أصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بـالضفة الغربية، وبينما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى تدخل دولي لوقف ما وصفه بـ"إرهاب المستوطنين"، اتهمت حركة "الجهاد الإسلامي" أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باقتحام مهرجان أقامته في طولكرم.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 78 فلسطينيا، بينهم اثنان أصيبا بالرصاص الحي، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوارة، جنوب نابلس.

وأفادت مراسلة الجزيرة جيفار البديري أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز لقمع الشبان المتظاهرين.

وكانت قوات الاحتلال قد قمعت موكب تشييع الشهيد الشاب لبيب ضميدي الذي أعدم الليلة الماضية برصاص المستوطنين، فور وصول الجنازة إلى شارع حوارة الرئيسي، بعدما وسعت من رقعة انتشارها على طول شارع حوارة، وأغلقت حاجز "زعترة" العسكري، ومنعت المواطنين من فتح محالهم التجارية في البلدة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المواطنين الفلسطينيين في بلدة حوارة، جنوب نابلس، بدعوى مشاركتهم في الاحتجاجات التي اندلعت اليوم في البلدة على اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال المستمرة على البلدة والسكان. وقامت قوات الاحتلال بتكبيل عدد من المحتجين، واقتيادهم إلى معسكرات التوقيف والاعتقال.

من جهتها، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية عن قلقها من مستوى العنف في حوارة، مشددة على ضرورة ضمان المساءلة وحماية المدنيين.

وفي السياق، هاجم عدد من المستوطنين المركبات الفلسطينية بالحجارة، وأغلقوا الشارع المؤدي إلى مدخل مدينة البيرة الشمالي، تحت حماية جيش الاحتلال.

وحسب مصادر محلية، فإن مجموعة من المستوطنين هاجمت بالحجارة مركبات فلسطينيين عند حاجز "بيت إيل" العسكري في مدخل محافظة رام الله والبيرة الشمالي، دون أن يمنعهم جنود الاحتلال الموجودون على الحاجز من ذلك، بينما حاول عدد من المواطنين الفلسطينيين فتح الشارع لإعادة حركة السير إلى طبيعتها.


دعوة لوقف "الإرهاب"

في المقابل، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الجمعة، إلى تدخل دولي لوقف ما وصفه بـ"إرهاب المستوطنين" بالضفة الغربية.

ودعا اشتية "المؤسسات الحقوقية الدولية للتدخل لوقف الإرهاب المنظم الذي تمارسه عصابات المستعمرين بالشراكة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، ضد أهلنا في بلدة حوارة".

من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة تحريض وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير المستوطنين على ارتكاب جرائم قتل بحق الفلسطينيين واستباحة مناطقهم.

كما دانت الخارجية ادعاءات الوزير الإسرائيلي بأن بلدة حوارة جزء من إسرائيل وقوله إن "حكم حوارة كحكم تل أبيب".

وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا الإرهاب، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني ضحية الاحتلال وازدواجية المعايير الدولية في آن معا".

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشن حربا بلا هوادة على الفلسطينيين، وإنها تجاوزت كل الخطوط الحمر، بإصرارها على سياسة القتل والاقتحامات للأراضي الفلسطينية على مرأى ومسمع من العالم".

وحمّل أبو ردينة "حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بحق الفلسطينيين، والتي كان آخرها الهجوم على المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم في بلدة حوارة، وإعدام 4 شبان في طولكرم".

من جانب آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مسؤول ملف الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية، الوزير مؤيد شعبان بعد اعتقال دام ساعات في بلدة "دير استيا"، شمالي الضفة الغربية، خلال مشاركته في فعالية سلمية ضد الاستيطان.

النخالة اتهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بملاحقة واعتقال الفلسطينيين بقرار أميركي إسرائيلي (رويترز) الجهاد تتهم السلطة

من ناحية أخرى، اتهمت حركة الجهاد الإسلامي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باقتحام المهرجان الذي أقامته وسط مخيم "نور شمس"، في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحركة.

وقال المكتب الإعلامي للحركة إن عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتدت على المشاركين، وأطلقت قنابل الغاز المدمع والرصاص الحي.

من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة إن "الأجهزة الأمنية الفلسطينية تلاحق وتعتقل الفلسطينيين بقرار أميركي إسرائيلي".

وأضاف النخالة -في كلمته خلال حفل ذكرى انطلاقة الحركة- أن وحدة الشعب الفلسطيني تقوم على مواجهة الاحتلال وعدم القبول به، من خلال برنامج وطني متماسك، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال فی بلدة حوارة

إقرأ أيضاً:

«الخارجية» الفلسطينية: 40 ألف مشرد شمال الضفة

رام الله (وكالات)

أخبار ذات صلة قتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مقتل 9 وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على غزة

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، بتشريد ما يزيد على 40 ألف مواطن فلسطيني جراء جرائم هدم المنازل واسعة النطاق التي ترتكبها قوات الاحتلال في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، شمال الضفة الغربية. 
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن جرائم هدم المنازل واسعة النطاق التي ترتكبها قوات الاحتلال في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية المحتلة، وما يصاحبها من جريمة فرض النزوح القسري، وتشريد ما يزيد على 40 ألف مواطن فلسطيني، خاصة في الشهر الفضيل، ترتقي لمستوى جريمة التطهير العرقي والتهجير، وتندرج في إطار مخططات الاحتلال لتكريس سيطرته وضمه للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.  وطالبت بتدخل دولي حقيقي وجدي لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه، والانصياع لإرادة السلام الدولية، مشددة على أن الحل السياسي التفاوضي هو المدخل لحل الصراع، وأن الحلول العسكرية تزيد من تفاقم الأوضاع وتدهورها.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتي عنبتا وبلعا شرق طولكرم
  • «الخارجية» الفلسطينية: 40 ألف مشرد شمال الضفة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 5 فلسطينيين من بلدة عناتا
  • إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابلس
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة تقوع جنوب شرق مدينة بيت لحم
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 17 فلسطينيًا في الضفة.. والمستوطنون يحرقون منازل ومركبات الفلسطينيين
  • الخارجية الفلسطينية تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى