تظل حرب الـ 6 من أكتوبر تطل علينا بقصص وبطولات رجال القوات المسلحة، الذين حققوا المستحيل في تحرير الأرض عام 1973، إلا أن شهادة القادة الإسرائيليين أظهرت مدى الضعف الذي عانت منه أجهزة المخابرات المعادية نتيجة خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها القيادة المصرية والحربية في ذلك الوقت.

فبعد ساعات من اعتراف رئيس سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يدلين، بأن هزيمتهم الساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 على يد قوات مصر المسلحة كان بسبب عنصر المفاجأة، وفشلهم استخباراتيا فى التنبؤ بموعد الحرب، وأكد الجنرال آفيف كوخافي، الرئيس الحالى لهيئة المخابرات العسكرية، أن الفشل الاستخباري الإسرائيلي فى حرب 73 كان بسبب الثقة الزائدة بالنفس وانعدام الشك بما يتعلق بنوايا المصريين لخوضهم معركة ضد إسرائيل، مشددا على أنها ثقة غلبت على جهاز الاستخبارات نتيجة سلسلة نجاحات سابقة، على حد قوله.

وتناول "كوخافى"، خلال مقال له نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" عام 1973 فى توقع الحرب، التى أخذت الجيش الإسرائيلى على حين غرة، وكان سببا لتتالى الانتكاسات العسكرية التى أصابت الجيش الإسرائيلى فى الحرب.

وأشار "كوخافى" إلى الفجوة التي كانت قائمة بين الوقائع على الأرض وبين تحليلها، منوها عن أن المشكلة لم ترتبط بتوفر المعلومات بل بتحليل هذه المعلومات.

وقال رئيس هيئة المخابرات العسكرية إن التقرير الاستخباري الذى أعدته قبل حرب 73 ضم 37 بندا وصفت استعدادات مكثفة للجيش المصرى فى كل القطاعات، بينما كان البند الأبرز هو البند 40 الذى تحول إلى عنوان الفشل الاستخبارى الخطير، حيث جاء فيه "إن احتمالات أن يعتزم المصريون استئناف الحرب منخفضة".

وأضاف "كوخافى" أن من بين أسباب الفشل، الذى وقع عام 73، كان أيضا تعاظم الكبرياء والرضا عن النفس، وتغييب الشك والقلق، قائلا: "إن هذا ما قاد الاستخبارات العسكرية على ما يبدو إلى منحدر خطير ومهد الطريق للفشل".

وفى السياق نفسه، اعترف أيضا الجنرال احتياط ايلى زاعيرا، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب 6 أكتوبر 1973، بأنه ارتكب عدة أخطاء خلال الحرب.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن "زاعيرا" قوله إن النظام المصري سعى إلى تحقيق الانتصار ولو كان جزئيا، مضيفا "أن الخطأ الآخر الذى ارتكبه يتعلق بالعقلية الخاطئة التى كان المستوى العسكرى يتمسك بها فى حينه، وتتمثل فى تقليل احتمالات نشوب حرب مع الدول العربية"، لافتا إلى أنه يشعر وكأنه لم يكافح لإقناع المستوى السياسى بصواب مواقفه.

هذا واعترفت إسرائيل لأول مرة على لسان رئيس سلاح المخابرات العسكرية السابق الجنرال عاموس يدلين، بأن هزيمتهم الساحقة في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، على يد قوات مصر المسلحة كان بسبب عنصر المفاجئة وفشلهم استخبارتيا في التنبؤ بموعد الحرب.

وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى السابق خلال حوار مطول مع مدير الشئون الشرق أوسطية شاؤول منشاه بالإذاعة العامة الإسرائيلية بثته عدة مرات بمناسبة الذكرى الـ40 لهزيمتهم، وذلك لتعلم العبر والدروس من هزيمتهم على يد المصريين أن ذكرى الحرب تمر مريرة على كل الإسرائيليين.

ووجهت الإذاعة العبرية سؤال ليدلين الذى يشغل حاليا مدير معهد الدراسات الأمنية فى جامعة تل أبيب، حول ما هى الدروس والعبر التى استقتها إسرائيل من حرب "يوم الغفران"  التسمية العبرية لحرب أكتوبر خاصة فى موضوع الاستخبارات لكونها العامل الرئيسى فى مجريات تلك الحرب؟

وأجاب الجنرال الإسرائيلى السابق، قائلا: "فى شأن الاستخبارات تعلمت إسرائيل مدى أهميتها فى إعطاء الإنذار المسبق لنشوب الحرب وكذلك كونها أداة هامة لتحقيق النصر فى الحرب".

واعترف يدلين أن حرب أكتوبر كانت بمثابة فشل استخباراتي بالنسبة لإعطاء الإنذار المسبق لنشوب الحرب، مشددا على أنه حتى لا يتكرر مثل هذا الفشل، فقد غيرت إسرائيل مفاهيم الاستخبارات والأساليب كما طُورت مصادر استخباراتية إضافية لكى تضمن إنذارات كافية لاحتمال نشوب الحرب.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر القيادة المصرية حرب 73 الاستخبارات موعد الحرب النظام المصري السادس من أكتوبر صحيفة معاريف أجهزة المخابرات جهاز الاستخبارات عام 1973 العسكرية الإسرائيلية حرب السادس من اكتوبر تحرير الأرض المخابرات العسکریة عام 1973

إقرأ أيضاً:

يديعوت تكشف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، أن تكاليف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت 42 مليار دولار، بمعدل 83.8 مليون دولار يوميا.

وقالت: "بلغت تكاليف حرب السيوف الحديدية 150 مليار شيكل (42 مليار دولار) حتى منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري وفق الرصد الاقتصادي الدقيق الذي أجراه مكتب المستشار المالي لرئيس الأركان ورئيس قسم الميزانية في وزارة الدفاع، العميد جيل بنحاس".

وأضافت الصحيفة: "بلغ متوسط ​​التكلفة اليومية للحرب على غزة نحو 300 مليون شيكل (83.8 مليون دولار)".

وأردفت أن "هناك فجوات كبيرة بين تكلفة القتال في لبنان 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار)، وفي قطاع غزة، وكذلك بين أيام القتال المكثف".

وتابعت: "ليلة واحدة من الدفاع عن سماء إسرائيل بمساعدة التحالف الدولي ضد الهجوم الصاروخي الإيراني كلفنا مليار شيكل (279 مليون دولار)".

ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، في هجوم قالت طهران إنه "انتقام" لاغتيال كل من إسماعيل هنية ، رئيس المكتب السياسي ل حماس ، وحسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله"، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان.

واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "البند الأثقل في الإنفاق الدفاعي تمويل جيش الاحتياط، وهو ما بلغ 45 مليار شيكل (12.5 مليار دولار)".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي ينسحب من معبر رفح جنوبي غزة احتمال تبكير الانتخابات - هذا ما سيحسم مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية سموتريتش: نتنياهو وترمب ملتزمان بإزالة حماس من حكم غزة الأكثر قراءة شاهد: جنين - شهيدان إثر قصف الاحتلال مركبة في قباطية بريطانيا: يجب تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود تظاهرة وسط تل أبيب تطالب نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل تتجهز للإفراج عن ثاني دفعة من الأسرى وكشف أسماء بارزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حتى اثناء حرب غزة.. السعودية تعترف بمشاركة رياضيين إسرائيليين في المملكة 
  • صحة غزة تُصدر آخر إحصائيات الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • القسام تسلم أسيرين إسرائيليين بـدودج رام اغتنمتها في 7 أكتوبر (شاهد)
  • اعترافات المتهمين بسرقة موقع شركة فى مدينة 6 أكتوبر.. التفاصيل
  • التوترات العسكرية تتصاعد في مأرب اليمنية ومؤشرات على عودة الحرب
  • يديعوت تكشف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة
  • مخطط تهجير فلسطينيي غزة.. تفاصيل خطة المخابرات الإسرائيلية
  • تقرير: الصين تبني مركزا عسكريا ضخما غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • تقرير: الصين تبني مركز عسكري ضخم غرب بكين للقيادة في زمن الحرب
  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر