بعد سنوات من محاولات المغرب لتنظيم كأس العالم، تحقق الحُلم المنشود قبل يومين، فاستبق الملك محمد السادس إعلان "الفيفا" ليزف هذا الخبر إلى الشعب المغربي، حيث أشار بلاغ للديوان الملكي إلى أن "قرار اعتماد ملف المغرب-إسبانيا- البرتغال كترشيح وحيد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى".


#أسود_الأطلس في انتظار الحلم الغائب#منصات #المغرب #مونديال_2030 #كأس_العالم_2030 @yarahibrahim pic.twitter.com/ZmVqhPOcBX — سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) October 5, 2023
ويسعى المغرب لكسب الرهان بعد أن نال شرف التنظيم، خاصة بكونه ثاني بلد عربي سيحفل بهذا التنظيم، بعد دولة قطر التي شهدت "نسخة مميزة" بحسب جُملة من التقديرات؛ وذلك من خلال تطوير كافة المنشآت حتى يكون جاهزا كما يجب، وكذا التعريف أكثر بثقافة البلاد والرفع من عدد السياح الذين يزورون البلاد كل عام.
فوزي لقجع بعد إعلانه رئيسا للجنة كأس العالم 2030: "المغاربة مدعوون إلى مضاعفة الجهود لإنجاح أروع كأس عالم عرفه التاريخ يوما" #لقجع #كأس_العالم_2030 #المغرب pic.twitter.com/jVAvh6wDg8 — Hespress هسبريس (@hespress) October 5, 2023
صُنع في المغرب
كشفت دراسة لشركة "سوجي كابيتال جيستيون" حول تأثير تنظيم كأس العالم 2030 على الميزانية والأسواق المالية في المغرب؛ أن البلاد سوف يستفيد من تنظيم كأس العالم على أرضه في عام 2030، من خلال تسويق علامته "صنع في المغرب" كبلد سياحي وثقافي وسوق مالية إفريقية مؤثرة، الشيئ الذي سيعمل على جلب المزيد من الاستثمار الأجنبي، ممّا سيخلق إنعاش احتياطي للعملة الأجنبية، فضلا عن خلق العديد من فرص الشغل؛ وهو ما قد يجعله من أقوى الاقتصادات الإفريقية.

وأضافت الدراسة، أن "كأس العالم" سيكون له دورا في تعزيز الاقتصاد عبر توفر الفرص التجارية والاستثمارات، إضافة إلى الترويج الثقافي والرياضي، حيث سيعرض المغرب للعالم ثقافته وأيضا تاريخه الحافل، فضلا عن تعزيز العلاقات الدولية مع الدول المشاركة وزيادة التعاون الثنائي في كافة المجالات.

وفي السياق نفسه، توقع تحليل نشر على صحيفة "لافي إيكو" الفرنسية، أن القطاع السياحي سوف يجلب ما يناهز 120 مليار درهم، مما سينعكس إيجابا على قطاع البنوك والاتصالات، لأنه سيكون المستفيد الأول من الزيادة في التمويل المصرفي المعلق المخصص لمشاريع البنية التحتية، كما ستزيد المشاريع المختلفة، من خلال طلبات شركات البناء المدرجة في البورصة.

ثمار كأس العالم المُرتقبة
في الوقت الذي كشفت فيه عدد من الدراسات والتحاليل أن الاستعدادات الجارية للمملكة المغربية، في الوقت الراهن، تحتاج منها إلى تخصيص 8 مليارات درهم لتجديد وإنشاء مراكز التدريب الحالية والتي يبلغ عددها 61 مركزا إضافة الى 17 مليار درهم لتطوير شبكة المواصلات بين المدن المرشحة، بما في ذلك تحسين الخط الحديدي بين الدار البيضاء ومراكش، حيث أن الدولة يجب عليها أن تغطي مبلغ 23 مليار درهم من الاستثمارات اللازمة لبناء الملاعب ومراكز التدريب في ميزانيتها خلال الفترة من 2024 إلى 2030. تواصلت "عربي21" مع عدد من المحللين لإبراز استفادة المغرب الاقتصادية من وراء هذا الحدث العالمي المهم.

ويرى الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر، البراق شادي عبد السلام، أن "المملكة المغربية في إطار النموذج التنموي الجديد الذي اعتمدته تمتلك العديد من البرامج الإقتصادية الإستراتيجية الوطنية للسياحة (2023-2026)، التي رصدت لها ميزانية تقدر بحوالي 580 دولار، تهدف إلى: جذب أكثر من 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026. وتحقيق 120 نحو 11.5 مليار دولار، من المداخيل بالعملة الصعبة. خلق 80 ألف فرصة عمل مباشرة، و120 ألف فرصة عمل غير مباشرة وبالتالي في تنظيم هذا الحدث الكروي سيشكل فرصة كبرى أمام الفاعل المؤسساتي لتطوير هذه الإستراتيجية".

وأضاف الخبير الدولي، في حديثه لـ"عربي21" أنه "من المتوقع أن  يزيد العدد الكبير من الزوار الدوليين خلال فترة المونديال من الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية الأخرى في المغرب مما سيساهم في زيادة الإيرادات وخلق فرص عمل في قطاع السياحة" مردفا أنه "في مجال البنية التحتية من المرتقب أن يتم  الاستثمار بشكل كبير في تطوير بنية التحتية في المغرب لاستيعاب الفعاليات الكبيرة المرتبطة بكأس العالم". 


وتابع: "استضافة حدث رياضي عالمي مثل كأس العالم يمكن أن تكون فرصة مهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب حيث أن هذه الأحداث الرياضية الكبرى تجلب  ملايين المشجعين والزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية واعدة ويقوي عناصر الجذب الاستثماري؛ حيث يمكن أن يسهم استقبال هذا الحدث الرياضي في تنويع الاقتصاد المغربي وتعزيز نموه المستدام من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتطوير مختلف القطاعات المرتبطة بالحدث". 

المكاسب الاقتصادية.. قطب الرحى
من جهته، قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، إن "هذا الحدث الكروي سيكون استثنائيا بكل المقاييس لأنه سيحتفل بالذكرى المئوية لانطلاق كأس العالم في كرة القدم، بالإضافة إلى أنه سيجمع لأول مرة قارتين لاستضافة المونديال، ممّا يشير إلى جُملة من المكاسب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي سوف يحققها كل من المغرب واسبانيا والبرتغال".


وانطلق بلوان، في حديثه لـ"عربي21" برصد المكاسب على المستوى السياسي والدبلوماسي أولا، بالقول إن "المملكة المغربية ستحظى بمكانة متميزة على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، كما أن المغرب يسعى لحلحلة مجموعة من القضايا الوطنية والإقليمية التي يمكن أن تعكر صفو شرف هذا التنظيم" متابعا أن "المكاسب الاقتصادية تبقى هي قطب الرحى في رؤية 2030 بالنسبة للمغرب، من خلال إحداث ثورة في البنيات التحتية والتجهيزات الضرورية لاحتضان المونديال وهو ما سيعود بالنفع على تطور المغرب الاقتصادي والتنموي".

وأضاف المتحدث نفسه أنه "بغض النظر عن العوائد المالية التي سوف تجنيها البلدان الثلاثة المنظمة للمونديال والمقدرة حسب الخبراء بما يناهز 20 مليار دولار، فإن قطاع السياحة سيعرف انتعاشة حقيقية حيث سيصبح المغرب قبلة للسياح الأجانب، ليتجاوز بالتأكيد ما كان مأمولا بالنسبة للسلطات الوصية على القطاع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المغرب كأس العالم البرتغال اسبانيا المغرب كأس العالم البرتغال اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي تغطيات سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کأس العالم 2030 هذا الحدث فی المغرب من خلال

إقرأ أيضاً:

المغرب يتوشّح الكوفية في العيد.. مسيرات ووقفات تضامنية مع غزة بشعار عيدنا فلسطيني

عاشت مختلف المصليات في مدن مغربية، يوم عيد الفطر، على إيقاع وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، حيث صدحت الأصوات برفض استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلية في حرب الإبادة التي يشنّها على كامل قطاع غزة المحاصر؛ وذلك تحت شعار: "عيدنا فلسطيني".

وبلباسهم المغربي التقليدي الذي أضيفت إليه الكوفية، باعتبارها رمزا للنضال الفلسطيني، احتجّ عدد متسارع من المغاربة، رافعين الأعلام الفلسطينية، داعين بالقول: "لأهلنا في غزة أن يرفع عنهم هذا الابتلاء وأن ينصرهم نصرا عزيزا مؤزرا؛ وبالويل والخزي لجيش الاحتلال الصهيوني".



مسيرات مندّدة
ومن خطب صلاة العيد، التي حضرت فيها أوضاع سكان غزة، إلى الوقفات التضامنية، استمرت نفس الأجواء حتى اليوم الثاني من عيد الفطر، إذ عرفت عدد من المدن المغربية، المُختلفة، مسيرات مندّدة بحرب الإبادة، لعلّ أكبرها تمّت بقلب مدينة طنجة، بشمال المغرب، استجابة لنداء "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".

وفي النسخة الثالثة من مبادرة "عيدنا فلسطيني"، لبّت ساكنة مدن مغربية عدّة، نداء "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" لفعاليات تضامنية واحتجاجية مباشرة عقب صلاة عيد الفطر؛ فيما قالت الهيئة: "تأتي تحقيقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)."



وكتب الباحث والقيادي في حزب "العدالة والتنمية" المعارض، عبد العلي حامي الدين، تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها: "جزى الله خطيب العيد هذه السنة في إحدى مصليات مدينة فاس. خطبة جامعة بلسان عربي مبين، بدأها بفلسطين وختمها بالدعاء لأهل غزة".

بدوره، كتب الإعلامي المغربي، حسن اليوسفي المغاري، رفقة صورة له وهو متوشّح بالكوفية وحاملا سجادة الصلاة: "بكل وضوح وثبات.. أجيب من سألني عن ارتداء الكوفية: أرتدي الكوفية الفلسطينية صبيحة عيد الفطر تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني".

وأضاف المغاري، خلال منشور له على حسابه بـ"الفيسبوك": "وتأكيدا على أن العيد فرحة لا تكتمل في ظل المعاناة والظلم. فكما أن العيد مناسبة للفرح والتآخي، فهو أيضا فرصة للتذكير بقضية عادلة ما زالت تنتظر إنصافا".


وتابع خلال المنشور نفسه: "الكوفية ليست مجرد قطعة قماش، بل رمز للصمود والحرية، وارتداؤها في هذا اليوم رسالة دعم وإخاء لمن يستحقون الاحتفال بالأعياد في سلام وكرامة".

وفي السياق نفسه، تسارعت التدوينات والمنشورات المتضامنة مع غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اختار عدد من المغاربة تقديم التهاني بمناسبة العيد بخلفية سوداء، وذلك حدادا على أرواح الشهداء في فلسطين، كما انتشرت عبارة: "كل عام وأنتم باقون"، دلالة على الرفض القاطع لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل الأهالي بقلب القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • المغرب يتصدر وجهات السياحة المفضلة للبرتغاليين خلال عطلة عيد الفصح
  • مكاسب ضخمة بعد إتاحة الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالى لمصر بقيمة 4 مليارات يورو
  • إحباط محاولات إدخال أزيد من 6 قناطير كيف معالج عبر الحدود مع المغرب
  • صدمة اقتصادية كبرى تنتظر العالم
  • المغرب يتوشّح الكوفية في العيد.. مسيرات ووقفات تضامنية مع غزة بشعار عيدنا فلسطيني
  • برج الحمل.. حظك اليوم الأربعاء 2 إبريل 2025: مكاسب شخصية
  • أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء ويتابع الحالة المطرية التي شهدتها المحافظة
  • أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء عقب الحالة المطرية التي شهدتها
  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو