نوح العيسوي: الشهيد الحق من مات دفاعاً عن دينه ووطنه وعرضه وتاجر مع الله وربح بيعه
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أكد الدكتور نوح العيسوي رئيس الادارة المركزية لشئون مكتب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف، أن الشهيد الحق من مات دفاعاً عن دينه ووطنه وعرضه وتاجر مع الله وربح بيعه ووعده الله الجنة، وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ويحيون حياة لا مثيل لها ولا نظير، وهذا ما كان النبي صلّى الله عليه وسلم، يتمنى الشهادة في سبيل الله، فيقول والذي نفسي بيده لودت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيى ثم أقتل في سبيل الله.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة آلتي ألقاها في المسجد الأحمدي بطنطا بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور طارق رحمي محافظ الغربية احتفالاً بالعيد القومي للمحافظة وذكرى انتصارات حرب أكتوبر وبدء احتفالات المحافظة بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي.
وأشار "العيسوي" أن الله كرم الشهداء هناك ٦ خصال للشهيد عند الله، يغفر له ويأمن من الفزع الأكبر ويزوج من الحور العين ويشفع لسبعين من أهله، ولفضل الشهادة يحب الشهيد أن يعود للدنيا ثم يستشهد ١٠ مرات لما يرى من كرامة، والحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأمر واجب على جميع أفراد المجتمع حتى يحمي مصر من كل سوء ومكروه.
وكان الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، قد وصل المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، واستقبله الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، لأداء صلاة الجمعة في مستهل احتفال المحافظة بعيدها القومي، الذي يوافق ذكرى انتصار أبناء المحافظة على فلول الحملة الفرنسية عام ١٧٩٨ ميلادية، والذي يواكب الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وكذلك بدء احتفالات الطرق الصوفية بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوي.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ، واللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية، والدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، والدكتور خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالغربية والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
استشهاد الشهيد القائد السيد حسين: إرثٌ من التضحية والعزة
شاهر أحمد عمير
في ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، نقف أمام محطة مفصلية في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية، محطة تجسد التضحيات الكبرى التي يقدمها عظماء الأُمَّــة في سبيل عزتها وكرامتها. هذه الفاجعة التي وُصِفَت بأنها الثانية بعد كربلاء الإمام الحسين سلام الله عليه، أعادت للأذهان مأساة الأُمَّــة الإسلامية وفقدان عظيم من عظمائها الذين حملوا على عاتقهم همومها وقضاياها، وواجهوا الطغاة والمستكبرين بشجاعة وإيمان.
لقد كان الشهيد القائد قرين القرآن، سليل وحفيد بيت النبوة، رمزاً للثبات على الحق والتمسك بالمبادئ القرآنية، في زمن تكالبت فيه قوى الظلم والاستبداد على الأُمَّــة. في وقت كان لا يوجد للإسلام سوى اسمه، كان صوته يصدح بكلمة الحق في وجه المستكبرين، داعياً إلى العودة الصادقة لله تعالى، وإلى جعل القرآن الكريم منهج حياة للأُمَّـة الإسلامية. لم تكن دعوته مُجَـرّد كلمات، بل كانت مشروعاً قرآنياً متكاملاً يهدف إلى إعادة بناء الأُمَّــة على أسس قوية من الإيمان والوعي بمخاطر التحديات التي تواجهها.
إن استشهاد السيد حسين لم يكن مُجَـرّد فقدان لقائد عظيم، بل كان بداية لانطلاقة مشروع قرآني استنهض الوعي الإسلامي وأعاد للأُمَّـة ثقتها بنفسها في مواجهة قوى الاستكبار. لقد أثمرت تضحيات الشهيد القائد السيد حسين (سلام الله عليه)، وجعلتنا نعيش أعزاء وكرماء لا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى. وما وقوفنا إلى جانب إخواننا في غزة ولبنان إلا ثمرة من ثمار تضحيته، إذ أعاد للأُمَّـة روحها الثورية وعزيمتها الصلبة في مواجهة الظلم والاحتلال.
لقد جسد الشهيد القائد ثقافة القرآن الكريم ببصائره وهداه، وقدم مشروعاً متكاملاً لبناء أُمَّـة القرآن والإسلام، مشروعاً رسم خارطة طريق الأُمَّــة الإسلامية لتتحرّر من الضلال والتبعية الأمريكية والصهيونية. كان الشهيد القائد علماً من أعلام اليمن والأمة الإسلامية، وقامةً أثرت في مسار الأحداث تأثيراً عميقاً. جاهد وضحى بحياته ليؤسس قاعدة متينة لبناء أُمَّـة إسلامية قوية ومستقلة. حمل قلباً مليئاً بالثقة بنصر الله لهذه المسيرة القرآنية، التي استمرت بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، ليحقّق إنجازاتٍ عظيمةً على مسار العزة والكرامة.
دماء الشهيد القائد لم تذهب هدراً، بل أحيت أُمَّـة وألهمت أجيالاً. أصبحت تضحياتُه نبراساً يضيء الطريق أمام الأحرار، وأكّـدت أن قضايا الحق والعدل لا تموت، وأن من يسير على نهج الأنبياء والصالحين يكون دائماً في موقع التأثير والتغيير.
في ذكرى هذه الفاجعة العظيمة، نستحضرُ بكل فخر واعتزاز مواقف الشهيد القائد وتضحياته الجليلة، ونتعهد بالسير على دربه، مستلهمين من روحه معاني الصمود والإيمان حتى يتحقّق النصر الكامل للأُمَّـة الإسلامية.
رحم الله الشهيد القائد وأسكنه فسيح جناته، وجعل من دمه الطاهر بداية لنهضة أُمَّـة لا تنحني إلا لله.