كيف رفع الشعراوي الروح المعنوية للجنود في حرب أكتوبر؟ كلمات من ذهب لإمام الدعاة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
يحتفل المصريون بذكرى نصر حرب أكتوبر المجيدة، وتسلط وسائل الإعلام الوضوء على الأبطال المحاربين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل تراب هذا الوطن، وكان لعلماء الأزهر دور حقيقي، في إلقاء الخُطب الحماسية، ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبد الحليم محمود الذين استعانت بهم القوات المسلحة -أثناء استعدادها للحرب- لحث الجنود على الجهاد في سبيل الله.
وانطلقت كتائب الدعاة بين الجنود لتخبرهم أن النصر لا يكون بقوة السلاح فقط، وإنما يكون بقوة الإيمان، وبالصدق مع الله تعالى، وبوضوح الهدف الذي يقاتل من أجله الإنسان، ويكون بالتوكل على الله «بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ» وأنه إن مات مات شهيدًا، وإن عاش عاش حميدًا، فكانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر).
ويتجلّى دور الأزهر في حرب أكتوبر المجيدة؛ وذلك من خلال قيام شيخه وقيادته وعلمائه الأجلّاء بالوقوف جنبًا إلى جنبٍ مع جنودنا البواسل يبيتون معهم في المهاجع؛ دعمًا لهم، ورفعًا لحالتهم النفسية، وترقيةً لروحهم المعنوية، ويرسّخون في قلوبهم ونفوسهم محبة الأوطان، وأنها جزء من العقيدة، والشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله.
وتقدّم بعض علماء الأزهر لحمل السلاح؛ ليظهر للعالم كلّه أن أبناء هذا الشعب كلهم أفرادًا ومؤسسات يد واحدة في خندقٍ واحدٍ يذودون عن حياض الوطن ويحافظون على ترابه ومقدّراته؛ فعاد بفضل الله للوطن كرامته وهيبته»، وهذه عادة الأزهر دائمًا مع جيش مصر الأبي وجنوده البواسل ضد الغزاة على مر التّاريخ، وسيظل الأزهر في كل ميادين الجهاد ينشر الوعي ويصحح المفاهيم ويحارب التطرف بكل أشكاله و يدافع عن الأمة، ويحافظ على تراب الوطن.
وجمعت لقاءاتٌ عديدة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والجنود، على الجبهة في سيناء، حيث كان الشعراوي في حديث مع ضباط وجنود القوات المسلحة في إحدى لقاءات الإعداد النفسي والمعنوي لهم، نبه خلاله أن على الجيش دائمًا أن يجمع بين قوة العقيدة الإيمانية وقوة الإعداد العسكري شارحًا المعنى الحقيقي للجهاد وكيف يجاهد كل فرد من موقعه ومكانه.
في تسجيل نادر لمحاضرة ألقاها الشيخ محمد متولى الشعراوي إمام الدعاة، على قادة وجنود القوات المسلحة المصرية في ذكرى نصر أكتوبر 1973، توجه الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى الحضور قائلًا: «أنا ومهمتي وأنتم ومهمتكم، نلتقي في أننا جميعًا جنود الحق أنا بالحرف وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان».
وأوضح الشيخ الشعراوي، أن الحق لا يصارع إلا باطلًا، والباطل يتمثل في أمرين، باطل يقوم على فهم خاطئ يملكه الدليل الخاطئ، وباطل يقوم على الجهل واللجاج والمكابرة، وعمدة الحق في القضاء على هذين اللونين أن يكون له لسان يقوم بالحق والبرهان، وذلك يقتنع به العقلاء، وأن يكون له سنان يقنع ذوي الجهل والطغيان».
وألمح إلى أن السلاح دائمًا يخدم الكلمة، وأن الإسلام انتشر بالكلمة وبقوة الكلمة، وأنه لا إكراه في الدين، لكن تأتي الجيوش والقوة والأسلحة لتحمي كلمة الحق والإسلام وتجعل حرية في الأديان، وتواجه من يمنع كلمة الحق وتقر الدين الحق، وتترك كل شخص يتدين بما يشاء، فيكون السيف في خدمة الحق.
وأشار إلى أن الدعوة لها علاقة بالجهاد ويشدد على أن كليهما في خدمة الآخر حيث يقول "حين ننظر إلى علاقة الحرف بالسيف أو علاقة الكتائب بالكتب أو علاقة اللسان بالسنان نجد أن أحدهما يكون في خدمة الآخر، وعلى ضوء الخادم منهما والمخدوم يتعين منطق الحق ومنطق الباطل فإذا كان السِنَانُ جاء ليحمي كلمةً فذلك حق ، وإذا كانت الكلمة جاءت لأن السِنانَ فرضها فذلك هو الباطل».
ونوه الشيخ الشعراوي، بأن السيف لم يَجِئْ في الإسلام ليفرض دينه وإنما جاء السيف في الإسلام ليحمي حق الفرد في حرية أن يتدين، ويقول الشيخ الشعراوي في ذلك «القوة الطغيانية التي تحول بين الناس وبين حرياتهم في أن يتدينوا يقف السيف أمامها لا ليفرض ذلك التدين ولكن ليمنع المؤثرات التي تؤثر على الفرد في حرية أن يتدين ولذلك كان الإسلام منطقيًا حين دخل فتحًا في كثير من البلاد فَوُجٍد قومٌ ظلوا على أديانهم».
وواصل: «لو أن مراد الإسلام بالسيف أن يُخْضِعَ لدينٍ لَمَا وُجِدَ واحدٌ غير مسلم في تلك البلاد ولكن وُجِدَ كل واحد على دينه، كما هو غاية ما في الأمر أنَّ الطغيان الذي كان يمنع الناس أنْ يختاروا دينهم بحرية وقف الإسلام أمام ذلك الطغيان ثم ترك بعد ذلك الناس أحرارًا إن قبلوا الإسلام طواعيةً فعلى الرحب والسعة وإنْ لم يقبلوه ظلوا علي دينهم كما هم؛ لأن الإسلام لا يريد مُكْرَهِين علي الدين؛ لأن تعاليم الدين تٌطلَبُ في الجلوة والخلوة وفي السر وفي العلن».
وأردف: أن الأصل الأصيل في الحفاظ على الأوطان هو الحفاظ على القيم الإيمانية، مؤكدًا أننا نغار على أوطاننا لا نغار على الأرض لأنها أرض، ولكن نغار عليها مخافة أن يستولي عليها مخافة من يفتننا في ديننا.
واستطرد:«الغيرة على القيم هي الأصل الأصيل في الإسلام، ولذا يجب ألا نغار على قيم إلا على قيم أنفسنا أولًا، فلا نعدل قيم الغير إلا إذا احترمتها أنا أولا»، لافتاً إلى أن الجهاد في سبيل الله لا يقتصر فقط على من اغتصب الوطن، وإنما المسألة تتعلق بالقيم ذاتها، فإذا ضاعت في الوطن ولا مغير عليه ولا مستعمر له، فحق علينا الجهاد حينها، لأن القيم قد انهارت.
وشدد على أن الأصل في الجهاد هو حماية القيم، وحماية الأوطان تابعة لحماية القيم، «فإذا رأينا قيمًا قد انهارت ونحن في أرضنا وأوطاننا فهو أمر يتطلب الجهاد، ولكن جهاد الكلمة، وهو الإقناع بالمعروف والتنفير من المنكر».
كيف بشر النبي بنصر أكتوبر
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل كان مهتما بإسهام الأزهريين في معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.
تعبئة الروح المعنوية
وأضاف «هاشم»، في تصريح له، أن الشيخ عبد الحليم محمود استعان بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه، نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيوني، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: "لا نريد أن نفطر إلا في الجنة!".
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب أكتوبر، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.
وتابع: كانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافًا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير.
ولفت إلى أنه تطرق إلى تلك الواقعة د. محمود جامع أيضا فى كتابه: "كيف عرفتُ السادات؟"، إذ كتب قائلا: "لا ننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام، وهو يرفع راية "الله أكبر" للجنود ولقوات أكتوبر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي نصر اكتوبر الشعراوي حرب اكتوبر الأزهر الشیخ الشعراوی فی سبیل الله حرب أکتوبر الشیخ محمد إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعاء بعد صلاة الظهر في رمضان.. 3 كلمات تسخر لك الأرض ومن عليها
دعاء بعد صلاة الظهر فى رمضان، من الأدعية التي يغفل عنها الكثير هى ادعية وقت صلاة الظهر، فأوصى النبي بترديدها في هذا الوقت من الظهيرة، خاصة وأن الدعاء المستجاب بعد صلاة الظهر ثابت في السنة الصحيحة، والدعاء المستجاب وقت صلاة الظهر من الأمور التي ينبغي ألا يغفلها المسلم، خاصة وأن الدعاء علاقة بين العبد وربه تقوم على الرجاء والطلب ممن بيده ملكوت كل شيء ليرفع البلاء ويقضي الحاجات، لذا يقدم موقع صدى البلد دعاء بعد صلاة الظهر.
دعاء بعد صلاة الظهركان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ((وتولّنا فيمن تولّيت)) فقال أن الله عز وجل تولى أمر يوسف عليه السلام فأحوج القافلة في الصحراء للماء ليخرجوه من البئر ثم تولى ٲمره فأحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه، ثم تولى أمره فأحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من السجن، ثم تولى أمره أيضا ولكن هذه المرة أحوج مصر كلها للطعام ليصبح هو عزيز مصر، فإذا تولى الله أمرك سخر لك أسباب السعادة وأنت لا تشعر، اللهم تولنا برحمتك فيمن تولّيت وأكرمنا برضاك وعفوك وأرزقنا راحة البال وأسعدنا في الدُنيا والآخرة وأمنن علينا بالنظر، الى وجهك الكريم يا الله.
دعاء بعد صلاة الظهر لجبر الخاطر
“يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك).
دعاء بعد صلاة الظهر"اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
دعاء بعد صلاة الظهر مكتوب
الَّلهمَّ اقْسِم لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ ما تحُولُ بِه بَيْنَنَا وبَينَ مَعٌصِيتِك، ومن طَاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِه جَنَّتَكَ، ومِنَ اْليَقيٍن ما تُهِوِّنُ بِه عَلَيْنا مَصَائِبَ الدُّنيَا. الَّلهُمَّ مَتِّعْنا بأسْمَاعِناَ، وأبْصَارناَ، وِقُوّتِنا ما أحييْتَنَا، واجْعَلْهُ الوَارِثَ منَّا، وِاجعَل ثَأرَنَا عَلى مَنْ ظَلَمَنَا، وانْصُرْنا عَلى مَنْ عادَانَا، وَلا تَجْعلْ مُصيَبتَنا في دينَنا، وَلا تَجْعلِ الدُّنْيَا أكبَرَ همِّنا ولا مبلغ عِلْمٍنَا، وَلا تُسَلِّط عَلَيَنَا بذنوبنا مَنْ لا يْرْحَمُنا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا.
من الأدعية المأثورة والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يستغفر الله تعالى ثلاثًا بعد الصلاة، ويردد الأذكار، فقد ورد في في دعاء بعد صلاة الظهر مكتوب ، أنه كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ».
دعاء بعد صلاة الظهر مستجاب
اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سألك به أحد أجبته، وإذا استغاثك به أحد أغثته، وإذا استنصرك به أحد استنصرته أن تزوّجني يا رب يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ إنّي أسالك بدعاء ذي النّون يوم دعاك في ظلماتٍ ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت فاستجبت له وأنجيته، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، اللهمّ ارزقنا الزّوج الذي يخافك، ولا يعذّبني برحمتك يا أرحم الرّاحمين.