عالم أزهري: اللَّه أكبر مفتاح النصر في حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ الصراع العربي الإسرائيلي صراع قديم ولن ينتهي؛ إلا بتحرير الأراضي المحتلة، وحل عادل للقضية الفلسطينية، وأعظم ما حدث من حروب وانتصارات في عصرنا الحديث، هي حرب يوم السادس من أكتوبر، عام 1973م، العاشر من رمضان عام 1393هـ، واستعادت فيها مصر عزتها وكرامتها وهيبتها العسكرية، واستردت بها للأمة العربية شرفها وكرامتها، بعد مرور ست سنوات من هزيمة يونيو 1967م.
وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ نصر أكتوبر كان بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وتحطم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، مما اضطر القيادات الإسرائيلية إلى الاعتراف بالإخفاق فى حرب أكتوبر، وتقدمت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير باستقالتها في 1974م.
وأكد صفوت عمارة، أنَّ مفاتيح نصر حرب أكتوبر كثيرة ومتعددة ومنها على سبيل المثال؛ اللغة النوبية التي أمنت الاتصالات، وخطة الخداع الإستراتيجي التي ضللت الأعداء، وأهم مفتاح لنصر أكتوبر كان صيحات «اللَّه أكبر» التي انطلقت من أفواه الجنود؛ فكانت المُحفز للقوات على العبور والنصر، فاستشعروا بعزة اللَّه وقوته وكبريائه ومعيته، لأن الجندى باسم اللَّه يتحرك، وعلى اللَّه يتوكل، ومن اللَّه يستمد عونه وانتصاره؛ فكان توفيق اللَّه سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر، وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة.
وأشار «صفوت عمارة»، إلى ما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «اللَّه أكبر»: «ولمعت في ذهني فكرة بعثها اللَّه لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: اللَّه أكبر.. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها»، وتابع «الشاذلي»: «وطلبت تدبير 50 مكبر صوت ووضعت على كل كيلو فردين معهم مكبر صوت ويقولون اللَّه أكبر وبالتالي كان الجنود يرددونها، وفي يوم السبت السادس من أكتوبر يوم العاشر من رمضان، الساعة الثانية والنصف ظهرا كانت الجبهة مشتعلة بنداء: اللَّه أكبر.. تردده موجات من عشرات الآلاف من الجنود خلف مكبرات الصوت في أثناء عبورهم للقناة وفي طريقهم لاقتحام خط بارليف».
وأوضح «عمارة»، أنّ حرب أكتوبر أصبحت درسًا يدرس في جميع الكليات العسكرية؛ نظرًا لصعوبة عبور الجيش المصري الموانع الطبيعية كقناة السويس، والمانع الصناعي خط بارليف، فضلا عن خطوط أنابيب النابلم في أسفل القناة، وسيبقى كل شهيد من شهداء الوطن أيقونة للإنتماء والولاء والوطنية؛ لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن حرًّا عزيزًا شامخًا يعيش أبناؤه في أمن واستقرار، وسيبقى ما قدموه مصدر إلهام وفخر واعتزاز لكل إنسان وطني؛ فاللهم ارحم شهداءنا الأبرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صفوت عمارة وعاظ الأزهر الازهر الشريف خطبة الجمعة حرب أکتوبر ه أکبر
إقرأ أيضاً:
أزهري: التوبة أولى مراحل العودة إلى الله
قال الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن مفهوم التوبة لا يقتصر على الندم والإقلاع عن الذنب فقط؛ بل يتعدى ذلك ليعكس حبا عميقا لله، ويكشف عن درجات من العودة الصادقة إلى الله تعالى، يختلف فيها التائب والمنيب والأوّاب، مشيرا إلى أن هذه الدرجات تعبر عن حالات متنوعة للنفس البشرية الساعية للارتقاء بروحها.
شروط التوبة إلى اللهوأوضح في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن التوبة تمثل أولى مراحل العودة إلى الله؛ فهي ليست مجرد شعور بالندم على فعل الذنب بل تتطلب العزم على عدم العودة إليه مطلقًا، مؤكدا أن الإسلام شدد على أهمية رد الحقوق لأصحابها، إذ تكون التوبة ناقصة إذا تعلّقت بذنب يتعدى حدود الإنسان.
واستشهد بآية من القرآن الكريم تُبرز عظمة الله في قبوله التوبة وتبديله السيئات إلى حسنات: «إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»، مشيرًا إلى أن التائب يوم القيامة سيكون مع النبي محمد في موكب النور.
الإنابة خطوة أعمق من التوبةوأكد تركي، أن الإنابة خطوة أعمق من التوبة؛ فهي استجابة لله بدافع من الشعور بجلال الله وخوفه، وتمثل أرقى درجات التوبة؛ فهي تعكس عودة خالصة إلى الله بدافع الحب، وليس الخوف أو الندم، إذ أن الأواب يتوب حبًا لله دون مقابل أو خوف، ويمثل ذلك درجة روحية عالية تعكس علاقة عميقة بين الإنسان وخالقه، كحال سيدنا داود الذي كانت الجبال تردد معه التسابيح حبًا لله، وتجلّت أيضًا هذه الصفة في سيدنا سليمان عليه السلام، الذي وصفه الله بأنه «نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ».
وتابع العالم الأزهري، أن الإسلام يعرض سبل العودة إلى الله لكل من أخطأ، فيفتح باب التوبة والإنابة والأوبة أمامهم بكل جمال ورحمة وترغيب، ما يحيي القلوب ويزرع فيها الأمل والثبات على طريق الهداية.