الجزيرة:
2024-12-18@11:17:55 GMT

الناجون من فيضانات ليبيا مثقلون بالعبء النفسي

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

الناجون من فيضانات ليبيا مثقلون بالعبء النفسي

بعد مرور شهر تقريبا على الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرق ليبيا، يعاني الناجون من العبء النفسي للكارثة في وقت لا يزال الآلاف منهم يجهلون مصير أحبائهم، فيما هب عدد من شباب ليبيا لتنظيم حملة تطوعية لتنظيف المنازل والأحياء ومساعدة الأهالي.

وبعد التعلّق بأمل العثور على ناجين وانتظار وصول جثث منتشلة من البحر إلى الميناء، تسيطر على سكان المدينة حالة من اليأس، بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على الكارثة التي تسببت في مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وآلاف المفقودين بحسب السلطات الليبية.

وقال ميشال-أوليفييه لاشاريتيه من منظمة أطباء بلا حدود الذي التقى ناجين في درنة إن "الجميع تقريبا في المدينة يعاني وفي حالة حداد".

وقالت منظمة "لجنة الإغاثة الدولية" غير الحكومية التي أرسلت فرقها الطبية إلى المناطق المنكوبة في اليوم التالي للفيضانات إن "على الناجين الآن التعامل مع الصدمة".

وطالب مدير اللجنة إيلي أبو عون بضمان الصحة العقلية للمتضررين إلى جانب الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها المدينة، وحذّر من أن الأطفال "وهم الأكثر ضعفا معرّضون لحرمان شديد" ويواجهون خطر التعرض لآثار لاحقة و"تأخر في النمو".

إحباط شديد

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن هذه المأساة "أغرقت الأطفال والآباء في حالة إحباط شديد"، خصوصا بسبب "تدمير منازلهم وخسارة أحبائهم".

وأوضحت المنظمة أن "شركاءها" في الميدان أبلغوا عن "حالات انتحار وانغلاق على النفس وقلة نوم وتبول لاإرادي وغيرها بين الأطفال، خصوصا في مراكز الإيواء".

وتسببت المأساة في نزوح أكثر من 42 ألف شخص، بحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي تقدّر أن الحاجات الملحة للنازحين تتمثّل في "الغذاء ومياه الشرب والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي".

وتتمثّل أولوية السلطات الآن في إعادة إعمار درنة ومبانيها وجسورها، لكن يجب أن تترافق مع إعادة البناء الاجتماعي والعقلي لسكانها المصابين بصدمات نفسية ويحتاجون إلى دعم قصير وطويل الأجل لقبول ما لا يمكن قبوله والتعامل معه، وفق المتخصصين.

ويجد عشرات القاصرين أنفسهم الآن وحيدين بلا عائلات مع تولي الدولة رعايتهم بموجب مرسوم صادر عن السلطات.

وأعلنت منظمة "الهيئة الطبية الدولية" الأميركية غير الحكومية اتفاقات مع السلطات لتوفير المتابعة الطبية وتدريب كوادر طبية ستقدم الدعم النفسي لسكان درنة، لكن حجم الدمار الذي ضرب قلب المدينة أدى إلى توقف معظم مرافق الخدمات الأساسية عن العمل، ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب مزيد من المرضى.

وأبلغت منظمة الصحة العالمية من جانبها عن "حاجات هائلة في مجال الصحة العقلية" التي "ستستمر في الظهور حالما تبدأ الصدمة الأولية للدمار والخسارة التي عانوها (السكان) تتبدد".

وقالت ميسم حصيدي التي فقدت أكثر من 20 شخصا من أهلها في الفيضانات "درنة اليوم مكسورة… هي صورة عما يشعر به سكانها".

منظمو الحملة قالوا إن هدفها رفع ركام وآثار السيول التي ضربت درنة (مواقع التواصل) رفع الركام

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، هب عدد من شباب ليبيا بمدينة درنة لتقديم يد العون ونظموا حملة تطوعية بجهود ذاتية لتنظيف منازل ومرافق وأحياء المدينة ومساعدة الأهالي في رفع الركام وآثار السيول التي ضربت المدينة جراء إعصار دانيال، الذي خلّف آلاف القتلى والمفقودين وألحق دمارا واسعا بالمدينة.

وكتب منظمو الحملة -التي بدأت الأربعاء الماضي- أن المبادرة التي تأتي تحت عنوان "حملة درنة بهمة شبابها"، تضم متطوعين من الشباب من مدن ليبية عدة وتحاول تقديم العون والمساعدة للمواطنين في درنة الذين تعرضت منازلهم للسيول والأمطار، إلى جانب تنظيف المساجد والمحال التجارية والمرافق العامة.

وأعلن منظمو الحملة الذين أنشؤوا لها صفحة على فيسبوك، عن موعد ثابت للتجمع في إحدى المناطق المتضررة، لاستئناف أعمال التنظيف والمساعدة كما وثّقوا جهودهم بمشاهد نشروها على صفحة الحملة، خلال تنظيفهم أزقة المدينة ومحالها التجارية بإمكانيات محدودة ومعدات بسيطة.

وقال منظمو الحملة "إلى هذه اللحظة العمل ما زال مستمرا بجهود كبيرة من أبناء المدينة للتخفيف عن معاناة أهلنا بإزالة الركام من البيوت والمحلات التجارية المتضررة، ورغم قلة الإمكانيات فإن آمالنا (قوية) بعودة مدينتنا للحياة من جديد".

وسبق أن طالب منظمو الحملة الجميع للمساهمة والتبرع بمعدات تنظيف وعربات حمل مواد البناء لتتمكن من مواصلة عملها والوصول إلى أكبر قدر من المناطق المتضررة، لرفع الركام وآثار السيول والأنقاض.

وأدت الفيضانات جراء إعصار دانيال الذي اجتاح مدنا بالشرق الليبي، بينها درنة التي تضررت كثيرا جراء انهيار سديها في 10 من سبتمبر/أيلول الماضي، إلى دمار كبير وخسائر بشرية وصلت إلى 11 ألفا و470 قتيلا، و10 آلاف و100 مفقود، فضلا عن 40 ألف نازح، وفقا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

تعرف على التأثير النفسي لجائحة كورونا الجديدة

تسببت جائحة كورونا (COVID-19) في تغيير جذري على جميع مستويات الحياة، ولم يكن الجانب النفسي استثناءً، ومع ظهور موجات جديدة للفيروس، وانتشار متغيرات أكثر خطورة، تعمقت الآثار النفسية للجائحة، لتصبح واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات. 

أثرت هذه الأزمة الصحية على الصحة النفسية بشكل مباشر وغير مباشر، حيث فرضت ظروفًا غير مسبوقة من العزلة، القلق، وفقدان الأحبة، إلى جانب تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.  

التحديات التي تواجه لقاحات كورونا الجديدة المخاطر الاقتصادية والصحية لجائحة كورونا الجديدة 1. القلق والخوف من المرض

- مع ظهور متغيرات جديدة أكثر قدرة على الانتشار والمقاومة للقاحات، ازدادت مخاوف الأفراد من الإصابة بالعدوى أو نقلها لأحبائهم.  
- تصاعد القلق المرتبط بالمتابعة المستمرة للأخبار والإحصائيات المتعلقة بعدد الإصابات والوفيات، مما زاد من التوتر النفسي لدى العديد.  

2. الاكتئاب الناتج عن العزلة الاجتماعية

- الإغلاق والحجر الصحي: 
إجراءات الإغلاق المستمرة حدّت من التواصل الاجتماعي بين الناس، وأدت إلى الشعور بالوحدة والعزلة. هذه العوامل ساهمت في ارتفاع معدلات الاكتئاب، خاصة لدى كبار السن والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم.  

- غياب الأنشطة الترفيهية:  
إغلاق الأماكن العامة مثل المنتزهات، المقاهي، وصالات الرياضة، أدى إلى تقليل فرص التفاعل الاجتماعي والأنشطة التي تسهم في تحسين المزاج.  

3. فقدان الأحبة والصدمات النفسية

  - فقدان أفراد الأسرة أو الأصدقاء بسبب الجائحة ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على العديد من الأشخاص.  
- صعوبة توديع الأحبة بسبب القيود الصحية على الجنازات والعزاء زادت من الشعور بالحزن غير المكتمل والاضطرابات العاطفية.  

تعرف على التأثير النفسي لجائحة كورونا الجديدة  4. التوتر الناتج عن عدم الاستقرار الاقتصادي  

- البطالة وفقدان الدخل: 
الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الجائحة أثرت بشكل كبير على الصحة النفسية. فقدان الوظائف وعدم الاستقرار المالي جعل الكثيرين يعيشون في حالة من التوتر المستمر.  
- الخوف من المستقبل:  
عدم اليقين حول استمرارية العمل أو التعافي الاقتصادي زاد من شعور القلق بشأن المستقبل، خاصة بين الفئات الشابة والأسر ذات الدخل المحدود.  

5. تأثير الجائحة على الأطفال والشباب 

 - إغلاق المدارس:  
تحول التعليم إلى النظام الرقمي أثر على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، حيث فقدوا التواصل المباشر مع أصدقائهم ومعلميهم.  
- التوتر العائلي: 
زيادة الوقت الذي يقضيه الأفراد في المنزل أدى في بعض الأحيان إلى تصاعد الخلافات الأسرية، مما أثر على الصحة النفسية للأطفال.  

جامعة عين شمس تناقش رسالة ماجستير حول معالجة الصحف الإلكترونية المصرية لجائحة كورونا هل نحن على أعتاب جائحة جديدة من كورونا؟.. رئيس الرابطة الطبية الأوروبية يجيب 6. التأثير على العاملين في المجال الصحي

  - الإرهاق المهني:  
الأطباء والممرضون الذين واجهوا الجائحة في الصفوف الأمامية يعانون من الإرهاق الجسدي والنفسي، بسبب العمل لساعات طويلة مع مواجهة أعداد كبيرة من المرضى والوفيات.  

- الخوف المستمر: 
الخوف من التعرض للعدوى ونقلها إلى أسرهم كان مصدر قلق دائم للعاملين في المجال الصحي.  

7. اضطرابات النوم  

- الأرق والكوابيس: 
القلق الناتج عن الجائحة أدى إلى زيادة كبيرة في حالات الأرق واضطرابات النوم، مما أثر على الأداء اليومي للأفراد.  

- تغير الروتين اليومي:  
إغلاق المكاتب والمدارس أجبر الناس على العمل والدراسة من المنزل، مما أدى إلى خلل في ساعات النوم والاستيقاظ.  

8. تأثير المعلومات المضللة على الصحة النفسية

  - الإشاعات والخوف:  
الانتشار السريع للشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي زاد من حالة الذعر والقلق لدى الناس.  
- عدم اليقين بشأن اللقاحات:  
التردد في أخذ اللقاح بسبب المعلومات الخاطئة أدى إلى شعور بالذنب لدى البعض والخوف المستمر لدى آخرين.  

أثر جائحة كورونا الجديدة على الصحة العامة مستشار رئيس الجمهورية يكشف حقيقة متحور كورونا الجديد استراتيجيات مواجهة التأثير النفسي

1. تعزيز الصحة النفسية: 
- توفير خدمات دعم نفسي عن بعد، مثل الاستشارات عبر الهاتف أو الإنترنت، لتسهيل الوصول إلى العلاج.  
- تنظيم حملات توعية لتشجيع الناس على طلب المساعدة عند الحاجة، ومواجهة الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية.  

2. التواصل الاجتماعي الافتراضي:
- تشجيع استخدام التكنولوجيا للحفاظ على العلاقات الاجتماعية رغم التباعد الجسدي، مثل المكالمات الفيديوية والأنشطة الجماعية عبر الإنترنت.  

3. تعزيز النشاط البدني:  
- تشجيع الناس على ممارسة التمارين الرياضية حتى داخل المنزل، لما لها من دور إيجابي في تحسين المزاج والصحة النفسية.  

4. الحد من التعرض للأخبار السلبية: 
- تنظيم وقت محدد لمتابعة الأخبار لتجنب القلق الزائد، والاعتماد على مصادر موثوقة فقط.  

5. تقديم الدعم للعاملين في الخطوط الأمامية:  
- توفير استشارات نفسية ودعم مادي ومعنوي للعاملين في المجال الصحي، لتحسين قدرتهم على مواجهة ضغوط العمل.  

مقالات مشابهة

  • المنطقة العسكرية بدرنة تمنح “وسام درنة” إلى بلقاسم حفتر لجهوده في إعمار المدينة 
  • إلقاء القبض على مروجين للمخدرات في درنة
  • من وسط الدمار ومن بين الركام وأكوام الرماد سينهضون
  • تعرف على التأثير النفسي لجائحة كورونا الجديدة
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
  • احتمال حدوث فيضانات.. تحذير من هطول أمطار متواصلة على بريطانيا
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (1)
  • بين الركام والأمل.. عربي21 تواكب جروح غزة وصعوبات رحلة إعادة الإعمار
  • ليبيا تشارك باجتماع «منظمة الدول العربية المصدرة للبترول» في الكويت
  • وزير الطيران: مصر تعتز باستضافة المكتب الإقليمي للإيكاو على مدار أكثر من 7 عقود