زنقة 20 | الرباط

لعل الكثير من المغاربة سواء كانوا مواطنين أو شركات يعانون من ضعف كبير لشبكة الإتصالات و الإنترنت ، وهو ما يعد نقطة سوداء يجب تداركها في ملف المغرب لاستضافة مونديال 2030.

و لعل التظاهرات الرياضية التي استضافها المغرب مؤخراً بينت بالملموس الضعف الكبير في شبكة الإتصالات و الإنترنت ، كما حدث في كأس العالم للأندية ، ومباراة البرازيل و المغرب على أرضية ملعب طنجة، حينما اشتكى العديد من المشجعين و الصحافيين القادمين من مختلف دول العالم ، من الضعف الهائل في شبكة الإتصالات.

وفي الوقت الذي نال المغرب شرف استضافة كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال، فإن كثيرين يتخوفون من نقطة ضعف وحيدة وهي ضعف واهتراء شبكة الإتصالات التي لم تعرف أي تطور يذكر بالمملكة رغم العوائد و الأرباح الخيالية التي تحققها شركات الإتصالات على رأسها اتصالات المغرب.

ففي الوقت الذي تستثمر شركات اتصالات في البنية التحتية و الإبتكار و البحث العلمي ، فإن شركات الإتصالات المغربية تكتفي بـ”منطقة الراحة” و تحقيق أرباح قياسية بخدمات رديئة يشتكي منها المواطنون في ظل غياب أي بديل يقدم خدمات في المستوى و بأسعار معقولة.

و تظل سرعة الإنترنت اليوم من مقومات التقدم التقني و التكنولوجي لأي بلد في العالم ، خاصة عندما يتوافد عدد ضخم من الوافدين على أي بلد منظم لتظاهرة عالمية.

بالإضافة الى ذلك فإن المغاربة يتسائلون عن مصير شبكة الجيل الخامس 5G والتي تأخرت كثيرا بالمغرب بالرغم من الهواتف التي تباع حاليا في الاسواق جميعها تتوفر على الخدمة.

تقرير لشركة “أوكلا”، الرائدة عالمياً في مجال ذكاء الشبكات وجودة الاتصالات، كشف مؤخرا بالأرقام الضعف الحاصل في أداء شبكة الهاتف الجوال والإنترنت لشركة اتصالات المغرب في العاصمة الرباط ، ناهيك عن مدن بعيدة.

وفي الوقت الذي دشنت دول عربية العمل بشبكات الجيل الخامس (5G)، وما يوفر ذلك من فرص اقتصادية و تكنولوجية ، لازالت شركات الإتصالات المغربية تتخبط في مشاكل بدائية في ظل بيئة سوق تنافسية لم تعد تعترف بـ”الكسل التكنولوجي”.

وبالعودة إلى ملف تنظيم مونديال 2030 ، فإن ضعف شبكة الإنترنت و الإتصالات في المدن الكبرى و انقطاعها كليا في مناطق أخرى، يضع شركات الإتصالات بالمغرب على المحك، حيث أن من أبرز الشروط التي تركز عليها الفيفا هي شبكة الإتصالات و الإنترنت.

وسجل خبراء، أن أداء الإنترنت يرتكز بالأساس على متوسط أداء التنزيل عبر شبكة الإنترنت على الشرائح الحديثة عبر جميع تقنيات الأجهزة المحمولة مجتمعة.

وذكروا أن الشركات التي تستحوذ على سوق الإتصالات المغربية مطالبة اليوم بتحسينات على مستوى الشبكة، وكذلك عمليات المراقبة الحية، وتحسين أداء الشبكات، لتعزيز الأداء العام للشبكة استعدادا لاستضافة طوفان كبير من المشجعين إذا نجح المغرب في الظفر باستضافة المونديال.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: شرکات الإتصالات شبکة الإتصالات

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى

 

 

 

 

مرتضى بن حسن علي

 

في عصر تتغير فيه الخرائط المعرفية بوتيرة جنونية، وتتحول الجامعات حول العالم إلى مختبرات للأفكار واختراع الغد، وتسوده الثورة التكنولوجية الكاسحة والذكاء الصناعي، لا تزال مُعظم مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي محاصرة في قوالب الماضي، وتواجه تحديات جذرية تُعيقها عن أداء أدوارها كقاطرة للتقدم وابتكار المستقبل لأنها مُثقلة بكثير من المُعوِّقات التي تبعدها عن أداء رسالتها الحقيقية.

الجامعات هي مصادر للفكر والعلم ومراكز للأبحاث، مهمتها التعايش مع الحياة العملية والعلمية وأن تجعل الأجيال الجديدة على دراية بالواقع وتطوراته ودراسة همومه والتعرف على مشاكله الفعلية، وتطوير الطلبة علمياً وفكرياً وبكل ما تملك من قدرة على البحث والتشخيص والتحليل، وتكون على صلة وثيقة بينها وبين دنيا العمل والتكنولوجيا. وحتى تتحول من مجرد مانحة للشهادات إلى حاضنات للإبداع والخريجين قادة للتغير، فهي بحاجة إلى بيئة أكاديمية ورؤساء وعمداء ذوي رؤية واضحة وأكفاء يواكبون الاتجاهات الحديثة في التعليم على المستوى الدولي واختيار الموارد البشرية المؤهلة، واتباع مناهج حديثة، والاهتمام بالبحث العلمي.

والوظيفة الأساسية لمؤسسات التعليم العالي هي تأهيل الشباب علميا وسلوكيا وفكريا وأن تبتكر مع مرور الوقت، مسارات للتقدم ونقل المعرفة إلى مجتمعاتها وأن تكون مشاعل للتقدم. غير أن الأنظمة التي تخضع لها تحد من قدراتها على مواكبة التقدم العلمي الذي يحصل في مثيلاتها من البلدان المتقدمة.

 ولعلَّ قدرًا كبيرًا وملحوظًا لذلك يتصل بضعف مرحلة التعليم الأساسي، وافتقار المجتمعات العربية لمؤسسات إنتاج حقيقية من معامل ومصانع ومراكز للأبحاث الجادة. لقد اختزلت أدوار التعليم العالي في مجرد المانح للشهادات التي هي في أغلبها خالية من المحتوى وتعلق داخل البيوت والمكاتب كجزء من الديكور الداخلي الذي يستر عيوبا عديدة في البناء الداخلي، لا تنتج فكرا ولا تبني أُمَّة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن غريباً أن يقوم كل من التعليم والعمل بنفي الآخر ومحاصرة أدواره.

التحديات التي تعيق التعليم العربي كثيرة منها:

المناهج البعيدة عن التقدم التكنولوجي:

لا تزال العديد من الجامعات العربية تعتمد مناهج قديمة في زمن جديد، نظرية تركز على الحفظ والتلقين، بدلًا من تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي. فمثلا في مجال الهندسة، يفتقد الطلبة إلى مختبرات متطورة أو التدريب العملي في الميدان، وينهون دراستهم دون أن يلمسوا مختبرا متقدما، أو يشاركوا في مشروع عملي واحد تهيئهم لسوق العمل، مما يخلق فجوة بين المعرفة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولا يزال الطالب يدرس نظريات القرن العشرين أو قبله، بينما العالم يتسابق في تطبيقات الذكاء الصناعي وعلوم البيانات.

بيروقراطية بدون أفق وتمويل بدون رؤية وضعف التمويل وطريقة صرفه:

تعاني الجامعات من هياكل إدارية معقدة وترهل إداري وقرارات متضاربة، ولا سيما الحكومية منها، تعيق تبني مشاريع بحثية مبتكرة؛ حيث تُهدر أشهر على إجراءات الموافقة على بحوث طلاب الدكتوراه، بينما تُوجه ميزانيات محدودة إلى فعاليات شكلية بدلًا من دعم الابتكار، أو تبني الأفكار الخلّاقة وموتها في مهدها، كما تفتقد إلى الأموال الأهلية "الوقف والخمس".

الانفصال عن قطاع الإنتاج وسوق العمل:

قلة المشاريع الإنتاجية وغياب الشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي الموجود يجعل الأبحاث الأكاديمية حبيسة الأوراق، في الوقت الذي نجحت ماليزيا مثلا في تحويل أبحاث جامعاتها إلى منتجات تجارية وصناعية عبر إنشاء "مدن التكنولوجيا" التي تربط بين الباحثين والمستثمرين.

في بيئة واحدة تُحول الأفكار إلى منتجات.

البطالة المُقنَّعة:

في مصر- على سبيل المثال- يُشكِّل خريجو الجامعات نحو 30% من الباحثين عن عمل، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بسبب عدم مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل المتغير. وأيضًا بسبب عدم وجود المؤسسات الإنتاجية الكافية.

البطالة والتطرُّف:

وجود خريجين عديدين ولمدة طويلة بدون عمل، يدفعهم للهروب إلى العالم الافتراضي. ولجوئهم إلى الجماعات المتطرفة أو الغرق في وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية هربًا من واقعهم، كما حدث مع عدد كبير من الشباب في عدد من الدول العربية الذين تحولوا إلى التنظيمات المُتطرِّفة بعد فشلهم في ايجاد فرص عمل. وهكذا فإن الشهادة الجامعية أصبحت عبئا بدلا من أن تكون جواز مرور إلى العمل.

نماذج نجاح تُلهم الحلول

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في السعودية استثمرت في بناء شراكات دولية وإنشاء مراكز متطورة في الطاقة المتجددة، مما جعلها تحتل مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتقنية الحيوية. مبادرة "مليون مبرمج عربي" في الإمارات، والتي ربطت بين التعليم التقني واحتياجات سوق العمل المتبدلة عبر تدريب الشباب على مهارات البرمجة، مما خلق فرص العمل عن بُعد مع شركات عالمية. إنها تجربة ناجحة في ردم الفجوة بين التعليم التقليدي واحتياجات العصر الرقمي. تجربة الجامعة الأمريكية في بيروت؛ فرغم التحديات نجحت الجامعة في دمج البحث العلمي مع قضايا المجتمع، مثل تطوير حلول لمشكلة النفايات في لبنان وتحويلها إلى طاقة.

وفيما يلي نوضِّح كيفية الخروج من النفق واعادة بناء التعليم العربي العالي كمنصة للابتكار واعادة الاعتبار للجامعة:

تجديد الدماء في الإدارات الجامعية وتعيين قيادات شابة ذات رؤية استشرافية، كما فعلت جامعة زايد في الامارات بتعيين أكاديميين من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، لتطوير برامجها. ربط التمويل بالنتائج، من خلال منح الجامعات ميزانيات وفقا لجودة الأبحاث المنشورة وعدد براءات الاختراع المسجلة، كما يحدث في سنغافورة مثلًا. خلق مسارات مهنية مرنة، عبر متابعة ما يجري في العالم من تطورات علمية وتكنولوجية وادخال التخصصات الضرورية المتعلقة بتلك التطورات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"الاقتصاد الرقمي" أو إدخال تخصصات مستقبلية، وتدريسها بمناهج قابلة للتحديث السنوي، كما تفعلها بعض الجامعات في العالم مثل جامعة "CODE" في المانيا مثلًا.

التعليم كاستثناء استراتيجي

لا يمكن لمجتمعاتنا أن تبني مستقبلًا دون تعليم عالٍ يُحرر طاقات الشباب ويحوّل أحلامهم إلى مشاريع ملموسة. آن الأوان لنتوقف عن التعامل مع الجامعة كمجرد مبنى أو عنوان على ورقة الشهادة، والتعامل معها كجبهة فكر، ومصنع للقيادات، ومحرك للتنمية. فكما قال نيلسون مانديلا: "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم".

لقد آن الأوان لنجعل من جامعاتنا منارات للفكر، لا مجرد جدران تُعلَق عليها الشهادات!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اضطراب "الإنترنت" في المغرب والجزائر بسبب انقطاع كهرباء إسبانيا والبرتغال
  • انقطاع الكهرباء في إسبانيا.. هل طال تأثيره المغرب؟
  • التعليم العالي العربي في زمن التحولات الكبرى
  • توقيع عقد تأجير وحق انتفاع لمجزر شبرا الخيمة مع إحدى شركات القطاع الخاص
  • ما أكبر التحديات التي تواجه الممثل؟.. ريهام عبد الغفور تروي تجربتها
  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة
  • حمّل فيلماً في 20 ثانية.. الصين تطلق أسرع شبكة إنترنت في العالم
  • “يمن نت” تطلق خدمة “يمن فورجي” للإنترنت اللاسلكي في أبين
  • تأجيل محاكمة 35 متهمًا في قضية «شبكة تمويل الإرهاب الإعلامي الكبرى»