بعد أسبوع حافل بعبد الفتاح السيسي وتصريحاته العبثية التي أثارت حالة من السخط والغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن الجنرال الجاثم على صدور المصريين طيلة العشرية السوداء بدأ يعاني من حصار وضغوط حقيقية لا يبدو أنها ستنتهي قريبا.
السيسي الذي يستعد للانتخابات الرئاسية بحملة اعتقالات مستمرة لأنصار المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، والتي طالت أكثر من 80 شخصا من أعضاء حملته ومؤيديه، استبق ذلك باعتقال الناشر الليبرالي هشام قاسم ومحاكمته بتهم عبثية.
لم يكتف السيسي بهذا، ولكن النيابة العامة المصرية بدأت تحقيقا في بلاغ تقدم به محام مصري يدعى شريف جاد الله اتهم فيه أحمد الطنطاوي بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام، بدعوى أنه قبل سيدة مصرية في وجهها مرتين وسط الطريق العام وهو ما يجرّمه القانون المصري.
المشهد وإن بدا عبثيا تافها للغاية، إلا أنه يعيدنا لذكريات معركة المخلوع الراحل حسني مبارك مع زعيم حزب الغد المصري أيمن نور أثناء انتخابات الرئاسية عام 2005، فمبارك لم يغفر لنور منافسته وحصوله على نسبة ولو ضئيلة من الأصوات فلفق له تهمة تزوير التوكيلات وقام بحبسه بعدها لسنوات
المشهد وإن بدا عبثيا تافها للغاية، إلا أنه يعيدنا لذكريات معركة المخلوع الراحل حسني مبارك مع زعيم حزب الغد المصري أيمن نور أثناء انتخابات الرئاسية عام 2005، فمبارك لم يغفر لنور منافسته وحصوله على نسبة ولو ضئيلة من الأصوات فلفق له تهمة تزوير التوكيلات وقام بحبسه بعدها لسنوات.
الإجراءات القمعية التي يتخذها السيسي سياسيا وانتخابيا واقتصاديا أيضا يبدو أنها فتحت عليه أبواب جهنم، فبدأ الجنرال يعاني من أعراض حصار داخلي وخارجي على جبهات مختلفة.
العالم يحاصر السيسي، قبيل انتخابات الرئاسة المصرية والتي يستعد فيها الجنرال للفوز بفترة رئاسية ثالثة، هذا هو العنوان العريض لما يعانيه السيسي في الأيام القليلة الماضية.
أوروبيا، البرلمان الأوروبي وبتصويت الأغلبية؛ يصدر قرارا يطالب السيسي بالإفراج الفوري عن هشام قاسم، والسماح بزيارته من قبل مسؤولين أوروبيين، ما يعني إحراجا بالغا للسيسي الذي سيجد نفسه بين الرضوخ للضغوط الأوروبية وإطلاق سراح هشام قاسم، أو عليه تحمل تصريحات المسؤولين الأوروبيين بعد زيارة هشام قاسم داخل محبسه.
وفيما يخص الانتخابات الرئاسية وأحمد الطنطاوي، فقد طالب البرلمان الأوروبي في قراره؛ السيسي بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وأكد على ضرورة الإفراج الفوري عن أعضاء حملة أحمد الطنطاوي والتوقف عن مضايقته.
فالبرلمان الأوروبي يذكره بصفقات السلاح، ويعايره بانتهاكات حقوق الإنسان، ويعيده للجريمة الكبرى؛ مذبحة رابعة العدوية وأنها كانت بداية أعوام التعذيب والوحشية المستمرة.
أمريكيا، قرر مجلس الشيوخ حجب جزء من المساعدات العسكرية للسيسي، فيما أعضاء الكونجرس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يضغطون عليه بقضية رشوة السيناتور مينينديز، ويلوحون له بتأثر العلاقات بين البلدين، ويطالبونه باحترام حقوق الإنسان وإحداث تغييرات حقيقية.
العالم يحاصر السيسي، قبيل انتخابات الرئاسة المصرية والتي يستعد فيها الجنرال للفوز بفترة رئاسية ثالثة، هذا هو العنوان العريض لما يعانيه السيسي في الأيام القليلة الماضية
غربيا، لم يختلف المشهد كثيرا وتحديدا فيما يخص حصار الإعلام الغربي للسيسي قبيل الانتخابات الرئاسية، فالصحف الغربية الكبرى على غرار الواشنطن بوست ووول ستريت جورنال والإيكونوميست؛ خصصوا افتتاحيتهم ومقالات رأي وتقارير مطولة لشرح خطورة بقاء السيسي في منصبه لفترة رئاسية ثالثة. فالرأي العام الغربي يحاصر السيسي بالأسئلة عن فشله الاقتصادي، وعن مستقبل البلاد إذا ما صار رئيسا لفترة ثالثة، وعن مصيره هو ونظامه؛ وهل سيكمل مدته أم أن رحيله بات قريبا.
خليجيا، تفتح صحف وقنوات سعودية وإماراتية أبوابها لمعارضي السيسي ليكيلوا له الانتقادات والتوبيخ والمطالبة بعدم الترشح، كما فعلت "إندبندنت عربية" السعودية مع الكاتب الصحفي المصري عبد الله السناوي، في لقاء مصور سمحت له فيه بانتقاد السيسي والإشارة إلى قرب سقوطه وضرورة تغييره.
بنفس الطريقة وصفته صحيفة العرب اللندنية المحسوبة على دولة الإمارات بمهندس الجمهورية المنهكة اقتصاديا.. يتحدثون عن إحباط دول الخليج من سياساته وغضبها المتصاعد منه ومن نظامه، كما نُشرت تصريحات لعدد من منتقديه مثل حسام بهجت وحفصة حلاوة والباحث الاقتصادي روبرت سبرنبورج.
اقتصاديا، تستمر وكالات التصنيف الائتماني في نظرتها السلبية عن الاقتصاد المصري، فيما صندوق النقد الدولي لم يحدد بعد موعد المراجعة الأولى أو الثانية ولم يصرف بعد الشريحة الثانية من القرض، ما انعكس على ثقة المستثمرين.
داخليا، يسير أحمد الطنطاوي في الشوارع ويجوب محافظات مصر بشكل يومي.. يكسب الرجل أرضية وشعبية يوما بعد الآخر، فقد أحبه الناس في البداية كراهية في السيسي ثم أُعجبوا به وبخطابه وبشجاعته وبمحاولاته إحياء الأمل.
العالم يحاصر السيسي، ولكن الأهم والأخطر هي لحظة محاصرة الشعب المصري للسيسي، والتي تقترب رويدا رويدا كلما ارتفع صوت المصريين قائلين يحيا الأمل.
twitter.com/osgaweesh
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي المصريين انتخابات مصر السيسي انتخابات أزمات ضغوط مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتخابات الرئاسیة أحمد الطنطاوی هشام قاسم
إقرأ أيضاً:
هل نرى ترامب رئيسا لولاية ثالثة في 2028؟.. هناك طريقتان ممكنتان
تطرّق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى فرضية ترشّحه مجدّدا للرئاسة خلال خطاب ألقاه أمام أعضاء ونواب منتخبين من الحزب الجمهوري الأربعاء في واشنطن، قبل لقاء الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، في البيت الأبيض.
ما اللافت في الأمر؟
قد يكون ترامب قالها على سبيل المزاح لكنه "هزل يراد به جد" إذ أنها ليست المرة الأولى التي يثير ترامب فيها القضية، لكنه بالتأكيد لا يريد أن يكون ديكتاتورا يخرق دستور البلاد للحكم.
ماذا يقول الدستور؟
يمنع الدستور في التعديل الثاني والعشرين انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من ولايتين، ويمنع أي شخص تولى مسؤوليات الرئاسة أكثر من عامين خلفا لرئيس منتخب - لسبب أو آخر - من أن يصبح رئيسا لأكثر من مرة.
هل هو مستحيل؟
لا ليس مستحيلا، هنالك طريقتان - نظريا - يمكن لترامب من خلالها أن يصل إلى منصب الرئاسة لمرة ثالثة بشكل صحيح دستوريا.
خيارات ممكنة
◾وإن كان الدستور يمنع انتخاب شخص ما لمنصب الرئاسة مرتين، إلا أنه لا يمنعه من الترشح لمنصب نائب الرئيس، وعليه يمكن أن يصبح رئيسا في حال، مات، أو أقيل، أو استقال الرئيس الذي ينوبه.
◾الحالة الثانية؛ هي أن يقنع ترامب الكونغرس الأمريكي بتعديل الدستور للسماح للرئيس بحكم البلاد لولاية ثالثة، وهو أمر ممكن وإن كان صعبا ومستبعدا.
ماذا قالوا؟
◾قال ترامب أمام أعضاء الحزب الجمهوري:"أظنّ أنني لن أترشّح إلا إذا اعتبرتم أنني جيّد ولا بدّ إذن من التفكير في شيء آخر".
◾قالت النائبة الجمهورية لورين بويبرت: "نحن بحاجة إلى ضمان بقاء أغلبيتنا الجمهورية في مجلس النواب قوية ، ويجب أن نتجمع وراء الرئيس ترامب لتأمين فترة ولايته الثالثة.
◾قال النائب الجمهوري تيم بورشيت: "كانت تلك مزحة. من الواضح أنها كانت مزحة ".
◾قال النائب الجمهوري آندي بيغز: "ستكون العناوين الرئيسية غدا بأن ترامب يحاول إعاقة الدستور".
◾قال النائب الجمهوري إيلي كرين: "كانت مزحة وهو يمزح طوال الوقت لكن لا يمكنك أن تقول نكتة دون أن تتعرض للانتقاد".
◾قالت أستاذة السياسة في جامعة كورنيل، ومدير مركز الديمقراطية العالمية، راشيل بيتي ريدل، إن خطاب ترامب دليل واضح على أجندة لرفض المبادئ الديمقراطية.
◾قالت المتحدثة السابقة باسم وزارة العدل الأمريكية سارة إيسغور إن تعديل الدستور أمر صعب جدا في ظل الانقسام الجمهوري الديمقراطي.
هل فعلها رئيس قبله؟
نعم، كان الرئيس فرانكلين روزفلت أول وآخر رئيس انتخب لأكثر من ولايتين، إذ وصل إلى الأبيض أربع مرات، لكنه توفي قبل أن ينهي ولايته الرابعة، بل قبل أن يتم 100 يوم فيها عام 1945.
بعد ولايات روزفلت الأربع، اتفق الحزبان الجمهوري والديمقراطي على تحديد ولايات الرئيس وتم الموافقة على التعديل الثاني والعشرين في عام 1951 بموافقة 36 ولاية من أصل 48 آنذاك.
ماذا يلزم لتعديل الدستور؟
لتعديل الدستور في الولايات المتحدة، يجب اتباع طريق صعب الهدف منه الحد من التعديلات الدستورية لإبقاء البلاد في استقرار سياسي.
◾يتعين على ثلثي أعضاء مجلسي النواب (288 من 435) والشيوخ (67 من 100) في الكونغرس الأمريكي الموافقة طرح التعديل الدستوري ليوسد الأمر بعد ذلك إلى الولايات.
◾يتعين بعد ذلك على ثلاثة أرباع برلمانات الولايات الأمريكية الخمسين الموافقة على التعديل (38 من 50) وإرسال إخطار بالموافقة مكتب السجل الفيدرالي ليتم إعلانه تعديلا دستوريا معتمدا.
ومنذ اعتماد الدستور الأمريكي عام 1787 تم اقتراح ما يزيد على 11 ألف تعديل، نجح منها 27 تعديلا فقط في اجتياز العملية المقعدة.
الخلاصة
لن نرى ترامب في الأبيض عندما يغادره في نهاية ولايته الثانية، وفي غالب الأمر لن يفكر الكونغرس في اقتراح تعديل دستوري آخر يضاف إلى آلاف التعديلات التي لم تنجح من أجل ضمان ولاية ثالثة لترامب.