صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-23@11:49:25 GMT

علامات المرحلة المظلمة

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

علامات المرحلة المظلمة

وائل محجوب

• من أوضح علامات هذه المرحلة المظلمة، من مراحل الثورة المضادة في تاريخ السودان، أن صار قادة المؤتمر الوطني الذين كانوا قيد السجون والملاحقة، بسبب جرائمهم المروعة في حق السودان وأهله، يجتمعون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويصدرون البيانات باسم حزبهم المحلول بأمر الثورة، ويدير قادتهم من الملاحقين دوليا بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، حملات الاستنفار والتعبئة للحرب التي لا يريدون للبلاد منفذا غيرها، في سعيهم اللاهث لإسترداد السلطة، والتنكيل بقوى الثورة، التي أطاحت بحكمهم، بينما يتساءل قائد الجيش متهكما؛ أين الكيزان.

. وهم يحيطون به ظاهرا وباطنا، إحاطة السوار بالمعصم، كأنما الناس على رؤوسهم “قنابير”.

• يصور تيار عريض من الإسلاميين ومنصاتهم وشخصياتهم الاعلامية الظاهرة والمستترة، الحرب كخيار وحيد الهدف منه القضاء على الدعم السريع وإنهاء وجوده، وهم الذين لطالما دافعوا عن هذه القوات صنيعتهم، ورفضوا من قبل أي صوت مطالب بحلها، يوم أن كانت حامية لهم وشريكة في جرائم نظامهم المقبور، وبعدما خاضت معهم ولأجلهم في دماء ابناء الوطن، في جرائم دارفور المنكرة، وفي انتفاضة سبتمبر، وفي مجازر فض الاعتصامات.

• وفي سياق خصخصتهم للحرب، ومحاولتهم لتجييرها لخدمة مصالحهم الحزبية السلطوية، ومعاداتهم لكل القوى السياسية الوطنية الرافضة للحرب، انطلاقا من موقفهم المعادي للثورة التي أطاحت بهم، فقد صنعوا مشكلة حقيقية للجيش، على المستويين؛
– السياسي: بالرسالة المباشرة التي يهدفون من خلالها، لترسيخ فكرة انهم القوى السياسية الوحيدة المساندة للجيش في حربه على الدعم السريع، وأن الجيش هو جيش الحركة الإسلامية، كما قال أحد متحدثيهم من الناشطين في مجال التسجيلات الصوتية.
– التفاوضي؛ حيث تمثل مواقف الإسلاميين هذي اضعافا لموقف الجيش، الذي يحاول ان يتنصل من الإرتباط بهم، لإدراكه بأن دورهم واسهامهم بخلاف الرفض الداخلي الكبير له، يشكل أزمة صامتة ستنفجر لاحقا مع المحيطين الاقليمي والدولي، بالنظر لسجلهم السيئ مع كل جوار السودان والعالم.

• كانت القوات المسلحة تمتلك في يدها كروتا تفاوضية تفرض بها شروطها، وتعزز موقفها التفاوضي مهما كانت موازين القوى على الأرض، وهي في طريقها لتبديدها وخسارتها بسبب انقياد قادتها للنظام البائد، وبفتحها للمجال أمام فلول المؤتمر الوطني لتصدر المشهد، وهي بطريقها لخسارة قوى اقليمية مؤثرة ظلت داعمة لها سياسيا ومعنويا، بعدما علا صوت هذه المجموعات طاعنا في قوميتها، وملبسا اياها ثوبا حزبيا، يجردها من أهم دفوعاتها في مواجهة من تصفهم بالمليشيا القبلية.

• وما يشكك أكثر انها في سبيل مواجهة المليشيا القبلية هذي، وفي الوقت الذي لم تستخدم قوات الجيش المنتشرة في انحاء السودان المختلفة، فقد استعانت بمليشيات حزبية، ذات توجه سياسي صارخ ومعادي للشعب وثورته في ساحة المعركة، من فلول النظام البائد الذين احكموا الحصار على الجيش، وسيطروا على الدعاية والإعلام الحربي، وأرسلت رسالة ملغومة، بأنها ماضية في طريق إنشاء مليشيات جديدة، لكأن درس الدعم السريع لم يكن كافيا، فكيف يمكن أن تضر بموقفها أكثر من ذلك؟!

• لقد تراجع الدعم الداخلي والخارجي، الذي حظيت به القوات المسلحة عند اندلاع الحرب، بعد تكشف الصلة بين قيادتها وفلول النظام البائد، وبدأ التعبير عن ذلك خلال جولات البرهان الخارجية، وبالعقوبات الأخيرة على الأمين العام للحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي، وهي عقوبات ستتوسع في مقبل الأيام لتشمل أخرين، وستمتد لقيادتي الجيش والدعم السريع، والمؤسسات التابعة لهما.

• إن موقف مختلف القوى السياسية والمدنية والثورية، ظل ثابتا ومعلنا قبل وبعد الحرب ومنذ سقوط نظام البشير، هو حل الدعم السريع، وما قبل الحرب كانت الجهات الوحيدة التي ترفض ذلك وتدافع عن هذه القوات، هم فلول النظام البائد، وقيادة القوات المسلحة نفسها، وهي التي مكنتها من أن تصبح قوة موازية للجيش عدة وعتادا، تمتلك مقار الجيش، وهيئة عمليات جهاز المخابرات بعد حلها، وتقوم بحراسة المنشآت والمواقع الاستراتيجية للدولة، وظلت تؤكد دوما بأنها خرجت من رحم الجيش، وهي حامية حمى البلاد.

• اما بعد الحرب، فما زالت القوى المختلفة عند موقفها المعلن، حل الدعم السريع، وإنهاء وجود كل الحركات المسلحة والمليشيات، والوصول لجيش قومي واحد منزه عن أمراض الحزبية والموالاة السياسية، وترى أن انهاء ذلك الوضع لن يتم بالحرب، وكثير من ضباط الجيش يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه العملية تتم وفق إجراءات فنية معلومة، ويدركون كذلك أن هذا الموقف، هو الذي يمكن أن يحقق لهم إجماعا سياسيا وشعبيا داعما في أي تفاوض، ويخلق التوازن المطلوب، في إدارة العملية التفاوضية.

• وما يحول دون ذلك تسلق الإسلاميين لأكتاف الجيش، واصرارهم على المضي في خيار الحرب مهما كانت الخسائر، يعميهم الغضب وشهوة السلطة، عن رؤية مقدار الخراب والدمار والنتائج الكارثية للحرب على الشعب، بينما تستمر خطتهم الإعلامية الممنهجة، لتخوين وشيطنة الجميع، بالحملات الكاذبة والمضللة، في مساعيهم لضرب كل قوى الثورة، والتهديد والتمهيد لحملات انتقامية، حال تسللهم لمواقع السلطة من جديد.

• إن الناس لن يتقبلوا مهما كانت خسائرهم الفادحة، عودة الإسلاميين لقيادة البلاد، ولن يقبلوا بتجول المتهمين بجرائم الحرب طلقاء من ولاية لأخرى، يديرون الاجتماعات ويخاطبون الحشود، يوجهون من خلالها رسائلهم المسمومة التي تستهدف الثورة وقواها، بينما يطارد ويعتقل الشرفاء من ابناء الوطن، الذين يبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة أهلهم من المتضررين من الحرب.

• ذلك الطريق الوعر لن يجلب غير المزيد من الخراب والدمار، وإنتقال الحرب لولايات أخرى، وسيعزل القوات المسلحة يوما بعد يوم، داخليا عن القوى الرافضة للحرب والمجمعة على حل الدعم السريع، وخارجيا عن الدول المساندة لها، والتي إفترضت طويلا انها تمثل جيشا قوميا منزها عن الحزبية والإنحياز السياسي.

• كلمة أخيرة؛
أوقفوا الحرب، قبل أن تنتقل لأطوار أشد فتكا ودمارا، ويستشرى خرابها في كل انحاء السودان.

الوسوموائل محجوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

خالد ثالث يعلن قرب اكتمال الترتيبات للدفع بقوات الحركة إلى الجبهات لقتال الدعم السريع

أعلنت حركة شباب التغيير والعدالة ، إكتمال الترتيبات للدفع بقواتها إلى جبهات القتال ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة ، مبينة أن أولوية الحركة الآن هي القضاء على مليشيا التمرد ثم يجلس الناس لاحقا لمناقشة قضايا الوطن .وقال رئيس الحركة الفريق خالد ثالث في تصريح ل(سونا) إن قواتهم جاهزة بشكل كامل وسيتم الدفع بها مباشرة إلى جبهات القتال في كل المحاور ، مشيرا إلى أن للحركة قوات كبيرة في الإحتياطي يتم تجميعها حالياً في المعسكرات لإسناد العمليات العسكرية لحرب الكرامة .وأضاف خالد ثالث ان الحركة قررت الوقوف إلى جانب القوات المسلحة وخوض معركة الكرامة للدفاع عن البلاد ووقف الإرهاب الذي تمارسه المليشيا المدعومة خارجيا في شتى أنحاء البلاد .وزاد “نقف إلى جانب رفاقنا في الحركات والقوات المشتركة، وقوات جهاز الأمن والمخابرات، والمستنفرين والمقاومة الشعبية للدفاع عن بلادنا” ، مبينا ان الكل يعلم ويتابع ما يتعرض له السودان من مؤامرة إقليمية ودولية وتُستخدم فيها المليشيا كأداة للتنفيذ ، قائلا “سنقف سدا منيعا لافشال هذه المخططات التي تستهدف السودان بأكمله”.واوضح ان المليشيا لم تترك سوى قتالها حتى النهاية، ولم تدع أي سبيل للجلوس والتفاوض معها بممارساتها غير الإنسانية ضد المدنيين العزل ، وقال “سنقاتل مع القوات المسلحة حتى تطهير اخر شبر من أرض الوطن وسنقاتل حتى آخر جندي كما سيقاتل السودانيون حتى اخر مواطن لدحر المليشيا الإرهابية مبينا ان وحدة السودان خط أحمر .واصدر رئيس الحركة توجيهات عاجلة كل القوات التابعة للحركة بالتوجه فورا نحو معسكرات التجميع كاشفا عن اكتمال الترتيبات للانخرط في المعارك .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من "الدعم السريع"
  • الجيش السوداني يسقط مسيّرة أطلقتها الدعم السريع بمدينة شندي
  • أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
  • خالد ثالث يعلن قرب اكتمال الترتيبات للدفع بقوات الحركة إلى الجبهات لقتال الدعم السريع
  • المتحدث باسم القوة المشتركة: نجحنا بقطع طريق إمدادات عسكرية ولوجستية ضخمة كانت متجهة إلى مليشيا الدعم السريع
  • تجدد الاشتباكات اليوم بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم
  • القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات