((خطوات خارج قفص التجهيل)) خطوة (56)
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
شمسان بوست / عبدالكريم السعدي
(1) مرة أخرى نعود للحديث عن محافظة أبين والهجمةالشرسة التي تواجهها ونكرر للطرف الإقليمي العابث في أبين ومرتزقته في عدن بأن أبين لن تخضعها أكاذيب محاربة الإرهاب ولن تمحي وجودها عمليات النهب والسرقة المستمرة لثرواتها وأنتم سبق وجربتم ذلك ولا مبرر لهروبكم من مواجهة هذه الحقيقة حتى لا تفاجأكم الاحداث عندما يحين موعد الحساب ويكون الجزاء حينها من جنس العمل!
(2)
تجربة اخضاع محافظات أبين وشبوة مازال فشلها ماثلا أمام من يريد أن يرى الحقيقة فلا حاجة لتكرار الفشل في م/حضرموت فهتك ستر المحارم وانتهاك حرمات المنازل وإهانة الناس على يد مليشيات يرفض محركوها وممولها حتى اللحظة أن تُدمج في إطار مؤسسات الدولة هو عمل بلطجي تقدم عليه جماعات مسلحة لاتمتلك شرعية الدولة ولا تخضع للقانون.
(3)
من شرور البلية المضحكة في اليمن أن الشعب واقع تحت سطوة مليشيات وجماعات مسلحة في الشمال والجنوب ، كل جماعة تقاتل الأخرى للانتصار لاهدافها الخفية وغير المُعلنة ، وكل جماعة ترى أنها تمثل الدولة فتقتحم المنازل وتصادر الحقوق وتهاجم وتعربد حتى تصل إلى حدود الجماعة المسلحة المقابلة فتضع السيوف في اغمادها وكأن تلك العصابات والجماعات المسلحة قد اتفقت على الحاق الأذى بهذا الشعب !
(4)
منذ الاطاحة بالرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي واختطاف الشرعية سقط شعار معركة التحرر واستعادة الشرعية ودحر الانقلاب ، وهو (خطاب أول القول لعاصفة الحزم ) وتحول الخطاب إلى أهداف مستجده فاهداف التحالف تبدلت ، وغرق الشعب في مستنقع هدف البحث عن متطلبات الحياة اليومية ، اما العصابات والجماعات والمليشيات المسلحة فقد ولدت كشركات أمنية تؤدي مهام بمقابل وتتبنى إنجاز اهداف مموليها الإقليميين وعلى هامش اهداف الكفيل تقبع اهداف تلك العصابات المسلحة ،فهذا يريد وضع خنجر داعمه في خاصرة خصمه ،وذاك يريد العودة إلى كرسي حكم اضاعه ذات يوم لعدم اهليته للقياده ،وذاك يحلم بعودة حكم العائلة!
(5)
مجلس مشاورات الرياض يصر حتى اللحظة على التقوقع في دور لايختلف عن أدوار الجماعات المسلحةويخوض معركة لاتختلف عن معاركها فاكتساب الشرعية باتت الكابوس الذي يؤرق هذا المجلس لدرجة أنه غفل حتى عن إظهار مؤشر سلوكي واحد يؤكد انتقال بعض أعضاءه من العمل بعقليةرؤساء العصابات المسلحة وامراء الحرب إلى العمل بعقلية رجال الدولة، فمحافظة أبين تم اجتياحها دون علمه ، وحضرموت تٌنتهك كرامة أهلها اليوم وهو في موقف المتفرج العاجز ، وشبوة اشتعلت بالمواجهات المسلحة وهو عاجز عن فعل شيء تجاه كل ذلك.
(6)
طالما واتفاق الرياض في شقه الأمني لم يُطبق حتى اللحظة فلا شرعية لما نتج عن مشاورات الرياض ولاشرعية للمليشيات التي ترفض الاندماج في مؤسسات الدولة وتصر على البقاء تابعة لامراء الحرب ورؤساء العصابات المسلحة وبالتالي لا شرعية ولامسوغ قانوني لما تقوم به المليشيات المسلحة في عدن وأبين وشبوة وحضرموت من انتهاكات!
(7)
حالة التردي والفشل التي تعيشها عصابات مجلس مشاورات الرياض هي من تمنح جماعة الحوثي خطوات متقدمة ،فهذا المجلس بجماعاته المسلحة المتمردة يمثل عائقا أمام أي تقدم وعاملا اساسيا من عوامل انتشار ثقافة الفوضى والعنف والإرهاب ورافعة لدعوات الفئوية والمناطقية والشللية التي لن تفضي إلى الدولة ولو بعد ألف عام !
(8)
صراع الجماعات المسلحة حول الاستئثار بشرعية الدولة يهدد أي بارقة أمل في الانتقال إلى الدولة بمفهومها القانوني المتعارف عليه ويطيل في أمد الحرب وفي معاناة الناس خصوصا في ظل افتقاد تلك الجماعات للمشاريع الوطنية الحقيقية وارتهانها للخارج وفي ظل افتقادها للإدراك لمفهوم الانتقال إلى الدولة ومؤسساتها وادواته.
(9)
لم يتبقى لدعاة ومستثمري الثورة الجنوبية القابعين في مقاعد الشرعنة الخلفية لمجلس مشاورات الرياض أي مصداقية بعد أن دمروا محافظات عدن وأبين وشبوة وباعوا سقطرى ومزقوا حضرموت وتخلوا عن المهرة وقهروا لحج فهل خطوتهم القادمة ستكون الهروب إلى حضن الحوثي كما هرب اسلافهم ذات يوم إلى حضن عفاش لتحاشي مواجهة فشلهم بعد أن دمروا دولة الجنوب كليا؟
(10)
دعاة الثورة الجنوبية ومستثمريها في جماعة الانتقالي باتوا كمن يتخبطه الشيطان فلا أنهم أثبتوا طهارتهم الثورية ، ولا أنهم اعترفوا بضعفهم أمام مغريات السلطة وقبلوا باوضاعهم التي اختاروها في إطار مجلس مشاورات الرياض وعالجوا قضايا المواطنين الحياتية ، فاصبحوا بذلك كالمعلقة التي لاطالت زواج ولا طالت طلاق ، وكل انجازاتهم انصبت في تحقيق ذواتهم المادية وجلبهم للدمار للمناطق التي ابتلى الله أهلها بانتماء هؤلاء المتخبطين المتاجرين إليها!
(11)
المنطق يقول أنه طالما وامراء الحرب يرفضون دمج جماعاتهم المسلحة في إطار مؤسسات الدولة فأن أي تحركات أو اقتحامات أو اعتقالات ضد المواطنين تعتبر عمل مليشياوي باطل وغير قانوني ولا شرعي ، فالمواطن لا يخضع إلا لمؤسسات الدولة التي تنظم عملها القوانين وتشرف عليها الجهات المختصة قانونيا ومن حق أي مواطن الدفاع عن نفسه وأهله وماله والاستشهاد دونها في مواجهة هذه المليشيات .
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: مشاورات الریاض
إقرأ أيضاً:
أيها الجيش سلاماً، يقودونك إلى طريق جهنم المتلفز ، وما البراء إلا ارهابيين قتلة
أشعر بأسف عميق من إنشغال الناس والمدنيين على وجه الخصوص بمماحكات فك الارتباط وهم يتركون القتلة وكتائب الارهاب المسماة زوراً وبهتاناً بكتائب البراء التي تستأسد على الابرياء وتهاجم جماعاتها مدنيين غير مسلحين وتقوم بقتل المئات وتوزع جرائمها المتلفزة على وسائل التواصل الإجتماعي في تطور غير مسبوق لجرائم الحرب في السودان.
يظن قادة الإسلاميين وقادة هذه الكتائب من أمثال أسامة عبدالله وأخواته وإخوته الممتلئين حقداً على ثورة ديسمبر، انهم بذلك سيقضون على كل اثر للمقاومة في نفوس الناس ويطوون ذكر وذاكرة الثورة وهم لا يدركون ان الثورة باقية ما بقي الشعب بل هي طريق الشعب نحو الحياة الكريمة، وعائدة ما عاد الناس إلى منازلهم والإيمان بها كالايمان بالله لا يتزعزع.
الإسلاميون لهم زواج مصلحة مع الفئة العليا من قادة الجيش، قائم على عهد السلطة واكتناز الثروة بلا مباديء أو ذكر لله أو الوطن، عهد غير مأذون ولم يوقع أمام مأذون.
الإسلاميون يعشقون امتطاء ظهر الجيش فهو الحبل السري نحو السلطة ولكنهم يخشون الجيش أيضُا وقد حاولوا حماية انفسهم من الجيش بتعددية جيوش ومليشيات مقابلة ومنافسة للقوات المسلحة وعلاقتهم ملتبسة بالجيش، وقد شهدنا ذلك عن قرب في الفترة الانتقالية في نيفاشا وفي فترة ما بعد ثورة ديسمبر ولديهم جوقة إعلامية للهجوم على قيادة الجيش متى ما استرابوا من امرهم، ومن مصلحتهم ان يظل الجيش على عداء تام مع بنات وابناء شعبه، وأكثر ما يفزعهم ان يقترب الجيش نحو الشعب أو ثورة ديسمبر على وجه الخصوص، ودفع الجيش ثمناً باهظًا في عهد الإنقاذ فصلاً وتشريداً مثله مثل كل مؤسسات الدولة المختطفة، ولم يخلو الجيش في اي وقت من الاوقات من مقاومة الاسلاميين ومحاولتهم لتحويله لجناح عسكري، ويحيطونه اليوم بكتائب الإجرام والارهاب في تحالف قابل للتصدع مثل ما شهد تصدعات في اكثر من محطة تاريخيّة.
الجيش يعاني من خلل بنيوي قديم وجديد ومتعاظم في تكونيه القومي فتركيبة الضباط لا تماثل تركيبة الجنود ولا تعكس التنوع السوداني، وازداد خلله بخوضه لحروب الريف لسنوات طويلة، من قبل شكلٍ الجنوبيين ٢١٪ من قوامه وترتب على ذهاب الجنوبيين بالسماحة والندى ازدياد خلله، ودار فور شكلت ٣٤٪ من قوامه وجبال النوبه ١٣٪ ، وهجر الكثيرون من ابناء هذه المناطق الجيش بحكم حروب الريف وعدم الاهتمام بالفئات الدنيا من منتسبيه، وازداد تشويه الجيش في فترة الإنقاذ التي اعتمدت مبدأ التسييس ومبدأ تعددية الجيوش والمليشيات، شهدت هذه الحرب شهادات ميلاد جديدة للمليشيات وآخرها أورطة كسلا المصنعة في الخارج.
الجيش ومؤسسات السيادة والأمن استحوذت على ٨٠٪ من ميزانية الدولة ولم يتبقى شيء ذو بال للتعليم والصحة والخدمات وتم تدمير الريف والطبقة الوسطى وازدادت أعداد الفقراء والمهمشين، والعطالة وسط الشباب الذين توجهوا نحو حمل السلاح وقد لخص ذلك بذكاء بليغ الراحل جلحة رحمة المهدي رحمة ( نحن ام باقة لا جواز لا بطاقة مكلفين الدولة فوق الطاقة، الميت شهيد والحي مستفيد) ان الدولة التي تهمل الريف وشبابه غير قابلة للحياة.
ان العقيدة العسكرية للجيش لا تقوم على ان السيادة للشعب وان مهمة الجيش هي الدفاع عن سلطة الشعب وسيادة البلاد وقامت العقيدة العسكرية على معادة الحكم المدني الديمقراطي. الحركة الاسلامية لا مصلحة لها في مهنية الجيش او اعادة بنائه، فهي تخشى الجيش المهني والقوي المنحاز للوطن ولا تخشى الله وتحتاج لجيش منحاز للتنظيم والجماعة.
ان تجفيف المقاومة امر مستحيل وقتل كتائب البراء المتلفز للأبرياء والمدنيين يضرب النسيج الاجتماعي في الصميم ويعظم الغبن الإثني والجغرافي ويمزق روابط البناء الوطني وروابط الوطنية السودانية ووحدة المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة.
في اليوم التالي لاستعادة الجيش لمدينة ود مدني كتبت مقال بعنوان ( هل قادة الجيش على اعتاب تحويل نصر مدينة ود مدني لهزيمة؟ وهل يسعى الإسلاميون مجدداً لدفع الجيش لطريق لاهاي؟) ان الحركة الاسلامية التي يقودها مطلوبين للجنائية لا تريد لقيادة الجيش ان تبحث عن حلول خارج طريق جهنم الذي حددته وتريد ان تقودهم لطريق الجنائية، ظنًا منها ان المجتمع الدولي سيتصالح معها كما فعل مع بعض الجماعات التي صنفها كجماعات ارهابية مثل ما حدث في سوريا، وهنا يخطيء الإسلاميون في التدقيق في فوارق الجغرافيا السياسية والفرق بين دمشق والخرطوم حينما يتعلق الأمر بالمصالح الدولية.
امام القوات المسلحة فرصة للبحث عن سلام حقيقي ومعافاة وطنية لن تتحقق بمعادة ثورة ديسمبر، فالثورة أعمق وأرسخ من الحرب وأكبر من ارهاب البراء سيما انه ليس البراء ابن مالك الصحابي الجليل بل هو اسامة عبدالله! الحركة الإسلامية دفعت القوات المسلحة نحو الانقلاب وفشل الانقلاب ثم سعت نحو الحرب ودمرت المجتمع والدولة، والشعب يدرك ان الفترة الانتقالية المدنية كانت خيار أفضل من الانقلاب ومن الحرب وما ان يعود المجتمع والدولة إلا ويطال الإسلاميين غضب الشعب ومحاسبته رغم الأكاذيب والجعجعة والسلاح ومن لا يصدق ذلك فليسأل عمر البشير ورهطه، كيف انتهى به المقام حبيساً بدلاً من رئيساً.
الجرائم الواسعة والفظيعة المرتكبة من طرفي الحرب اتخذت عنفاً ممنهجاً ومنظماً وخلفها فكرة داعشية عند كتائب البراء، وعلى الإسلاميين السودانيين اصحاب الفكر الداعشي ان يسألوا أنفسهم اين داعش نفسها؟
من واجبنا القيام بعمل واسع ومنظم في الداخل والخارج يرصد ويوثق ويعمل مع المنظمات الوطنية والاقليمية والدولية لإعلان الحركة الإسلامية وجناحها العسكري في كتائب البراء جماعة ارهابية وعلى قادة الجيش ان يدركوا ان الجيش مؤسسة من مؤسسات الدولة وان تكون لديهم حساسية تجاه الجرائم المتلفزة التي لا تسقط بالتقادم وتفاقم الشقاق الوطني ودوامته مما يُصعب الاتفاق على امكانية بناء القوات المسلحة وفق برنامج وطني جديد متوافق عليه ويثير أسئلة إثنية وجغرافية حول قومية القوات المسلحة وهي أسئلة قديمة ومتجددة عمّقتها جراحات هذه الحرب، ان ما يجري لن يمر إقليمياً ودولياً دون مساءلة ومن مصلحة القوات المسلحة ان تفرز عيشها بعيداً عن عيش الإسلاميين ولو بالتدرج ونحن ندرك المصاعب في هذا الطريق وعلى قيادة الجيش ان تعترف بالجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
على الحركات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة رغم اختلافنا العميق مع توجهاتها، ان تقف ضد جرائم كتائب البراء وارهابها الذي تحكمه بوصلة ذات توجهات إثنية وضد قوى ثورة ديسمبر وستطال هذه الحركات نفسها يوماً ما، وحسناً فعلت حركة تحرير السودان مني مناوي بإدانة بعض هذه الجرائم علناً.
أخيراً نحن في القوى المدنية علينا ان نترك موضوع الحكومة الموازية وفك الارتباط خلفنا، فقد انفك الارتباط ولنرتبط بشعبنا ووطننا وبالثورة السودانية من ١٩٢٤ إلى ديسمبر ٢٠١٩.
*المجد لوحدة السودان وشعبه*
**الثورة أبقى من الحرب* *
*#نعم_لثورة_ديسمبر*
*#لا_لحرب_أبريل*
*
١ فبراير ٢٠٢٥*