نجل أحد الناجين من الانتداب بفلسطين يكشف عن جرائم بريطانية بحق عائلته
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
وثقت شهادة فلسطيني من الذين عاصر ذويهم الانتداب البريطاني، الجرائم التي ارتكبت ضد عائلاتهم والأمكان التي عاشوا فيها، بحسب تحقيق لشبكة "بي بي سي"
وقالت الشبكة إن والدي عيد حداد كانا في سن المراهقة عندما شهدا أوج الوجود البريطاني في فلسطين عام 1938.
وقال حداد: "رأوا العسكر يدخلون إلى البيوت ويهاجمون الناس، وأخبرني والدي أن رجلا ضرب على رأسه بمطرقة خشبية تستخدم في فرم اللحم، المدقة، وقتل، كان رجل وابنه ينشران أوراق التبغ لتجفيفها، أطلقوا عليهما النار من الخلف.
وأكد حداد أن والديه كانا يعيشان في البصة، وهي قرية فلسطينية تعرضت لعقاب جماعي من قبل القوات البريطانية، التي وصفت أفعالها في ذلك الوقت بأنها مجرد "إجراءات عقابية".
وقالت الشبكة إن "تلك الهجمات العقابية كانت تستهدف قرى بأكملها في حال مواجهة القوات البريطانية هجمات من قبل المتمردين المسلحين الذي كانوا ينشطون من التلال".
وتعرض "بي بي سي" هذه الشهدات ضمن سلسلة حلقات جديدة الانتداب، وتبحث في السيطرة البريطانية والفرنسية على الشرق الأوسط قبل قرن من الزمن، دورهما في تشكيل المنطقة بطريقة لا يزال أثرها قائما حتى الآن.
وروى حداد قصة طفولته في لبنان حيث كانت عائلته ضحية لمجازر، بعدما كانوا قد أبعدوا عن موطنهم، ثم تغيرت حياة والديه بفعل تأثير الانتداب البريطاني والفرنسي على المنطقة، وما خلفه من صراعات واضطرابات طائفية.
وأكد أن طفولته كانت تجسيدا لعدم الاستقرار الدموي الذي اجتاح الشرق الأوسط في العقود التي تلت انسحاب القوى الأوروبية منه.
وأكد تحقيق الشبكة البريطناية أن السياسات البريطانية في فلسطين وتسببت بنشوء صدام بين القوى الوطنية، قبل أن تشن حملة قمع وحشية على الانتفاضة العربية في أواخر الثلاثينيات.
ونقل التحقيق تصريحات للمؤرخ الإسرائيلي، توم سيغيف، قال فيها: "لم يعرف البريطانيون كيفية إدارة هذه الأمور، لقد عاملوا فلسطين كما يعامل المرء حيوانا أليفا ظريفا: من الجيد أن يكون لدينا واحد، لكن لا ينبغي له أن يسبب لنا الكثير من المتاعب".
وأضاف أنه "في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، انسحبت بريطانيا وفرنسا من الأراضي التي انتدبتها، وفي فلسطين، علمت لندن أن انسحابها سيحول الصراع الإقليمي المتصاعد إلى حرب إقليمية، مع إعلان دولة إسرائيل وغزو الجيوش العربية".
وذكر أن "والدي حداد فروا من البصة بعد تدمير القرية على يد قوات شبه عسكرية صهيونية، وخلال الصراعات التي حدثت بين عامي 1947 و1948، فر ما لا يقل عن 750 ألف فلسطيني أو أُجبروا على ترك منازلهم، ثم ولد حداد ونشأ في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان المجاور".
وأشار التحقيق أنه "مع إضافة العنصر الفلسطيني إلى البلاد، تزعزع الاستقرار الهشّ في المناخ الطائفي الذي ساد بين المسيحيين والمسلمين في أعقاب الحكم الفرنسي للبنان، وتفاقمت هذه المشكلة أكثر خلال صعود منظمة التحرير الفلسطينية، بينما كان المسؤولون الأقوياء في البلاد، يفضلون التحالف العربي الإقليمي مع سوريا ومصر، وهي حركة تعود جذورها إلى التمرد ضد الانتدابات الفرنسية والبريطانية وما قبلها".
وأوضح أن هبعد ذلك "انزلق لبنان إلى حرب أهلية طائفية"، ليصف حداد، الذي تنحدر عائلته من المسيحيين الفلسطينيين، كيف قُتل شقيقه البالغ من العمر 16 عاما بالرصاص على يد مسيحيين لبنانيين متطرفين، من ميليشيات حزب الكتائب، الذين استهدفوا الفلسطينيين وهاجموا مخيما للاجئين الفلسطينيين شمال بيروت في العام 1975.
وفي العام التالي، نجا عيد حداد من عملية قتل جماعي، وهرب من المسلحين بالاختباء في خزانة الملابس، ويصف الإذلال المروع والهمجي للناجين على يد الميليشيات، قائلا: إنه "يتعامل مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الذي رافقه مدى الحياة، إذ يعود ما عاشه عندما كان طفلا".
وأضاف حداد: "أعتقد أن والديّ، عانيا أيضا من اضطراب ما بعد الصدمة لأنهما رأيا الكثير من الأشياء عندما كانا طفلين، وأتخيل أن والدي كان على وشك أن تأخذه القوات البريطانية للاستجواب".
وأوضح أن القوات البريطانية فصلت النساء عن الرجال الذين اعتقلتهم أثناء مذبحة البصة في العام 1938.
وقال حداد إن والده كان آنذاك صبيا في سن المراهقة، وألبسه أحد القرويين زي فتاة، فوقف في صفّ النساء، مشيرا إلى أنهم "غطوا رأسه بوشاح وأعطوه فستانا، وبهذه الطريقة أنقذوه من التعذيب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطيني الانتداب البريطاني الجرائم بريطانيا بريطانيا فلسطين جرائم الانتداب البريطاني تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات البریطانیة
إقرأ أيضاً:
"الثقافة والعلوم" تستضيف "رحلة في عمق اللون"ِ
افتتح رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، الأديب محمد المر المعرض التشكيلي "أساطير أوروم" للفنانين عبدالرحيم سالم وعائشة حداد.
ويعتبر أساطير أوروم أكثر من معرض ثنائي هو موعد انطلاق جولة فنية فريدة حول العالم تحكي التراث الإنساني وأساطير البشرية وتأخذنا في رحله أعمق خلف اللون والشكل والتكوين.وكلمة "أوروم" من اللغة نوبية تعني اللون الأسود، وهو سيد الألوان وجامعها، اختلفت عليه الحضارات القديمة واجتمعت في أحيان أخرى، فأخذ معنى القوة والخصوبة والسيادة، أخذ معنى الخير والعزة والاحتشام وأخذ ايضا معاني الشر والإشارة للعوالم السفلية.
ويضم المعرض 40 عملاً للفنانين، عبدالرحيم سالم فنان ونحات من الإمارات، رائد وأحد مؤسسي الفن التشكيلي الإماراتي والعربي، صاحب رحلة فنية غنية، عُرف بأعماله التي تأثرت بالأساطير وكان له دور في المشهد الفني ومجهود بديع في تناول أبعاد فنية أوسع. وشارك عبد الرحيم بمجموعة لوحات تجسد الأحجار ويشير اليها ببعد فلسفي حيث كانت الأحجار عبر الزمن أول سلاح للقتل، كما كانت أول أداة للبناء والتعمير، وهي سلاح اطفال الحجارة في فلسطين ورمز للمقاومة والصمود.
أما عائشة حداد فهي فنانة تشكيلية مصرية بدأت رحلتها الفنية العالمية من بينالي روما عام 2002 واستمرت بين دراسة وممارسة الفن التشكيلي بصفة عامة وبين دراسة التصميم وتوثيق الفنون التراثية وفي عام 2011 درست ادارة أعمال الفنون والصناعات الإبداعية في أمريكا مما مكنها من المشاركة وإدارة عدة مشروعات فنية عالمية تهتم بالتراث العالمي الإنساني.
عرضت عائشة حداد مجموعة من الأعمال، لأول مرة تعرضها، وتعكس عميق التواصل الإنساني خارج حدود المكان والزمان وذلك من خلال بعدين الأول دراسة لخط الزمن تحكي من خلالها عن الزخارف التراثية والتقليدية المشتركة التي وردت في التاريخ الانسان من العصر الحجري الوسيط وحتى فترة ما قبل الستينيات والتي تم رصدها في أماكن متفرقة من العالم في عصور وفترات زمنية متقاربة وتشير لنفس المدلول رغم بعد المسافات وانعدام الاتصال والمواصلات في بعض الفترات. والبعد الثاني أشارت لمدى عمق التواصل الإنساني من خلال فن تجريدي للعمارة الطينية العربية والبيوت النوبية فترة ما قبل الستينيات ويعد البعدين جزء من دراستها وابحاثها وعملها في ادارة الفنون التراثية في الفترة من عام 2008 وحتى 2018، وتأثرت بمدى الوحدة والترابط الإنساني في أبسط الامور وأدق التفاصيل والمخاوف وطرق التعبير واننا متصلون ببعد أعمق ومتشابهين مهما شئنا او ابينا ومهما اختلفنا، ففي الحقيقة أننا متصلون بحبل موصول لا ينقطع.
وللفنانين، عبد الرحيم سالم وعائشة الحداد اهتماما مشتركا، بالتراث والفن والأساطير وكان اللون الأسود عنصر أساسي في أعمالهم وقرروا ان يجمعهم هذا الخط المشترك في رحلة فنية أعمق وأوسع تنتقل بين عدة دول حول العالم.