البحر الأحمر تتخذ تدابير وقائية لمنع انتقال الاوبئة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
قررت السلطات الصحية بولاية البحر الأحمر شرقي السودان تطبيق حزم وقائية لكل القادمين من الولايات ذات الاصابات بالكوليرا وحمي الضنك.
وعقدت اللجنة الفنية للطوارئ الصحية بالإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بولاية البحر الأحمر إجتماعاً تنسيقياً مع المنظمات الصحية العاملة بالولاية رأسه مدير عام قطاع الصحة بالولاية إبراهيم ملك الناصر.
وبحسب إعلام وزارة الصحة اليوم الجمعة، استعرض الإجتماع الوضع الوبائي الراهن و تقارير الطوارئ والتدخلات التي تمت، بجانب خطة الإستعداد المبكر للتصدي لوباء الكوليرا وحمي الضنك.
كما ناقش حزم التدخلات وجداول العمل والزيارات الميدانية والإشرافية لمحليات الولاية لتحديث الوضع الوبائي ورفع حساسية الرصد والتبليغ.
كما تداول الإجتماع تدريب كوادر المختبرات وكوادر المعالجة والإحصاء وفرق الاستجابة السريعة وتوفير الأدوية ومعينات العمل وتجهيز مراكز العزل وتوزيع دفاتر التسجيل.
إضافة لتفعيل التبليغ الصفري بمراكز التبليغ المختارة والتبليغ المجتمعي.
كذلك شملت الخطة الحزم الوقائية وتدابير سلامة المياه ورقابة الأغذية ومكافحة الذباب والنواقل وتعزيز مكافحة العدوى والفرز وتعزيز الصحة ودور الإعلام وشراكة المجتمع وإمكانية توفير اللقاحات.
فيما شدد مدير الإدارة العامة للطوارى بوزارة الصحة الاتحادية على أهمية تنسيق الجهود والإسراع في تنفيذ حزم الاستعداد وبدء حزم الوقاية.
وأكد دعم الطوارئ الإتحادية للطوارئ الولاية والطوارئ بالولايات المختلفة، واستعرض المساعي الجارية لتوفير اللقاحات بما يقلل الإصابات والوفيات بالولايات المستهدفة ومناطق الهشاشة.
ووجهه بمواصلة الجهود وجلب الدعم لمساندة الخطة بالمكون المحلي والإتحادي، وناشد الشركاء بدعم العمل لسد الفجوات تفاديا لدخول أي وباء.
وأكد الإجتماع على تجهيز عنبر العزل الرئيسي ووضع خيارات المراكز بالمحليات ذات المخاطر العالية لتفشس الكوليرا حسب الحالة والوضع الوبائي.
بجانب التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتوفير أطقم التعامل مع الكوليرا وتوفير الفحص السريع.
بجانب التأكيد على البداية الفعلية بحزم وقائية للقادمين من الولايات ذات الاصابات العالية من خلال متابعة المخالفين لفترات الأمان لمعرفة مصدر العدوي وقطع حلقة الإنتشار.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الأحمر البحر تتخذ تدابير وقائية
إقرأ أيضاً:
«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر.
تحولات وتحديات
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية
يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.