50 عاما على ملحمة أكتوبر.. حكاية البطل زغلول وهبة سليمان صائد الطائرات
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
تحتفل مصر اليوم الجمعة 6 أكتوبر 2023، بالذكرى 50 لـ انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي سطر فيها جنود مصر البواسل وقادتهم ملحمة خالدة سيظل صداها ملء السمع والبصر إلى أن تقوم الساعة، ملحمة جاءت لتنهي سنوات من الأكاذيب والخديعة وتزييف الحقائق عاشها ورددها وتفاخر بها المحتل الإسرائيلي.
وتعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريون أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
وكان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
وكانت صيحات الله أكبر في السادس من أكتوبر عام 1973، تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
وتمر علينا اليوم الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، حيث حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما وصف جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض، ومن هذا المنطلق فلم يسبق للعرب أن انتصروا على إسرائيل منذ قيامها على الأراضي العربية عام 1948؛ إلا في معركة السادس من أكتوبر بفضل هؤلاء الأبطال والذين كان من بينهم الجندي المقاتل زغلول وهبة سليمان، رامى صواريخ الكتف "الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود".
واستضاف موقع "صدى البلد"، الجندي المقاتل زغلول وهبة سليمان، رامي صواريخ الكتف "الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود"، للحديث عن ذكريات انتصار 6 أكتوبر العظيم، وعن عوامل نجاح حرب أكتوبر والدور الذي قام به قادة القوات المسلحة في ذلك الوقت.
وبدأ المقاتل البطل في التعريف بنفسه قائلا: "أنا المقاتل زغلول وهبة سليمان، رامي صواريخ الكتف "الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود"، حيث تم تجنيده بتاريخ 26 نوفمبر 1969، ثم التحق بمعسكر التدريب بالكيلو أربعة ونصف بطريق القاهرة السويس وبعد انتهاء فترة التدريب الأساسي تم اختياره للخدمة ضمن قوات الدفاع الجوي كرامي "رشاش ثقيل"، ونجح واجتاز الكشف الطبي حينها، ثم التحق بمعسكر أبو قير للحصول على الفرقة الخاصة بالسلاح الجديد فى مدرسة المدفعية المضادة للطائرات بالمعمورة بالإسكندرية".
البطل رفقة محررة صدى البلد تفاصيل يوم النصر المجيدةوتابع البطل المقاتل زغلول وهبة سليمان، أنه خلال 6 أشهر أنهى الدورة التدريبية، وبعد الانتهاء منها، وتحديدا في يونيو 1970، تم نقلهم رفقة عدد من الجنود للجبهة، وتم تشكيل الكتيبة (523) دفاع جوي، وتم تكليفه كحكمدار دفاع جوي، مشيرا إلى أنه تمكن من إسقاط طائرتين للعدو الإسرائيلي من طراز "سكاى هوك"، الأولى بمنطقة الجفرة بالسويس يوم 30 يونيو 1970، والثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقة أبو حماد بجوار مطار أبو حماد بقرية "الأسدية".
وواصل: "من أجمل أيام حياتي يوم 30 يونيو 1970، حيث استمر صاروخ الكتف استيلا، كسلاح جديد في الجيش حينها، حيث أنه كان له تأثير كبير جدا على الطيران المعادي المنخفض، وبالتالي كان يتم نقله مع أصدقائه لمنطقة جديدة حتي يقومون بحمياتها"، مشيرا: ”خلال فترة جيشي التي استمرت 5 سنوات، مررت بـ 48 منطقة، بداية من السويس حتى القنطرة، ومطار القاهرة الدولي ومطار قويسنا".
البطل عبداللاه القاضى.. قصة صاحب أشهر صورة في نصر أكتوبر| فيديو قرار رئاسي بالعفو عن 3328 من المحكوم عليهم احتفالا بذكرى نصر أكتوبر |شاهدوأردف: "سلاح المدفعية هو العامل الرئيسي للعبور في حرب أكتوبر، وحينها كل الجنود كانوا يضربون كغطاء جوي لعبور العساكر من الأسفل، وكل أنواع المدفعية كانت تضرب في لحظة واحدة، وحتى الآن صوت الضرب والطلقات في أذني رغم مرور خمسون عاما على النصر".
وأكد الجندي المقاتل: "في يوم 6 أكتوبر، كنت عسكري في حماية المعابر في الفرزات، ومن ثم انتقلنا أنا وزملائي إلى مطار أبو حماد يوم 8 أكتوبر، وذلك من أجل حمايته، حيث أنه كان معرض لهجوم العدو حينها، ويوم 5 أكتوبر كنت أقف على طريق بور سعيد القنطرة، وكننا نرى فقط أشياء غريبة، وهي سيارات تحمل تنكات، مثل تنك البنزين، وظهر أن هذا هو المعبر الذي تم فتحه في القناة، وتم فتحه لأربعة أجزاء".
وأضاف: "بسقوط أول طائرة من طراز فانتوم تم تحطيم أسطورة الفانتوم، ثم حصلت على درجة عريف مقاتل"، مشيرا إلى أنه "في يوم 8 أكتوبر عام 1973، تم نقله ومجموعته لمطار أبو حماد بمحافظة الشرقية، لحمايته من محاولات العدو الإسرائيلي، وذلك لأنه من أقرب المطارات للجبهة، وفي صباح اليوم التالي تم توزيعه ومجموعته على مواقع بدائرة المطار بقرية الأسدية، وفي منتصف يوم 10 أكتوبر، بدأ هجوم من قبل قوات العدو عبارة عن سرب من طائرات الفانتوم وسكاى هوك، يقوم بالهجوم على المنطقة، وبالفعل استطاع إسقاط طائرة من طراز "سكاى هوك"، ولم يستطع الطيران المعادي أن يصيب المطار، وسادت السعادة والسرور لسقوط الطائرات، وهذا هو الواجب الذي كنت مكلف به".
ولفت إلى أنه ترك الخدمة داخل الجيش، في أول سبتمبر 1974، وبعدها بدأ في استلام عمله كمدرس بإدارة شبرا الخيمة التعليمية بالقليوبية، وحتى عام 2015، معقبا: "قضت 41 عاما بعد خروجي من الخدمة العسكرية احتفل بنصر أكتوبر المجيد ما بيني وبين نفسي"، موجها كلمة عن تكريمه بأن هذا من أعظم التكريمات فى حياته، قائلا: "لو عاد بي الزمن مرة أخرى لقدمت حياتي فداء لهذا الوطن الغالي، وكلمتي لأبناء مصر جيشكم حماكم فكونوا سندا له فهو خير أجناد الأرض".
والجدير بالذكر، أن حرب أكتوبر 1973، كانت نقطة تحول في التاريخ المصري، وكان الهجوم الناجح الذي شنه الجيش المصري ضد القوات الإسرائيلية المحتلة في شبه جزيرة سيناء بمثابة إنجاز كبير. ولم تعيد الحرب السيادة المصرية على سيناء فحسب، بل حطمت أيضًا أسطورة إسرائيل التي لا تقهر.
وقد تم الاحتفال بالنصر باعتباره انتصارًا للإرادة الوطنية والصمود. وتجمع المصريون معًا، وأظهروا وحدتهم وتصميمهم على استعادة سيناء، وقد غرس هذا الشعور بالهدف الجماعي والتضحية شعوراً عميقاً بالفخر والحب للأرض التي كانت تحت الاحتلال لمدة ست سنوات.
البطل زغلول وهبة سليمانالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نصر أكتوبر العظيم سام 7 القوات المسلحة الفانتوم حرب أکتوبر نصر أکتوبر أبو حماد إلى أن
إقرأ أيضاً:
زلزال دامغان .. حكاية أشد الزلازل دموية في التاريخ
يُعتبر زلزال دامغان واحدًا من أشد الزلازل فتكًا في التاريخ القديم، حيث ضرب مدينة دامغان الإيرانية ومحيطها في 22 ديسمبر عام 856 ميلادي، مخلّفًا دمارًا هائلًا وأعدادًا كبيرة من الضحايا. يُقدر أن هذا الزلزال قد تسبب في وفاة حوالي 200,000 شخص، مما يجعله من بين أسوأ الكوارث الطبيعية التي عرفها التاريخ البشري.
وقع الزلزال بالقرب من مدينة دامغان، عاصمة إقليم قُمِس آنذاك، وهو منطقة تقع على طول صدع تكتوني نشط يُعرف بـ”صدع البرز”. هذه المنطقة تقع في شمال إيران، وهي جزء من سلسلة جبال البرز، التي تشهد نشاطًا زلزاليًا متكررًا بسبب تصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والعربية.
بلغت شدة الزلزال 7.9 درجة على مقياس ريختر، وتركز مركزه بالقرب من دامغان، ما أدى إلى دمار واسع النطاق امتد إلى مسافة تجاوزت 350 كيلومترًا.
آثار الزلزال• الخسائر البشرية: تشير التقديرات إلى أن الزلزال أودى بحياة حوالي 200,000 شخص، وهو عدد ضخم يعكس حجم الكارثة وشدة تأثيرها.
• الدمار العمراني:
تسبب الزلزال في انهيار معظم المباني في دامغان والمدن والقرى المحيطة بها. كما تعرضت البنية التحتية للطرق والقنوات المائية للدمار، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والمياه عن السكان.
• الزراعة والتجارة:
باعتبار دامغان مركزًا تجاريًا وزراعيًا مهمًا، أثر الزلزال بشكل كارثي على النشاط الاقتصادي للمنطقة. الحقول والمزارع التي كانت تعتمد على شبكة ري متطورة دُمرت بالكامل.
الجانب التاريخي
في ذلك العصر، لم تكن هناك أنظمة إنذار مبكر أو تقنيات بناء مقاومة للزلازل، مما جعل الخسائر البشرية والمادية هائلة. ويُعتقد أن هذه الكارثة أثرت على استقرار المنطقة لعقود، حيث تطلبت عملية إعادة الإعمار جهدًا كبيرًا واستغرق التعافي زمنًا طويلًا.