تولى المترجم المصري حسن حجازي ترجمة رواية "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" للروائي أحمد فضل شبلول، إلى اللغة الإنجليزية وصدرت مؤخرا عن دار الحاضرون بكندا، وذلك بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية بواسطة المترجم التونسي منصور مهنى.


الرواية تتناول الساعات الأخيرة في حياة الفنان والرائد التشكيلي المصري محمود سعيد، أثناء لحظات احتضاره في 8 أبريل عام 1964، حيث حضر له ملك الموت ليقبض روحه، ولكنهما اتفقا أن يؤجلا فعل الموت لعدد من الساعات يودع فيها الفنان ألوانه وبحره وشطآنه وسماءه في مدينته الحبيبة الإسكندرية التي ولد فيها في 8 أبريل عام 1897 وعاش فيها طيلة حياته عدا بعض السنوات القليلة التي قضاها في القاهرة أثناء تعيين والده محمد سعيد باشا رئيسا لوزراء مصر، وفي باريس أثناء تعلم الرسم في عدد من الأكاديميات، وبعض المدن الأوروبية الأخرى التي كان يرتادها ويزورها لمشاهدة متاحفها وآثارها الفنية المختلفة.


وضمن بنود الاتفاق بين الرسام وملك الموت، أن يعلِّم الرسام فن الحياة لملك الموت الذي اختار له الفنان اسم "مَبهَج". وبعد خروجه من حجرة المرض بلونها الأبيض إلى عالم الإسكندرية الشاسع بلونه الأزرق، يذهبان إلى مرسم الفنان في شارع سعد زغلول ليشاهد "مَبهج" لوحات الحياة وأيضا لوحات الموت التي أبدعها الفنان ولوحات أخرى لفنانين عالميين آخرين.


وتتوالى فصول الرواية – التي صدرت بالعربية عن سلسلة "روايات الهلال" بالقاهرة العدد 853 - نزولا ابتداء من الرقم 16 إلى الرقم 1 حيث يسلم الفنان روحه لملك الموت الذي لم يستطع تأجيل أجل الفنان لحظة واحدة حسب المشيئة الإلهية.
وأثناء لحظات احتضار الفنان تصبح ذاكرته حديدية وينفذُ بصره لما وراء الأشياء وما وراء الزمن، فيتذكر لمحات من حياته وشذرات من أيامه، مع بعض الشخصيات العامة والمؤثرة مثل الملك فاروق والملكة فريدة (ابنة شقيقته) ويتذكر علاقته بثورة 23 يوليو والرئيس جمال عبدالناصر وعضويته في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية للفنون كأول فنان تشكيلي مصري يحصل عليها، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1960، كما يتذكر حفلات حضرها لعبدالحليم حافظ في الإسكندرية، ويتذكر شخصيات أخرى تعامل معها مثل أمير الشعراء أحمد شوقي، والفنان منير مراد، والمخرج السينمائي محمد كريم، والأديب يوسف السباعي والأديب توفيق الحكيم وآخرين. ويرى ما سوف يحدث للإسكندرية مستقبلا باعتبارها مدينة تقع على البحر المتوسط، بعد انهيار جبل أتنا بجزيرة صقلية، وكيف تصد المدينة تسونامي القادم لها من جهة الشمال.
كما يتذكر علاقته بالفنانين التشكيليين محمد ناجي، ثم سيف وأدهم وانلي وكيف تتلمذا على يديه، وتوقع لهما مستقبلا باهرا في عالم الرسم والتشكيل، ووصفهما له بأنه يشرب هواء الإسكندرية، ويختلط بتراب ترعة المحمودية، ويتعبد بروحانية غريبة في لذة الشارع المصري، ويطل من أعلى الامتلاك إلى أسفل الفقر ليرسم بنت البلد، وعندما يتكلم يلتقط من الصدق التواضع، ومن الكبرياء النقاء.
وغير ذلك من سيرة الشخصيات وسيرة اللوحات التي تراوده أثناء سيره على كورنيش الإسكندرية من الشاطبي وحتى المرسي أبوالعباس حيث ولد في تلك المنطقة الشعبية التي لها طقوسها الروحانية الخاصة، وسوف يموت هناك.
كما تظهر له الملكة كليوباترا وتعاتبه أنه لم يرسمها في لوحة شاهقة، ثم تظهر له الملكة شجر الدر وتعاتبه أيضا أنه لم يرسمها مثلما رسم ليوناردو دافنشي لوحة "الموناليزا" فدخلت كل بيت، ثم تظهر له مجموعة من ملكات مصر القديمة، تتقدمهن الملكة مريت نيت أول ملكة حكمت مصر خلال السنوات 2939 – 2929 قبل الميلاد، وكلهن يرغبن أن يرسمهن الرسام.
كما يلتقى الفنان شخصيات روائية ظهرت في أعمال صديقه نجيب محفوظ مثل عيسى الدباغ في "السمان والخريف" ورؤف علوان وسعيد مهران في "اللص والكلاب" وغيرهما.
وقد أشار الفنان إلى أن نجيب محفوظ تعلم تذوق الرسم والفن التشكيلي من خلال لوحاته حيث صرح محفوظ قائلا: لقد كان محمود سعيد هو الذي عرفني على عالم الفن التشكيلي، وقد تعرفت على أعماله، ولوحاته مازالت منطبعة في مخيلتي بألوانها مثل "بنات بحري" و"بائع العرقسوس" والكثير من البورتريهات النسائية التي اشتهر بها والتي استطاع فيها أن يجسد الجمال الشعبي، كما لم يفعله أحد من قبله.
وكان الفنان يظن أن مَبهج من الممكن أن يؤجل ميعاده، ولكن ملك الموت يظهر في الوقت المحدد والمكان المرصود ويلقي الكلس الأبيض على وجه الفنان، الذي كان يشك أنه صورة رسمها لنفسه تسير على الكورنيش وصولا إلى مسجد المرسي أبوالعباس، بينما جسده الأصلي ممدد هناك في حجرته بفيلته بجناكليس التي حلم بأن تتحول إلى مركز فني يحمل اسمه بعد رحيله عام 1964 وهو ما حدث فعلا.
يذكر أن هذه هي الرواية الثانية التي يكتبها أحمد فضل شبلول عن الفنان محمود سعيد، حيث صدرت قبلها روايته "اللون العاشق" عن دار الآن ناشرون وموزعون بالأردن، وفيها يتناول الكاتب سيرة لوحة "بنات بحري" التي رسمها سعيد عام 1935، ويتوقف الزمن الروائي عند ذلك التاريخ مع استدعاءات فنية ورمزية لما قبل هذا التاريخ.
وقد أورد المؤلف في نهاية الرواية أسماء عدد من الكتب المرجعية المؤلَّفة والمترجَمة التي رجع إليها واستفاد منها في إنجاز "الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" التي أهداها الكاتب "إلى سور كورنيش الإسكندرية".
يذكر أن الكاتب صدرت عدة روايات من قبل، منها رواية "الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ" التي ترجمها إلى الإنجليزية أيضا المترجم حسن حجازي وصدرت عن دار الحاضرون في العام الماضي.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأخیرة فی حیاة محمود سعید

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلادها.. تعرف على زيجات عبلة كامل

يعتبر 17 سبتمبر هو يوم ميلاد الفنانة عبلة كامل، التي تميزت بتلقائيتها وبساطتها فى أدوارها المختلفة، وشاركت في العديد من الأعمال الفنية التي لا تزال عالقة في قلوب محبيها رغم غيابها عن الساحة في السنوات الأخيرة، ويعرض لكم موقع الفجر الفني في السطور التالية عدد زيجات عبلة كامل.. 

زيجات عبلة كامل 

 

تزوجت النجمة عبلة كامل مرتين، حيث كانت المرة الأولى من الفنان أحمد كمال عام 1979 عقب تخرجها في معهد الفنون التمثيلية، وأنجببت منه ابنتيهما التوأم فاطمة وزينب، ومن ثم قررا الانفصال، وتزوجت للمرة الثانية من الفنان محمود الجندي،في عام 2003، بعدما جمعهما مسلسل حديث الصباح والمساء.

سبب انفصال عبلة كامل من محمود الجندي 

 

سبق، كشف الفنان الراحل محمود الجندي سبب انفصال عن عبلة كامل قائلًا: " أعجبت بإنسانية عبلة كامل خلال فترة حزني علي وفاة زوجتي، كما إنه ا فلاحة مثلي ولديها نفس الطبع والعادات والتقاليد والقيم التي تربينا عليها وتجوزنا بالفعل بعدما اتفقنا على إننا سنراعي ربنا في بعض".

وتابع الجندي:" سبب زيادة نجومية عبلة كامل تم الطلاق، لان هذة الشهرو أثرت عليا نفسيًا، وأصبحت ابحث عنها لأنها كانت تتأخر كثيرًا في التصوير، كما كان هناك مخرجين يرشحونني في أدوار بجانبها كنوع من أنواع المجاملة، وهو الأمر الذي لم ارضه على نفسي، وتسبب ذلك في خلافات كثيرة بيننا لذلك اتفقنا على الانفصال في هدوء".

نبذة عن عبلة كامل 

 

ولدت عبلة كامل محمد عفيفي بقرية نكلا العنب في محافظة البحيرة، درست في كلية الآداب وتخرجت من قسم المكتبات في عام 1984، شاركت في فيلم "وداعًا بونابرت" مع المخرج الكبير يوسف شاهين، بدأت مسيرتها المسرحية في مسرح الطليعة، حيث قدمت المسرحية الشهيرة "وجهة نظر" مع الممثل محمد صبحي وحققت نجاحًا كبيرًا.

آخر أعمال عبلة كامل

 

وكانت آخر اعمال الفنانة عبلة كامل مسلسل «سلسال الدم» الجزء الخامس الذي عرض في عام 2018، وشارك في بطولته العديد من الفنانين، أبرزهم الفنان رياض الخولي، أحمد سلامة، رانيا فريد شوقي، أميرة نايف، يوسف أيمن، إيمان سلامة، نرمين ماهر، سعيد صديق، رشا سامي، منير مكرم، وغيرهم، والعمل من تأليف مجدي صابر، وإخراج مصطفى الشال.

مقالات مشابهة

  • تعاطف الجمهور مع الفنان سعد الصغير بعد أزمته الأخيرة
  • في ذكرى ميلادها.. تعرف على زيجات عبلة كامل
  • تنفيذ دورات تدريبية لتنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية بأزهرية شمال سيناء
  • مصادر أمنية لرويترز: أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان هي أحدث طراز جلبه حزب الله في الأشهر الأخيرة
  • الموت يغيب المخرج المسرحي الكبير إيمان الصيرفي
  • هذه الكلمات الأخيرة لأعضاء تيتان.. الغواصة التي انفجرت بالقرب من تيتانيك
  • شيخ الأزهر يهدي السيسي النسخة الأولى من ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية
  • شيخ الأزهر يهدي الرئيس السيسي النسخة الأولى من ترجمة الأزهر "لمعاني القرآن الكريم" للإنجليزيَّة
  • شيخ الأزهر يهدي الرئيس النسخة الأولى من ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الإنجليزيَّة
  • شيخ الأزهر يهدي الرئيس أول نسخة مترجمة من معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية