ما زالت حكايات النازحين المأساوية عن الحرب تسترجع شريط الأهوال التي شاهدوها والاحزان التي عايشوها منذ منتصف أبريل الماضي.

التغيير: ود مدني: عبدالله برير

وما بين من فقدوا أرواح المقربين لهم ومن فقد حصاد عمره ومنزله، تمتلئ مذكرات النازحين بقصص الوجع ويتدفق الألم بين ثنايا حديثهم.

وتواصلت معاناة النازحين القادمين من الخرطوم إلى ود مدني وسط السودان هربا من الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي.

وتضاعفت المعاناة في دور الإيواء بولاية الجزيرة التي انحسرت الخدمات في بعضها بعد تطاول أمد الحرب وشح الدعم من المنظمات والأفراد.

وبعد أن كانت الخدمات الطبية والإعاشة منتظمة في مراكز الإيواء طرأ عليها تقهقر شديد بعد زيادة عدد المدارس المفتوحة للنازحين.

نازحون يغادرون الخرطوم بعد الحرب

وتحدثت لـ (التغيير) زينب الرشيد صالح، التي هي جزء من أسرة تتكون من 5 أفراد (3 أبناء وزوجين) وتسكن مدينة الخرطوم بحري بضاحيه الكدرو.

تقول زينب: “عند اشتداد الاشتباكات هربنا وكانت حالتنا النفسية سيئة مع القاذفات وأصوات الطيران وهناك مصابون وموتى في الشوارع”.

وتضيف خرجنا بملابسنا فقط ووصلنا إلى مدينة ودمدني بولاية الجزيرة ونزلنا في أحد مراكز الإيواء.

توقف الدعم

وحول الوضع في المركز كشفت عن عدم وجود دعم من الحكومة، وأن المساعدات تاتي فقط من لجان الحي.

وأضافت: “ناكل الرز والعدس والبليلة ونتلقى بعض الدعم المتقطع من المنظمات التطوعية”.

وتابعت: “سُرق منا حصاد السنين من الأثاثات والذهب الذي كنت ادخره لشراء منزل لنقيم فيه لأننا نقيم في بيت إيجار في الكدرو، اتفقنا مع صاحب عقار جديد لنشتريه ولكن للآسف لم نحصل على البيت ولا على الذهب الذي ادخرناه”.

وتضيف بالقول: “لم يتركوا لنا شيئا، زوجي شرع في مغادرة المدينة بعد استحالة بقائه هناك ولكنه لم يستطع الخروج من الخرطوم والذهاب لود مدني، قابله أفراد من الدعم السريع في الطريق وضربوه ضربا شديدا واخذوا ماله ولم يتركوا له شيئا”.

شريط أحداث

وتعود زينب لشريط الأحداث في الخرطوم وتقول: “الاشتباك الأول كان صعبا ولم نفهم شيئا والوضع النفسي متراجع حتى اللحظة وخاصة بالنسبة لاطفالنا ولم ننس ما شاهدناه وعشناه في الخرطوم حيث كنا ولا زلنا في حالة رعب وحاليا لا نملك شيئا”.

وحول الخسائر في الأرواح قالت: “الحمد لله لم تحدث لنا إصابات أو موت بسبب الحرب في نطاق الأسرة لكن جارنا وهو يتبع للقوات المسلحة تعرض لاصابات وتم اسعافه”.

وختمت بالقول: “هذه الحرب جاءت في الأرواح الجميع تشردوا وفقدوا منازلهم ومدخراتهم وفقدوا اقاربهم وابعدوا عن ديارهم بسبب عدم الإتفاق بين المسؤولين من البلد، نتمنى أن يعم السلام ونرجع للديار”.

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين حرب الجيش والدعم السريع مدينة ود مدني مراكز إيواء

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين حرب الجيش والدعم السريع مدينة ود مدني مراكز إيواء

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود : 16% من جرحى الحرب في جنوب الخرطوم أطفال

صرحت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير لها، الاثنين، بأن 16% من جرحى الحرب في جنوب العاصمة الخرطوم من الأطفال.

 

ويدفع الأطفال السودانيون، يوميًا، ثمنًا باهظًا للنزاع المطول، حيث يواجهون مخاطر عديدة منها الحرمان من الدراسة والنزوح وعدم الاستقرار والإصابات والقتل، علاوة على تجنيدهم من قبل الأطراف المتقاتلة.

 

 

وقالت أطباء بلا حدود، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “واحدًا من كل 6 مرضى مصابين بالحرب عولجوا في مستشفى بشائر التعليمي جنوبي الخرطوم منذ يناير المنصرم، كانوا دون سن 15 عامًا”.

العديد منهم أصيبوا بطلقات نارية وانفجارات وشظايا

وأشارت إلى أن العديد منهم أصيبوا بطلقات نارية وانفجارات وشظايا، في وقت يشعر الأطباء بالقلق إزاء عدد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى وهم يعانون من سوء التغذية الشديد.

 

وتعد منطقة جنوب الخرطوم الخاضعة حاليًا لسيطرة قوات الدعم السريع، أول موقع اندلع فيه النزاع في 15 أبريل 2023، حيث تشهد منذ ذلك الوقت اشتباكات وقصفًا جويًا مكثفًا.

 

وأفاد البيان بأن فرق أطباء بلا حدود وطاقم مستشفى بشائر عالجوا أكثر من 4,214 مريضًا من إصابات ناجمة عن العنف، بما في ذلك الطلقات النارية وانفجارات القنابل، من بينهم 16% كانوا من الأطفال.

 

وذكر أن مستشفى بشائر، وهو الوحيد العامل في جنوب الخرطوم، لا يمتلك قدرات جراحية متقدمة، حيث يرجع ذلك ــ جزئيًا ــ إلى حظر إرسال الإمدادات منذ أكتوبر 2023 وسط صعوبة في إحالة المرضى خارج المنطقة نظرًا لتدمير وخطورة طرق النقل.

 

وشددت المنظمة على أن عمليات إغلاق المستشفى المتكررة وإعاقة نقل الإمدادات الطبية والأدوية تجعل علاج إصابات الحروق الشديدة غير ممكن.

 

والسبت، قال رئيس لجنة الطوارئ الصحية في ولاية الخرطوم محمد إبراهيم، إنه جرى علاج 33 ألف جريح وإجراء 22 ألف عملية مجانية لاستخراج أعيرة نارية منذ اندلاع النزاع.

 

مستشفى بشائر يشهد زيادة في استقبال عدد الأطفال والنساء الحوامل

وقالت أطباء بلا حدود إن مستشفى بشائر يشهد زيادة في استقبال عدد الأطفال والنساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الذي يمكن أن يشكل تهديدًا للحياة في ظل غياب العلاج.

 

وتابعت: “من بين 4,186 امرأة وطفلًا تم فحصهم بحثًا عن سوء التغذية بين 19 أكتوبر و8 نوفمبر 2024، كان أكثر من 1,500 منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد و400 يعانون من سوء التغذية المعتدل”.

 

وقدّرت دراسة أجرتها مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة، نُشرت الجمعة، مقتل 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم منذ اندلاع النزاع.

 

وقالت الدراسة إن أعمال العنف تسببت بشكل مباشر في مقتل 26 ألف شخص من جملة العدد الكلي للقتلى الذين ذكرت أنهم يمثلون زيادة بنسبة 50% عن معدلات الوفيات قبل الحرب.

 

 

مقالات مشابهة

  • مقتل 5 سودانيين بقصف «الدعم السريع» على مسجد في أم درمان
  • أستاذ علوم سياسية: السماح الأمريكي لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لن يغير شيئا
  • أطباء بلا حدود : 16% من جرحى الحرب في جنوب الخرطوم أطفال
  • أطباء بلا حدود: 16% من الذين تم علاجهم في مستشفى بشائر من الأطفال
  • أجانب يواجهون أهوال الحرب في معتقلات الدعم السريع بالخرطوم
  • من ذاكرة مدينة.. بين أسواق دمشق وأسوارها حكايات لا تنتهي
  • الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان
  • الإنفاق الحكومي على النازحين يفجّر جدلًا.. ما حقيقة استخدام أموال المودعين؟
  • بنك الخرطوم ينفي علاقته بقوات الدعم السريع
  • تايمز: حكايات حزينة للاجئين سودانيين فروا من جحيم الحرب