ذا نيو هيومانتيريان يتابع عمليات البحث عن مفقودي الفيضانات
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
ليبيا- تطرق تقرير ميداني نشره موقع “ذا نيو هيومانتيريان” الإنساني السويسري الناطق بالإنجليزية لعمليات البحث عن المفقودين في الفيضانات.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن نور مؤمن تجربتها بالخصوص إذا قالت:”هناك أسماء لأشخاص أعرفهم أصدقاء لأسرتي وأقارب بعيدين إذ اتسمت الأيام والأسابيع التي تلت الفيضانات الكارثية بالقلق والإحباط لدى الناجين المكافحين لمعرفة ما حدث لأحبائهم”.
ووفقا للتقرير دفعت الفوضى العديد إلى التحرك متحدين الانقسامات السياسية للتبرع بأموالهم ومواردهم ووقتهم فيما قامت أخصائية البيانات نور مؤمن بعد وقت قصير من وقوع العاصفة بإنشاء موقع إلكتروني لتتبع المفقودين بسبب الكارثة.
وتابع التقرير إن كلمة مفقود انتشرت على الموقع إذ ورد 600 اسم خلال الساعات القليلة الأولى من التشغيل بلغت لاحقا أكثر من 3 آلاف و700 تم الإبلاغ عنها الآن على الموقع ما يسمح للأشخاص بإدخال معلومات عن أحبائهم.
وبين التقرير إن هذا الموقع الإلكتروني مكن للسلطات والهلال الأحمر من استخدام قاعدة البيانات للتحقق من الأشخاص الذين يتم العثور عليهم سواء أحياء أو أموات ومن ثم يعود الأمر لها لإبلاغهم أقاربهم عن مصيرهم فـ”مفقود” يجمع المعلومات فحسب.
وبحسب التقرير تلقت مؤمن وفريق المتطوعين معها بعض الدعم من منظمة غير حكومية محلية في البداية بما في ذلك أجهزة لوحية وهواتف متبرع بها في وقت تم فيه في الغالب اعتمادهم على وقتهم ومواردهم الخاصة بما في ذلك الرد على الهواتف لإدخال البيانات.
وفيما يلي نص المقابلة الصحيفة التي أجراها “ذا نيو هيومانتيريان” بشأن مبادرتها “مفقود”:
س/ ما سبب قيامك بهذا العمل وما هو دور البيانات في الأزمات الإنسانية والأثر النفسي لتوثيق أسماء المفقودين؟
ج/ أنشأت منصة “مفقود” في ظل الأزمة المروعة التي حدثت في شرق ليبيا في سبتمبر الماضي وكانت الوحيدة لتسجيل المفقودين في الساعات الأولى من الليل على الرغم من إنشاء منصات أخرى بعد أيام قليلة وفي البداية كان النموذج عبارة عن شيء بسيط من محرك البحث “غوغل”.
ولكن خلال الساعات القليلة الأولى بين الـ8 صباحا والـ12 ظهرا في الـ11 من سبتمبر أبلغت الأسر عن فقدان أكثر من 600 شخص وتعطل النموذج بالكامل واضطررنا إلى التحول إلى أدوات أخرى هي أساس الموقع الحالي.
لقد تواصلت مع الهلال الأحمر ومختلف السلطات والمنظمات التي تعمل مع الطب الشرعي والمفقودين للحصول على التوجيه والدعم على الموقع الإلكتروني ومعايير حماية البيانات وغيرها من القضايا ولإخبارهم بما كنا نفعله.
وكان المتطوعون الأوائل لدينا من الليبيين في البلاد أو في الخارج والذين كانوا متخصصين في مجالات مختلفة بما في ذلك البيانات والإعلام وبعد ذلك قمنا بتجنيد متطوعين كانوا موجودين بالفعل على الأرض من المدن والقرى التي تأثرت.
وكانت لدي خبرة سابقة في توثيق المفقودين في عام 2011 وضمن فريق من المتطوعين الشباب الذين زاروا المستشفيات بأغسطس وسبتمبر من ذلك العام لتسجيل المصابين ووجدنا عديد الشباب لم يخبروا أهاليهم أنهم غادروا المنزل للقتال ولم يكن لديهم شرائح هاتفية أو هواتف لإخبارهم.
وفي ذلك الوقت عملنا مع مركز للمفقودين في مدينة مصراتة وتمكنا من ربط 84 شخصا بأسرهم.
س/ ما هي التحديات التي واجهتكم أثناء جمع البيانات عن المفقودين؟
ج/ التحدي الرئيسي هو نقص المعرفة الحاسوبية لدى أهالي الضحايا والمفقودين وقد واجهوا صعوبة في إكمال النموذج الموجود على موقعنا ولذلك كان علينا الاتصال بكل شخص للتأكد من صحة المعلومات فالموقع يطلب تفاصيل عديدة.
فبالإضافة إلى الاسم والعنوان والمعلومات الأساسية الأخرى بما في ذلك الملابس التي شوهد المفقود وهو يرتديها آخر مرة وأي علامات أو ندوب مميزة والتحدي الآخر يتمثل في رفع مستوى الوعي حول أهمية هذا التوثيق.
فمن المهم أن يفهم الناس أنه حتى لو اعتقدوا أن قريبهم قد توفي فإنه لا يزال يعتبر مفقودا حتى يتم إصدار شهادة الوفاة أو إذا تم دفنه في قبر مميز وجميع المعلومات التي نجمعها يمكن أن تكون مفيدة في حالة فقدان شخص ما حتى بالنسبة لمطابقات الحمض النووي المحتملة في المستقبل.
لقد فر الناس من المنطقة بمجرد حدوث الفيضانات وما زلنا لا نعرف مكان وجود الكثير منهم وقد يكون البعض على قيد الحياة ولكن في المستشفيات من دون أي بطاقة هوية وقد أصيب البعض الآخر وقد فقد بعض الأشخاص هواتفهم لذلك لم يكن من الممكن الوصول إليهم.
وكان من المهم التأكيد للأسر على أننا بحاجة إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات حتى لو كانوا يعتقدون أن أقاربهم قد ماتوا.
كان من الصعب أيضا أن أكون امرأة تقوم بهذا العمل وأدرت أشخاصا في وظائف سابقة واعتدت أن أكون أصغر شخص في الغرفة أو الوحيدة فيها ولكن خلال الأسابيع الماضية التقينا بالمسؤولين العسكريين لمعرفة ما يحدث على الأرض وعملياتهم لتحديد هوية الأشخاص المفقودين.
س/ يبدو هذا العمل تحديا عاطفيا كيف تعاملت أنت وفريقك مع الطبيعة الساحقة المحتملة للكارثة وعملكم؟
ج/ لقد كان الأمر مرهقا للغاية ولم أتوقع أن يكون له هذا التأثير علي وكانت الساعات الأولى هي الأصعب لأنني لم أدرك مدى سوء الوضع ففي الساعات الـ3 الأولى بعد إنشاء “مفقود” وبدأت سجلات الأشخاص المفقودين في الوصول.
وكانت هناك أسماء أشخاص أعرفهم أصدقاء أصدقائي وأسرتي وأقاربي البعيدين وكان هذا هو الجزء الأكثر تدميرا وكنت في حالة صدمة كاملة ولم أكن أعرف ماذا أفعل وكان علي أن أعمل بسرعة كبيرة لمحاولة الاستمرار وخاصة العاطفية فلم أستطع النوم أو تناول الطعام.
واستغرق الأمر 5 أيام ليبدأ فريق المتطوعين يدرك أننا بحاجة للتوجيه من المتخصصين ونعمل الآن معهم في مجال الصحة العقلية لإرشادنا خلال هذا ولقد قدموا لنا النصائح حول أخذ فترات راحة وتناوب العمل وخاصة من هم على اتصال مباشر مع أسر الضحايا فهم يسمعون قصصا مدمرة.
فإنه أمر صعب للغاية وما زلنا نكافح ولقد تواصلنا مع فرق البحث والإنقاذ والأطقم الطبية وكان الاستماع إليهم صعبا للغاية لأنهم كانوا يعرضون لنا صورا حقيقية لما يحدث، ويخبروننا القصص وحالة الجثث بعد أيام تحت الأنقاض إنه أمر مدمر للغاية وفيه الكثير من الظلم الأذى والألم.
س/ الغرض من “مفقود” مساعدة الأشخاص في تحديد مكان أحبائهم المفقودين سواء كانوا أحياء أو أمواتا هل هناك أي قصص تبرز لك عن أشخاص تم لم شملهم؟
ج/ كان هناك الكثير من القصص العاطفية لمن تم العثور عليهم أحياء ولا أستطيع مشاركة معظمها بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية ولا أستطيع أيضا مشاركة أعداد الأشخاص الذين تم تحديد موقعهم باستخدام قاعدة البيانات لأن هذه المعلومات خاص بالمسؤولين.
وأحد الآباء لم يتمكن من العثور على أطفاله الصغار وقام بتسجيل معلوماتهم لدى “مفقود” وتمكنت السلطات من تحديد مكانهم واتصلنا لاحقا للاطمئنان عليه وقد نجوا وتم جمع شملهم. وكانت هناك بعض الحالات الصعبة.
وأحد من اتصل بنا قاصرة تم إنقاذ بعض إخوتها ولكنها شاهدت المياه تجرف والديها وشقيقها الرضيع.
س/ في غياب استجابة حكومية سريعة ومنسقة شعر العديد من الليبيين بأنهم مدفوعون للتصرف بمفردهم هذه ليست مشكلة في ليبيا فقط ما هي النصيحة التي يمكنك تقديمها للأشخاص الآخرين الذين يعانون من هذا الوضع ويتطلعون إلى ذلك لتقديم دعم مفيد خلال الأزمة الإنسانية؟
ج/ لسوء الحظ لم تفشل أجزاء من حكومتنا في دعمنا فحسب بل خلقت أيضا عقبات متعمدة وفي الوقت الحالي أحاول العمل مع الهيئات الحكومية لتدريبهم حتى نتمكن من التأكد من أن هذه العملية تتم بشكل صحيح واكتملت حتى النهاية وأن أسرى المفقودين لا تنسى.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المفقودین فی بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. ملك وملكة إسبانيا يزوران منطقة الفيضانات
عاد ملك وملكة إسبانيا اليوم الثلاثاء، إلى المنطقة التي دمرتها الفيضانات الكارثية الشهر الماضي، وذلك لأول مرة منذ أن قام الناجون الغاضبون برشقهم هم ومسؤولين بارزين بالطمي في أول زيارة لهم للمنطقة .
وزار الملك فيليب السادس والملكة ليتيزيا بلدة تشيفا بجانب وزير بالحكومة المركزية والرئيس الإقليمي لغرب فالنسيا، الذي انتقده الكثير من المواطنين لإخفاقه في التعامل مع الفيضانات.
وصافح فيليب وليتيزيا المواطنين في بداية جولتهما بالقرية. والتقط آخرون الصور لهما. وقد أودت الفيضانات بحياة 227 شخصاً، وأدت لتدمير الآلاف من المنازل والسيارات.