بطل معركة لسان بور توفيق «البطل السيد وهيبي»: رفعت العلم فوق نقطة بور توفيق

تحتفل مصر بالذكرى الخمسين لانتصارت أكتوبر، عندما تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والتوغل في سيناء، وتحريرها من براثن الأعداء، وقد التقينا بالبطل « السيد وهيبي» أحد أبطال حرب أكتوبر ورئيس جمعية العسكرين بالشرقية.

وقال البطل السيد وهيبى خليل فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أنا من مواليد١٩٥١م بقرية العمارة التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، تخرجت فى الكلية الحربية بتاريخ ٥ أغسطس ١٩٧٣م والتحقت بقوات الصاعقه، وقبل أن نستكمل فرفة الصاعقة تم توزيعنا على الوحدات للمشاركة فى مشروع استراتيجى، والتحقت بالكتيبة ٤٣ صاعقة تحت قيادة الرائد زغلول فتحى فى منطقة القطامية، وانضممت للسرية الثانية تحت قيادة النقيب جمال عزام رحمة الله عليه.

«اقتحام نقطة لسان بور توفيق»

أوضح البطل السيد الوهيبي"كتيبتى كانت مكلفة بإقتحام منطقة لسان بور توفيق إحدى النقاط الحصينة القوية على خط بارليف، والجيش عبر فى تمام الساعة ٢ ظهرا وتحركنا لاقتحام نقطة لسان بور توفيق وكان ذلك تقريبا فى تمام الساعة ٤.٤٥ مساء، خاصة وأن النقطة الحصينة لها احتياطى دبابات، ولو قمنا بالهجوم فى تمام الساعة ٢ كان من الممكن أن يفشل جزء من الخطة وكل شيء كان مخطط له بدقة، وكانت المواجهة عنيفة فى العبور والاقتحام خاصة وأن العدو محصن داخل النقطة القوية، وبعد عبورنا قمنا بمحاصرة النقطة والتعامل معها من جميع الجهات واقتحامها من الاجناب بواسطة السرية الاولى والثالثة، تم قتل ٧ من العدو وأسر ٣٧ أسير وتمت السيطرة على النقطة.

«رفعت العلم المصرى لسان بور توفيق»

أكد الوهيبي "بعد السيطرة على النقطة قمت برفع العلم المصري، وطلب العدو التسليم عن طريق القوات الدولية يوم١٣ اكتوبر، وأعلن قائد الموقع الإسرائيلى آنذاك تسليم الموقع وقام بتأدية التحية للرائد زغلول فتحى ثم قام بتنكيس العلم الاسرائيلي، وكانت أشهر صورة فى حرب اكتوبر للجيش المصرى، الشموخ والانتصار والفخر مقابل الذل والهوان والانكسار، ونال شرف الشهادة النقيب جمال عزام والنقيب ابراهيم الشاهد والملازم مصطفى عبد السلام.

« شاركت فى قتال العدو فى الثغرة»

وبين وهيبي بقوله "عندما دخلت قوات العدو السويس (الثغره )حاولوا دخول بور توفيق للقضاء علينا لضربنا لانها كانت تعلم بتواجد الكوماندوز المصرى وماتم حيال النقطة القوية، فقام وقتها النقيب طلبه اسماعيل بوضع ألغام فى مدخل بور توفيق وعند دخول العدو انفجر جنزير أول دبابه وعادت الدبابات كلها ولم تستطع الدخول، ولم تستمر دبابات العدو فى شوارع السويس لأن القوات الموجوده فى المؤخرات كانت تقذفها من أعلى البيوت فدمرت بعضها ولم تستطع الصمود واكتفت بمحاصرة السويس من الخارج، وتستوقفنى الذاكرة عند محاصرة العدو للسويس من الخارج وتحصين لسان الزيتية المواجه لرصيف الفحم فى بور توفيق، شاهدت على لسان الزيتيه عربة جيب وبها ٤ أفراد فاعطيت أوامر بالضرب وتم تدمير العربة وأصبح الأفراد أشلاء فى السماء وتم توجيه الضرب علينا بدبابه كانت فى المواجه أمام مسجد على الخليج فى الجهة المقابلة لكن ربنا ستر، ونشرت وكالات الأنباء قالت فيه:مدفعيتنا الثقيلة تقصف مواقع العدو فى الادبية والزيتيه، لانه وقتها كنت أعمل مع الزيتيه والنقيب الركايبى شغال بمدفع أخر على الأدبيه، وبعض مدافعنا اشتغلت على المثلث وقد حضر فى اليوم التالى الشهيد أحمد بدوى وقابلنى وأثنى على الأداء ومدى الخسائر التى احدثتها.

«سر النصر»

وأشار البطل السيد وهيبى أن عنصر المفاجأة أهم عوامل النصر، حيث توجه وزير الخارجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية يوم 5 أكتوبر لمقابلة نظيره الأمريكى هنرى كيسينجر، وعرض طلب مصر بإجراء معاهدة سلام، والذى رفضها الأخير بحجة أن مصر الطرف الأضعف فى المعركة، بالإضافة إلى الإعلان عن فتح باب رحلات العمرة لضباط القوات المسلحة والجنود، وتنظيم دورات رياضية عسكرية، الأمر الذى يتنافى مع فكرة الاستعداد للحرب، بجانب الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك آنذاك إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم تقرر تأجيلها لعصر اليوم التالى 6 أكتوبر 1973، ويعتبرعنصرالمفاجأة من أهم عوامل النصر، وفاجئنا العدو بالعبور على عكس ما كان متوقعا والفرد المصري تجده وقت الشدة، وكلمة الله أكبر كان لها واقع كبير فى النصر والتخطيط الجيد للمعركة، وخطة الخداع المحكمة والتدريب الشاق والمناورات التي تمت خلال فترة السلم والحرب، والجندي المصري خير أجناد الأرض، ورغم التعليمات الصادرة لنا باﻹفطار إلا أننا كنا صائمين، كان لدينا عزيمة وإصرار على تحرير الأرض، وإسقاط أسطورة العدو الكاذبة" الجيش الذي لا يقهر" وكان تكاتف العرب وقطع البترول عن الدول الكبري والسرية الكاملة، وتنويع مصادر السلاح أحد العوامل الرئيسية لتحقيق النصر.

«بكيت فرحا بالعبور والنصر»

وأشار الوهيبى " لا أنسى فدائية المقاتل المصرى وأبكتني لحظة العبور، بكاء بفرح لتحقيق الأمل والحلم بتحرير الأرض وكان املنا النصر أو الشهادة، والنصر لم يأتى مصادفة بل بالعزيمة والإصرار والتحدى والتخطيط الجيد، ونخوض الأن حربا لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، حربا ضد عدو مجهول الهويه كالشائعات والتشكيك والطعن فى رموز وطنية، وعلى الجميع التكاتف والاصطفاف خلف القيادة السياسية الرشيدة من أجل دحر قوى الشر والأرهاب والوصول لبر الأمان، ومصر محفوظة بحفظ الله لها.

وسوم

لسان بور توفيق، حرب أكتوبر، سيناء، الذكرى الخمسين

المصدر: الأسبوع