كيف وصلت نرجس محمدي إلى نوبل من خلف القضبان؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
بعدما نالت الناشطة الإيرانية، نرجس محمدي، الجمعة، جائزة نوبل للسلام، أصدرت بيانا أكدت فيه أنها لن تتوقف أبدا عن السعي لتحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة في بلدها.
لكن هذا البيان الذي أصدرته نرجس محمدي لم يخرج من مكتبها، إنما من زنزانتها في سجن إيفين سيء الصيت قرب طهران، والذي يقبع فيه بشكل أساسي السجناء السياسيون مثل أحمدي.
وفي بيانها، قالت الناشطة الإيرانية: "إن جائزة نوبل للسلام ستجعلني أكثر قوة وتصميما وتفاؤلا وتحمسا في هذا الطريق، وستسرع من خطواتي فيه".
وكانت رئيسة لجنة نوبل بيريت رايس أندرسن قالت في تصريحات سابقة اليوم إن الجائزة كافأت الناشطة والصحفية البالغة 51 عاما على "معركتها ضد قمع النساء في إيران وكفاحها من أجل تشجيع حقوق الإنسان والحرية للجميع".
أحكام متزايدة بالسجن
وتعرضت الناشطة الإيرانية للاعتقال مرات عديدة، كان آخرها في نوفمبر 2021.
وتقضي أحكاما بالسجن تصل إلى 12 عاما، علما بأن القضايا التي أدخلت على أساسها السجن كانت تقضي ببقائها لفترة أقل، لكن نشاطها داخل السجن زاد من هذه المدد.
ووجودها في الزنزانة لم يوقف نشاطها الحقوقي الذي بدأ قبل عقود وعلى مقاعد الدراسة، إذ واظبت على توجيه رسائل الاحتجاج من سجنها على ما تتعرض له السجينات الإيرانيات، رغم الخطورة التي تنطوي على عمل كهذا.
وعلى سبيل المثال، بعثت قبل أشهر برسالة إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان، جاويد رحمن.
وفي 4 أغسطس الماضي، تلقت حكما آخر بالسجن لعام إضافي، بعد إدانتها بممارسة أنشطة دعائية، وذلك بعد تواصلها العلني مع هذا المسؤول الدولي ووسائل إعلام دولية.
وفي أكتوبر من عام 2022، قضت محكمة ثورية في طهران بسجن نرجس 15 شهرا إضافية، بعد إدانتها بممارسة أنشطة دعائية مناهضة للدولة، بعد دعوة الأمهات للمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحرب.
وكانت رسائل أخرى تدين قمع قوات الأمن للاحتجاجات.
إذن، لم يوقف السجن نشاط نرجس محمدي، التي كتبت مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز"، الشهر الماضي، بالتزامن مع الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، مما أثار احتجاجات حاشدة العام الماضي.
وقالت في مقالها: "كان هدفي في ذلك الوقت هو محاربة الاستبداد الديني، الذي أدى، إلى جانب التقاليد والعادات الاجتماعية، إلى قمع متأصل للنساء" في إيران".
العائلة تدفع الثمن
ولم يكن نشاط نرجس محمدي سهلا، بل دفعت عائلتها ثمنا باهظا له.
وقال تقي رحماني زوج نرجس إنها لم تتمكن من رؤية أبنائها لمدة سبع سنوات ولا من رؤيته لمدة 15 عاما بسبب سجنها، وفق "رويترز".
سجل حافل
نرجس محمدي في الأساس هي صحفية، وقد بدأت نشاطها الحقوقي قبل 32 عاما عندما كانت طالبة. تم انتخابها رئيس للجنة التنفيذية للمجلس الوطني للسلام في إيران، وهو هيئة تعارض الحرب وتروج لحقوق الإنسان. نالت في عام 2011 جائزة "بير أنغر" التي تمنحها الحكومة السويدية التي تقدم لدعم العمل الإنساني والمبادرات الديمقراطية. تنادي هذه الناشطة بتحسين أوضاع النساء ووقف عقوبة الإعدام في بلدها. كانت تتولى أيضا منصب المتحدث باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان.عقوبات "تكميلية"
ولن تتوقف العقوبات ضد محمدي على مدد السجن، فهناك عقوبات "تكميلية" تنتظرها فور خروجها من السجن، كما يقول موقع منظمة "فرونت لاين ديفندرز" الحقوقية ومقرها إيرلندا، ومن هذه العقوبات:
• تقديم نفسها لسلطات إنفاذ القانون كل شهر لمدة عامين بعد نهاية أحكام السجن.
• حرمان من عضوية الأحزاب السياسية لمدة عامين.
• تنظيف أحياء مهجورة من القمامة لمدة 3 أشهر، بمعدل 4 ساعات في اليوم.
ثاني إيرانية تنال نوبل للسلام
نرجس محمدي ليست أول إيرانية تحصل على جائزة نوبل للسلام
وكانت الناشطة شيرين عبادي حصلت على هذه في عام 2002.
وللمفارقة، فإن الاثنتين تعملان في نفس المركز الحقوقي.
وتقول وكالة "رويترز" إن محمدي هي نائبة رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان وهي منظمة غير حكومية تقودها شيرين عبادي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نرجس محمدي سجن إيفين طهران أخبار إيران نرجس محمدي حقوق الإنسان جائزة نوبل نرجس محمدي سجن إيفين طهران أخبار إيران نوبل للسلام نرجس محمدی
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: رغبة ترامب بجائزة نوبل لا تتناغم مع دعمه اليمين الإسرائيلي
ركزت صحف عالمية على تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتداعيات حظر إسرائيل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وقضايا أخرى.
وسلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الضوء على ما سمتها أزمات وقف إطلاق النار في غزة، والتي تنعكس في بعض الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق أو التخلف عن الوفاء بالتزام طرف تجاه الطرف الآخر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصين تشيّد مركز قيادة بـ10 أضعاف حجم البنتاغونlist 2 of 2هآرتس: لماذا تغطي الشرطة الإسرائيلية أعين المشتبه بهم العرب؟end of listووفق الصحيفة، فإن العقبات التي اصطدم بها الاتفاق "الهش" حتى الآن "تُظهر كيف يسير الوسطاء على حبل رفيع من أجل صمود الاتفاق وصولا إلى نهاية دائمة للحرب".
وفي سياق آخر، تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن عواقب دخول الحظر الإسرائيلي للأونروا حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن المساعدات والخدمات التي قدمتها الوكالة الأممية لآلاف الفلسطينيين طوال سنوات باتت اليوم في معرض الخطر.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل عملت على مدار الأشهر الماضية على تكثيف مزاعمها بشأن علاقة الأونروا بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من دون تقديم أدلة على صحة ادعاءاتها.
وأمس الخميس، دخل قرار الحكومة الإسرائيلية إنهاء أنشطة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة حيز التنفيذ، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن الوكالة تواصل أداء مهامها رغم الحظر الإسرائيلي لأنشطتها.
إعلانوفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 صدّق الكنيست نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.
وفي الإطار ذاته، رأت صحيفة لوتان السويسرية أن وقف أنشطة الأونروا بالضفة الغربية وغزة سيكون بمثابة كارثة أخرى للفلسطينيين.
وأوضحت أن غياب الوكالة عن المشهد يعني حالة من الغموض، خصوصا مع بقاء كثير من الأسئلة من دون إجابة بشأن بديل قادر على شغل الفراغ الذي ستخلفه في ظل حاجة ماسة للخدمات والمساعدات في غزة والضفة الغربية.
واهتمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بكتاب لباحث إسرائيلي خدم ضمن قوات الاحتياط في غزة تقول إنه يفضح آلة الحرب الإسرائيلية من الداخل.
ويصف الكاتب سلوك جنود وقادة الجيش الإسرائيلي في غزة، ويراه تعبيرا واضحا عن رغبة كبيرة في الانتقام تسربت تدريجيا إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفق الصحيفة.
وتحدث عن كثير من العمليات العسكرية غير المبررة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي تحول إلى مجموعة من المليشيات.
بدورها، رأى مقال في صحيفة لوموند الفرنسية أن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إحلال السلام في الشرق الأوسط والفوز بجائزة نوبل للسلام لا تتناغم أبدا مع تعزيزه طموحات اليمين الإسرائيلي في ضم المزيد من أراضي الفلسطينيين.
ووفق المقال، فإن الوضع في غزة ومستقبل الحكم فيها سيكون اختبارا مهما لسياسات ترامب المتعلقة بالسلام في المنطقة.