علامات المرحلة المظلمة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
وائل محجوب
• من أوضح علامات هذه المرحلة المظلمة، من مراحل الثورة المضادة في تاريخ السودان، أن صار قادة المؤتمر الوطني الذين كانوا قيد السجون والملاحقة، بسبب جرائمهم المروعة في حق السودان وأهله، يجتمعون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويصدرون البيانات باسم حزبهم المحلول بأمر الثورة، ويدير قادتهم من الملاحقين دوليا بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، حملات الاستنفار والتعبئة للحرب التي لا يريدون للبلاد منفذا غيرها، في سعيهم اللاهث لإسترداد السلطة، والتنكيل بقوى الثورة، التي أطاحت بحكمهم، بينما يتساءل قائد الجيش متهكما؛ أين الكيزان.
• يصور تيار عريض من الإسلاميين ومنصاتهم وشخصياتهم الاعلامية الظاهرة والمستترة، الحرب كخيار وحيد الهدف منه القضاء على الدعم السريع وإنهاء وجوده، وهم الذين لطالما دافعوا عن هذه القوات صنيعتهم، ورفضوا من قبل أي صوت مطالب بحلها، يوم أن كانت حامية لهم وشريكة في جرائم نظامهم المقبور، وبعدما خاضت معهم ولأجلهم في دماء ابناء الوطن، في جرائم دارفور المنكرة، وفي انتفاضة سبتمبر، وفي مجازر فض الاعتصامات.
• وفي سياق خصخصتهم للحرب، ومحاولتهم لتجييرها لخدمة مصالحهم الحزبية السلطوية، ومعاداتهم لكل القوى السياسية الوطنية الرافضة للحرب، انطلاقا من موقفهم المعادي للثورة التي أطاحت بهم، فقد صنعوا مشكلة حقيقية للجيش، على المستويين؛
– السياسي: بالرسالة المباشرة التي يهدفون من خلالها، لترسيخ فكرة انهم القوى السياسية الوحيدة المساندة للجيش في حربه على الدعم السريع، وأن الجيش هو جيش الحركة الإسلامية، كما قال أحد متحدثيهم من الناشطين في مجال التسجيلات الصوتية.
– التفاوضي؛ حيث تمثل مواقف الإسلاميين هذي اضعافا لموقف الجيش، الذي يحاول ان يتنصل من الإرتباط بهم، لإدراكه بأن دورهم واسهامهم بخلاف الرفض الداخلي الكبير له، يشكل أزمة صامتة ستنفجر لاحقا مع المحيطين الاقليمي والدولي، بالنظر لسجلهم السيئ مع كل جوار السودان والعالم.
• كانت القوات المسلحة تمتلك في يدها كروتا تفاوضية تفرض بها شروطها، وتعزز موقفها التفاوضي مهما كانت موازين القوى على الأرض، وهي في طريقها لتبديدها وخسارتها بسبب انقياد قادتها للنظام البائد، وبفتحها للمجال أمام فلول المؤتمر الوطني لتصدر المشهد، وهي بطريقها لخسارة قوى اقليمية مؤثرة ظلت داعمة لها سياسيا ومعنويا، بعدما علا صوت هذه المجموعات طاعنا في قوميتها، وملبسا اياها ثوبا حزبيا، يجردها من أهم دفوعاتها في مواجهة من تصفهم بالمليشيا القبلية.
• وما يشكك أكثر انها في سبيل مواجهة المليشيا القبلية هذي، وفي الوقت الذي لم تستخدم قوات الجيش المنتشرة في انحاء السودان المختلفة، فقد استعانت بمليشيات حزبية، ذات توجه سياسي صارخ ومعادي للشعب وثورته في ساحة المعركة، من فلول النظام البائد الذين احكموا الحصار على الجيش، وسيطروا على الدعاية والإعلام الحربي، وأرسلت رسالة ملغومة، بأنها ماضية في طريق إنشاء مليشيات جديدة، لكأن درس الدعم السريع لم يكن كافيا، فكيف يمكن أن تضر بموقفها أكثر من ذلك؟!
• لقد تراجع الدعم الداخلي والخارجي، الذي حظيت به القوات المسلحة عند اندلاع الحرب، بعد تكشف الصلة بين قيادتها وفلول النظام البائد، وبدأ التعبير عن ذلك خلال جولات البرهان الخارجية، وبالعقوبات الأخيرة على الأمين العام للحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي، وهي عقوبات ستتوسع في مقبل الأيام لتشمل أخرين، وستمتد لقيادتي الجيش والدعم السريع، والمؤسسات التابعة لهما.
• إن موقف مختلف القوى السياسية والمدنية والثورية، ظل ثابتا ومعلنا قبل وبعد الحرب ومنذ سقوط نظام البشير، هو حل الدعم السريع، وما قبل الحرب كانت الجهات الوحيدة التي ترفض ذلك وتدافع عن هذه القوات، هم فلول النظام البائد، وقيادة القوات المسلحة نفسها، وهي التي مكنتها من أن تصبح قوة موازية للجيش عدة وعتادا، تمتلك مقار الجيش، وهيئة عمليات جهاز المخابرات بعد حلها، وتقوم بحراسة المنشآت والمواقع الاستراتيجية للدولة، وظلت تؤكد دوما بأنها خرجت من رحم الجيش، وهي حامية حمى البلاد.
• اما بعد الحرب، فما زالت القوى المختلفة عند موقفها المعلن، حل الدعم السريع، وإنهاء وجود كل الحركات المسلحة والمليشيات، والوصول لجيش قومي واحد منزه عن أمراض الحزبية والموالاة السياسية، وترى أن انهاء ذلك الوضع لن يتم بالحرب، وكثير من ضباط الجيش يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه العملية تتم وفق إجراءات فنية معلومة، ويدركون كذلك أن هذا الموقف، هو الذي يمكن أن يحقق لهم إجماعا سياسيا وشعبيا داعما في أي تفاوض، ويخلق التوازن المطلوب، في إدارة العملية التفاوضية.
• وما يحول دون ذلك تسلق الإسلاميين لأكتاف الجيش، واصرارهم على المضي في خيار الحرب مهما كانت الخسائر، يعميهم الغضب وشهوة السلطة، عن رؤية مقدار الخراب والدمار والنتائج الكارثية للحرب على الشعب، بينما تستمر خطتهم الإعلامية الممنهجة، لتخوين وشيطنة الجميع، بالحملات الكاذبة والمضللة، في مساعيهم لضرب كل قوى الثورة، والتهديد والتمهيد لحملات انتقامية، حال تسللهم لمواقع السلطة من جديد.
• إن الناس لن يتقبلوا مهما كانت خسائرهم الفادحة، عودة الإسلاميين لقيادة البلاد، ولن يقبلوا بتجول المتهمين بجرائم الحرب طلقاء من ولاية لأخرى، يديرون الاجتماعات ويخاطبون الحشود، يوجهون من خلالها رسائلهم المسمومة التي تستهدف الثورة وقواها، بينما يطارد ويعتقل الشرفاء من ابناء الوطن، الذين يبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة أهلهم من المتضررين من الحرب.
• ذلك الطريق الوعر لن يجلب غير المزيد من الخراب والدمار، وإنتقال الحرب لولايات أخرى، وسيعزل القوات المسلحة يوما بعد يوم، داخليا عن القوى الرافضة للحرب والمجمعة على حل الدعم السريع، وخارجيا عن الدول المساندة لها، والتي إفترضت طويلا انها تمثل جيشا قوميا منزها عن الحزبية والإنحياز السياسي.
• كلمة أخيرة؛
أوقفوا الحرب، قبل أن تنتقل لأطوار أشد فتكا ودمارا، ويستشرى خرابها في كل انحاء السودان.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
«47 مركبة و100 طائرة مسيرة».. الجيش السوداني يلحق خسائر فادحة لميليشيا الدعم السريع
أكد الجيش السوداني، أنه تمكن من تدمير نحو 47 مركبة قتالية وشاحنات نقل أسلحة، وإسقاط أكثر من 100 طائرة مسيّرة أطلقتها ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال عشرة أيام.
وقالت الفرقة السادسة مشاة الفاشر، في بيان رسمي «بالخسائر التي مُنيت بها مليشيا آل دقلو، خلال الأيام العشرة الماضية ارتفعت إلى 27 عربة نقل تم تدميرها، منها 15 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر، و12 تحمل عناصر المليشيا، إضافة إلى تدمير 20 مركبة دفع رباعي بطواقمها».
خسائر ميليشيا الدعم السريعوأوضح الجيش السودانى، أن الخسائر التي منيت بها الدعم السريع شكلت ضربة قاصمة لقدراتها وأدت إلى انهيار الروح المعنوية لعناصرها التي ظلت تتكبد الخسائر تلو الخسائر في جميع المحاور.
وأكدت الفرقة السادسة مشاة أن عملية التمشيط التي أجرتها أسفرت عن تحرير وتأمين عمارات «لفة تقرو» جنوب الفاشر، والتي كانت تمثل أحد مواقع تمركز الدعم السريع والمتعاونين معها، بجانب تأمين حي السلام بالكامل.
وكشف البيان عن تصدي المقاومة الشعبية بمنطقة «ودكوتة» جنوب شرق الفاشر لهجوم نفذته عناصر من قوات الدعم السريع على المنطقة، استهدفوا من خلاله سرقة مواشي المواطنين، مما أسفرت العملية عن مقتل 15 عنصرًا من الدعم السريع، كما تمكن شباب المقاومة من الاستيلاء على عربة كاملة العتاد.
ومنذ مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر، مواجهات عنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على المدينة إلا أن الجيش يواصل الدفاع عنها بضراوة.
وتسبب القتال في عاصمة شمال دارفور في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى طويلة وجبل مرة ومناطق في شمال السودان.
اقرأ أيضاًطائرات الجيش السوداني تستهدف ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
الجيش السوداني يستعيد السيطرة على مدينة الرهد واستمرار الاشتباكات في عدة مناطق
الجيش السوداني يستعيد عددا من قرى شرق النيل بولاية الخرطوم وينشر قواته