إعداد: علاوة مزياني إعلان اقرأ المزيد

"لحظة تاريخية في النضال من أجل الحرية في إيران"... تعليق مقتضب من عائلة نرجس محمدي، الناشطة الحقوقية الإيرانية التي حصلت الجمعة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، لما يمكن اعتباره تكريما دوليا يسلط الضوء عليها كامرأة مقاومة وناشطة شرسة وصحافية شجاعة، ويُبرز "نضالها ضد اضطهاد النساء" في الجمهورية الإسلامية، فضلا عن "كفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع" في البلاد.

نرجس محمدي (51 عاما)، رمز الصمود النسائي والمجتمعي أمام النظام الإيراني الذي أودعها سجن إيفين الرهيب بطهران قبل نحو عام من مقتل الشابة مهسا أميني، هي المرأة التاسعة عشرة التي تفوز بجائزة نوبل للسلام. فهي خير خلف لخير سلف، إذ أنها تشغل منصب نائبة رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان ببلادها، المنظمة غير الحكومية التي ترأسها شيرين عبادي صاحبة جائزة نوبل للسلام 2003.  

 

اقرأ أيضاتشديد العقوبة على النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس بالأماكن العامة

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن الناشطة المتوجة بنوبل للسلام تصريحا نشرته على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قالت فيه إن الدعم والتقدير العالميين لدفاعها عن حقوق الإنسان يجعلها "أكثر تصميما وأكثر شعورا بالمسؤولية وأكثر حماسا وأملا". 

امرأة شجاعة لم تر طفليها منذ سنوات 

فالتغيير في إيران "لا رجعة فيه"، بالنسبة إليها. فقد صرحت نرجس محمدي في مقابلة أجرتها معها وكالة الأنباء الفرنسية بالمراسلة من خلف القضبان، عشية ذكرى مرور عام على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة: "لم تتمكن حكومة الجمهورية الإسلامية من قمع احتجاجات الشعب الإيراني، فيما تمكن المجتمع من تحقيق أمور هزت أسس الحكومة الدينية الاستبدادية وأضعفتها". 

تقضي الناشطة الحقوقية أحكاما متعددة في سجن إيفين بمجمل عقوبات بلغت تقريبا 12 عاما (وفقا لمنظمة "فرانت لاين ديفندرز" المعنية بالدفاع عن الحقوق). وكتبت في ردها على أسئلة فرانس برس: "لم أرَ طفلَي كيانا وعلي منذ أكثر من ثماني سنوات، ولم أسمع صوتيهما منذ عام ونصف العام. إنها معاناة لا تحتمل ولا توصف". 

للإشارة، يعيش زوجها وابنيها التوأمان البالغان 16 عاما في فرنسا. 

اقرأ أيضاعودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

واستاءت المرأة الشجاعة من وضعها داخل الزنزانة، وانتابها الشعور بأن "لا أمل في الحرية" لها "قريبا". وقالت منظمة مراسلون بلا حدود الحقوقية إن محمدي تتعرض لـ "مضايقات من القضاء والشرطة لإسكاتها". كما أنها تحرم في بعض الأحيان من المكالمات الهاتفية. 

معاناة تخترق العظام حتى النخاع 

وكشفت بأن "جناح سجن إيفين للنساء يؤوي أكثر السجينات السياسيات نشاطا ومقاومة في إيران". وقالت: "خلال السنوات التي أمضيتها في السجن، تشاركتُ الزنزانة مع 600 امرأة على الأقل وأنا فخورة بكل واحدة منهن". 

أسرت الفائزة بنوبل السلام 2023 بأن "ثمن النضال ليس فقط التعذيب والسجن"، كما تقول، "بل إنه قلب ينكسر مع كل حرمان، في معاناة تخترق عظامك حتى النخاع". لكن "السجن يجسد أيضا جوهر الحياة بكل جمالها"، خاصة أن النساء "على خط المواجهة"، ودورهن "حاسم" بسبب عقود من "التمييز والقمع" في حياتهن العامة والشخصية. 

اقرأ أيضاقانون إيراني جديد يفرض قيودا غير مسبوقة على النساء

فقد "أصبح الناس مستائين وعدائيين"، لافتة إلى أن الاحتجاجات المتكررة التي هزت إيران في السنوات الأخيرة "تظهر حجم الاحتجاجات وطابعها الذي لا رجعة عنه". ذلك أن "الحركة الثورية" لا تقتصر على النخب الشابة وسكان المدن، بل إن "الاستياء والاحتجاجات [جراء البطالة والتضخم والفساد] وصلا إلى مناطق الضواحي والقرى". 

من يتسلم الجائزة بأسلو؟ 

واستاءت نرجس محمدي أيضا من "سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الحكومات الغربية" و"التي لا تعترف بالقوى والشخصيات التقدمية في إيران، ناهيك عن سياساتها الهادفة إلى الإبقاء على النظام الديني السلطوي" في البلاد. 

ومن المقرر تسليم نوبل للسلام (وقيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو مليون دولار) في أوسلو في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، وهو تاريخ يتزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895. 

لكن السؤال: من يتسلمها بدلها؟ 

علاوة مزياني 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: جوائز نوبل ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج جائزة نوبل أوسلو النرويج السلام نوبل للسلام نرجس محمدی فی إیران

إقرأ أيضاً:

انتخابات أميركا.. ناشطة مناخ ألمانية تشارك في "طرق الأبواب"

في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، شاركت ناشطة المناخ الألمانية لويزا نويباور الديمقراطيين الأميركيين في حملة طرق الأبواب الانتخابية في ولاية بنسلفانيا التي تعد من الولايات المتأرجحة.

وكتبت نويباور (28 عاما) على منصة إكس أنها أجرت محادثات مع مجموعة متنوعة من الأشخاص شملت أكثر من 100 شخص، منهم ناخبون مقتنعون بتأييد المرشح الجمهوري دونالد ترامب وناخبون مؤيدون للمرشحة جيل ستاين، وهي مرشحة حزب الخضر والتي تعتبر عديمة الحظ في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتقضي نويباور عدة أسابيع في الولايات المتحدة للتحدث في جامعات ومدارس عن قضايا المناخ والسياسة، وإلقاء محاضرات في جامعات من بينها جامعتا ييل وهارفارد.

وأشارت نويباور إلى أنها وجدت أن مناقشاتها في حملة طرق الأبواب الانتخابية "مريرة بحق" ولاسيما مع الأشخاص الذين يبدو عليهم أنهم يملكون إمكانيات مالية لكنهم لا يهتمون بالتصويت.

وقالت عن هؤلاء إنهم" الأشخاص الذين يستفيدون بوضوح من الاقتصاد المزدهر ولديهم كل الوسائل للاطلاع على الأمور، لكنهم يختارون على نحو واضح تماما عدم المشاركة".

وأعطت نويباور نصائح ليوم الانتخابات، قائلة:" نحن نعلم أننا لا نعلم شيئا. عليكم بالصبر أثناء عملية الفرز".

مقالات مشابهة

  • عراقجي: زيلينسكي اعترف بأنه لم یرسل أي صاروخ من إیران إلی روسیا
  • السنوار رمز للمقاومة والصمود
  • ممرضة وأم لطفلين.. الحكم بالسجن 3 سنوات على ناشطة فرنسية مؤيدة لفلسطين
  • انتخابات أميركا.. ناشطة مناخ ألمانية تشارك في "طرق الأبواب"
  • الحكم 3 سنوات على ناشطة مؤيدة لفلسطين بتهمة الإرهاب في فرنسا
  • أغلبها ارتكبها الحوثيون.. فريق الخبراء يكشف عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين في اليمن بينها التعذيب والهجمات العشوائية
  • هل يقودك تسجيل المكالمات إلى خلف القضبان؟.. اعرف التفاصيل
  • "النقليات" تتوج بـ"كروية وحدات شؤون البلاط السلطاني" في مسقط
  • سفيرة جولف السعودية تشارلي هال تتوج بلقب سلسلة بطولة أرامكو للفرق
  • بسبب الإصابة.. الزمالك يعلن غياب محمدي أسبوعين عن الملاعب