دار الأوبرا.. حائط الصد لحماية الفن الراقي
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
تعد دار الأوبرا المصرية منارة الفنون في العالم العربي، وكانت ولا زالت قبلة الفنانين من جميع أنحاء العالم، ودرة قلاع الفنون الجادة في مصر والوطن العربي وقارة إفريقيا وأحد العلامات المميزة في التاريخ الثقافي والفني للوطن، حيث استضافت على مسارحها كافة أشكال الفنون المختلفة المصرية، العربية والأجنبية.
أثبت الدور الكبير الذي تمارسه دار الأوبرا المصرية أنها حائط الصد لحماية الفن الراقي في ظل محاولات تشويه الهوية المصرية والعربية، ولعبت دوراً بارزاً في إثراء الحياة الإبداعية بمصر ونجحت في صناعة حضارة فنية وثقافية عريقة، وذلك بالإضافة إلى دورها الكبير والمستمر في اكتشاف وتنمية المواهب في مختلف الفنون.
وساعدت دار الأوبرا بشكل كبير في نشر الفنون الجادة الراقية بين مختلف شرائح المجتمع، كما أسهمت في خلق أجيال من الفرق والفنانين الموهوبين الذين تألقوا في ساحة الفن المصري والعربي.
دار الأوبرا تحتفل بمرور 35 عام على افتتاحهاوتحتفل دار الأوبرا هذا العام بمرور 35 عاماً على افتتاحها في عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي تم تشييده كمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.
ويعد هذا الصرح الثقافي الكبير الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988 هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869 واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102عام.
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عدداً كبيراً من ملوك وملكات أوروبا، وتم بناء الأوبرا خلال 6 أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكاني وروس.
وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي، لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل، فقدمت أوبرا «ريجوليتو» في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولي عهد بروسيا.
وكانت دار الأوبرا الخديوية التي احترقت فجر 28 أكتوبر العام 1971 تتسع لـ 850 شخصا، وكان هناك مكان مخصص للشخصيات المهمة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة.
مسارح دار الأوبراوالجدير بالذكر أن دار الأوبرا تضم سبعة مسارح هي الكبير والصغير والمكشوف إلى جانب مسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، ومسرح أوبرا دمنهور بالبحيرة وتم استحداث مسرح النافورة الجديد لينضم إلى منظومة العمل بها، وتختص بتقديم أشكال متنوعة من الفنون الجادة والراقية وهي الباليه، والأوبرا، والموسيقى الكلاسيكية والعربية، والصالونات الثقافية، ومعارض الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى المهرجانات المتنوعة للموسيقى والغناء ونجحت في صنع مكانة مميزة في قلوب الجمهور المصري والجاليات العربية والأجنبية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الأوبرا دار الأوبرا المصرية افتتاح قناة السويس مسارح دار الأوبرا الخدیوی إسماعیل
إقرأ أيضاً:
عرض "سيف الحكمة" لمسرح "يو" التايواني يأسر الجمهور في "الأوبرا السلطانية"
مسقط- الرؤية
استضافت دار الأوبرا السلطانية مسقط مسرح (يو) التايواني، الذي قدّم إنتاجه الاستثنائي "سيف الحكمة" يومي الخميس والجمعة الموافقين 19 و20 ديسمبر الجاري.
وقد دمج هذا العرض بين مهارات قرع الطبول، والفنون القتالية، والبراعة في الأداء الأكروباتي، من خلال سرد الرحلة البطولية للمحارب الذي يواجه تحدّيات الحياة، خلال بحثه عن الحكمة، فتثير هذه التحدّيات المخاوف في أعماقه، فيحفّز شجاعته الداخلية لمواجهة مخاوفه، والانتصار عليها مستخدما السيف كوسيلة لإدراك نقاط ضعفه، متحلّيا بالشجاعة التي مكّنته من مواجهة العقبات، وجاءت تلك الرحلة بعد أن عاش 36 يومًا في عزلة تامة في منزل قديم على جزيرة نائية، وخلال تلك الفترة، كان يتأمل بعمق، إلى أن ظهرت له رؤيا غيّرت مساره، فانطلق في رحلة مليئة بالمتعة والحكمة .
واشتهر مسرح (يو) التايواني عالميًا بكونه استثنائيا في كلّ ما قدّمه على مدى العقد الماضي، من عروض مذهلة على المسارح العالمية، بما في ذلك مركز باربيكان (المملكة المتحدة)، ومهرجان أفينيون (فرنسا)، ومهرجان الموجة التالية في (نيويورك).
وبالرغم من أن (سيف الحكمة) قوي وصلب إلّا أنه هادئ عند القرع على الطبول والآلات الخشبيّة والمعدنيّة.
ويشتهر فريق مسرح (يو) في جميع أنحاء العالم بانضباطه الشديد، وبراعته في الأداء الإيقاعي، والرقص الاحتفالي، ونهجه الفريد في إنتاج الأعمال، ودقّة الحركات، وقد جسّد هذا الفريق الفنون القتالية الصينية والرقص الإيقاعي المذهل وبرع في أداء قرع الطبول، وجاء ذلك نتيجة للتدريبات العميقة على التأمّل، المستوحاة من الطبيعة.
وقال المدير الفني لـ"سيف الحكمة": "إنه لمن دواعي سروري العودة إلى عُمان وعرض (سيف الحكمة) للجمهور الرائع في مسقط. و أن نطرح رسالتنا حول قوة الطبيعة وأهمية اكتشاف الذات أمام مجتمع من مختلف الأجيال ومتعدّد الثقافات في هذه المدينة الجميلة ".
بالإضافة إلى ذلك، تواصل دار الأوبرا السلطانية مسقط مبادرتها "الأبواب المفتوحة" لإضفاء البهجة على سائر أفراد المجتمع من خلال تقديم عروض موسيقية شاملة.
وقد أحيت أوركسترا فيلارمونيكا الإيطالية، المعروفة بعروضها المتنوعة بين الأنواع الكلاسيكية والمعاصرة، حفلًا موسيقيًا ملهمًا للأطفال في الخميس الموافق 19 ديسمبر في جمعية التدخّل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة لمشاركتهم جمال الإبداع الفنّي من خلال الموسيقى.
كما حضر الأطفال ورشة عمل مع فريق أوركسترا فيلارمونيكا الإيطالية، وتعرّفوا على إيقاعات وموضوعات أغاني ديزني، وتعتبر هذه المبادرة أساسية لالتزام دار الأوبرا السلطانية المستمر بالمنهج الذي أقرّته وهو المنهج القائم على ايصال الفنون إلى مختلف شرائح المجتمع.
وتختتم دار الأوبرا السلطانية مسقط شهر ديسمبر بحفل موسيقي رومانسي في ليلة رأس السنة الجديدة يحييه عازف الباص الباريتون الاستثنائي إروين شروت، إلى جانب أوركسترا شمال سانت بطرسبورغ السيمفونية التابعة لمسرح فيودور إيفانوفيتش شاليابين الوطني للموسيقى في سانت بطرسبورغ بقيادة فابيو ماسترانجيلو وذلك مساء الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر.
ويشتمل البرنامج على مختارات أوبرالية كلاسيكية تليها مقطوعات الفالس الخالدة ليوهان شتراوس، التي تعد في نهاية عام 2024 بليلة موسيقية ستبقى ماكثة في الذاكرة.
وتفخر دار الأوبرا السلطانية مسقط بمنح الجمهور فرصة مقابلة قائد الأوركسترا فابيو ماسترانجيلو في الأحد الموافق 29 ديسمبر، الساعة 7 مساءً في المكتبة الموسيقية بالأوبرا السلطانية دار الفنون الموسيقية، في جلسة (القهوة والتمر) في حوار مفتوح للجميع.