أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن قرار مؤسسة «موديز» بخفض التصنيف الائتماني السيادي لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية من درجة B3 إلى درجة Caa1 مع نظرة مستقبلية مستقرة استند على ما يواجه الاقتصاد المصري من صعوبات وتحديات خارجية وداخلية منذ جائحة كورونا وما تبعها من موجة تضخمية شديدة والحرب في أوروبا والتي تؤثر سلبًا على المؤشرات الاقتصادية الكلية، موضحًا أننا نعمل على تحقيق المزيد من الإصلاحات والإجراءات الهيكلية خلال الفترة المقبلة للتعامل مع التحديات الراهنة، التي تواجه الاقتصاد المصري بصفة عامة وتلك التى أشار إليها تقرير «موديز».


أضاف الوزير، أن مؤسسة «موديز» رغم الصعوبات التي مازال الاقتصاد المصري يواجهها، وقيامها بتخفيض التصنيف استندت فى قرارها الأخير بتغيير النظرة المستقبلية من سلبية إلى مستقرة على ما استطاعت أن تتخذه الحكومة المصرية مؤخرًا من إصلاحات هيكلية مهمة ومحفزة للاستثمار وداعمة لتحسين بيئة الأعمال وتمكين القطاع الخاص، لتعزيز دوره وزيادة مساهماته في النمو الاقتصادي واستمرارها فى هذا المسار؛ إذ تم إقرار تعديلات قانونية تسمح بإلغاء الإعفاءات الضريبية والجمركية على الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية للجهات والشركات المملوكة للدولة، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز المنافسة العادلة بالسوق المصرية، إضافة إلى تنفيذ صفقات لتخارج الدولة بقيمة 2،5 مليار دولار ضمن برنامج «الطروحات» خلال الربع الأول من العام المالي الحالي بما يساعد على زيادة تدفقات النقد الأجنبي، ويوفر جزءًا من التمويل الأجنبي المطلوب لتغطية احتياجات الاقتصاد المصري، فضلًا على استمرار تحقيق فائض أولي ونمو الإيرادات الضريبية، لافتًا إلى أن مؤسسة «موديز» توقعت أن تستمر الحكومة في تنفيذ المزيد من الإجراءات الإصلاحية خلال الفترة المقبلة ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي. 


أشار الوزير، إلى الأداء المالي القوى المحقق خلال العام المالي ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣، حيث استطاعت وزارة المالية التعامل بشكل متوازن مع كل المتغيرات والتحديات الراهنة على الساحتين العالمية والداخلية من ارتفاع في معدلات التضخم وأسعار الفائدة وانخفاض لقيمة العملة المحلية بأكثر من ٥٠٪ أمام الدولار، وتحقيق فائض أولي ١،٦٣٪ من الناتج المحلي مقارنة بفائض أولى ١،٣٪ من الناتج المحلي فى العام المالي ٢٠٢١/ ٢٠٢٢، وبلغ العجز الكلي للموازنة ٦٪ من الناتج المحلي مقارنة بـ ٦،١٪ خلال العام المالي ٢٠٢١/ ٢٠٢٢.


أكد الوزير، أننا حققنا هذه النتائج المالية رغم زيادة المخصصات المالية الموجهة للحماية الاجتماعية من خلال التوسع فى برنامج «تكافل وكرامة» بإضافة مليون أسرة ليصل إجمالي الأسر المستفيدة ٥،٢ مليون أسرة «٢٠٪ من إجمالي السكان»، وزيادة الحد الأدنى للأجور والمعاشات من أجل حماية الفئات الأكثر عرضة للتقلبات الاقتصادية للتعامل مع ارتفاع معدلات التضخم وتداعيات تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، موضحًا أن وزارة المالية استطاعت تحقيق نمو قوي في حصيلة الإيرادات الضريبية بنسبة ٢٧،٥٪ نتيجة لجهود الميكنة وتحسين الإدارة الضريبية ومكافحة التهرب والتجنب الضريبي، وقد توقعت «موديز» استمرار تحقيق الانضباط المالي بمواصلة تنفيذ إجراءات ميكنة المنظومة الضريبية، إضافة إلى جهود الحكومة لترشيد النفقات خلال العام المالى ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤، بما يضمن تحقيق فائض أولى  ٢،٥٪ من الناتج المحلي، ويعتبر من العوامل الإيجابية التي قد تسهم فى تحسن التصنيف الائتماني السيادي لمصر وتحسين النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري خلال الأعوام التالية، ويساعد الدولة على خفض نسبة الدين للناتج المحلي لأقل من ٨٠٪ بحلول العام المالي ٢٠٢٦/ ٢٠٢٧.


أشار الوزير، إلى أن الحكومة حريصة على زيادة الإنفاق الاجتماعي بالموازنة العامة؛ للتخفيف الجزئي من تأثير الأزمة الاقتصادية على الفئات الأولى بالرعاية من خلال زيادة الأجور والمعاشات بشكل كبير، وزيادة التحويلات والمخصصات لصالح برنامج «تكافل وكرامة»، لافتًا إلى أن مخصصات الدعم والحماية الاجتماعية بموازنة العام الحالي تصل إلى ٥٣٠ مليار جنيه بمعدل نمو سنوى ٢٠٪ من أجل تخفيف الأعباء على المواطنين، والفئات الأولى بالرعاية قدر المستطاع.

أكد أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، مواصلة دفع جهود تعزيز دور القطاع الخاص وزيادة مساهماته في النشاط الاقتصادي من خلال تنفيذ الإجراءات والإصلاحات الهيكلية المطلوبة خلال الأشهر المقبلة لتحسين بيئة الأعمال وزيادة المنافسة وتعزيز الحياد التنافسي بالسوق المصرية؛ بما يحقق معدلات نمو قوية ومستدامة مدفوعة بالأساس من القطاع الخاص، لافتًا إلى ضرورة تكاتف جهود كل جهات الدولة لتشجيع وجذب استثمارات القطاع الخاص بما فيها الاستثمارت الأجنبية المباشرة ودفع قطاع التصدير والأنشطة الإنتاجية.


أضاف أن مؤسسة «موديز» أوضحت فى سياق تقريرها أنها قد ترفع التصنيف السيادي لمصر إذا تم زيادة القدرة على جذب المزيد من التدفقات بالعملات الأجنبية للاقتصاد المصرى باعتبار ذلك موارد إضافية، يمكن تحقيقها من خلال الإسراع ببرنامج «الطروحات» والتخارج خلال الفترة المقبلة؛ بما يعزز قدرة الدولة المصرية على تغطية احتياجاتها التمويلية والخارجية خلال العامين المقبلين، ويسهم أيضًا فى تعزيز احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، والحد من الاحتياج إلى الاقتراض الخارجى، ومن ثم خفض فاتورة خدمة الدين، على نحو يساعد في زيادة ثقة المستثمرين والمؤسسات في قدرة الاقتصاد المصرى على التعامل مع المديونية الخارجية، موضحًا أن استمرار الانضباط المالي والقدرة على دفع معدلات نمو الإيرادات الضريبية كان محل إشادة من خبراء مؤسسة «موديز».


أشارت مؤسسة «موديز» إلى أهمية استهداف حدوث استقرار فى صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفى وزيادة موارد البلاد من النقد الأجنبي خاصة الأكثر استدامة التي لا ترتبط بالاستدانة مثل زيادة حصيلة الصادرات السلعية والخدمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

«كابيتال إنتليجنس» تثبت التصنيف السيادي للإمارات لعام 2025

مصطفى عبد العظيم (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل دعمها الإنساني للنازحين في غزة «قمة المليار متابع 2025» تكشف أسرار صناعة «المحتوى الهادف»

ثبتت وكالة التصنيف الائتماني الدولية «كابيتال إنتليجنس»، التصنيف السيادي «طويل الأجل» للعملات الأجنبية والعملة المحلية لدولة الإمارات للعام 2025 عند (AA-)، فيما ثبتت التصنيف قصير الأجل للعملات الأجنبية والعملة المحلية عند(A1+)، مع نظرة مستقبلية مستقرة للتصنيفات. وأكدت الوكالة في تقرير لها حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، أن هذه التصنيفات تعكس قوة المراكز المالية والخارجية الموحدة لدولة الإمارات، وتوقعت أن تحافظ الإمارات على قوة مركزها المالي خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، مستندة إلى قوة ومتانة اقتصاد أبوظبي.
قوة التصنيف
وأرجعت وكالة كابيتال انتليجنس قوة التصنيف السيادي لدولة الإمارات إلى العديد من العوامل الداعمة له، والتي من أبرزها ما تتمتع به الدولة من استقرار للبيئة السياسية المحلية، وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وقوة النظام المصرفي، فضلاً عن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الإماراتية لتنويع الاقتصاد وتحسين هيكل الميزانية الموحدة.
متانة الأوضاع المالية
وتوقعت الوكالة أن تظل الحسابات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة قوية للغاية، مدعومة بالأداء الإيجابي لكل من أبوظبي ودبي، مشيرة إلى أن الأصول الاحتياطية الرسمية تقدر بنحو 225 مليار دولار أميركي في ديسمبر 2024.
وتوقعت الوكالة أن يظل فائض الحساب الجاري مرتفعاً في عام 2024، ليسجل 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوقعت كذلك أن يظل فائض الميزانية الموحدة قوياً، ليصل إلى 4.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مدفوعاً بالإيرادات الهيدروكربونية الكبيرة.
توقعات مستقبلية
وقالت الوكالة، إن النظرة المستقبلية المستقرة تشير إلى أن التصنيفات ستظل دون تغيير خلال الأشهر الـ12 القادمة، ما يعكس توازناً بين المركز القوي للأصول الخارجية الصافية لدولة الإمارات وتوفر احتياطات مالية كبيرة، مقابل الاعتماد المستمر على صادرات الهيدروكربونات والمخاطر الجيوسياسية المرتفعة.
وأوضحت الوكالة أنه من المرجح أن تقوم برفع التصنيفات مستقبلاً مع استمرار حكومة الإمارات في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي تقلل من الاعتماد على صادرات النفط وتحسن الإطار المؤسسي وشفافية البيانات.
وأظهرت قراءات «كابيتال إنتليجنس» أداء اقتصادياً متفائلاً للغاية (على المدى القصير إلى المتوسط) لدولة الإمارات، مدعوماً بالنشاط المحلي القوي والإصلاحات الفعالة في إطار استراتيجية الإمارات العربية المتحدة للمستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤسسات المالية الدولية توقعت أن يواصل اقتصاد دولة الإمارات أداؤه القوي خلال العام الجديد 2025، بتحقيق معدل نمو هو الأسرع بين الأسواق الناشئة واقتصادات منطقة الشرق الأوسط يتراوح بين 4.1% و6.1%، مؤكدة قدرة الاقتصاد الوطني في مواصلة النمو والازدهار، ومعاكسة التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتباطؤ الذي تشهده الاقتصادات المتقدمة تحت وطأة الضغوط التضخمية.
ورسمت هذه المؤسسات صورة متفائلة لازدهار اقتصاد الإمارات، خلال العام الجاري، مدفوعةً بعوامل عديدة، أبرزها الانتعاش المتواصل للقطاعات غير النفطية التي تشكل رافعة النمو، والتي تعد بمثابة جني ثمار مسيرة ناجحة للتنويع الاقتصادي، إلى جانب توقعات أن تسهم زيادة إنتاج النفط هذا العام في رفع معدل نمو القطاع النفطي بشكل ملحوظ، مقارنةً بالسنوات الماضية.

مقالات مشابهة

  • المشاط: 4% معدل نمو متوقع للاقتصاد بالربع الأول من العام المالي الحالي
  • شركات السياحة تتوقع زيادة أعداد الوافدين إلى مصر لـ17 مليون سائح خلال 2025
  • الرقابة المالية: 2.8 مليون عميل لنشاط التمويل الاستهلاكي خلال 9 أشهر
  • بعد فائض الموازنة.. الحكومة المصرية تدرس زيادة الرواتب والمعاشات
  • وزير التموين يعتمد القوائم المالية للقابضة للصناعات الغذائية للعام المالي المنتهي 2024
  • المالية العراقية توقف تنقلات الموظفين لتجنب العجز المالي.. وثيقة
  • المالية توقف نقل خدمات الموظفين بين الوزارات بسبب عدم معرفة سقف الانفاق المالي.. وثيقة
  • “المالية” تحتفي بتخريج 60 قائداً في القطاع المالي
  • «كابيتال إنتليجنس» تثبت التصنيف السيادي للإمارات لعام 2025
  • عاجل.. أول تعليق من إمام عاشور بعد الهاتريك وفوز الأهلي أمام ستاد أبيدجان