اعتبر الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع حياته ثمن موقفه الشجاع ضد هيمنة سوريا وهيمنة حزب إيران في لبنان، وقد كان من بين رجال الأعمال السياسيين البارعين، وكان أحد زعماء التاريخ الحديث للبنان.

وفي حديث مع صوت بيروت إنترناشونال عبر برنامج “عالوتر”، نفى الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن يكون مستشاراً سياسياً لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، مشيراً إلى أن ذلك شرف لا يدعيه.

لافتاً إلى أن بعض آرائه لا تعجب حتى صناع القرار في دولة الإمارات ويدفع ثمن ذلك أحياناً، وداعياً إلى عدم تصديق كل ما هو متداول على السوشيال ميديا.

وحول الملف اليمني، اعتبر الدكتور عبد الله أن السعودية التي قادت التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أخذت قراراً شجاعاً وجريئاً بإنهاء هذه الحرب بعد أن استمرت لأكثر من ست سنوات، ولكن المشكلة هي التعامل مع الحوثي وهو طرف معروف بعدم المصداقية، ولكن لا مفر من التعامل معهم، ووصف عملية استهداف الجنود البحرينيين بالعمل الشنيع، ولكن رأى ضرورة استمرار الحوار.

وفيما يخص ما يشاع حول وجود خلاف سعودي إماراتي، أوضح الدكتور عبد الله أن ثمانين بالمائة مما يقال حول هذا الأمر مبالغ فيه، وما هو متفق عليه أكثر بكثير مما هو محط اختلاف،.

لافتاً إلى أنه من الطبيعي وجود قدر من الاختلاف والتنافس، وهذا أمر مشروع بين الدول وبين الأفراد. في الموضوع الإيراني، وصف الدكتور عبد الله إيران بأنها دولة جارة لدول الخليج، على امتداد 3000 سنة، ولكن هذا الجار صعب ومقلق، وعلى مدى العشر سنوات الماضية، استغلت إيران الثورات العربية والربيع العربي، وفرضت نفسها بشكل كبير على الواقع العربي، مما أدى لبروز خصومة سياسية وعسكرية.

وأضاف: “في الفترة ما بين 2020 و 2023، وجدت دولة الإمارات فرصة لوضع الخصومة جانباً، واتخاذ قرار استراتيجي بالانفتاح على الخصوم مثل تركيا وسوريا وإسرائيل وكذلك إيران، إضافة لوجود قرار خليجي بالانفتاح والحوار مع إيران”.

وأكد أن المآخذ على إيران كثيرة ويمكن أن نعدد الكثير منها، والقلق من التهديد الإيراني قائم، خاصة فيما بتعلق بالتحرشات اليومية بناقلات النفط في المياه الخليجية، إضافة إلى احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، ولا يمكن إلا وصف إيران بأنها الخطر الأكبر على دول الخليج. .

وحول العلاقات الإماراتية الأمريكية، اعتبر الدكتور عبد الله أن الإمارات اليوم ليست إمارات الأمس، فهي تحولت لقوة اقتصادية ودبلوماسية صاعدة في الخليج والعالم، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية، مطالباً صانع القرار في الولايات المتحدة بضرورة التصالح مع هذا الخليج الجديد. لافتاً إلى وجود تغيرات واضحة أيضاً في سياسة أمريكا تجاه الخليج، فهي لم تعد تهتم كما السابق بنفط الخليج، كما كانت في السبعينات والثمانينات، .

مؤكداً على وجود سعي خليجي، لتأسيس علاقة مختلفة مع أمريكا تناسب القرن الواحد والعشرين، ولكن ما يتم سماعه هو أن أمريكا مترددة في تثبيت هذه العلاقة، وعليها ألا تلومنا بعد ذلك إن بحثنا عن مصادر أخرى للسلاح وللدفاع والاطمئنان، لأننا بجوار دولة صعبة جداً

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي: معاداة النظام الجديد بسوريا ليست في مصلحتنا

أكد البروفيسور إيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب أن لا مصلحة لإسرائيل في أن تبدو بمظهر العدو للنظام الجديد في سوريا، محذرا دولة الاحتلال من خوض مغامرة جديدة هناك عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكتب في مقال له بصحيفة "يسرائيل هيوم" أن إسرائيل توجه طاقتها حاليا صوب مغامرة جديدة في سوريا "غير مدروسة ومتهورة" وتفتقر إلى أي منطق إستراتيجي أو عسكري مما سيضر بها في المستقبل، بدلا من توجيهها للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"التوقيع الآلي" لبايدن يثير الشكوك عمن كان يحكم البيت الأبيض فعلياlist 2 of 2صحف عالمية: غزة بالمنطقة الرمادية وملف الأسرى يؤرق إسرائيلend of list

وأشار إلى أنه منذ تولي الرئيس أحمد الشرع مقاليد السلطة في سوريا، لا يمر يوم واحد دون أن يبعث رسائل طمأنة، بل وحتى مصالحة مع إسرائيل، لافتا إلى أن سوريا دولة ممزقة، وغير معنية بالحرب، وتسعى فقط إلى علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة بها.

ويعتقد زيسر أنه ليس بالضرورة الوثوق بالشرع وتصريحاته، بل على إسرائيل مراقبة أفعاله عملا بالمثل الروسي القائل "ثق ولكن تحقق"، مع ضمان ألا يتجذر أي كيان "إرهابي" في الشمال.

ورغم ذلك، يقر نائب رئيس جامعة تل أبيب بأن إسرائيل ظلت على مدار الأشهر الثلاثة الماضية ترتكب الأخطاء في سوريا؛ فقد استولت أولا على أجزاء من أراضيها دون أي ضرورة أمنية بل لمجرد أن ذلك كان باستطاعتها.

إعلان

والخطأ الثاني -برأيه- أنها أصدرت إعلانا "فارغا" من أي مضمون حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وهي خطوة غير عملية.

وأخيرا، أعلنت عن نيتها مساعدة الدروز رغم أنهم أبدوا عدم اكتراث لمثل هذه المساعدة، وأوضح زيسر -وهو أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر- أن دروز سوريا، مثلهم مثل إخوانهم في لبنان وإسرائيل، يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من دولتهم، وإن ناضلوا حاليا ضد الشرع وقواته.

الدروز لا ينوون طلب المساعدة المباشرة من إسرائيل، إدراكا منهم أن سياسات إسرائيل تتغير "مثل ريشة في مهب الريح"

لكن الكاتب يستدرك قائلا إن الدروز لطالما رأوا وما زالوا يرون أنفسهم سوريين، ومن البديهي أنهم لا ينوون طلب المساعدة المباشرة من إسرائيل، إدراكا منهم أن سياسات إسرائيل تتغير "مثل ريشة في مهب الريح"، في حين أن مستقبلهم تظل جذوره راسخة في المشهد السوري ولا يريدون أن يلطخوه بمزاعم التعاون مع دولة الاحتلال.

وحذر من أن إسرائيل تدفع بسوريا إلى أحضان تركيا بأيديها، مشيرا إلى أن من لا يريد الشرع سيجبره ذلك إلى التعاون مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

مقالات مشابهة

  • “التبادل المعرفي الإماراتي” يبحث تعزيز مسارات التعاون مع كولومبيا
  • أكاديمي يحذر: تركيا تعزل إيران عن المشهد الإقليمي والصدام المقبل سيكون في العراق
  • لماذا قررت مايكروسوفت التخلي عن خدمة سكايب؟
  • أكاديمي إسرائيلي: معاداة النظام الجديد بسوريا ليست في مصلحتنا
  • لماذا أعلن ماسك استمرار ستارلينك في أوكرانيا رغم الخلاف السياسي؟
  • النفط النيابية:توجه حكومي لإستيراد الغاز من دول الخليج بدلا من إيران
  • أرض الصومال قاعدة الكيان في الحرب ضد اليمن
  • لماذا لا يُقرّ حزب الله بالهزيمة؟
  • توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن