الروائح الخاصة للبشر.. ما العوامل التي تساهم في تشكيلها؟
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
ما العوامل الذي تشكل الرائحة الشخصية للأشخاص؟- أرشيف
تتأثر الرائحة الشخصية لكل فرد بعوامل عدة من بينها الصفات الوراثية، حيث يعتقد العلماء أن مجموعة معينة من الجينات هي المسؤولة عن افراز الرائحة، وتتعلق هذه الجينات بالاستجابة المناعية للجسم.
ويُعتقد أن هذه الجينات تؤثر على الرائحة من خلال انتاج بروتينات ومركبات كيميائية معينة، وعند خروج هذه الإفرازات من مسام الجلد، فإنها تتكسر وتختلط بالبيئة المحيطة، وينتج عنها الرائحة المميزة لكل انسان.
ويؤكد فريق بحثي متخصص في "علم الروائح البشرية" أن هذه المركبات الغازية التي تنبعث من الانسان، ويطلق عليها اسم "المركبات العضوية المتطايرة" هي في حقيقة الأمر غنية بالمعلومات التي تهم الباحثين في مجال الطب الشرعي والصحة العامة.
وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني الاسترالي The Conversation، يقول فريق بحثي متخصص في الكيمياء الحيوية إنه عندما تقترب من شخص ما، فإنك تستشعر حرارة جسده دون الحاجة لملامسته، بل وتستطيع استنشاق رائحته دون حتى الاقتراب منه عن كثب.
مختارات تعاون الإنسان والذكاء الاصطناعي يحسّن تشخيص سرطان الجلد منتجات العناية بالبشرة مفيدة للشعر أيضاً.. لكن كيف؟نستثمر الكثير من الوقت والمال في العناية بالبشرة. في المقابل نولي القليل من الاهتمام بالشعر. أثبتت دراسات أن المكونات الموجودة في منتجات العناية بالبشرة، مفيدة للشعر أيضاً. لكن كيف يمكن الاستفادة منها بالصورة الأمثل؟
ألمانيا – زراعة جلد معدل وراثيا ينقذ حياة طفل سوريبعد استنفاذ كل الطرق الممكنة للعلاج، تمكن أخيرا علماء ألمان من علاج طفل كان مصابا بمرض جلدي خطير بالاعتماد على العلاج الجيني. ومن المتوقع أن يُشكل هذا النوع من العلاج ثورة في البحوث الأساسية لبيولوجيا الخلايا الجذعية.
احذر! .. أغذية وعطور ومواد تجميل تسبب نقص الانتباه لدى المراهقينهل تعلم أن الكثير من العطور ومواد التجميل ربما تكون سبباً لعدم القدرة على التركيز؟ هذا ما أثبتته دراسة أمريكية مؤخراً، ما يعني أن علينا الانتباه إلى وجود مواد معينة في ما يستهلكه الأطفال والمراهقين من منتجات.
ويشير الفريق إلى أن حرارة الجسم الطبيعية تخلق مجالا حراريا مختلفا حول الشخص، بمعنى أنك تقوم بتسخين الهواء المحيط بك فيما يظل الهواء البعيد باردا، مما يخلق تيارا من السخونة حول الجسم.
ويعتقد العلماء أن هذا المجال الحراري يساعد في توزيع رائحة الشخص عن طريق دفع الملايين من خلايا الجلد بعيدا عن الجسم على مدار اليوم، وهذه الخلايا تقوم بدور العبوات التي تنقل الإفرازات الغددية والمكونات المجهرية من داخل الجسم إلى البيئة المحيطة.
ويرى الباحثون أن المكونات الرئيسية المسببة للرائحة تتعلق بعوامل داخلية ثابتة مثل العرق والنوع وصفات وراثية مختلفة، بالإضافة إلى أسباب أخرى متغيرة مثل التوتر والغذاء والمرض، ثم تمتزج هذه الإفرازات بمؤثرات أخرى خارجية مثل العطور أو صابون الاستحمام وغيرها لتخلق في النهاية رائحة مميزة لكل انسان.
ويؤكد الفريق البحثي أن علم الرائحة البشرية يمكنه أن يسهم في تشخيص بعض الأمراض، ومن الأمثلة على ذلك الاعتماد على الرائحة في التنبؤ بحالات مرضية مثل السكتات الدماغية ونوبات السكري بواسطة كلاب مدربة.
ويعكف العلماء على دراسة الروائح البشرية منذ عقود، فقد اثبتت تجربة أجريت عام 1988 أن بعض أنواع الكلاب يمكنها تمييز الرائحة المختلفة
لتوأمين يعيشان في ظروف بيئية مختلفة عن طريق الرائحة وحدها، وجدير بالذكر أن التمييز بين التوائم المتطابقة لا يمكن تحقيقه باختبارات
الحمض النووي، نظرا لأنهم يشتركون في نفس الشفرات الجينية. واتسع مجال دراسة الروائح البشرية في السنوات التالية، بحيث أصبحت من الأدلة التي يتم الرجوع إليها في مجال الطب الشرعي.
وتستطيع هذه الكلاب تحذير المريض عن طريق النباح باحتمال إصابته بوعكة صحية قبل حدوثها بفترة كافية حتى يتسنى له اتخاذ الإجراء الطبي المناسب مثل تصحيح مستوى الجلوكوز في الدم قبل الإصابة بنوبة السكري على سبيل المثال.
إ.ع ( د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: صحة صحة الإنسان حرارة الجسم الطبيعية أمراض الجلد عطور صحة صحة الإنسان حرارة الجسم الطبيعية أمراض الجلد عطور
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للنفايات البشرية أن تساعد في إنتاج الغذاء؟
يشكل المرفق الصناعي الجديد في ضاحية سياتل بالولايات المتحدة بداية لتكنولوجيا مستقبلية، حيث يمكنه معالجة النفايات البرازية من الناس والماشية بأمان مع إعادة تدوير العناصر الغذائية التي تعد حيوية للزراعة ولكنها في نقص متزايد في جميع أنحاء الأراضي الزراعية في البلاد.
داخل المصنع الذي تبلغ مساحته 2.3 فدانا، والذي تفوح منه رائحة الأمونيا الخفيفة، تقوم المغازل الدوارة العملاقة بتحويل الحمأة الساخنة للغاية والرواسب الحيوية من محطات معالجة مياه الصرف الصحي المحلية إلى ما يسميه المهندس "كريب البراز"، حسب تقرير نشره موقع "MIT Technology Review" وترجمته "عربي21".
وتقوم الكاشطات العملاقة بإيداع المادة الحيوية المخبوزة على حزام ناقل ومجفف لإنتاج كومة متنامية من الأسمدة المعقمة. تستخدم طريقة معالجة النفايات البخار المضغوط الناتج في خطوة سابقة، مما يقلل من الكهرباء اللازمة بنسبة 95%. بالإضافة إلى الأسمدة الجافة، تنتج العملية الأمونيا والماء النقيين تقريبا.
وصممت شركة سيدرون تكنولوجيز الهندسية في سياتل هذا النظام، الذي يسمى فاركور، وهو مملوك لشركة جينيريت أبسايكل التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها. وتستخدم محطات معالجة مياه الصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد الحرارة العالية والتسميد وأجهزة تشبه طناجر الضغط لتحويل الكتلة الحيوية المتبقية إلى أسمدة غنية وغطاء نباتي ومواد مضافة أخرى للتربة تحمل أسماء مثل بلوم وتاغرو (اختصار لـ"تاكوما غرو").
وتقوم بعض هذه المحطات بمعالجة مياه الصرف الصحي في خطوة منفصلة لاستخراج الفوسفور ــ وهو عنصر غذائي أساسي للنباتات وعنصر شائع في النظام الغذائي البشري ــ ووضعه في طبقات لتشكيل حبيبات مستديرة، في تقنية تشبه إلى حد ما بناء اللآلئ. وتخلق هذه التكنولوجيا، التي طورتها شركة مقرها سانت لويس تدعى أوستارا، سمادا بطيئ الإطلاق يمكن بيعه مرة أخرى للمزارعين.
وبحسب التقرير، فإن المراحيض المحمولة حتى يمكن أن تكون بمثابة مركبات لاستعادة المغذيات، من خلال أساليب التقاط النيتروجين التي طورتها مجموعات "إعادة تدوير البول" مثل معهد ريتش إيرث وويستد في فيرمونت وشركة سانيتيشن 360 إيه بي في السويد. ولأن أنظمتنا الغذائية الغنية بالبروتين تحتوي على كميات وفيرة من النيتروجين، فإن هذا العنصر يمكن إعادة تدويره بسهولة من البول والبراز.
وأشار التقرير إلى أن صناعة الأسمدة من العناصر الغذائية التي نفرزها نحن والحيوانات الأخرى لها تاريخ طويل وملون؛ فقد ساعدت على مدى أجيال الثقافات الأصلية في جميع أنحاء العالم على خلق تربة خصبة بشكل استثنائي. لقد فقدت هذه الأنظمة شعبيتها في الثقافة الغربية، لكن الباحثين والمهندسين انضموا إلى المدافعين عن إعادة صياغة البراز والبول ومكوناتهما كموارد طبيعية لا تقدر بثمن لإعادة استخدامها بدلا من المنتجات المهدرة التي يتم حرقها أو دفنها.
والآن تُظهِر العديد من الشركات كيفية توسيع نطاق التحول بأمان باستخدام تقنيات موفرة للطاقة. يقول آرون تارتاكوفسكي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Epic Cleantec، التي تستخدم تفاعلا كيميائيا والحرارة لتحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه نظيفة ومضافات طبيعية للتربة: "نحن نحب معالجة عامل الاشمئزاز بشكل مباشر".
بحسب التقرير، فإن الواقع أن دراسة حديثة نشرت في مجلة إدارة البيئة تصف محطات معالجة مياه الصرف الصحي بأنها "مناجم نيتروجين بيولوجية متجددة" قادرة على توفير المكون الأساسي ولكن الباهظ الثمن من حمأة الصرف الصحي المستصلحة في وقت يجد فيه العديد من المزارعين صعوبة بالغة في الحصول عليها.
ويخلص المؤلفون إلى أن مياه الصرف الصحي يمكن أن "تتحول إلى مادة خام مهمة لإنتاج الأسمدة العضوية المعدنية المستدامة من الموارد المتجددة المتاحة محليا، مع خفض البصمة الكربونية".
كما يمكن أن يساعد استخراج النيتروجين والفوسفور لإعادة الاستخدام في إزالة هذه الملوثات من تدفقات المحطات والحد من كمية المواد العضوية المخصصة لمكبات النفايات وبحيرات السماد، التي تخزن وتدير تركيزات هائلة من نفايات الماشية. وبعبارة أخرى، فإن إعادة إدراج أنفسنا في نظام إعادة التدوير الطبيعي يمكن أن يساعدنا في تلبية احتياجات الكوكب المتزايدة من الغذاء دون تلويث البيئة بشكل غير ملائم.
يقوم نظام فاركور بتسخين البراز الوارد وفصله إلى مادة صلبة وبخار. وتسمح عملية تسمى إعادة ضغط البخار الميكانيكي بإعادة استخدام البخار المضغوط كمصدر للحرارة بينما يتم فصل بخار الماء والأمونيا وتقطيرهما. ويحمل الحزام الناقل/المجفف المواد الصلبة المتبقية إلى المغازل العملاقة لصنع الكريب ثم إلى شاحنة تنتظر في الأسفل.
ويبيع المصنع الآن ثلاث إلى أربع شاحنات محملة بهذا السماد الجاف للمزارع كل أسبوع. ويقول ستانلي جانيكي، كبير مسؤولي الإيرادات في شركة سيدرون تكنولوجيز، إن العديد من الشركات مهتمة أيضا باستخدام منتج الأمونيا لصنع الأسمدة بدلا من استخلاصها من الوقود الأحفوري.
وتقول كيمبرلي وورشام، مؤسسة ورئيسة تنفيذية لوكالة استشارات الصرف الصحي والنظافة الصحية FLUSH (اختصار لـ "التعلم الميسر للصرف الصحي والنظافة العامة") عن شركة فاركور: "قد يكون من المثير حقا أن يكون لدينا تقنية مثل هذه تعمل إذا كانت قادرة على مساعدتنا في إغلاق الحلقات البيئية المتعلقة بالأسمدة والوصول إلى المياه النظيفة. أحب رؤية التقنيات الجديدة القادمة التي يمكن أن تحدث ثورة في كيفية الاستخدام وإعادة الاستخدام".
ولكن وورشام تخشى أن يثبت أن إدارة مثل هذه التكنولوجيا المعقدة قد تكون غير مستدامة إذا لم تجتذب ما يكفي من العمال ذوي المهارات اللازمة، حسب التقرير.
ومن الممكن أن يشكل تأمين التصاريح والتراخيص التنظيمية تحديات أيضا. ويقول تارتاكوفسكي: "عندما أنظر إلى سبب عدم القيام بذلك من قبل، فإن الأمر لا علاقة له بالتكنولوجيا. بل له علاقة كاملة بالإطار التنظيمي".
ويقول المدافعون إن العديد من اللوائح القائمة لم تفكر قط في إمكانية استخدام مياه الصرف الصحي لتوليد منتجات مفيدة بدلا من الملوثات. على سبيل المثال، المياه التي تطلقها محطة فاركور نظيفة بما يكفي لإعادة استخدامها، لكن المسؤولين المحليين يتصرفون بحذر. وللوفاء بلوائح التفريغ، ترسل المحطة تدفقها إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة بدلا من الأراضي الرطبة المجاورة.
وعلى الرغم من التحديات، تنتشر التكنولوجيا الأساسية: فقد تبنت مزرعتان للألبان في الغرب الأوسط النظام، وتعمل مزرعة ثالثة عليه. يقول جانيكي إن أكبر نظام تم تركيبه في ولاية إنديانا يبلغ حجمه خمسة أضعاف نظام تحويل الصرف الصحي في منطقة سياتل، مع إمكانية تحويل 250 مليون جالون سنويا من روث الأبقار إلى مياه قابلة لإعادة الاستخدام، وأسمدة عضوية، والأمونيا. إن تحويل النفايات بكفاءة إلى منتجات مشتقة من الطبيعة يمكن أن يقضي على انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري من السماد المخزن وإنتاج الأسمدة التقليدية مع تعويض الطاقة اللازمة لتشغيل المزرعة.
وأشار التقرير إلى أن استراتيجيات تحويل النفايات إلى أسمدة، حتى لو تم توسيع نطاقها، لن تكون كافية بمفردها للمساعدة في إطعام سكان الكوكب المتزايدين. ومع ذلك، من خلال النظر إلى الناس ليس فقط كمستهلكين ولكن أيضا كمنتجين، يمكنهم مساعدتنا على الاستفادة بشكل أفضل بكثير من بعض الأصول الطبيعية غير المقدرة والتي لن تنضب في أي وقت قريب.