غارديان: فرنسا تجني عواقب عقود من التدخل الشائن في القارة الأفريقية
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أكد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن فرنسا تجني حاليا عواقب عقود من التدخل في مستعمراتها الأفريقية السابقة، ذلك الذي تميز بالجشع التجاري والحرص على تحقيق المصالح الخاصة على حساب مصالح دول القارة.
وأضافت بأن الرئيس إيمانويل ماكرون حاول إصلاح ما يمكن إصلاحه للاحتفاظ بنفوذ بلاده بأفريقيا لكن من دون جدوى، ومن ذلك اعترافه بتاريخ فرنسا المظلم هناك، وطلبه العفو في رواندا بعد تورط باريس في مقتل نحو 800 ألف رواندي في مجازر 1994.
وقالت الصحيفة البريطانية إن عددا من الأنظمة في دول القارة السمراء لجأت منذ سنوات إلى روسيا ومجموعة فاغنر للتخلص من النفوذ الفرنسي، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى التي أدخلت فاغنر الروسية إليها منذ 5 سنوات، والتي تضمن قواتها الأمن للنظام مقابل الاستفادة من الذهب والماس والأخشاب والأموال لعناصرها.
كما تكرر السيناريو نفسه في كل من مالي عندما تمت المناداة على قوات فاغنر وإخراج القوات الفرنسية، وذلك مباشرة بعد انقلاب 2020، ثم بوركينا فاسو التي طالبت فرنسا بإخراج قواتها إثر نجاح انقلاب العام الماضي.
ثم ما لبث أن جاء دور النيجر التي ظلت تعتبر أحد أكثر بلدان الساحل أمنا واستقرارا، حيث تمكن الانقلابيون من فرض سيطرتهم، وإخراج القوات الفرنسية من بلدهم، وكان عددهم يقدر بـ1500 جندي بحسب الغارديان.
وبالنسبة للصحيفة البريطانية، فقد كان واضحا أن مشكل السلطة الجديد في النيجر هو مع فرنسا، إذ إنهم لم يطلبوا -إلى الآن- من القوات الألمانية أو الإيطالية مغادرة البلاد.
في الوقت الذي لعبت فيه القوات الأميركية لعبة توازن مهمة، إذ لم تعتبر السلطة الجديدة سلطة انقلابية، وقامت ببناء علاقات أكثر قوة مع كبار الجنرالات النيجريين والتفاوض معهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف عشرات الجثث بالقرب من معسكر كوالا غربي مالي
اكتشف مواطنون في مالي الثلاثاء جثثا لعشرات القتلى من المدنيين بالقرب من معسكر كوالا التابع للجيش، والواقع في منطقة كوليكورو غربي البلاد.
وتم اكتشاف القتلى خلال عمليات بحث يقوم بها المواطنون من أجل العثور على أقاربهم الذين اعتقلتهم قوات فاغنر والجيش المالي في 12 أبريل/نيسان الجاري، وقادتهم إلى جهات مجهولة.
وكان الجيش المالي مدعوما بمليشيات فاغنر قد نفذ عمليات مداهمة واسعة في عدد من القرى الواقعة غربي البلاد منتصف الشهر الجاري بحثا عما يسميهم "الخونة المتعاونون مع الإرهابيين".
وفي مناطق كوليكورو، ونارا، ونيورو، الواقعة على الحدود المشتركة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، اعتقل الجيش المالي وقوات فاغنر 60 مدنيا في 12 أبريل/نيسان الجاري واقتادهم إلى جهات مجهولة.
ويزيد هذا الاكتشاف من معاناة أهالي الضحايا، إذ لم يستطع أحد التعرف على القتلى بسبب تحلل الجثث وتغيرها.
ولم يصدر الجيش المالي بيانا حول الحادثة، ولا خبرا عن المدنيين الذين تم اعتقالهم قبل أسبوعين.
وتعتبر منطقة الحدود المشتركة بين دول الساحل الثلاث من أخطر الأماكن، حيث ظلت طيلة السنوات الماضية مسرحا للقتل والاختطاف والهجمات المنظمة.
والعام الماضي شهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة من جهة، والجيش المالي المدعوم من قوات فاغنر من جهة أخرى.
إعلانويشار إلى أن دولة مالي شهدت تصاعدا في الهجمات المتبادلة بين القوات الحكومية والحركات المسلحة منذ أن تولى المجلس العسكري الحالي الحكم في البلاد عام 2021، وأعلن عزمه تحرير كامل الأراضي، وخرج من اتفاق السلام والمصالحة الموقع مع تنظيمات أزواد سنة 2015 في العاصمة الجزائر.