هل تشهد الكرة العربية عصرا ذهبيا؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
بعد نجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022 الذي تألق فيه منتخب أسود الأطلس، وإعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم موافقة 3 اتحادات قارية على استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال مونديال 2030 وترشح السعودية لاستضافة العرس الكروي في 2034 وسط استقطاب الدوري السعودي للأضواء بعد استقدام نجوم عالميين، هل نشهد عصرا ذهبيا للكرة العربية؟
"نعيش العصر الذهبي، وسنتفوق على أوروبا قريبا"، تلك هي توقعات محللين رياضيين تحدث معهم موقع "الحرة"، لاستشراف مستقبل "الكرة العربية" بعد سلسلة الإنجازات التي كان آخرها استضافة المغرب لمونديال 2030.
طفرة كروية عربية
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أعلن، الأربعاء، أن الاتحادات الأوروبي والأفريقي والأميركي الجنوبي اتفقت على ترشيح واحد لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، تقدم به المغرب وإسبانيا والبرتغال مع إقامة ثلاث مباريات فقط في أميركا الجنوبية.
وسيصبح المغرب ثاني بلد عربي وأفريقي يستضيف النهائيات بعد قطر عام 2022 وجنوب أفريقيا عام 2010.
ولذلك يشير المحلل الرياضي المغربي، عبد العزيز بلبودالي، إلى "طفرة كروية مغربية وعربية"، بعد تطور ملحوظ على عدة مستويات "تقنية، بنيوية، تكوينية، ومالية".
وما كان ينقصنا عاملان وهما "المال، ومواكبة أحدث الأساليب التقنية والتكتيكية"، وخلال الفترة الماضية نجح غالبية العرب في توفير ذلك، وبالتالي تطوير كرة القدم لديهم، وفق حديثه لموقع "الحرة".
ونجحت بعض الدول العربية في مجاراة الكرة الأوروبية، بتطوير اللاعبين والمدربين والأطر الإدارية وتدشين ملاعب بمواصفات عالمية، وبذلك أصبح "المطلوب لتطوير الساحرة المستديرة" متوفرا لدى غالبية العرب، حسبما يوضح بلبودالي.
ويشير إلى نجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022، والتألق الكبير للمنتخب المغربي خلال البطولة نفسها وتحقيقه "إنجاز عربي وأفريقي غير مسبوق"، وترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، وكذلك الجرأة السعودية لتقديم طلب تنظيم مونديال 2034.
المغرب- فيفا- مونديال 2030
"فيفا": اتفاق على استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال مونديال 2030
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء، أن الاتحادات الأوروبي والأفريقي والأميركي الجنوبي اتفقت على ترشيح واحد لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، هو ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال مع إقامة ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية
وخلال مونديال قطر، فجر "أسود الأطلس"، مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغهم دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ العرب والقارة السمراء.
ويلعب عدد نجوم المنتخب المغربي في كبرى الدوريات الأوروبية، ومنهم نصير مزراوي، لاعب بايرن ميونخ الألماني، وحكيم زياشي نجم غالطا سراي التركي، وغيرهم من اللاعبين المحترفين، وفق موقع "بطولات".
نحو "العالمية"؟
الأربعاء، سارعت السعودية، إلى إعلان نيتها الترشح لاستضافة مونديال 2034 لكرة القدم، في خطوة تأتي بإطار حملة الرياض لتحويل المملكة إلى قوة رياضية عالمية.
السعودية تعلن نيتها الترشح لاستضافة مونديال 2034
أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، الأربعاء، نيته الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم، 2034، بعد دقائق من مطالبة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) للدول في آسيا ومنطقة الأوقيانوس بالتقدم للاستضافة
وتستضيف السعودية كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل، بينما استقطب الدوري السعودي العديد من نجوم كرة القدم العالميين، وأبرزهم، البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي نيمار، والسنغالي ساديو مانيه، والفرنسي كريم بنزيمة.
واستقطب الدوري السعودي كذلك عدد من النجوم العرب مثل المغربي ياسين بونو، حارس مرمى الهلال، والجزائري رياض محرز، جناح الأهلي.
ويؤكد المحلل الرياضي السعودي، فارس الفزي، أن "مستقبل كرة القدم عربي بامتياز"، بعد استضافة دول المنطقة "فاعليات عالمية، وبطولات دولية، واستقطاب دوري السعودية الكثير من كبار نجوم اللعبة حول العالم".
وخلال مونديال قطر 2022، استطاع منتخب المغرب تحقيق نتائج "غير مسبوقة"، ونجح المنتخب السعودي في الفوز على بطلة العالم الأرجنتين، خلال اللقاء الذي جمعهما بدور المجموعات، وفق حديث الفزي لموقع "الحرة".
وفي الجولة الأولى من مونديال قطر، نجح "الأخضر السعودي" في كسر التوقعات، بعد انتصاره التاريخي على الأرجنتين 2-1، قبل أن يودع البطولة من دوري المجموعات.
ويرى المحلل الرياضي السعودي، أنه من الناحية التنظيمية واللوجستية استطاعت الدول العربية "مجاراة" أوروبا والدول المتقدمة كرويا، بعد تنظيمها مونديال قطر الذي يصفه بـ"الأفضل في تاريخ كؤوس العالم".
ومن الناحية الفنية تشهد المنتخبات والدوريات العربية "تطورا ملحوظا"، بعد الاهتمام الحكومي بتحويل الرياضة من مرحلة الهواية إلى "الاحترافية"، بحسب الفزي.
ويؤكد أن الدول العربية تمتلك "الطموح"، وتمارس "العمل الجاد"، لتطوير أنديتها ومنتخباتها، ويوجد لدى العرب "مواهب عالمية".
العصر الذهبي للعرب؟
يتحدث المحلل الرياضي المصري، عبد الحميد فراج، إلى عدة إنجازات كروية حققتها الدول العربية بـ"تنظيم بطولات عالمية ناجحة، وتحقيق نتائج إيجابية على مستوى المنتخبات والأندية، وامتلاك مواهب بين الأفضل في العالم".
ويشير إلى الفترة الزمنية "القصيرة"، بين تنظيم قطر مونديال 2022، وفوز المغرب بالاشتراك مع دول أخرى تنظيم كأس العالم 2030، مما يدل على ثقة الاتحاد الدولي في "نجاح العرب" باستضافة الحدث الكروي الأهم على مستوى العالم.
وسيكون للسعودية حظوظ كبيرة في الظفر باستضافة كأس العالم 2034، حسبما يرى المحلل الرياضي المصري.
ويؤكد فراج أن العرب نجحوا كذلك في استضافة أكثر من بطولة لكأس العالم للأندية في الإمارات والمغرب والسعودية، في مؤشر على أن الكرة العربية تعيش "العصر الذهبي".
وخلال الفترة الماضية، نجح العرب على مستوى استضافة بعض البطولات وتحقيق نتائج إيجابية في الفعاليات العالمية وآخرهم منتخب المغرب في مونديال قطر، وتقدمت أندية عربية على رأسها "الهلال السعودي، والأهلي المصري"، لمراكز متقدمة على مستوى بطولة كأس العالم للأندية، وفق فراج.
ماذا يحمل المستقبل الكروي للعرب؟
يرى عبد العزيز بلبودالي، أن العرب انتقلوا من "مقعد المشاهد والمتفرج" إلى مزاحمة الدول المتطورة كرويا، ويحصدون "ثمرة" اجتهادهم خلال السنوات الماضية.
وإذا استمرت البلدان العربية في "تطوير كرة القدم بنفس النهج الحالي"، فقد نشاهد بلدا عربيا يفوز بكأس العالم، وقد يصبح الدوري السعودي من أفضل الدوريات على مستوى العالم، وفق المحلل الرياضي المغربي.
ومن جانبه يؤكد فارس الفزي، أن الدول العربية تعمل على تطوير مستويات منتخباتها وقد يستطيع منتخب عربي حصد لقب كأس العالم مستقبلا.
وفي المستقبل القريب قد تتغلب دوريات عربية على كبرى الدوريات في أوروبا، وتتصدر زعامة الكرة العالمية، وفق المحلل الرياضي السعودي.
وفي سياق متصل، يتوقع عبد الحميد فراج أن تستضيف الدول العربية المزيد من الأحداث والبطولات العالمية.
وعلى غرار الدوري السعودي، سوف نشهد تجارب أخرى لاستقطاب دوريات عربية مثل "الإماراتي والقطري"، لكبار نجوم كرة القدم على مستوى العالم، وبذلك سيكون العرب محط أنظار العالم بأجمعه، وفق المحلل الرياضي المصري.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: المغرب وإسبانیا والبرتغال الاتحاد الدولی الدوری السعودی الدول العربیة کأس العالم 2030 منتخب المغرب موندیال قطر موندیال 2030 لکرة القدم کرة القدم على مستوى
إقرأ أيضاً:
الكرة السعودية بين الماضي والحضر.. أهم مراحل التطور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت كرة القدم السعودية تطورًا ملحوظًا على مر العقود، حيث مرت بعدة مراحل أساسية ساهمت في تشكيل واقعها الحالي من خلال هذا الرابط يمكنك معرفة المزيد من أخبار الكرة السعودية. فيما يلي نظرة على أبرز هذه المراحل:
1. البدايات والتأسيس (1950s - 1970s): بدأت كرة القدم في المملكة العربية السعودية في الخمسينيات، حيث تأسس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1956. شهدت هذه الفترة تنظيم أولى البطولات المحلية، وتشكيل المنتخبات الوطنية للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.
2. الاحتراف المحلي والدولي (1990s): في التسعينيات، شهدت الكرة السعودية تحولًا كبيرًا مع تطبيق نظام الاحتراف لأول مرة في موسم 1992-1993. كما تم السماح للأندية بجلب لاعبين أجانب، مما رفع من مستوى المنافسة والاحترافية في الدوري السعودي.
3. الإنجازات الدولية والتأهل للمونديال (1994): حقق المنتخب السعودي إنجازًا تاريخيًا بالتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994، مما وضع الكرة السعودية على الخريطة العالمية.
4. التطوير المؤسسي والاستراتيجيات الحديثة (2000s - الحاضر): في العقدين الأخيرين، شهدت الكرة السعودية تطورًا في البنية التحتية، وتطوير الأكاديميات، وتبني استراتيجيات طويلة الأمد. أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم في سبتمبر 2021 استراتيجية تحول تحت شعار "كرة القدم، الشغف، الخطة، المستقبل"، تهدف إلى تطوير اللعبة على مختلف الأصعدة.
5. التوثيق والاهتمام بالتراث (2023 - الحاضر): في يناير 2023، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إطلاق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية بالتعاون مع الاتحاد الدولي "فيفا"، بهدف حفظ تاريخ الرياضة والأحداث.
في السنوات الأخيرة، بدأت كرة القدم السعودية تشهد تحولًا رقميًا كبيرًا، سواء في مجال تحليل الأداء أو في طرق التواصل مع الجماهير. مع ظهور التقنيات الحديثة مثل التحليل الإحصائي للمباريات، والتكنولوجيا المساعدة في التحكيم (VAR)، أصبح الدوري السعودي أكثر احترافية. هذه الابتكارات تسهم في رفع مستوى الفرق المحلية، كما تساعد المدربين واللاعبين على تحسين أدائهم، مما يعكس رغبة المملكة في المنافسة على أعلى المستويات العالمية.
7. دوري المحترفين السعودي: تطور دوري المحترفينيُعد الدوري السعودي للمحترفين من أبرز الإنجازات التي شهدتها كرة القدم السعودية في العقدين الأخيرين. منذ تأسيسه، شهد الدوري السعودي تطورًا ملحوظًا في مستوى التنافس والإثارة. في السنوات الأخيرة، بدأ الدوري السعودي يلفت الأنظار من خلال التعاقدات مع لاعبين ومدربين دوليين من الطراز الرفيع. هذا التحسن في الجودة ساهم في جذب الانتباه العالمي إلى الدوري السعودي وجعل الأندية السعودية تتنافس بشكل قوي على البطولات الآسيوية والمحلية.
8. برامج تطوير اللاعبين والشبابيعد الاستثمار في الأكاديميات الرياضية وبرامج تطوير اللاعبين الشباب جزءًا أساسيًا من استراتيجية كرة القدم السعودية. في السنوات الأخيرة، أُطلقت العديد من الأكاديميات المتخصصة في تدريب اللاعبين الشباب، مثل أكاديمية الاتحاد وأكاديمية الهلال. هذه الأكاديميات تهدف إلى إنتاج جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، الذين يمكنهم أن يمثلوا الأندية والمنتخبات الوطنية في المستقبل. كما تسهم هذه البرامج في تعزيز القاعدة الجماهيرية للعبة وجذب المزيد من الشباب للانخراط في الأنشطة الرياضية.
9. التعاون مع الاتحادات الدوليةمن بين أبرز مظاهر تطور الكرة السعودية هو تعزيز التعاون مع الاتحادات الدولية، وخاصة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وقد ساعد هذا التعاون في تحسين الأداء الفني للأندية السعودية، من خلال المشاركة في البطولات القارية مثل دوري أبطال آسيا. كما أن الدعم المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يساعد في تطوير البنية التحتية للرياضة على مستوى المملكة، حيث أصبحت المملكة تستضيف العديد من البطولات الدولية الرفيعة.
10. خطط المملكة 2030 وتأثيرها على الرياضةتتضمن رؤية المملكة 2030 جزءًا مهمًا يخص الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. في إطار هذه الرؤية، يتم التركيز على تطوير قطاع الرياضة ككل، بما في ذلك تحسين مستوى البنية التحتية الرياضية وتعزيز مشاركة الشباب في الأنشطة الرياضية. كما تسعى المملكة من خلال استثمارات ضخمة إلى استضافة المزيد من البطولات العالمية، وهو ما يعكس التزامها بتطوير كرة القدم على المستويين المحلي والدولي.
تستمر كرة القدم السعودية في التطور، مع التركيز على تطوير المواهب، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، مما يعكس التزام المملكة بتطوير هذه الرياضة الشعبية.