اعترافات عسكريين إسرائيليين بهزيمة أجهزتهم الاستخباراتيه في حرب 73
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
تظل حرب الـ 6 من أكتوبر تطل علينا بقصص وبطولات رجال القوات المسلحة، الذين حققوا المستحيل في تحرير الأرض عام 1973، إلا أن شهادة القادة الإسرائيليين أظهرت مدى الضعف الذي عانت منه أجهزة المخابرات المعادية نتيجة خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها القيادة المصرية والحربية في ذلك الوقت.
فبعد ساعات من اعتراف رئيس سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يدلين، بأن هزيمتهم الساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 على يد قوات مصر المسلحة كان بسبب عنصر المفاجأة، وفشلهم استخباراتيا فى التنبؤ بموعد الحرب، وأكد الجنرال آفيف كوخافي، الرئيس الحالى لهيئة المخابرات العسكرية، أن الفشل الاستخباري الإسرائيلي فى حرب 73 كان بسبب الثقة الزائدة بالنفس وانعدام الشك بما يتعلق بنوايا المصريين لخوضهم معركة ضد إسرائيل، مشددا على أنها ثقة غلبت على جهاز الاستخبارات نتيجة سلسلة نجاحات سابقة، على حد قوله.
وتناول "كوخافى"، خلال مقال له نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عام 1973 فى توقع الحرب، التى أخذت الجيش الإسرائيلى على حين غرة، وكان سببا لتتالى الانتكاسات العسكرية التى أصابت الجيش الإسرائيلى فى الحرب.
وأشار "كوخافى" إلى الفجوة التي كانت قائمة بين الوقائع على الأرض وبين تحليلها، منوها عن أن المشكلة لم ترتبط بتوفر المعلومات بل بتحليل هذه المعلومات.
وقال رئيس هيئة المخابرات العسكرية إن التقرير الاستخباري الذى أعدته قبل حرب 73 ضم 37 بندا وصفت استعدادات مكثفة للجيش المصرى فى كل القطاعات، بينما كان البند الأبرز هو البند 40 الذى تحول إلى عنوان الفشل الاستخبارى الخطير، حيث جاء فيه "إن احتمالات أن يعتزم المصريون استئناف الحرب منخفضة".
وأضاف "كوخافى" أن من بين أسباب الفشل، الذى وقع عام 73، كان أيضا تعاظم الكبرياء والرضا عن النفس، وتغييب الشك والقلق، قائلا: "إن هذا ما قاد الاستخبارات العسكرية على ما يبدو إلى منحدر خطير ومهد الطريق للفشل".
وفى السياق نفسه، اعترف أيضا الجنرال احتياط ايلى زاعيرا، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب 6 أكتوبر 1973، بأنه ارتكب عدة أخطاء خلال الحرب.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن "زاعيرا" قوله إن النظام المصري سعى إلى تحقيق الانتصار ولو كان جزئيا، مضيفا "أن الخطأ الآخر الذى ارتكبه يتعلق بالعقلية الخاطئة التى كان المستوى العسكرى يتمسك بها فى حينه، وتتمثل فى تقليل احتمالات نشوب حرب مع الدول العربية"، لافتا إلى أنه يشعر وكأنه لم يكافح لإقناع المستوى السياسى بصواب مواقفه.
هذا واعترفت إسرائيل لأول مرة على لسان رئيس سلاح المخابرات العسكرية السابق الجنرال عاموس يدلين، بأن هزيمتهم الساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، على يد قوات مصر المسلحة كان بسبب عنصر المفاجئة وفشلهم استخبارتيا في التنبؤ بموعد الحرب.
وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى السابق خلال حوار مطول مع مدير الشئون الشرق أوسطية شاؤول منشاه بالإذاعة العامة الإسرائيلية بثته عدة مرات بمناسبة الذكرى الـ40 لهزيمتهم، وذلك لتعلم العبر والدروس من هزيمتهم على يد المصريين أن ذكرى الحرب تمر مريرة على كل الإسرائيليين.
ووجهت الإذاعة العبرية سؤال ليدلين الذى يشغل حاليا مدير معهد الدراسات الأمنية فى جامعة تل أبيب، حول ما هى الدروس والعبر التى استقتها إسرائيل من حرب "يوم الغفران" التسمية العبرية لحرب أكتوبر خاصة فى موضوع الاستخبارات لكونها العامل الرئيسى فى مجريات تلك الحرب؟
وأجاب الجنرال الإسرائيلى السابق، قائلا: "فى شأن الاستخبارات تعلمت إسرائيل مدى أهميتها فى إعطاء الإنذار المسبق لنشوب الحرب وكذلك كونها أداة هامة لتحقيق النصر فى الحرب".
واعترف يدلين أن حرب أكتوبر كانت بمثابة فشل استخباراتي بالنسبة لإعطاء الإنذار المسبق لنشوب الحرب، مشددا على أنه حتى لا يتكرر مثل هذا الفشل، فقد غيرت إسرائيل مفاهيم الاستخبارات والأساليب كما طُورت مصادر استخباراتية إضافية لكى تضمن إنذارات كافية لاحتمال نشوب الحرب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر القيادة المصرية حرب 73 الاستخبارات موعد الحرب النظام المصري السادس من أكتوبر صحيفة معاريف أجهزة المخابرات جهاز الاستخبارات عام 1973 العسكرية الإسرائيلية حرب السادس من اكتوبر تحرير الأرض المخابرات العسکریة عام 1973
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يعترف بخروج أكثر من 10 آلاف جندي عن الخدمة منذ 7 من أكتوبر 2023م
الجديد برس|
اعترفت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي بأن أكثر من 10 آلاف جندي خرجوا من الخدمة الفعلية في صفوف جيش الاحتلال منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 في ظل نقص حاد في القوى البشرية نتيجة الخسائر الكبيرة في الأرواح والإصابات.
وبحسب التقارير فإن الجيش تكبد خسائر بشرية فادحة تجاوزت 12 ألف جندي بين قتيل وجريح خلال الحرب الأخيرة مما عمق من أزمته الداخلية وأثر بشكل كبير على جاهزيته القتالية.
كشف إعلام العدو عن ارتفاع عدد الجرحى والمعاقين في صفوف جيشه إلى 78 ألفًا بسبب الحرب مع توقعات بأن يصل العدد إلى 100 ألف جندي معاق بحلول عام 2030 أي زيادة بنسبة 61% مقارنة بالسنوات الماضية.
ووفقًا لتقرير أعده جهاز الأمن الإسرائيلي فإن عدد الجنود الذين يعانون من إعاقات نفسية سيتضاعف بشكل غير مسبوق حيث يتوقع أن ترتفع الإصابات النفسية بنسبة 172% حتى عام 2030 الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لقدرات الجيش على الاحتفاظ بجنوده واستيعاب المصابين.
تتوقع وزارة الحرب الإسرائيلية ارتفاع الميزانية المخصصة لتعويض عائلات الجنود القتلى من 1.8 مليار شيقل في العام الماضي إلى 4.2 مليار شيقل بنهاية العام الحالي على أن ترتفع إلى 6.2 مليار شيقل بحلول 2030.
كما من المتوقع أن ترتفع ميزانية دائرة تأهيل الجنود المعاقين من 3.7 مليار شيقل في 2019 إلى 10.7 مليار شيقل في 2030 وذلك بسبب الزيادة الحادة في عدد المصابين.
وتشير الإحصائيات إلى أن دائرة تأهيل المعاقين في الجيش الإسرائيلي تستوعب حاليًا نحو ألف جندي مصاب شهريًا مقارنة بـ 530 إصابة شهريًا في الحروب السابقة ما يعكس حجم الخسائر غير المسبوقة.
بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت فإن جيش الاحتلال يعاني نقصًا متزايدًا في القوى البشرية مما أدى إلى فرض ضغوط هائلة على الجنود النظاميين الذين باتوا يقضون فترات طويلة في الخدمة دون إجازات في محاولة لتعويض العجز في أعداد القوات.
ويأتي هذا في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال توسيع نطاق عملياته العسكرية سواء في الضفة الغربية أو من خلال التواجد العسكري في جنوب لبنان وسوريا مما يزيد من الحاجة إلى فرق مدرعة ووحدات هندسية إضافية وسط عجز واضح في عدد الجنود المتاحين.
تشير التقديرات العسكرية إلى أن الخسائر البشرية والاقتصادية قد تزداد بشكل أكبر في حال اتساع رقعة الحرب خصوصًا إذا شملت جبهات إضافية مثل لبنان أو مناطق أخرى حيث من المتوقع أن يتكبد جيش الاحتلال خسائر مضاعفة في صفوف الجنود والمدنيين.
ويؤكد محللون عسكريون أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى إضعاف الروح القتالية لجيش الاحتلال وزيادة حالة الإحباط داخل المجتمع الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب وعدم تحقيق أي أهداف استراتيجية واضحة.