شدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ على توحيد جهود مجلس القيادة الرئاسي وتجاوز الخلافات كي يسمح له بالتفاوض بالقضايا المعقدة في سياق إنهاء الحرب في اليمن.

 

وأضاف ليندركينغ -في كلمة له خلال ندوة للمعهد الأمريكي للشرق الأوسط، وترجمها للعربية "الموقع بوست" أن "عملية السلام في اليمن مرهونة بمشاركة كافة أطراف الصراع في المفاوضات، واعتقد ان اليمنيين متعطشون للقيام بذلك، حتى لا يتمكن الغرباء من تحديد مستقبل بلادهم، ومواردهم من النفط والغاز، ونحن متحمسون للغاية لرؤية تلك اللحظة تتحقق".

 

وتابع "هناك لقاءات ونقاشات تمت مع مسؤولين يمنيين عن الوضع في اليمن ولكن ذلك لا يعني أن الحرب المدمرة انتهت".

 

وأردف ليندركينغ "مر 18 شهر منذ وقف التصعيد في اليمن نتيجة الهدنة الأممية التي وقعت في أبريل من العام 2022 لكنك لن تتمكن من التوصل إلى هدنة ما لم تكن الأطراف اليمنية مستعدة للقيام بذلك، مشيرا إلى أن الهدنة أدت لتخفيف الضغط على الشعب اليمني، وتحققت بعض الإنجازات وأعطت بصيص الأمل للناس، كالرحلات من مطار صنعاء، وتبادل الأسرى بين اليمنيين، وبين الحوثيين والسعودية".

 

وأكد أن التطور الرئيسي الذي حصل مؤخرا هو زيارة وفد حوثي إلى السعودية بعد زيارات سابقة، وهما الآن لا يتقاتلان بل يتحاوران، وهذا يمنحنا الأمل في إمكانية البناء على هذا، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وبدء محادثات سياسية يمنية التي نريد نحن والشعب اليمني رؤيتها".

 

انقسامات المجلس الرئاسي

 

وعن الموقف الأمريكي من دعوة الانتقالي لدولة مستقلة والذي يضع تعقيدا آخر للأزمة قال المبعوث الأمريكي "كان رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي هما الشخصيات الرئيسية في الوفد اليمني الذي زار واشنطن مؤخرا، وتواجدهم معا في نيويورك يعطينا بعض الأمل والثقة في أن يتمكن المجلس الرئاسي على الرغم من الانقسامات العديدة الموجودة من التوحد حول أهداف مشتركة".

 

واستدرك "في نهاية المطاف يجب أن يكون مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الحكومة اليمنية في وضع يسمح له بالتفاوض على هذه القضايا المعقدة، وجماعة الحوثي وهي جزء من هذا الخليط المعقد في اليمن نعتقد أنها يجب أن تجتمع معا كجزء من الحوار اليمني اليمني".

 

وقال إن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والإماراتي تطرق لليمن، وكيفية العمل فيها بشكل مشترك، ودعم التقدم الذي تقوده الأمم المتحدة.

 

ولفت إلى بلينكن تحدث في عدة مناسبات مع نظيره السعودي والإماراتي والرئيس اليمني، وقال "لازلنا بحاجة لرؤية أكثر، وفي وسائل التواصل الاجتماعي بإمكانك أن تلمح كيف أن السعوديين والحوثيين كانوا متفائلين بهذا الحوار بحذر، وقالوا إن هناك مناخا جيدا وأجواء جيدة في المملكة، ولم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل، ولكن كان عليهم أن يتحدثوا عن شيء ما لمدة خمسة أيام، وأعني انه من المهم بناء العلاقات وهذا سيساعد على بناء الثقة على المدى الطويل، ونأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج ملموسة تساعد في إنهاء الحرب باليمن، وليس الهدنة فقط، بل الوقف الدائم لإطلاق النار".

 

وأشار إلى أن هناك انفتاح على دور الولايات المتحدة في اليمن من جميع الأطراف اليمنية والكثير من الناس يرون إن الولايات المتحدة قوة يمكنها أن تؤثر في هذا الصراع الدائر في اليمن بطريقة إيجابية.

 

واستطرد المبعوث الأمريكي "تم إحراز تقدم في إزالة الحواجز بين الأطراف اليمنية مؤخرا كإطلاق الأسرى وإعلان الأمم المتحدة في مارس نقل النفط من ناقلة صافر في البحر الأحمر، ولم يكن هذا ليتم لولا التنسيق بين جماعة الحوثي التي تسيطر على مكان تواجد السفينة، مع الحكومة اليمنية التي تملك السفينة، والنفط الذي كان على متنها".

 

مسقط ودورها في عملية السلام

 

وزاد أن "السعودية والاتحاد الأوربي وقطر وسلطنة عمان والبحرين جميعهم يريدون رؤية السلام في اليمن، وقد تكون هناك اختلافات في النهج، ولكن الجميع يريد نهاية لهذا الصراع، وأعتقد انه يمكننا رؤية ذلك في الجهود التي تبذلها الرياض ومسقط على وجه الخصوص، لإنهاء هذا الصراع بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".

 

يضيف "في سبيل إنهاء الصراع يجب أن نبني علاقات مع سلطنة عمان، فواشنطن تحاول قيادة إجماع دولي وإقليمي ونهج مشترك حتى يستعيد اليمن استقلاله، وقال "نرحب بأي دور إيجابي لإيران في اليمن، ونحن نعني هنا وضع حد لتهريب إيران للسلاح نحو اليمن والذي ينتهك قرارات مجلس الأمن، ويجلب ملايين الدولارات وعدد لا يحصى من المعدات والأسلحة الفتاكة إلى اليمن لاستخدامها في مهاجمة جيران اليمن".

 

وبشأن موقف ايران في عملية السلام باليمن يقول ليندركينغ "لم نرى أي مؤشرات لدعم إيران أي عملية سياسية أو وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، ونحن حريصون على رؤيتها، وستكون موضع ترحيب من قبلنا".

 

يمضي المبعوث الأمريكي في حديثه بالقول "نحن وكثير من شركائنا الدوليين نرغب في أن تتصرف إيران بشكل لين في اليمن، والولايات المتحدة تركز بشكل كبير على أمن المضائق المائية كباب المندب في اليمن، وعدم وقوعه تحت سيطرة إيران، وذلك في إطار الأمن الملاحي البحري، ومعالجة التحدي الإيراني في اليمن يمكن في إظهار إيران إحراز بعض التقدم في اليمن".

 

وأوضح أن "الموظفين اليمنيين لم يتقاضوا رواتبهم طوال فترة الحرب، وسنوات القتال والدمار كان لها تأثير رهيب على اليمنيين، ودفع الرواتب هي أمر مشترك بين الحوثيين والحكومة، ولا يمكنك حل هذا الإشكال إذا لم يكن هناك تقارب بين الطرفين، وهي إحدى الأمور التي يجب حلها، وهذا جزء من المناقشات التي يجريها السعوديون والحوثيون حول كيفية التوصل إلى ترتيب معقول يجلب تلك الإيرادات إلى الاسر اليمنية بشكل صحيح".

 

وفي سياق حديثه عرج ليندركينغ إلى مسألة الإرهاب وقال "يحتفظ تنظيم القاعدة بوجوده في اليمن، ولايزال يشكل مصدر قلق لنا، ولكثير من الدول المجاورة لليمن، واعتقد أنه يتعين علينا أن نكون يقظين للغاية، والتنظيم واجه الكثير من الصعوبات في السنوات القليلة الماضية بين التجنيد والتسلل والتمويل، ولا نستطيع أن نرفع أعيننا في مواجهة هذا التنظيم على الإطلاق، وهو يشير مرة أخرى إلى الحاجة لحل الصراع في اليمن لمواجهته، فالقاعدة يزدهر من الصراع وغياب مؤسسات الدولة كالقضاء".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن المبعوث الأمريكي السعودية الحوثي مفاوضات المبعوث الأمریکی مجلس القیادة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس: اليمن يوجه رسالة قوية للعدو والعرب بتأثيره في معادلة الصراع

يمانيون../
أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في اليمن، معاذ أبو شمالة، أن الموقف اليمني في دعم القضية الفلسطينية يشكل رسالة قوية للعدو الصهيوني وللدول العربية، مفادها أن اليمن قادر على التأثير في معادلة الصراع ودعم الشعب الفلسطيني بكل السبل الممكنة.

وفي تصريحاته لقناة المسيرة، شدد أبو شمالة على أن العلاقة بين الشعبين اليمني والفلسطيني تزداد متانة يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن موقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية يعزز من صمود المقاومة ويدفع العدو لإعادة حساباته.

وأوضح أن الوفد الصهيوني عاد إلى الدوحة تحت سقف وقف إطلاق النار الذي وقعه، مؤكدًا على التزام المقاومة بالمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق بكافة بنوده، رغم محاولات العدو التنصل من التزاماته.

وأشار إلى أن المجرم نتنياهو تعمد إغلاق معابر غزة مع بداية شهر رمضان، ما فاقم المعاناة الإنسانية والصحية بشكل كبير داخل القطاع، في ظل استمرار العدوان والحصار.

وجدد ممثل حماس الإشادة بالمواقف اليمنية المشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته، سواء خلال معركة “طوفان الأقصى” أو عبر التهديدات والتحذيرات التي وجهتها اليمن للعدو الصهيوني خلال فترات وقف إطلاق النار، لمنعه من التهرب من التزاماته والتمادي في جرائمه.

مقالات مشابهة

  • حماس: المفاوضات مع مصر وقطر والمبعوث الأمريكي تركز على إنهاء الحرب
  • أول دولة خليجية تشيد بموقف اليمن بمهلة 4 أيام
  • مهلة استئناف الحصار البحري اليمني تعيد إلى الواجهة واقع انعدام خيارات جبهة العدو
  • ممثل حماس في اليمن يشيد بموقف صنعاء الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • ممثل حماس: اليمن يوجه رسالة قوية للعدو والعرب بتأثيره في معادلة الصراع
  • محادثات بين "حماس" وأمريكا تركز على الإفراج عن رهينة إسرائيلي أمريكي
  • البيت الأبيض: نأمل أن تقدم إيران مصالح شعبها على دعم الإرهاب
  • تعيين اليمني-الأمريكي عامر غالب سفيراً للولايات المتحدة لدى الكويت
  • مفتي عمان يشيد بموقف اليمن “الجريئ والصارم”
  • تحذير أممي من استخدام القوة العسكرية والتدابير الانتقامية: خطر تمدد الصراع في اليمن!