نابلس: إصابات خلال اعتداء الاحتلال على جنازة شهيد في حوارة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أعلن الهلال الأحمر، اليوم الجمعة، إصابة مواطنين اثنين خلال مواجهات في بلدة حوارة جنوب نابلس ، أثناء تشييع جثمان الشهيد لبيب ضميدي (19 عامًا).
ووفق الهلال الأحمر، فإن إحدى الإصابتين بالوجه نقلت لمستشفى "رفيديا"، وأخرى بالرصاص الحي في القدم نقلت لمركز طوارئ ابن سينا، ويجري تعزيز المنطقة بعدة مركبات إسعاف.
وهاجم جنود الاحتلال المشاركين في الجنازة، أثناء توجههم إلى المقبرة، بعد أداء الصلاة على الشهيد وسط البلدة، وأطلقوا الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاههم، وقد تصدى لهم المشيعون، الذين حملوا جثمان الشهيد على الأكتاف في مشهد مهيب، وسط ترديد التكبيرات والهتافات الغاضبة.
كما هاجمت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية، وأطلقت صوبها قنابل الصوت والغاز السام، لمنعها من تغطية الحدث.
وشيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد ضميدي إلى مثواه الأخير، انطلاقا من مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وصولا إلى مسقط رأس الشهيد في حوارة، وقد أدى المشيعون الصلاة على جثمانه الطاهر، قبل أن يوارى الثرى.
وكان الشاب ضميدي، ارتقى برصاصة في القلب أطلقها مستوطن صوبه الليلة الماضية، في حوارة، خلال تصدي المواطنين لهجوم شنّه عشرات المستوطنين على منازلهم وممتلكاتهم، بحماية جنود الاحتلال.
المصدر : وكالة سوا - وفاالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد: الحضور الواسع في تشييع شهيد الإنسانية دليل ارتباط أممي كبير به وبمشروعه المؤرق للصهاينة الشهيد العظيم “نصر الله” حمل منهجية وروحية جده الحسين وأسّس لمسار طويل في مقارعة الباطل
يمانيون../
بحضور عالمي وأممي واسع يظهر سيد شهداء القدس السيد حسن نصر الله، أيقونةً من أيقونات النضال العربي والعالمي الحر، فقد بات نصر الله يُنظر إليه كامتداد لإرث الشعوب الحرة، بتجسيده قيم الصمود والتحدي والارتباط بقضايا المستضعفين.
لقد شكّلت شخصية السيد حسن نصر الله، منذ وقت ليس بقصير محورًا رئيسيًّا للتحليلات الدولية، كما أجمعت عديد الدراسات والمقالات والكتابات على دوره “المركزي” في رسم ملامح القيادة في المنطقة، حَيثُ عزَّز هذا مكانته كقائد استثنائي يتمتع بكاريزما فريدة.
لقد كانت شخصيته التي تتسم بحضور قوي وقدرة استثنائية على التأثير في الجموع، واتسام خطاباته بسلاسة اللغة والتحليل العميق للأحداث والقرب من الناس، والجمع بين حزم القائد وعاطفة الإنسان؛ ما جعله أكثر قدرة على بناء جسور الثقة والتواصل مع كُـلّ الفئات والنخب.
وأشَارَت التحليلات الدولية إلى أن الشهيد السيد حسن نصر الله، امتلك قدرة فريدة على استشراف المستقبل، حَيثُ اعتمد في خطبه على تقديم رؤية واضحة للواقع، ورسم سيناريوهات لمستقبل الأحداث بناءً على معطيات دقيقة، مما عزز مصداقيته بين مؤيديه وحتى بين من يختلفون معه، وقد أكّـدت رؤى وتحليلات دولية أن قدرته على قراءة المشهد السياسي واستباق الأحداث جعلته قائدًا لا يُستهان به، يحظى بالاحترام حتى من خصومه السياسيين.
وفي سياق هذا الحدث المحزن مع فقدان هذا القائد ومراسيم تشييعه الاستثنائية الصاخبة بحجم حضوره العربي الإسلامي العالمي الكبير، ودلالات ذلك الحضور الأممي الكبير، ومستقبل المقاومة ما بعد رحيل السيد نصر الله، استضافت صحيفة “المسيرة” عضو المجلس السياسي لأنصار الله حزام الأسد، في حوار صحفي، سلّط الضوء على جوانب متعددة من حياة شهيد الإنسانية.
وفي الحوار أكّـد الأسد أن السيد الشهيد حسن نصر الله غادر الأُمَّــة جسدًا، لكن تبقى الروح ويبقى المشروع مؤرقًا للصهاينة، ومرتقيًا بحزب الله وقدراته في تكبيد العدوّ المزيد من الهزائم.
وتطرق الأسد إلى عددٍ من المواضيع ذات الصلة، تستعرضها صحيفة “المسيرة” في نص الحوار تاليًا:
– بداية.. ما الذي يمكن أن نفهمه من الحضور الدولي الكبير لتشييع قائد عظيم بحجم السيد حسن نصر الله؟ وما دلالات هذا التشييع الكبير؟
الحضور الدولي الواسع لتشييع سيد شهداء القدس، هذا القائد العظيم والذي يمثل نبراساً لهذه الأُمَّــة والإنسانية أجمع، لا سِـيَّـما وقد تبنى القضايا العادلة والمحقة التي ينادي بها العالم الحر، هذا يدل على مدى الارتباط الأممي والإسلامي بهذا القائد العظيم ومشروعه الكبير الذي أرّق العدوّ في حياته ومماته وحتى بعد استشهاده، حَيثُ حاول العدوّ النيل من هذا المشروع الجهادي والذي يقدم الغالي والنفيس نصرةً لهذه الأُمَّــة، وهذا الحدث الكبير والالتفاف الدولي الواسع يعكس مدى ارتباط العالم الإنساني بمشروع الشهيد السيد حسن نصر الله رحمة الله عليه.
– بالعودة إلى مشهد استشهاده، كيف تنظر إلى قيام العدوّ بإسقاط 80 طُنًّا من المتفجرات؟ وألا يدل هذا على حجم الرعب الكبير الذي ينتاب العدوّ من هذا القائد الذي أرّق “إسرائيل” على امتداد خمسة عقود؟
بالطبع لجوء العدوّ إلى استهداف شخص السيد حسن نصر الله، بأكثر من 80 طنًا من المتفجرات وفي وسط حي سكني مكتظ بالمئات من المدنيين، بالتأكيد دليل على أهمية هذه الشخصية بالنسبة للعدو وخوفه وقلقه، وأن الشهيد كان مؤرقًا للعدو، لا سِـيَّـما في مسار البصيرة في المواجهة، وكذلك التحَرّك الواعي، لا سِـيَّـما أن هنالك أحداثًا ومتغيرات قادها الشهيد السيد حسن نصر الله، نقلت الأُمَّــة من واقع الخنوع وواقع الانهزامية إلى مستقبل مشرق واعد بالنصر، فقد حرّر حزب الله ومقاومته الباسلة بقيادة السيد حسن الجنوب اللبناني وخاض حروبًا ضروسًا ضد العدوّ الصهيوني واستطاع أن يسقط نظرية “الجيش الذي لا يُقهر” وكذلك نظريات ومعادلات التفوق النوعي والتسليح بالنسبة للعدو، وحمل إلى جانب سلاح الحديد سلاح الإيمَـان وأخرج وأنتج جيلًا متبنيًا لمسار العزة والكرامة والجهاد في مواجهة قوى الطاغوت والبغي والفساد.
– كيف نستحضر اليوم عظمة المقولات التي كان يردّدها شهيد الإنسانية بشأن التعلم من الحسين العظيم والقادة العظماء حين يكونون في مقدمة المضحين؟
الشهيد القائد حسن نصر الله حمل منهجية وروحية جده الحسين -سلام الله عليهما- في مواجهة الباطل مهما كبر ومهما اشتد ومهما كانت إمْكَانياته وقدراته؛ فبدماء الحسين انتصر هذا الدم على السيف، وبدماء الشهيد السيد حسن نصر الله انتصرت الأُمَّــة بمشروعيتها المواجهة لقوى الصهيونية والإمبريالية العالمية ومحور الاستكبار وأعراب الخنوع.
وبالتأكيد هذا هو المشروع الذي تبناه الإمام الحسين وسار على دربه السيد حسن نصر الله، وبالتأكيد سيظل درساً لكل الأحرار، كما كان أَو كما ظل واستمر درس الإمام الحسين نبراساً لكل الأحرار في أمتنا الإسلامية وفي مجتمعنا الإنساني بشكل عام.
– كيف تقرأ رسائل المقاومة بعد استشهاد القائد وإصابة الحزب بضربات موجعة؟ خُصُوصًا وأنه منذ استشهاد السيد حسن وحتى وقف إطلاق النار تعرَّض العدوّ لضربات صاروخية مدمّـرة؟
مما يدل على أن الشهيد السيد حسن نصر الله فارقنا جسدًا وظل فينا روحًا ومشروعًا جهاديًّا ثوريًّا مقاومًا نستلهم منه ونواصل على دربه مسار العزة والكرامة والجهاد والتضحية في سبيل الله، هو ما آل إليه الوضع بعد ارتقاء السادة القادة المجاهدين من قيادة حزب الله وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد هاشم صفي الدين، حَيثُ إن المعركة اشتدت ضراوتها وتم التنكيل بالعدوّ في مكان قوته واستهدف حتى بيت المجرم نتنياهو واستهدفت معسكرات العدوّ واستهدف جنوده بالعشرات وهم حتى على مائدات طعامهم في المعسكرات وفي ثكناتهم في جبهات القتال.
وهذا دليل على أن السيد حسن نصر الله وأن هذه القيادة العظيمة أسّست مشروعاً لا يرتبط بشخصية ولا يرتبط كذلك باستشهاد أَو بفقد قائده، وإنما يستمد قوته من الله سبحانه وتعالى، ومن عدالة القضية التي هم ماضون فيها ومجاهدون في سبيل الله نصرة لها وهي قضية محقة وعادلة.
– مع رحيل هذا القائد العظيم، ترك لدى المسلمين والمسيحيين والعرب وغير العرب حزنًا كَبيرًا..؛ فما دلالة ذلك الحضور الطاغي الذي تركته شخصية هذا القائد من جاذبية استثنائية؟
السيد حسن نصر الله كانَ شخصية ملهمة تجمع ما بين القيادة والبساطة، وقوة الكلمة وقوة العاطفة.
لقد عُرف عنه تواضعه وقربه من الناس؛ مما أكسبه شعبيّة واسعة، كما عُرِفَ عنه قدرتُه على الاستماع، والتفاعل الصادق مع قضايا الناس، وإظهار التعاطف مع معاناتهم، وقد ساهمت تلك السمات وغيرها في ترسيخ صورته كقائد مرتبط بالمبادئ والقيم والأخلاق.
ورغم ألم الفقد والفراق لهذا القائد العظيم الذي نُكِــنُّ له نحن في اليمن الكثير من الاعزاز والتبجيل والتقدير، لا سِـيَّـما وقد تبنى تلك المواقف العظيمة وبرز بها عندما خُذل الشعب اليمني من كثير من الأنظمة وكثير من القادة وكثير حتى من الشعوب.
والشعب اليمني سيحمل هذا التقدير ويظل يحمله لهذا القائد العظيم، وبالتأكيد عزاؤنا في مواصلة هذا الدرب العظيم الذي خطَّه السيد حسن نصر الله بدمه الطاهر وبروحه الزكية، ومواصلة هذا الدرب حتى تحرير فلسطين وحتى تطهير الأراضي المقدسة من دنس الاحتلال الصهيوني وإلحاق الهزيمة المنكلة بالأمريكي إن شاء الله.
– ختامًا.. بعد توديع القائد، كيف تنظر إلى حزب الله ومستقبل حزب الله كأمة مقاومة منهجها البذل والصمود والتضحية؟
مع رحيل جسد السيد حسن نصر الله بقيت الروح والإلهام والمدرسة المقاومة، ويمكننا القول إن صفحة سيد شهداء القدس السيد حسن لا تُطوَى، وإن الحزب سيواصل السير على نهجه ووصاياه التي وضعها؛ فحزب الله هو حزب ذو قيادة جماعية، والأشخاص في الحزب لهم تأثيرهم ودورهم، لكنه لا يتوقف على حياة هؤلاء الأشخاص، وهذا ما رسمه السيد نصر الله بنفسه، واليوم الحزب المجاهد مُستمرّ في مساره رغم فَقْدِ العديد من قادته البارزين، حَيثُ يواصل السير بذات النهج وبذات الفاعلية برئاسة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، والذي كان جزءًا من القيادة الجماعية منذ بدايات تأسيس الحزب، وحيثُ يظل الحزب ملتزمًا بالقضايا العادلة والمحقة على المستويين المحلي والإقليمي، مع سعيه لاستكمال العمل الذي بدأه تحتَ قيادة السيد نصر الله، والاستمرار في مواجهة الظروف الحالية، بما في ذلك التحديات الداخلية والخارجية.
حاوره إبراهيم العنسي