قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، أمر ونهى وحد لنا حدودًا وقرّبنا إلى الله سبحانه وتعالى ونقلنا من الظلمات إلى النور ومن الضيق إلى السعة ومن متاهات الفكر إلى حدود الشريعة، فاللهم أحينا على سنته وشريعته وأمتنا يا ربنا على ملته وابعثنا تحت لوائه يوم القيامة وشفعه فينا عند ربنا يوم يقوم الحساب.

سيدنا الرسول مؤيد بالله

وتابع علي جمعة خلال خطبة الجمعة تحت عنوان: "سيدنا الرسول مؤيد بالله": رسول الله وما أدراك ما رسول الله؛ رسول الله جاء في مثل هذا الشهر الأنور، يقول الشاعر:

ولد الهدى فالكائنات ضيـــاء ** وفم الزمان تبسم وثنــــــاء

أبان مولده عن طيب عنصره ** يا طيب مبتدأ منه ومختتم

ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الثقلين وسيد الكونين المشاهد والغائب فهو خير خلق الله كلهم.

وأكد علي جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو باب البشر إلى ربهم؛ من فتح الباب فُتح عليه ومن أغلقه على نفسه فقد أغلق على نفسه خيرًا كثيرا.. آمن به من آمن وكفر به من كفر، ونحن أمام من كفر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نرثي له، دعانا إلى أن نبلغ عنه ولو آية.. دعانا إلى أن نعتل همّ هذا الذي كفر وأن نكون معه رُأفاء رحماء إلى أن يمُن الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية وقال: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وما غربت) وقال: (أنا منكم مثل الوالد للولد) وقال ربه فيه ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء:107)﴾.

ودعاء علي جمعة قائلًا: «اللهم صلِّ على سيدنا محمد عدد من صلِ عليه، وصلِّ على سيدنا محمد عدد من لم يصلِ عليه، وصلِّ على سيدنا محمد كما أمرت بالصلاة عليه، وصلِّ على سيدنا محمد كما تحب أن يصلِ عليه، وصلِّ على سيدنا محمد كما ينبغي أن يصلِ عليه، وصلِّ على سيدنا محمد بقدر حبات الرمال، وأوراق الأشجار، وقطرات المطر، وأنفاس البشر، من أول الدهر، إلى أخر الدهر، عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد ما هو كائن في علمك، وعلى آله وسلم تسليما».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة خطبة الجمعة رسول الله رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم على سیدنا محمد علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جمعة: من أصابه شيءٌ من رحمة النبي فهو الناجي في الدارين

قالَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طاهِرٍ القَيْسِيُّ الإشْبِيلِيُّ : زَيَّنَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ بِزِينَةِ الرَّحْمَةِ ؛ فَكانَ كَوْنُهُ رَحْمَةً ، وجَمِيعُ شَمائِلِهِ رَحْمَةً ، وصِفاتُهُ رَحْمَةً عَلى الخَلْقِ، فمن أصابه شيءٌ من رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه، والواصل فيهما إلى كل محبوب؛ ألا ترى أن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾؛ فكانت حياته رحمة، ومماته رحمة؛ كما قال: «حياتي خيرٌ لكم وموتي خيرٌ لكم». وكما قال: «إذا أراد الله رحمةً بأمةٍ قبض نبيها قبلها؛ فجعله لها فرطًا وسلفا». قال السمرقندي: رحمةً للعالمين: يعني للجن والإنس.

عضو مجمع البحوث الإسلامية: التصوف ينطلق من كتاب الله وهدي النبي علي جُمعة: سد الله كل الأبواب إلا باب سيدنا النبي

وجاء ذلك في حديث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر مولده، أنه قيل لجميع الخلق؛ للمؤمن رحمةً بالهداية، ورحمةً للمنافق بالأمانِ من القتل، ورحمةً للكافر بتأخير العذاب، قال ابن عباس: هو رحمةٌ للمؤمنين والكافرين؛ إذا عوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة.

وتابع: أنه حُكي أن النبي ﷺ قال لجبريل عليه السلام: «هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟» قال: نعم؛ كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله عليَّ بقوله: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ =٢٠- مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ ، الملك يخشى العاقبة قطعًا، وهم يرتجفون ولا يعرفون ما في نفس الله، والله سبحانه وتعالى ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ ، وفعله في ملكه لا يتعلق بالعمل، والنبي ﷺ يقول: «لا يدخل أحدكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته»؛ فجبريل يعلم هذه الحقيقة، لكنه اطمأن بعدما صرح الله بأنه مطاع ﴿عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ﴾ فاطمأن لأن الله سبحانه وتعالى صادق، لا يخلف وعده، أما قبل ذلك التصريح؛ فالملك وإن كان معصومًا هو في خشية الله، وفي الهيبة الدائمة، كما أنه في الرجاء الدائم، ولكن جبريل اطمأن لمستقبله بالنبي المصطفى ﷺ فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين.

ورُوي عن جعفرِ بن محمد الصادق -في قوله تعالى: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ﴾ [الواقعة:91]، أي بك؛ إنما وقعت سلامتهم من أجل كرامة محمدٍ ﷺ.

وأشار: أنه  فسَّر بعض المفسرين الرحمة للعالمين بأنها تصيب كل الخلق ، وذلك لحديث الشفاعة كما أورده الإمام البخاري في صحيحه فإن الخلق يلجأون إلى سيدنا آدم فيعتذر، وإلى سيدنا نوح فيعتذر، وإلى سيدنا إبراهيم فيعتذر، وإلى سيدنا موسى ، وكلهم يُحيل بعضهم إلى بعض، حتى يُحيل سيدنا عيسى إلى سيدنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ فيذهب كما في البخاري فيسجد سجودًا طويلًا عند العرش لله رب العالمين ويُلهم بدعاء لم يلهمه أحدٌ من قبل، حتى يقول الله له: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، قُلْ تُسْمَعْ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، ويستجيب له؛ فتصيب رحمته بتلك الاستجابة كل العالمين في الموقف من لدن آدم إلى يوم القيامة سيستفيدون منه، من سبه، ومن كفر به، ومن آمن ؛ كلهم سيستفيدون من شفاعته العظمى للخلق أجمعين بتقصير يوم القيامة ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾، فيوم القيامة طوله ألف سنة، وسيختصره إلى النصف بالشفاعة الكبرى.

مقالات مشابهة

  • أسوة حسنة.. 5 مظاهر لأخلاق النبي عليك التحلي بها
  • جمعة: من أصابه شيءٌ من رحمة النبي فهو الناجي في الدارين
  • 4 نساء أرضعن رسول الله.. تعرف عليهم
  • علي جُمعة: سد الله كل الأبواب إلا باب سيدنا النبي
  • الإفتاء توضح الخلاف حول تاريخ وفاة ومولد النبي
  • بعد ما سبقوه من الرُسل.. ما الذي أضافه سيدنا محمد إلى البشرية؟
  • وكيل الأزهر: النبي أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)
  • وكيل الأزهر: النبي محمد كرّس لقيم وأخلاق نبيله يحملها الدعاة من بعده
  • وكيل الأزهر: النبي محمد أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية