الجزيرة:
2024-07-06@03:44:18 GMT

الناجون من فيضانات ليبيا مثقلون بالعبء النفسي

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

الناجون من فيضانات ليبيا مثقلون بالعبء النفسي

بعد مرور شهر تقريبا على الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرق ليبيا، يعاني الناجون من العبء النفسي للكارثة في وقت لا يزال الآلاف منهم يجهلون مصير أحبائهم، فيما هب عدد من شباب ليبيا لتنظيم حملة تطوعية لتنظيف المنازل والأحياء ومساعدة الأهالي.

وبعد التعلّق بأمل العثور على ناجين وانتظار وصول جثث منتشلة من البحر إلى الميناء، تسيطر على سكان المدينة حالة من اليأس، بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على الكارثة التي تسببت في مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وآلاف المفقودين بحسب السلطات الليبية.

وقال ميشال-أوليفييه لاشاريتيه من منظمة أطباء بلا حدود الذي التقى ناجين في درنة إن "الجميع تقريبا في المدينة يعاني وفي حالة حداد".

وقالت منظمة "لجنة الإغاثة الدولية" غير الحكومية التي أرسلت فرقها الطبية إلى المناطق المنكوبة في اليوم التالي للفيضانات إن "على الناجين الآن التعامل مع الصدمة".

وطالب مدير اللجنة إيلي أبو عون بضمان الصحة العقلية للمتضررين إلى جانب الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها المدينة، وحذّر من أن الأطفال "وهم الأكثر ضعفا معرّضون لحرمان شديد" ويواجهون خطر التعرض لآثار لاحقة و"تأخر في النمو".

إحباط شديد

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن هذه المأساة "أغرقت الأطفال والآباء في حالة إحباط شديد"، خصوصا بسبب "تدمير منازلهم وخسارة أحبائهم".

وأوضحت المنظمة أن "شركاءها" في الميدان أبلغوا عن "حالات انتحار وانغلاق على النفس وقلة نوم وتبول لاإرادي وغيرها بين الأطفال، خصوصا في مراكز الإيواء".

وتسببت المأساة في نزوح أكثر من 42 ألف شخص، بحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي تقدّر أن الحاجات الملحة للنازحين تتمثّل في "الغذاء ومياه الشرب والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي".

وتتمثّل أولوية السلطات الآن في إعادة إعمار درنة ومبانيها وجسورها، لكن يجب أن تترافق مع إعادة البناء الاجتماعي والعقلي لسكانها المصابين بصدمات نفسية ويحتاجون إلى دعم قصير وطويل الأجل لقبول ما لا يمكن قبوله والتعامل معه، وفق المتخصصين.

ويجد عشرات القاصرين أنفسهم الآن وحيدين بلا عائلات مع تولي الدولة رعايتهم بموجب مرسوم صادر عن السلطات.

وأعلنت منظمة "الهيئة الطبية الدولية" الأميركية غير الحكومية اتفاقات مع السلطات لتوفير المتابعة الطبية وتدريب كوادر طبية ستقدم الدعم النفسي لسكان درنة، لكن حجم الدمار الذي ضرب قلب المدينة أدى إلى توقف معظم مرافق الخدمات الأساسية عن العمل، ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب مزيد من المرضى.

وأبلغت منظمة الصحة العالمية من جانبها عن "حاجات هائلة في مجال الصحة العقلية" التي "ستستمر في الظهور حالما تبدأ الصدمة الأولية للدمار والخسارة التي عانوها (السكان) تتبدد".

وقالت ميسم حصيدي التي فقدت أكثر من 20 شخصا من أهلها في الفيضانات "درنة اليوم مكسورة… هي صورة عما يشعر به سكانها".

منظمو الحملة قالوا إن هدفها رفع ركام وآثار السيول التي ضربت درنة (مواقع التواصل) رفع الركام

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، هب عدد من شباب ليبيا بمدينة درنة لتقديم يد العون ونظموا حملة تطوعية بجهود ذاتية لتنظيف منازل ومرافق وأحياء المدينة ومساعدة الأهالي في رفع الركام وآثار السيول التي ضربت المدينة جراء إعصار دانيال، الذي خلّف آلاف القتلى والمفقودين وألحق دمارا واسعا بالمدينة.

وكتب منظمو الحملة -التي بدأت الأربعاء الماضي- أن المبادرة التي تأتي تحت عنوان "حملة درنة بهمة شبابها"، تضم متطوعين من الشباب من مدن ليبية عدة وتحاول تقديم العون والمساعدة للمواطنين في درنة الذين تعرضت منازلهم للسيول والأمطار، إلى جانب تنظيف المساجد والمحال التجارية والمرافق العامة.

وأعلن منظمو الحملة الذين أنشؤوا لها صفحة على فيسبوك، عن موعد ثابت للتجمع في إحدى المناطق المتضررة، لاستئناف أعمال التنظيف والمساعدة كما وثّقوا جهودهم بمشاهد نشروها على صفحة الحملة، خلال تنظيفهم أزقة المدينة ومحالها التجارية بإمكانيات محدودة ومعدات بسيطة.

وقال منظمو الحملة "إلى هذه اللحظة العمل ما زال مستمرا بجهود كبيرة من أبناء المدينة للتخفيف عن معاناة أهلنا بإزالة الركام من البيوت والمحلات التجارية المتضررة، ورغم قلة الإمكانيات فإن آمالنا (قوية) بعودة مدينتنا للحياة من جديد".

وسبق أن طالب منظمو الحملة الجميع للمساهمة والتبرع بمعدات تنظيف وعربات حمل مواد البناء لتتمكن من مواصلة عملها والوصول إلى أكبر قدر من المناطق المتضررة، لرفع الركام وآثار السيول والأنقاض.

وأدت الفيضانات جراء إعصار دانيال الذي اجتاح مدنا بالشرق الليبي، بينها درنة التي تضررت كثيرا جراء انهيار سديها في 10 من سبتمبر/أيلول الماضي، إلى دمار كبير وخسائر بشرية وصلت إلى 11 ألفا و470 قتيلا، و10 آلاف و100 مفقود، فضلا عن 40 ألف نازح، وفقا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

بلدية غزة: أزمة صحية وبيئية بسبب تكدس أكثر من 100 طن نفايات

سرايا - أعلنت بلدية غزة عن تكدس أكثر من 100 طن من النفايات في شوارع المدينة المختلفة ما تسبب بأزمة صحية وبيئية للسكان والنازحين، وفق المتحدث باسم البلدية حسني مهنا.

وقال مهنا لـ "المملكة" الخميس، إن تكدس هذه الكميات الكبيرة من النفايات أدت إلى تكاثر الحشرات والقوارض في تلك المناطق ونقلها للأمراض المعدية بين السكان، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة والأدخنة السامة والضارة في أجواء المدينة، والأجواء الملبدة بسبب القصف الإسرائيلي المكثف والغارات المتتالية والعنيفة على المدنية ما يسبب إصابة السكان بالأمراض التنفسية الخطيرة.

وأشار إلى انتشار الأمراض بشكل سريع، إضافة إلى أزمة عطش حقيقة في المدينة جراء أزمة نقص المياه بسبب النقص الحاد في الوقود والاستهداف الإسرائيلي لمحطات وآبار المياه الموجودة في المياه، كما أن هناك نقص حاد في المياه اللازمة للنظافة الشخصية للسكان ما يؤدي إلى انتشار للأمراض بين النازحين وخاصة في مراكز الإيواء والمناطق التي تشهد اكتظاظا سكانيا.

وأوضح مهنا أن المدينة تشهد انتشارا للأمراض بسبب تحلل الجثامين الموجودة أسفل الأنقاض والتي يصعب على الطواقم المختلفة سواء طواقم الإنقاذ والدفاع المدني والبلدية من التعامل مع هذه الجثامين نتيجة نقص المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع الجثامين الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض بشكل كبير.


مقالات مشابهة

  • استمرار العمل في مشروع كوبري وادي الناقة 2 لتحسين البنية التحتية في درنة
  • الزواوي: مدينة مصراتة هي مجتمع حضري ولا دور للقبيلة في العمل السياسي
  • صحيفة فرنسية: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • منظمة الهجرة الدولية: تسجيل وجود أكثر من 725 ألف مهاجر في ليبيا
  • ليبراسيون: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزة
  • استمرار توسعة وتهيئة الطرق العامة في منطقة مرتوبة شرق مدينة درنة
  • بلدية غزة: أزمة صحية وبيئية بسبب تكدس أكثر من 100 طن نفايات
  • صحة غزة: 58 شهيدا و179 جريحا حصيلة مجازر ارتكبها الاحتلال بيوم واحد  
  • كارثة طائرة «الأنديز» وكيف تحول الناجين لآكلي لحوم البشر؟
  • بمشاركة ضيوف الرحمن.. زراعة أكثر من 300 شجرة بجوار المسجد النبوي