الشاطئ الآخر من اليأس.. ومن المدهش أن المعجزة قد وقعت بعد انتهاء زمن المعجزات، وأخذت شكل المعجزات التقليدى، بمعنى أنها وُلدت فى اللحظات التى كان اليأس فيها يكاد يعتلى عرشه.

ومن قلب اللامبالاة والجمود الصامت.. انبعث الأمل فجأة.. وارتدّت الموجة تزخر بالصحة والحماس والإيمان.. واكتسحت الموجة أمامها كل المستحيلات.

ومن المعروف أن المعجزات لا تقع للنائمين، ولا تصل آثارها للكسالى، إنما تقع المعجزة حين تقع، بعد أن يقدّم الناس فكرهم ودماءهم وأموالهم كثمن مبدئى.. بعدها تقع المعجزة.

ولقد كانت أول كلمة ترتفع فوق سيناء والعلم المصرى يعود إليها كلمة تقول «الله أكبر»، وهكذا قاتل الإيمان مع جنود مصر، كما قاتل معهم العلم والشجاعة، بعدما انهزم المستحيل وتبدّدت الأسطورة، وعادت رايات النصر واليقظة، ولا تحسب أننا نبالغ لو قلنا إن بعث الإنسان والوطن قد بدأ بحركة تحرير سيناء ورد الاعتداء..

إن الإيمان بالله قد أعاد إلينا الوطن والشرف.

حمداً لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه..

وشكراً للأمة العظيمة التى استطاعت، رغم قسوة الظروف، أن تصنع قائداً له حكمة أنور السادات وله جوهره.. أما ضباط الجيش وجنوده فليس لدينا شكر نسوقه لهم.. إنهم فى نهاية الأمر أرواحنا التى تحارب من أجلنا.. وهم أعز علينا الآن من الروح وأغلى.

«الأهرام» - 12 أكتوبر 1973

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: الضجيج الإسرائيلي حول تواجد الجيش في سيناء «جعجعة» بلا قيمة

قال الإعلامي مصطفى بكري، إن إسرائيل تدرك جيدًا قوة الجيش المصري والرئيس السيسي وضع نصب عينيه إعداد الجيش وتسليحه وتدريبه، ليكون على أعلى درجات الجاهزية لمواجهة أي تهديد قد يمس الأمن القومي المصري.

وأضاف «بكري» خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، صحيح أن مصر لا تسعى إلى الحرب وتتمسك بخيار السلام، لكنها في الوقت ذاته تتحدث عن سلام عادل يضمن الحقوق ويُلزم الطرف الآخر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد، وعلى رأسها عودة حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338.

وأكد «بكري» أن كل الضجيج الإسرائيلي المثار حول تواجد الجيش المصري في سيناء وتسليحه جعجعة لا قيمة لها، فإسرائيل هي من خرقت اتفاقية السلام، والعالم كله شاهد على انتهاكاتها.

وتابع: إسرائيل لم تلتزم حتى الآن بتنفيذ نصوص الاتفاقية، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتمارس في الوقت الحالي تطهيرًا عرقيًا بحق الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • د. هشام فريد يكتب: عيد تحرير سيناء .. وتجدد المخاطر والتحديات
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
  • منتخب ناشئي اليد في تونس لخوض منافسات بطولة البحر المتوسط
  • ناشئو اليد في تونس لخوض منافسات بطولة البحر المتوسط
  • مصطفى بكري يرد على التصريحات الإسرائيلية حول تواجد الجيش في سيناء .. محافظ شمال يكشف حقيقة تجهيز رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين| توك شو
  • تامر أفندي يكتب: أنا اليتيم أكتب
  • بفستان قصير .. هنا الزاهد تخطف أنظار جمهورها بإطلالة جريئة
  • بكري: الضجيج الإسرائيلي حول تواجد الجيش المصري في سيناء جعجعة لا قيمة لها
  • مصطفى بكري: الضجيج الإسرائيلي حول تواجد الجيش في سيناء «جعجعة» بلا قيمة
  • مصطفى بكري: الضجيج الإسرائيلي حول تواجد الجيش في سيناء جعجعة بلا قيمة