دراسة طبية: أدوية إنقاص الوزن تصيب بمشكلات حادة في المعدة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
المناطق_وكالات
توصلت دراسة نشرت أمس (الخميس) في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن أدوية إنقاص الوزن الشائعة مرتبطة بمشكلات نادرة ولكنها حادة في المعدة، حيث أبلغ بعض المرضى عن إصابتهم بشلل في المعدة بعد تناول الأدوية.
وقال الباحثون إن التقرير الموجز هو أول دراسة من نوعها تثبت وجود صلة بين استخدام مثل هذه الأدوية، التي تسمى منبهات «GLP-1»، لفقدان الوزن وخطر الإصابة بمثل هذه الحالات الهضمية، وتشتمل منبهات GLP-1 على «سيماجلوتايد» و«ليراجلوتايد»، وقال المؤلف الرئيسي للدراسة موهيت سودهي، وهو طالب طب في كلية الطب بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر: «لقد رأيت ذلك يحدث.
ووفقا لموقع «إن بي سي» الإخباري، فإن هذه الأدوية تم تطويرها في الأصل لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني على التحكم في مستويات السكر في الدم، ولكن تبين لاحقًا أنها فعالة في إنقاص الوزن، وتعمل أدوية «GLP-1»، جزئيًا، عن طريق إبطاء سرعة مرور الطعام عبر المعدة، مما يؤدي إلى شعور الناس بالشبع لفترة أطول. ولكنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى آثار جانبية على الجهاز الهضمي، بما في ذلك آلام البطن والغثيان والقيء، كما هو موضح في التجارب السريرية ومذكور على ملصقات الأدوية.
وأضاف الموقع أنه في الآونة الأخيرة، ومع ارتفاع شعبية الأدوية، كانت هناك تقارير عن مرضى أصيبوا بشلل المعدة. وفي أغسطس الماضي، تم رفع دعوى قضائية ضد شركة «نوفو نورديسك» المطوّرة لمثل هذه الأدوية، بسبب مزاعم بالتسبب في إصابة امرأة بشلل في المعدة.
واستندت الدراسة الجديدة إلى مطالبات التأمين الصحي من عام 2006 إلى عام 2020 لأكثر من خمسة آلاف مريض بالولايات المتحدة الأمريكية، في عدد الأشخاص الذين أصيبوا بواحدة من أربع مشكلات خطيرة في الجهاز الهضمي (مرض الصفراوي، أو خزل المعدة، أو التهاب البنكرياس، أو انسداد الأمعاء)، بعد أن تم وصف إحدى هذه المشكلات لهم من أدوية إنقاص الوزن. وتم وصف دواء ليراجلوتايد لنحو 4100 من المرضى، ووصف سيماجلوتيد لنحو 600، ووصف دواء لإنقاص الوزن لـ650 وهو البوبروبيون-النالتريكسون، وهو ليس دواء «GLP-1»، وجميع الأشخاص المشمولين في التحليل لديهم سجلات للسمنة ولم يكن لديهم مرض السكري، والذي يمكن أن يسبب في حد ذاته خزل المعدة.
ويضيف «إن بي سي» أن الدراسة وجدت أنه بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون البوبروبيون-النالتريكسون، فإن الأشخاص الذين يتناولون دواء «GLP-1» كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب البنكرياس وانسداد الأمعاء وخزل المعدة. ولم تكن هناك زيادة في خطر الإصابة بأمراض القنوات الصفراوية، والتي تشمل الحالات التي تؤثر على المرارة والكبد والقنوات الصفراوية، حيث كانت معدلات حدوثها مماثلة لكلا النوعين من الأدوية.
وكشف الموقع الإخباري أن التهاب البنكرياس حدث بمعدل نحو 5 حالات لكل 1000 مستخدم للسيماجلوتيد و8 حالات لكل 1000 مستخدم لليراجلوتايد. وتسبب هذه الحالة آلامًا شديدة في البطن، وتتطلب في بعض الحالات دخول المستشفى وإجراء عملية جراحية، فيما حدث خزل المعدة بمعدل نحو 10 حالات لكل 1000 مستخدم للسيماجلوتايد، و7 حالات لكل 1000 مستخدم لليراجلوتايد. وتسبب هذه الحالة، التي قد يكون من الصعب علاجها، غثيانًا شديدًا وقيئًا وآلامًا في البطن، وعلى الرغم من ندرة هذه الحالات، إلا أن الشعبية الواسعة للأدوية تعني أنه إذا تم وصف هذه الأدوية لمليون شخص، فإن عشرات أو حتى مئات الآلاف من الأشخاص قد يتعرضون لها.
وقالت أليسون شنايدر، المتحدثة باسم شركة نوفو نورديسك المطورة لأدوية تستخدم لإنقاص الوزن، إن «سلامة المرضى هي الأولوية القصوى»، مضيفة وأضافت أن ملصقات منتجات الأدوية تتضمن معلومات حول الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك التهاب البنكرياس ومرض المرارة الحاد وانسداد الأمعاء وتأخر إفراغ المعدة، مضيفة «نعمل بشكل وثيق مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للمراقبة المستمرة لملف سلامة أدويتنا».
وقال الدكتور أندريس أكوستا، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي «تخبرنا النتائج أن أدوية GLP-1 آمنة بشكل عام ولكنها قد تحمل خطر حدوث آثار جانبية خطيرة على الجهاز الهضمي. لقد كنت أقول للمرضى إن جميع الأدوية، بما في ذلك GLP-1، لها مخاطر محتملة. نحن نعلم أنها تنطوي على خطر الغثيان والقيء وتأخر إفراغ المعدة»، مشيرا إلى أن بعض الآثار الجانبية المذكورة يمكن أن تكون نتيجة لفقدان الوزن السريع لدى المرضى، وليس بسبب الأدوية. مبيّنا أن التجارب السريرية التي أجرتها شركات الأدوية قبل الموافقة على الأدوية لم تكن كبيرة بما يكفي لاكتشاف الآثار الجانبية النادرة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إنقاص الوزن الجهاز الهضمی هذه الأدویة إنقاص الوزن فی المعدة
إقرأ أيضاً:
أطباء يكشفون وجود علاقة مقلقة بين الارتجاع الحمضي وصحة القلب
كشفت دراسة طبية حديثة أن الارتجاع الحمضي المزمن قد يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية، ما يسلط الضوء على العلاقة المحتملة بين أمراض الجهاز الهضمي ومشكلات القلب.
ويعد مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) حالة هضمية مزمنة، يحدث فيها ارتجاع لحمض المعدة إلى المريء — الأنبوب الواصل بين الحلق والمعدة — ما يؤدي إلى حرقة المعدة وألم في الصدر وصعوبة في البلع.
وإذا لم يُعالج الارتجاع المعدي المريئي، فقد يؤدي إلى تلف دائم في المريء ومشكلات في الجهاز التنفسي.
ولفهم العلاقة بين هذا المرض وصحة القلب، حلّل باحثون من فيلادلفيا بيانات أكثر من 1.3 مليون مريض شملتهم ست دراسات مختلفة. وخلصت النتائج إلى أن المصابين بالارتجاع المعدي المريئي أكثر عرضة بنسبة 27% للإصابة بنوبة قلبية مقارنة بغير المصابين.
ويرجّح الباحثون أن السبب وراء هذا الارتباط يعود إلى الالتهاب المزمن واضطرابات الجهاز العصبي التي يسببها المرض، والتي قد تساهم في إضعاف صحة القلب. كما تشير دراسات سابقة إلى أن الارتجاع المعدي المريئي وأمراض القلب يشتركان في عوامل خطر شائعة، أبرزها التدخين وتناول الكحول وزيادة الوزن والجنس الذكري، ما قد يفسر جزئيا العلاقة بينهما.
وأكدت الدكتورة تينساي أنيبو، المعدة الرئيسية للدراسة، أن النتائج تبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتطوير استراتيجيات وقائية وتدخلات علاجية موجهة، مثل تثبيط الحموضة وتعديل نمط الحياة، للحد من خطر أمراض القلب لدى مرضى ارتجاع المريء.
وتشمل أساليب علاج الارتجاع المعدي المريئي تغييرات في النظام الغذائي — كتجنّب الأطعمة المسببة للأعراض وتناول وجبات صغيرة ومتكررة — بالإضافة إلى تعديلات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن وتغيير وضعية النوم.
كما تُستخدم الأدوية، مثل مضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون (PPIs)، لتقليل حموضة المعدة وحماية المريء.
ومع ذلك، حذر الباحثون من أن الاستخدام طويل الأمد لمثبطات مضخة البروتون قد يزيد بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب، نظرا لتأثيره المحتمل على وظائف الأوعية الدموية.