أصداء نقدية إيجابية، شعبية هائلة، إيرادات عالية، وتَرشُّح للمنافسة على الانضمام لقائمة الأفلام القصيرة المُنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية، كان ذلك بعضا مما استطاع الفيلم المصري "فوي! فوي! فوي!" (Voy! Voy! Voy!) تحقيقه بمجرد طرحه.

وبجانب الأصداء الإيجابية، احتل العمل صدارة شباك التذاكر، مُحققا حتى الآن 18.

5 مليون جنيه خلال أول 3 أسابيع من العرض، الأمر نفسه تكرر في السعودية وفقا لبيانات هيئة الإعلام المرئي والمسموع التي أعلنت حصوله على 4 ملايين ريال بما يعادل (1.1 مليون دولار) أو (33.7 مليون جنيه مصري).

قصة حقيقية

فيلم "فوي! فوي! فوي!" من بطولة محمد فراج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، ومحمد عبد العظيم، وحنان يوسف، وإنتاج محمد حفظي، وتأليف وإخراج عمر هلال في أول تجربة روائية طويلة بعد سنوات من العمل بمجال الإعلانات.

ينتمي العمل لفئة الكوميديا السوداء، تدور أحداثه حول حسن الذي يحلم بالهجرة إلى البلاد البعيدة بحثا عن فرصة أخيرة للحياة الآدمية، لكن جميع السُبل تنتهي بالفشل في حين يظل الفقر ينهشه هو ومَن في مُحيطه إلى أن يلوح له أمل ملتوٍ وغير شريف، حين يكتشف فريق كرة للمكفوفين على بُعد خطوة واحدة من التأهل إلى اللحاق برَكب بطولة كأس العالم في بولندا، فيُقرر التظاهر بفقدان البصر والانضمام للفريق، وما أن يصبح على بُعد خطوات صغيرة من هدفه حتى ينكشف أمره وتزداد الأمور تعقيدا.

لغط واتهامات

رغم الإشادات النقدية وافتتان غالبية المشاهدين بالعمل، فقد حظى ببعض المشاكل والتعقيدات بعضها سبق عرضه من الأساس وتحديدا خلال العمل على الفيلم، حيث طالت عمر هلال اتهامات بالسرقة قدمها الصحفي محمود شوقي مُشيرا إلى قيام هلال بسرقة ما جاء بكتابه "المكفوفون والكرة.. حكاية حب من وراء الستار" الذي صدر في 2021 وتمحور حول قصة الشباب الذين ادّعوا أنهم مكفوفون في سبيل السفر إلى هولندا، وتحويله إلى فيلم.

وهو ما رد هلال عليه مؤكدا أنه استوحى الفكرة بالفعل ولكن من تحقيق صحفي نُشر في 2015 ولا يتذكر صاحبه، وقد تناول المقال فريق كرة الجرس للمكفوفين الذي سافر إلى بولندا للمشاركة في إحدى البطولات الدولية، غير أن اللاعبين هربوا قبل المباريات ولم يعودوا إلى مصر وسرعان ما اتضح أن جميعهم مبصرون.

واستطرد هلال موضحا أن عمل حبكة كاملة وبناء سرد درامي اعتمادا على "مانشيت" أو فكرة كتاب أمر شبه مستحيل، فقصة الفيلم السينمائي مليئة بالتفاصيل والخطوط الدرامية، والأهم أن هناك فارقا كبيرا بين القصة المستوحاة من حدث حقيقي والعمل الوثائقي. ومع ذلك وفي محاولة لحل الأزمة وديا قرر كتابة "مستوحى من أحداث حقيقية" وتوجيه الشكر لمحمود شوقي على التتر (لوحات المقدمة التي تسبق الفيلم).

سر الحفاوة

حفاوة ضخمة كانت من نصيب فيلم "فوي فوي فوي!"، ومع محاولة تتبع الإيجابيات والسلبيات يسهل اكتشاف أن الأداء التمثيلي هو أقل العناصر الفعالة بالعمل، حيث كانت الشخصيات سطحية ودون أبعاد ذات قيمة، أما الشخصية التي لعبتها نيللي كريم فبدت أشبه بوجود أنثوي مُقحم بلا تأثير حقيقي أو تمثيل ممتع من صاحبته، كما جاء الحوار ضعيفا والسرد الدرامي ليس بأفضل حالاته.

ومع ذلك أحب المشاهدون العمل! تلك المحبة لم يكن سببها الأبطال أو أسماء النجوم وإنما الحبكة نفسها، القصة هنا هي البطل الحقيقي، حلم الهجرة، الفرصة الأخيرة للنجاة، الأبطال المهمشون، ورغم كثرة الأعمال التي تناولت فكرة الهجرة غير المشروعة، أتي هذا العمل مختلفا وطازجا.

بداية من اللحظة الزمنية التي اختارها المؤلف للحدث، أن تدور الحكاية في 2013، تلك الفترة الزمنية الفارقة بتاريخ مصر وشعبها، حالة اليأس العارمة التي ملأت الفضاء والشكوى الجماعية بعد ارتفاع الأمل لسقف لم يحلم به أحد من قبل ثم سقوطه طيرا ذبيحا.

وانتماء الأبطال إلى فئات متنوعة بين شباب ينتمون للطبقات المتوسطة الأقرب إلى الفقيرة لا يحلمون إلا بالزواج والكفاف والارتقاء ولو درجة واحدة لأعلى وهو ما استكثرته عليهم الحياة. وهناك أيضا كبار السن الذين قاربوا سن المعاش ومع ذلك لا يزالون قابعين في أسفل الدرك الاجتماعي والمادي وإن كانوا يبذلون كل ما يملكونه من مجهود بدني ونفسي لتحسين ظروفهم.

وأخيرا نهاية العمل نفسه التي اختلف المشاهدون في تأويلها، فمن إحدى الزوايا يبدو أن الأبطال قد نجحوا بتحقيق ما حلموا به وحلّقوا مبتعدين عن حافة الهاوية المظلمة التي كادت أن تبتلعهم، نحو النور والعالم المفتوح على كل الاحتمالات.

لكن، من زاوية أخرى وهي التي أعلن المخرج تبنيها، فإن الأبطال ورغم تحقيق مسعاهم إلا أنهم لم يستطيعوا الارتقاء، هم فقط ذهبوا إلى النصف الآخر من العالم حيث الكثير من الهواء النقي والأشجار والنور وربما الحرية ثم ظلوا كما كانوا في أوطانهم يعملون بوظائف دنيوية بل إن بعضها شديد الإهانة، فهل كان الأمر يستحق تكبل ثمن الاغتراب الأبدي؟

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«آسيوي الرجبي» يطلق بطولة «الأندية الأبطال»

 
دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «أدنوك للمحترفين» الثاني على الغرب والرابع آسيوياً بـ72 نقطة مبادرة فريق الإمارات و«أدنوك».. 2000 طفل في «برنامج الدراجات»


كشف قيس الظالعي رئيس الاتحاد الآسيوي للرجبي، عن إطلاق أول بطولة للأندية الأبطال على مستوى القارة، بمشاركة 4 فرق في النسخة الأولى.
وقال: اجتمعت مع أكبر 10 اتحادات في القارة، وهي الإمارات وكوريا الجنوبية، واليابان وهونج كونج والصين وسريلانكا وكازاخستان وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وتم اختبار 4 اتحادات للمشاركة في «النسخة الأولى» التي تضم الإمارات وهونج كونج وكوريا الجنوبية وماليزيا.
وأضاف أن 2025 من السنوات المهمة للرجبي الآسيوي لأنها مؤهلة إلى كأس العالم 2027 في أستراليا، لفئة 15 لاعباً، وتعد خامس أكبر حدث في العالم، ولدينا تصفيات آسيا خلال يونيو المقبل بين منتخبات، هونج كونج بطل النسخة الماضية، والإمارات الوصيف، وكوريا الجنوبية الثالث مع الفائز من «البلاي أوف» بين ماليزيا وسريلانكا، حيث ينضم الفائز إلى «مربع الكبار».
وأشار إلى أن فئة السباعي تشهد تعديلات جديدة من خلال إعادة الهيكلة، حيث تم تعديل نظام سلسلة سباعيات آسيا من جولتين وليست 3 جولات، ورفع عدد المنتخبات المشاركة من 8 إلى 12 منتخباً للرجال ومثلها للسيدات، نظراً لتقارب المستوى بين المنتخبات، كما تفتح المجال للتسويق التجاري لسلسلة سباعيات آسيا، وتعديل نظام المسابقة لتقام بطولة في غرب آسيا وأخرى في شرق آسيا لتقليل تكلفة التنقل بين الدول.
ونوه بأن كأس العالم للسيدات تقام في بريطانيا خلال أغسطس وسبتمبر المقبلين، والتي تأهل لها اليابان ممثلاً لقارة آسيا، وعلى مستوى البطولات القارية للسيدات لفئة 15 لاعبة ويشارك فيها اليابان وهونج كونج وكازاخستان، وهناك بطولة آسيا للمستوى الأول لنفس الفئة، ويشارك فيها الإمارات وسنغافورة والهند وماليزيا، بجانب بطولة آسيا تحت 20 سنة للسباعي، في إقليم بيهار بالهند، وبطولة آسيا تحت 18 سنة للسباعي ولم يتم تحديد مكانها إلى الآن.

 

مقالات مشابهة

  • «آسيوي الرجبي» يطلق بطولة «الأندية الأبطال»
  • بعد عرض أول حلقتين.. العتاولة 2 يتصدر موقع إكس و جوجل
  • «اليو سيسه» يبدأ رحلته التدريبية لعودة تمثيل المنتخب الوطني
  • فيلم Emilia Pérez الأكثر ترشيحا للأوسكار ألـ 97
  • «أليو سيسيه» يبدأ رحلته التدريبية لإقناع المحترفين لعودة تمثيل المنتخب الوطني
  • حمادة هلال يكشف عن معاناة زوجته بعد وفاة والدها
  • معارض وشركات الذكاء الاصطناعي في ملتقى الشارقة الرياضي
  • «العيار الثقيل» في كأس الأبطال للكريكيت
  • خبير تحكيمي: فرانك كيسي استحق الطرد أمام الهلال.. فيديو
  • بع ترشيحها للأوسكار إسلام مبارك عاملة منزلية في "أشغال شقة جداً"