الاراضي الفلسطينية"وكالات":استشهد فلسطيني اليوم الجمعة خلال مواجهات مع إسرائيليين في بلدة حوارة في شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد أعمال عنف متكرّرة منذ بداية العام.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن "لبيب محمد لبيب ضميدي، 19 عاما، استشهد برصاص مستوطنين في رصاصة بالقلب في بلدة حوارة"، من دون مزيد من التفاصيل حول ظروف الوفاة،غير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أفاد في بيان أن الشهيد الفلسطيني سقط برصاص قواته.

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية باستهداف الشاب، منددة بـ"جريمة بشعة ارتكبها مستوطن حاقد وعنصري". وحمّلت حكومة الاحتلال الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها".

وذكر الجيش في بيانه أن "عشرات المدنيين الإسرائيليين تجمعوا" بعد منتصف ليل الجمعة في منطقة حوارة، و"خلال التجمع، قام مدنيون إسرائيليون وفلسطينيون من سكان المدينة بإلقاء الحجارة".

وقال الجيش إنه استخدم "وسائل مكافحة الشغب" من أجل " وقف الاشتباكات". وتابع أنه "أطلق النار على الفتى الذي ألقى حجارة على مركبة إسرائيلية"، مشيرا إلى إصابة الفتى باصابات مباشرة.

في عضون ذلك، أدى 50 ألفا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب البلدة القديمة ومداخلها في القدس المحتلة.

واكتظت ساحات المسجد الأقصى وباحاته بآلاف المصلين، الذين قدموا من محافظات الضفة، بما فيها القدس المحتلة، وداخل أراضي عام 1948.

وانتشرت قوات الاحتلال في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، وأعاقت دخول العديد منهم إلى المسجد.

في هذه الاثناء، قال رئيس مجلس قرية حوارة معين ضميدي لوكالة فرانس "بحسب ما جمعناه من شهود عيان وكاميرات فيديو، كان الشهيد لبيب يقف على سطح منزله حين هاجم عدد كبير من المستوطنين منازل البلدة، وأطلق مستوطن من بين حشود المستوطنين النار على لبيب مما ادى الى استشهاده ".

وأضاف "لم يكن لبيب إرهابيا ولم يلق حجارة على مركبات كما ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي".

ووقعت هذه الأحداث بعد ساعات على استشهاد فلسطيني آخر في المنطقة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أطلق النار على سيارة إسرائيلية عالقة في ازدحام مروري وسط حوارة.

وقال عبد الرحمن ضميدي، وهو من سكان حوارة، لوكالة فرانس برس "عقب استشهاد الشاب عصر امس، وأثناء الليل، تجمّع أكثر من 200 مستوطن في وسط البلدة، وقام عدد منهم، بعد أن تلثموا، بإلقاء الحجارة على المنازل".

وأضاف "نتيجة لذلك قام شبان البلدة بمحاولة الدفاع عن أنفسهم، ووقعت مواجهات".

وأصيب 58 فلسطينيا خلال مواجهات وقعت بين شبان فلسطينيين و جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة عقب تشييع جثمان لبيب ضميدي في مقبرة حوارة ظهرا، وفق ما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني. ومن بين المصابين بالرصاص الحي والمطاطي. كما أصيب البعض بحالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.

وشارك عشرات الشبان في تشييع ضميدي، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، رغم قيام إغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي مداخل البلدة.

وتشهد حوارة الواقعة جنوب مدينة نابلس منذ بداية السنة هجمات دامية بالأسلحة النارية نفذها فلسطينيون ضد سيارات تقل إسرائيليين وعمليات انتقامية عنيفة شنها المستوطنون المقيمون في المحيط ضد سكان البلدة.

وينصب جيش الاحتلال الاسرائيلي نقاط مراقبة على طول الطريق التي تمر بوسط حوارة ويسلكها بالعادة مستوطنون على مدار الساعة.

وتتصاعد أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ العام الماضي وخصوصا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

وأدت أعمال العنف هذا العام إلى استشهاد ما لا يقل عن 247 فلسطينيا ومقتل 32 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية من الجانبين.

وبين الشهداء الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقصّر، وفي الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصر وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.

50 معتقلا فلسطينيا يعلنون إضرابهم

من جهة اخرى، أعلن 50 معتقلا فلسطينيا في سجون الاحتلال الاسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم الجمعة، بحسب مصادر فلسطينية.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك، إن إضراب المعتقلين الـ50 جاء احتجاجا على نقلهم من سجن "ريمون" إلى سجن "نفحة".

وذكر البيان أن هؤلاء المعتقلين سلموا، صباح اليوم، رسالة إلى إدارة السجون تتضمن إعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم، احتجاجا على عملية "النقل التعسفية التي شنتها إدارة السجون بحقهم وعزلهم بشكل جماعي في قسم 10 في سجن نفحة واحتجازهم في ظروف قاسية".

وبحسب البيان، فإن معتقلي "ريمون" ومن جرى نقلهم إلى سجن "نفحة"، كانوا قد أعلنوا مطلع الأسبوع المنصرم أنهم سيشرعون بخطوات احتجاجية ضد إجراءات إدارة السجن "التي تأتي في سياق العدوان المستمر بحق المعتقلين".

وتعتقل إسرائيل أكثر من 4000 ألاف فلسطيني بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.

يأتي ذلك فيما يواصل المعتقل كايد الفسفوس (34 عاما) من مدينة دورا جنوب الخليل، إضرابه عن الطعام لليوم الـ 65 على التوالي، احتجاجا على اعتقاله الإداري، وسط مخاوف كبيرة على حياته.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن المعتقل الفسفوس يعاني من اختناق مستمر وضيق تنفس، وآلام حادة في المفاصل والظهر، ومن النوم المتقطع.

وكانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في سجن "عوفر" رفضت أمس، الاستئناف المقدم من قبل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين للمعتقل الفسفوس من أجل الإفراج عنه لأسباب صحية.

الاحتلال يتجاوز كل الخطوط الحمراء

من جهتها، جددت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الجمعة، تأكيدها بإن إسرائيل "تجاوزت كل الخطوط الحمراء بإصرارها على سياسة القتل واقتحام المدن الفلسطينية".

وحمل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي، إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية عن "الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستعمرون في الأرض الفلسطينية كافة".

وقال أبو ردينة إن "الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا بلا هوادة على شعبنا، وعلى مرأى من العالم".

وأضاف أن "هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل لن يثني شعبنا عن مواصلة نضاله المشروع وتمسكه بثوابته وحقوقه، حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإما السلام للجميع أو لا سلام لأحد وإما الأمن للجميع أو لا أمن لأحد".

وأكد أن القيادة الفلسطينية "ستتخذ إجراءات وخطوات في المحافل العربية والدولية، وعلى المستويات كافة، لمواجهة عدوان الاحتلال المستمر".

وفي سياق منفصل، تعهد وزير الخارجية الكوري الجنوبي، بارك جين، اليوم الجمعة، بمواصلة المساعدات المالية لوكالة الأمم المتحدة للاجئين من أجل دعم اللاجئين الفلسطينيين بشكل أفضل.

وأدلى بارك بهذه التصريحات قبل اجتماعه مع فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في وزارة الخارجية في سول، حيث من المقرر أن تكون كوريا الجنوبية عضوا غير دائم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين، وفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

وقال بارك: "ستشغل كوريا الجنوبية مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اعتبارا من العام المقبل ولمدة عامين". وأضاف "باعتبارنا عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإننا ملتزمون بلعب دور بناء بشأن القضية الفلسطينية".

وتابع وزير الخارجية الكوري الجنوبي: "سنواصل أيضا زيادة مساهماتنا المالية للوكالة حتى نتمكن من دعم سبل عيش اللاجئين الفلسطينيين بشكل أفضل".

من جانبه، شدد لازاريني على أهمية شراكة وكالته مع سول لحل القضية الفلسطينية.

ودعا أيضا إلى "الاهتمام والدعم لللاجئين الفلسطينيين الذين ظلوا ينتظرون لفترة طويلة جدا للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی الیوم الجمعة

إقرأ أيضاً:

قوات العدو تصعد من عمليات هدم المنازل الفلسطينية وتجريف الأراضي في الضفة الغربية المحتلة

يمانيون../ هدمت قوات العدوّ الصهيوني، اليوم الثلاثاء، 5 منازل فلسطينية مأهولة وصالة أفراح في سلفيت، وبيت لحم، ورام الله، والخليل بالضفة الغربية.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات العدوّ هدمت في ساعات الصباح الباكر، منزلين للمواطنين محمد خالد صبرة وعلاء محمود بركات، في المنطقة المعروفة بـ”البقعان”، رغم أن المنزلين مأهولان بالسكان منذ نحو سبع سنوات.

وقد سلّمت سلطات العدوّ عشرات المواطنين في البلدة، التي تقع غرب سلفيت، إخطارات بهدم منازلهم خلال الفترة الماضية، ضمن سياسة متواصلة تستهدف الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج).

كما أقدم مستوطنون، فجر اليوم، على إحراق صالة أفراح تقع بين بلدتي سنيريا وبديا غرب سلفيت، وخطّوا على جدرانها شعارات عنصرية ومعادية للعرب، في تكرار لنهج التحريض والكراهية الذي تنتهجه جماعات المستوطنين.

وتشهد محافظة سلفيت في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في اعتداءات المستوطنين، التي تستهدف ممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم، وسط غياب تام لأي رادع من قوات العدوّ.

يُذكر أن عمليات هدم المنازل في محافظة سلفيت تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة، لا سيَّما في المناطق المصنفة (ج)، التي تشكل نحو 75% من مساحة المحافظة.

وبالتزامن مع عملية الهدم في سلفيت، هدمت قوات العدوّ منزلاً في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم، يعود للمواطن عصام باسم مناصرة تبلغ مساحته 150 متراً مربعاً، كما تم منعه من إخراج بعض الأثاث والمحتويات.

كما هدمت قوات العدوّ، قاعة أفراح في بلدة بيت لقيا غرب رام الله، تعود للمواطن خلدون عاصي.

وفي بلدة السموع جنوب الخليل، هدمت قوات العدوّ، منزلين يقطنهما المواطنان الشقيقان أحمد وفتحي إسماعيل فرهود أبو القيعان، وتبلغ مساحة الأول المكون من طابق واحد 140 متراً مربعاً تقريباً، وتصل مساحة الثاني المكون من طابقين إلى 320 متراً مربعاً.

يشار إلى أن مسلسل اعتداءات العدوّ على بيوت الفلسطينيين وأراضيهم ومزارعهم متواصل منذ أعوام، وأن سياسة حكومة العدوّ المجرمة تسعى إلى تهجيرهم لتهويد أراضيهم والسيطرة عليها.

كما جرفت قوات العدوّ بآلياتها الثقيلة أراضي زراعية وسلاسل حجرية في البلدة.

إلى ذلك أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات العدوّ الإسرائيلي شرعت بهدم منازل الفلسطينيين في منطقة التعاون بمدينة نابلس في الضفة المحتلة.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل 800 فلسطيني من الضفة الغربية خلال مارس
  • العدو الصهيوني يعتقل 800 فلسطيني بالضفة الغربية خلال مارس
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل أكثر من 16 ألف فلسطيني من الضفة الغربية خلال عام ونصف
  • إسرائيل تُطوّق الفلسطينيين بـالسور الحديدي في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في الضفة الغربية
  • استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة
  • جيش الاحتلال يداهم مخيم بلاطة للاجئين وينفذ غارات على 45 موقعا في غزة
  • الخارجية الفلسطينية: تصعيد الاحتلال لهدم المنازل في الضفة الغربية امتداد لجرائم الإبادة والتهجير
  • الخارجية الفلسطينية تدين استهداف الاحتلال للمنازل والمنشآت في الضفة الغربية
  • قوات العدو تصعد من عمليات هدم المنازل الفلسطينية وتجريف الأراضي في الضفة الغربية المحتلة