الجزيرة:
2024-10-02@04:59:17 GMT

سيدة الجحيم في ضيافة التنين

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

سيدة الجحيم في ضيافة التنين

جاءت زيارة أسماء الأسد إلى الصين في التوقيت الذي تحولت فيه سوريا إلى جثة هامدة لا حراك فيها. لا ماء، لا كهرباء، لا مواصلات، غلاء فاحش، وبشر يعيشون من قلة الموت.

لم يذهب الأسد وحده ولم ترافقه أسماء فقط، بل العائلة مجتمعة. وريث الخراب القادم حافظ بشّار الأسد، كريم، وزين. ولأول مرّة تنشئ أسماء الأسد حسابًا على مواقع التواصل كان على إنستغرام فور وصولها إلى الصين لتوثيق ما تقوم به، ولعمل دعاية لنفسها، وكانت على ما يبدو تأمل من ذلك الكثير.

فهي المرّة الأولى التي تستخدم فيها مواقع التواصل، والمرّة الأولى التي تروّج فيها لزيارة بلد أجنبي مع أنّها زيارة غير رسمية فقد كانت دعوة الرئيس الصيني لرؤساء الدول المشاركة في دورة الألعاب الرياضية دعوة عامة.

وثّقت أسماء في حسابها كلّ المواقف التي عاشتها، والزيارات، والملابس التي ارتدتها، وتسريحات شعرها، وحتّى اللقطة الرومانسية التاريخية بينها وبين الأسد وهي تُثبّت "دبوسا" على سترته، واضعة اللمسات السحرية الأخيرة على هيئته قبل خروجهما للعشاء!

صار من الواضح أنّ أسماء الأخرس تحاول التسويق لنفسها وهذا الأمر يعود إلى 10 سنوات مضت عندما تصدّرت صورتها مجلة "فوغ" مع لقب "وردة الصحراء"

ويبدو أنّ أسماء أزاحت بشارا في هذه الزيارة من الواجهة، فقد قامت بإلقاء كلمة عن اللغة العربية أمام عشرات من الضيوف والطلاب الصينين، كما ظهرت في لقاءات تلفزيونية. وقد ركزت وسائل الإعلام السورية على نشاطها ذاك أكثر من تركيزها على "مخرجات" الزيارة. التي عاد منها الأسد صفر اليدين حتّى من الصور، فقد تصدرت صورة أسماء صحيفة الوطن من دون وجوده!.

آلهة الصين الجديدة

ربما كانت أسماء من خلال "الشو" الذي صنعته تحلم بأن تكون إلهة من آلهة الصين فقد "ذُهِلت" من نفسها على ما يبدو، وأعجبت بها كثيرًا، وظهر ذلك في ردود أفعالها على الاستقبال "الشعبي" الذي قوبلت به، ومحاولة بعض الجمهور التقاط صور معها، ولمس يدها، أو خدها وكأنها آلهة جاءت من سوريا لتباركهم وتمنحهم الغفران.

حازت أسماء الأسد عدة ألقاب أطلقتها عليها الصحافة منذ تولت منصبها "كزوجة للرئيس" الأسد وبعض الألقاب أطلقها عليها المؤيدون في سوريا مثل "سيدة الياسمين" حيث ظهرت في مهرجان الورد الدمشقي تجمع الورد بصحبة الممثلة سلاف فواخرجي.

وصار من الواضح أنّ أسماء الأخرس تحاول التسويق لنفسها وهذا الأمر يعود إلى 10 سنوات مضت عندما تصدّرت صورتها مجلة "فوغ" مع لقب "وردة الصحراء"، لكنّ المجلة تراجعت عن التقرير الذي قدّمته عنها، وحذفته بعد اتّهامات بالترويج لنظام الأسد. خسرت أسماء التقرير الذي دفعت الكثير لأجله، لكنّ اللقب لم يفارقها فقد جرى على ألسنة الناس.

كما جرى على ألسنتهم لقبٌ آخر، أقوى وأشدُّ وقعًا، وصدقًا. فقط أطلق عليها السوريون لقب "سيّدة الجحيم" إثر تورطها في الحرب الدائرة على الشعب السوري من الأسد ونظامه.

وخطفت الصينية الجميلة الأضواء

جاءت الرياح بما لم تشته أسماء، فبدل أن تتصدّر صور أسماء الأسد مواقع التواصل الصينية كما في يومها الأوّل، التقطت الصحافة وصانعو المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي عدّة صور للحارسة الشخصية لأسماء الأسد، والتي خطفت منها الأضواء وتصدّرت مواقع التواصل. وذهب المتابعون الصينيون إلى تحليل، وتفكيك كلّ حركة قامت بها تلك الحارسة الجميلة، ابتداءً من الزي الذي ترتديه، وصولًا إلى أصابع يديها.

حلّل بعضهم وجود صف الأزرار على زيّها الرسمي وعدم توازي الطرف اليمين مع الشمال بوجود أسلحة تستخدمها في اللحظة المناسبة، وعلّق البعض على تركها للجاكيت مفتوحًا لسهولة تناول السلاح، ثمّ ظهرت صور ليديها تبرز مفاصل أصابعها، وتقول إنّها أثخن من المعتاد مما يدل على تلقيها تدريبًا عالي المستوى على القتال مما يؤهلها للمهمة التي تقوم بها. وأبدى بعضهم قلقًا من تسليط الضوء عليها خشية أن يؤثر ذلك على مستقبلها المهني بما أنها باتت مكشوفة بهذا الشكل أمام العالم.

الحارس الشخصي لسيّدة الجحيم كانت امرأة صينية جميلة الملامح تتمتع بجاذبية فريدة، ومميزات استثنائية في إتقانها لعملها المخابراتي.

الزيارة التي أعادت صياغة تاريخ العالم!

هكذا وبقفزة واحدة قفز الأسد من سوريا إلى الصين ليعيد صياغة تاريخ العالم! المهازل التي روّجها الإعلام السوري عن الزيارة التاريخية للصين، باض فيها المحلّلون على شاشة التلفزيون السوري ما يكفي لصناعة طبقٍ من العجة يكفي الشعب الصيني بأكمله. لكن ماذا عن استقبال الأسد؟

أول من استقبل الأسد وزير التجارة الصيني. وأطفال بصحبة ميكي ماوس الصيني، وبعض المسؤولين! أمّا أهم الإنجازات في الزيارة فكان ما كتبه بشّار وأسماء على زبادي المهلبية، 3 صحاف، الأولى كتب عليها سوريا، والثانية في الوسط رسم قلبًا، والثالثة فلسطين! نعم، الأسد لا يتخلّى عن القضية الفلسطينية هي في القلب دائمًا، من الممكن أن يبيع سوريا كاملة لكنّه لن يتخلّى عن فلسطين أبدًا.

هل هناك أعظم من هذا الإنجاز الذي انتظره السوريون عقودًا طويلة؟ كتابة اسم سوريا وفلسطين على صحاف المهلبية؟ والمعجزة التي يمكن أن تحدث لو أكل التنين الصيني من تلك المهلبية!

وقد أدهش الأسد و"عقيلته" المتابعين بزيارته التاريخية لقرية صينية لمعرفة أنواع الخضار التي يزرعها سكان القرية للاستفادة منها في إعادة إعمار سوريا.

في ملعب مركز هانغتشو الرياضي الأولمبي في هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين (الفرنسية)

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مواقع التواصل أسماء الأسد

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر: اغتيال نصرالله يفتح أبواب الجحيم

يمانيون – متابعات
بالرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلتها القوى الدولية لمنع حرب إقليمية بالشرق الأوسط، إلا أن مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة تتعنت بشدة ضد وقف إطلاق النار سواء في لبنان أو غزة.. مُصراً على المضي قدما في جر المنطقة لحرب لا يحُمد عقباها، بعد استهداف مقر حزب الله بغارات هي الأعنف منذ حرب 2006، وأدت الى اغتيال السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني وعدد من قيادات الحزب.

وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن أن القيادة الأمريكية في حالة غضب كبير من نتنياهو بسبب عدم الوفاء بوعوده حول إمكانية وقف إطلاق النار، حيث اقترحت فرنسا والولايات المتحدة الأربعاء، هدنة لمدة 21 يوما في لبنان لمنع تصاعد التوتر بين الكيان الصهيوني وحزب الله.

وتأتى المبادرة الفرنسية- الأمريكية بعد مباحثات مكثفة جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد لقاء ثنائي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ورغم الموافقة المبدئية من نتنياهو على الجلوس على طاولة المفاوضات إلى أن الأمر قد تغير بشكل كبير فور ذهابه إلى نيويورك، حيث تعهد نتنياهو الجمعة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، باستمرار العمليات العسكرية ضد حزب الله في لبنان.

ووفقًا لما نقلته مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، فإن الكيان الصهيوني يدرس خططًا لشن هجوم برى على لبنان، تتضمن الاستيلاء على منطقة عازلة تمتد لبضعة أميال على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحسبما صرّح ضابط احتياط صهيوني مُطلع على تفاصيل الاستراتيجية تجاه لبنان، فإن “الخطط للاجتياح البري جاهزة، لكن لم يكن لدى الكيان بعد ما يكفي من القوات هنا لتنفيذ تلك الخطط”، ما يشير إلى أن “إسرائيل” قد تكون في مرحلة الإعداد والتجهيز لعملية عسكرية واسعة النطاق.

وباغتيال السيد نصرالله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها، وينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، وقد تعُيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية.

ويبدو أنه مع هذا الاغتيال، فإن المنطقة قد دخلت منعطفًا جديدًا ينذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة، فمحور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي واحتمالات الرد القوي والقاسي متوقع بشكل كبير.

وجاءت عملية الاغتيال الغادرة بعد ساعات قليلة من خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة، حيث أثار هذا التزامن تساؤلات حول مصداقية الجهود الدبلوماسية الأمريكية الرامية إلى تهدئة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار العدوان.

ولم تكن عملية اغتيال السيد نصرالله الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأمريكي يهدف لوقف إطلاق النار.

وتُعيد العملية الصهيونية الأخيرة إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام الكيان الصهيوني للقانون الدولي والسيادة الوطنية للدول المجاورة.

ومع تكرار الادعاء بحق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، حيث تغض الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الطرف عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين وغيرهم في المنطقة.

وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة، والذي يقارب إكمال عامه الأول، يتزايد الغموض بشأن الرد المحتمل لمحور المقاومة، خاصة بعد فقدان أهم قادته، وما إذا كان هذا المحور سيبقى على موقفه المتريث ويرفض الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، أم أن اغتيال نصر الله سيعجّل برد عسكري واسع النطاق.

وهزّت انفجارات عنيفة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت واستهدف العدو الصهيوني منطقة حارة حريك بقنابل خارقة للتحصينات بزنة طن (2000 رطل) لضرب المنطقة المستهدفة أدت إلى أن الأبنية سُوّيت تماما بالأرض ضمن المربع الأمني لحزب الله.

وقد شهدت الضاحية منذ الأسبوع الماضي اغتيالات طالت نخبة من قياديي حزب الله، في ضربات كبيرة تعززت باحتمال وجود خرق أمنى كبير ضمن الحزب، لاسيما أنها أتت بعد أيام من تفجير آلاف أجهزة نداء اللاسلكي “البيجر” و”الووكي توكي” التي يستعملها عناصره، ما خلف عشرات القتلى بينهم مدنيون، بالإضافة إلى إصابة 1500 عنصر من الحزب في أعينهم وأيديهم.

——————————————–
– السياسية – عبدالعزيز الحزي

مقالات مشابهة

  • عاجل | مراسل الجزيرة: جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف معهد الأمل الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • مصادر بالجيش السوري: إسرائيل أسقطت عشرات الصواريخ الإيرانية التي حلقت فوق سوريا
  • خوفا من الاعتداء عليها.. سقوط سيدة من الطابق الرابع بأكتوبر
  • صفاء أحمد.. من هي المذيعة السورية التي قتلت في غارة إسرائيلية؟
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية في تمنين بالبقاع
  • صواريخ إسرائيلية تستهدف فيلا للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد بريف دمشق
  • إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر: اغتيال نصرالله يفتح أبواب الجحيم
  • الأسد: نصر الله سيبقى في ذاكرتنا وفاءً لوقوفه إلى جانب سوريا
  • الأسد: الشهيد السيد نصر الله سيبقى في ذاكرتنا وفاءً لوقوفه إلى جانب سوريا