صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-17@17:53:04 GMT

علامات المرحلة المظلمة

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

علامات المرحلة المظلمة

وائل محجوب

• من أوضح علامات هذه المرحلة المظلمة، من مراحل الثورة المضادة في تاريخ السودان، أن صار قادة المؤتمر الوطني الذين كانوا قيد السجون والملاحقة، بسبب جرائمهم المروعة في حق السودان وأهله، يجتمعون علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ويصدرون البيانات باسم حزبهم المحلول بأمر الثورة، ويدير قادتهم من الملاحقين دوليا بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، حملات الاستنفار والتعبئة للحرب التي لا يريدون للبلاد منفذا غيرها، في سعيهم اللاهث لإسترداد السلطة، والتنكيل بقوى الثورة، التي أطاحت بحكمهم، بينما يتساءل قائد الجيش متهكما؛ أين الكيزان.

. وهم يحيطون به ظاهرا وباطنا، إحاطة السوار بالمعصم، كأنما الناس على رؤوسهم “قنابير”.

• يصور تيار عريض من الإسلاميين ومنصاتهم وشخصياتهم الاعلامية الظاهرة والمستترة، الحرب كخيار وحيد الهدف منه القضاء على الدعم السريع وإنهاء وجوده، وهم الذين لطالما دافعوا عن هذه القوات صنيعتهم، ورفضوا من قبل أي صوت مطالب بحلها، يوم أن كانت حامية لهم وشريكة في جرائم نظامهم المقبور، وبعدما خاضت معهم ولأجلهم في دماء ابناء الوطن، في جرائم دارفور المنكرة، وفي انتفاضة سبتمبر، وفي مجازر فض الاعتصامات.

• وفي سياق خصخصتهم للحرب، ومحاولتهم لتجييرها لخدمة مصالحهم الحزبية السلطوية، ومعاداتهم لكل القوى السياسية الوطنية الرافضة للحرب، انطلاقا من موقفهم المعادي للثورة التي أطاحت بهم، فقد صنعوا مشكلة حقيقية للجيش، على المستويين؛
– السياسي: بالرسالة المباشرة التي يهدفون من خلالها، لترسيخ فكرة انهم القوى السياسية الوحيدة المساندة للجيش في حربه على الدعم السريع، وأن الجيش هو جيش الحركة الإسلامية، كما قال أحد متحدثيهم من الناشطين في مجال التسجيلات الصوتية.
– التفاوضي؛ حيث تمثل مواقف الإسلاميين هذي اضعافا لموقف الجيش، الذي يحاول ان يتنصل من الإرتباط بهم، لإدراكه بأن دورهم واسهامهم بخلاف الرفض الداخلي الكبير له، يشكل أزمة صامتة ستنفجر لاحقا مع المحيطين الاقليمي والدولي، بالنظر لسجلهم السيئ مع كل جوار السودان والعالم.

• كانت القوات المسلحة تمتلك في يدها كروتا تفاوضية تفرض بها شروطها، وتعزز موقفها التفاوضي مهما كانت موازين القوى على الأرض، وهي في طريقها لتبديدها وخسارتها بسبب انقياد قادتها للنظام البائد، وبفتحها للمجال أمام فلول المؤتمر الوطني لتصدر المشهد، وهي بطريقها لخسارة قوى اقليمية مؤثرة ظلت داعمة لها سياسيا ومعنويا، بعدما علا صوت هذه المجموعات طاعنا في قوميتها، وملبسا اياها ثوبا حزبيا، يجردها من أهم دفوعاتها في مواجهة من تصفهم بالمليشيا القبلية.

• وما يشكك أكثر انها في سبيل مواجهة المليشيا القبلية هذي، وفي الوقت الذي لم تستخدم قوات الجيش المنتشرة في انحاء السودان المختلفة، فقد استعانت بمليشيات حزبية، ذات توجه سياسي صارخ ومعادي للشعب وثورته في ساحة المعركة، من فلول النظام البائد الذين احكموا الحصار على الجيش، وسيطروا على الدعاية والإعلام الحربي، وأرسلت رسالة ملغومة، بأنها ماضية في طريق إنشاء مليشيات جديدة، لكأن درس الدعم السريع لم يكن كافيا، فكيف يمكن أن تضر بموقفها أكثر من ذلك؟!

• لقد تراجع الدعم الداخلي والخارجي، الذي حظيت به القوات المسلحة عند اندلاع الحرب، بعد تكشف الصلة بين قيادتها وفلول النظام البائد، وبدأ التعبير عن ذلك خلال جولات البرهان الخارجية، وبالعقوبات الأخيرة على الأمين العام للحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي، وهي عقوبات ستتوسع في مقبل الأيام لتشمل أخرين، وستمتد لقيادتي الجيش والدعم السريع، والمؤسسات التابعة لهما.

• إن موقف مختلف القوى السياسية والمدنية والثورية، ظل ثابتا ومعلنا قبل وبعد الحرب ومنذ سقوط نظام البشير، هو حل الدعم السريع، وما قبل الحرب كانت الجهات الوحيدة التي ترفض ذلك وتدافع عن هذه القوات، هم فلول النظام البائد، وقيادة القوات المسلحة نفسها، وهي التي مكنتها من أن تصبح قوة موازية للجيش عدة وعتادا، تمتلك مقار الجيش، وهيئة عمليات جهاز المخابرات بعد حلها، وتقوم بحراسة المنشآت والمواقع الاستراتيجية للدولة، وظلت تؤكد دوما بأنها خرجت من رحم الجيش، وهي حامية حمى البلاد.

• اما بعد الحرب، فما زالت القوى المختلفة عند موقفها المعلن، حل الدعم السريع، وإنهاء وجود كل الحركات المسلحة والمليشيات، والوصول لجيش قومي واحد منزه عن أمراض الحزبية والموالاة السياسية، وترى أن انهاء ذلك الوضع لن يتم بالحرب، وكثير من ضباط الجيش يدركون أكثر من غيرهم، أن هذه العملية تتم وفق إجراءات فنية معلومة، ويدركون كذلك أن هذا الموقف، هو الذي يمكن أن يحقق لهم إجماعا سياسيا وشعبيا داعما في أي تفاوض، ويخلق التوازن المطلوب، في إدارة العملية التفاوضية.

• وما يحول دون ذلك تسلق الإسلاميين لأكتاف الجيش، واصرارهم على المضي في خيار الحرب مهما كانت الخسائر، يعميهم الغضب وشهوة السلطة، عن رؤية مقدار الخراب والدمار والنتائج الكارثية للحرب على الشعب، بينما تستمر خطتهم الإعلامية الممنهجة، لتخوين وشيطنة الجميع، بالحملات الكاذبة والمضللة، في مساعيهم لضرب كل قوى الثورة، والتهديد والتمهيد لحملات انتقامية، حال تسللهم لمواقع السلطة من جديد.

• إن الناس لن يتقبلوا مهما كانت خسائرهم الفادحة، عودة الإسلاميين لقيادة البلاد، ولن يقبلوا بتجول المتهمين بجرائم الحرب طلقاء من ولاية لأخرى، يديرون الاجتماعات ويخاطبون الحشود، يوجهون من خلالها رسائلهم المسمومة التي تستهدف الثورة وقواها، بينما يطارد ويعتقل الشرفاء من ابناء الوطن، الذين يبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة أهلهم من المتضررين من الحرب.

• ذلك الطريق الوعر لن يجلب غير المزيد من الخراب والدمار، وإنتقال الحرب لولايات أخرى، وسيعزل القوات المسلحة يوما بعد يوم، داخليا عن القوى الرافضة للحرب والمجمعة على حل الدعم السريع، وخارجيا عن الدول المساندة لها، والتي إفترضت طويلا انها تمثل جيشا قوميا منزها عن الحزبية والإنحياز السياسي.

• كلمة أخيرة؛
أوقفوا الحرب، قبل أن تنتقل لأطوار أشد فتكا ودمارا، ويستشرى خرابها في كل انحاء السودان.

الوسوموائل محجوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 من قوات الدعم السريع وتدمير 3 عربات مقاتلة وشاحنة وقود في محور الفاشر بولاية شمال دارفور.

القاهرة الإخبارية: الوضع الإنسانى في المدن الآمنة بالسودان ما زال كارثيًامجموعة السبع تندد بهجمات ميليشيات الدعم السريع ضد المدنيين في السودانلتوعية الشباب بأضرار الإدمان.. محافظ الجيزة يشهد فعالية صندوق مكافحة الإدمان بمساكن روضة السوداناليونيسف: 15 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية

أصدر وزراء خارجية مجموعة السبع مساء أمس الثلاثاء بيانًا دعوا فيه إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، وأدانوا هجمات ميليشيات الدعم السريع.

ذكرى اندلاع الحرب في السودان
وقال وزراء خارجية "السبع" في بيان مشترك "نحن، وزراء خارجية مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية)، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، ندين بشدة استمرار الصراع والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، في الوقت الذي يُحيي فيه العالم ذكرى مرور عامين على بدء الحرب المدمرة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع".

وأضاف البيان أنه "نتيجةً مباشرة لأعمال القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، يعاني شعب السودان، وخاصة النساء والأطفال، من أكبر أزمات النزوح والأزمات الإنسانية في العالم، واستمرار الفظائع، بما في ذلك العنف الجنسي واسع النطاق المرتبط بالنزاعات، والهجمات ذات الدوافع العرقية، وعمليات القتل الانتقامية، يجب وضع حدٍّ لهذه الأعمال فورًا".

هجمات الدعم السريع في الفاشر
وأدانت مجموعة السبع بشدة هجمات ميليشيات الدعم السريع في الفاشر ومحيطها على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين داخليًا، والتي تسببت في سقوط العديد من الضحايا، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، مطالبة بحماية المدنيين والسماح لهم بالمرور الآمن.


 

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: 62 قتيلا في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • الدعم السريع ترتكب مجزرة جديدة .. بينهم 15طفلًا
  • وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن حجم خسائر الدعم السريع في معارك غرب أم درمان
  • الجيش السوداني يكشف عن حصوله على غنائم كبيرة من الدعم السريع
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع