عربي21:
2024-09-27@11:58:56 GMT

حلم التغيير في مصر المحروسة

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

التغيير حلم يداعب قلوب البسطاء في مصر والذين يكتوون بنار الأسعار والفقر الشديد والأزمة الاقتصادية الخانقة جراء الإدارة الفاشلة للبلاد خلال السنوات الأخير.. نعم التغيير أصبح حلما يراود عقول المصريين في العيش والحرية والكرامة الانسانية.. حلم المضطهدين والمطاردين والمعتقلين الذين اكتظت بهم السجون.. حلم التغيير أمسى أملا يداعب عقول الشباب والفتيات المطاردين من سيف الاعتقالات والمحاكمات الظالمة بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.



لقد سادت حالة من الحماسة والأمل خلال الايام الماضية بين المصريين مع انطلاق تحركات حملة المرشح الرئاسي الشاب أحمد طنطاوي أمام مكاتب الشهر العقاري في جميع أنحاء البلاد.. هذه الحملة التي تهدف إلى توكيل الناخبين لصالح مرشحهم، في الانتخابات الرئاسية المقررة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، والتي رأى فيها الكثيرون روحا جديدة تدب في نفوس المصريين في الشوارع والميادين تحديا واضحا لطغيان السيسي الذي كتم الأنفاس وكمّم الأفواه خلال السنوات الماضية. لقد فتحت حملة طنطاوي أبواب الأمل رغم ضبابية المناخ وتمكن الاستبداد من مفاصل الحياة السياسية في مصر، وقد أثارت تلك الحملة ملاحظات مهمة على شخصية أحمد طنطاوي وطرحه في انتخابات الرئاسة..

فتحت حملة طنطاوي أبواب الأمل رغم ضبابية المناخ وتمكن الاستبداد من مفاصل الحياة السياسية في مصر، وقد أثارت تلك الحملة ملاحظات مهمة على شخصية أحمد طنطاوي وطرحه في انتخابات الرئاسة
أولا، جدية أحمد طنطاوي في الترشح للانتخابات الرئاسة رغم الضغوط الأمنية من اعتقال ومطاردة أقاربه وأعضاء حملته الانتخابية ومقربين منه، إضافة للحملة الإعلامية ضده.

ثانيا، مواقفه المعارضة علناً، الحادة في لغتها وغير الهيابة في نبرتها، داخل البرلمان وخارجه، وتوجيه نقده إلى الرئيس بالاسم، بلا مناورة، وهذا في سياق مخاطرته بالهجوم على سياسات النظام في عدد من المسائل الحساسة مثل قضية تيران وصنافير، من دون خشية التبعات.

ثالثا، موقفه المعتدل من التيار الإسلامي بترحيبه بـ"عودة الإخوان"، في إطار مصالحات ودعوات لطي صفحة الماضي وفتح المجال العام كشرط أساسي لنجاح الرئاسيات المقررة رسميا في الربع الأول من العام المقبل.

وفي أول لقاء مع ممثلي عدد من القوى السياسية والأحزاب المدنية، لم يتردد طنطاوي في الرد بوضوح على تساؤل وُصف بأنه "لغم" إن كان يؤيد عودة جماعة الإخوان المسلمين، فردّ طنطاوي أنه يؤيد ذلك "مع طي صفحة الماضي".

وأظهر النائب السابق في البرلمان خلال اللقاء عدم ممانعته "التصالح مع الإخوان وعودتهم إلى المشهد بشكل قانوني من خلال تأسيس جمعية بدلا من الجماعة، بحيث تخضع تحركاتهم لقوانين تحكم علاقة الدولة بالجمعيات الأهلية".

موقفه المعتدل من التيار الإسلامي بترحيبه بـ"عودة الإخوان"، في إطار مصالحات ودعوات لطي صفحة الماضي وفتح المجال العام كشرط أساسي لنجاح الرئاسيات المقررة رسميا في الربع الأول من العام المقبل
رابعا، موقفه من الحوار الوطني الذي دعت له السلطة، حيث وضع بعض الشروط للانخراط في الحوار مع السلطة، من بينها الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ووضع محاور محددة للحوار، من بينها مناقشة "إجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وهو ما دفعه لاتخاذ خطوة مفاجئة، بإعلان استقالته من رئاسة الحزب المشارك في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيسان/ أبريل، إلا أن الحزب رفض استقالته.

خامسا، إن طنطاوي، الأقرب في العمر إلى جيل يناير، قد راكم شعبية معتبرة في الدوائر المتبرمة من النظام، سواء كانت مسيّسة أم لا، وبالأخص بين الأجيال الأصغر سناً، وذلك لأسباب تتجاوز مواقفه البرلمانية، ومن بينها حسن مظهره وطريقته في الحديث المحتكمة لقاموس لغة حقوقية وقانونية تتخللها أحياناً مقتطفات من فصاحة تراثية، وكذا تحاشيه لرطانة شعبوية معتادة تتقاسمها السلطة وجل المعارضة على السواء، بالإضافة لخطابه المعبر عن آلام وأحلام المواطن البسيط.

سادسا، مواقفه المحافظة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية من رفضه لتشديد العقوبة على جريمة ختان الإناث، كما عارض طنطاوي تمييزاً إيجابياً لصالح المرأة والأقباط، بمنحهم كوتا مؤقتة في اللوائح البرلمانية. وفي تصريحات لاحقة، أدان طنطاوي التحرش الذي تتعرض له النساء في الأماكن العامة، باعتبار أنها ظاهرة تسيء لمصر.

أيضا، رفض طنطاوي اقتراحاً بإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، وفي لقاء تلفزيوني شرح مبرراته بدعوى الحاجة لمعرفة ديانة الشخص لأسباب تتعلق بإجراءات قانون الأحوال الشخصية، بل ولأغراض اجتماعية أيضا.

سابعا، تخوفات من علاقة أحمد طنطاوي بحزب الله، ويتمثل ذلك في إقامته في لبنان.. وذلك في ظل سيطرة وهيمنة حزب الله على الأوضاع السياسية في لبنان حيث أقام نحو 8 أشهر في لبنان، وقد تمتع بروابط قوية مع قيادات حزب الله.

على طنطاوي أن يبدد تلك المخاوف لتحقيق التوافق الوطني الواسع من أجل تحقيق حلم التغيير؛ فالوضع المزري للغاية والكارثي على جميع المستويات يتطلب ضرورة التوافق السياسي وتضافر الجهود لإنقاذ مصر من براثن الاستبداد واستعادة عافيتها وقوتها مرة أخرى
أيضا راجت عدة هواجس أثناء زيارة حمدين صباحي الاخيرة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فسرها البعض برغبة حمدين صباحي في الحصول على دعم أحزاب قومية ترتبط بعلاقات قوية مع النظام السوري لتأييد أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا أكدته زيارة صباحي للرئيس السوري بشار الأسد.

رغم أن أحمد طنطاوي يأخذ خطوات بعيدا عن حمدين صباحي والرموز الناصرية، إلا أن خلفيته ومرجعيته الناصرية المتحالفة دوما مع العسكر ضد الإسلاميين تثير المخاوف، خاصة أن ذلك التحالف حدث عقب انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي رحمه الله.

وهذا ما يحتم على طنطاوي أن يبدد تلك المخاوف لتحقيق التوافق الوطني الواسع من أجل تحقيق حلم التغيير؛ فالوضع المزري للغاية والكارثي على جميع المستويات يتطلب ضرورة التوافق السياسي وتضافر الجهود لإنقاذ مصر من براثن الاستبداد واستعادة عافيتها وقوتها مرة أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر أحمد طنطاوي الانتخابات الرئاسة مصر انتخابات الرئاسة مرشحين أحمد طنطاوي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أحمد طنطاوی فی مصر

إقرأ أيضاً:

عاد من اليمن قبل 3 أيام.. من هو محمد سرور الذي قتلته إسرائيل؟

بعد اغتيال إسرائيل لقائد الوحدة الجوية في حزب الله محمد حسين سرور في غارة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت وهي معقل الجماعة، تكشفت تفاصيل جديدة.

أكدت مصادر لقناة العربية أن سرور كان مسؤول الوحدة الجوية في اليمن وكان مسؤولا عن اطلاق الصواريخ والمسيرات من هناك، وعاد من اليمن إلى لبنان قبل 3 أيام فقط.

وقالت المصادر إن سرور، واسمه الحركي "أبو صالح"، أصيب إصابة بالغة في الغارة الإسرائيلية أدت إلى مقتله.

وفي فيديو نشرته قناة العربية في العام 2016 يظهر محمد حسين سرور القيادي في حزب الله الذي جرى استهدافه الخميس، أثناء تدريبه لعناصر من الحوثيين على استهداف السعودية.

وأقر حزب الله بمقتل القيادي محمد سرور بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، ونشر صورة له.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن سرور وجه وأشرف على تنفيذ "عمليات إرهابية بالمسيرات، وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار تم توجيهها لاستهداف الجبهة الداخلية لإسرائيل" حسب زعمه.

كما قال "على مدار السنوات الأخيرة كان سرور يعتبر أحد رواد مشاريع إنتاج الطائرات المسيرة في لبنان حيث أنشأ مواقع إنتاج المسيرات الانقضاضية والمسيرات المكلفة بجمع المعلومات في لبنان، والتي تم وضع بعضها تحت مبان مدنية في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية".

وانضم سرور إلى منظمة حزب الله خلال الثمانينيات من القرن الماضي وأدى سلسلة وظائف منها قائد وحدة صواريخ الأرض جو، وحدة "عزيز" التابعة لوحدة الرضوان وكذلك أرسله حزب الله إلى اليمن للعمل على قضية المنظومة الجوية التابعة للحوثيين، بحسب أدرعي.

يذكر أن جماعة حزب الله تلقت ضربات موجعة في الآونة الأخيرة باغتيال بعض كبار قادتها وانفجار آلاف أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤها مما تسبب في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

مقالات مشابهة

  • السوداني يختتم زيارته لنيويورك بلقاء غوتيريش الذي أثنى على إنهاء عمل “يونامي” بالعراق
  • عاد من اليمن قبل 3 أيام.. من هو محمد سرور الذي قتلته إسرائيل؟
  • في الذكرى الثالثة لرحيله.. مطصفى بكري: المشير طنطاوي تحمل الأمانة بكل صدق وإخلاص
  • تحالف قوى التغيير الجذري: من رفض اتفاقية استقلال السودان مرورًا بالسعي لحل الإدارات الأهلية وانتهاءً بمعاداة قوى الحرية والتغيير
  • بشأن وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.. ما الذي قد يحصل غداً؟
  • ما هو صاروخ قادر1 الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • بابكر فيصل لسودانايل: حوار النائب العام في قناة الجزيرة عكس الدرك السحيق الذي انحطت فيه أجهزة العدالة في السودان
  • الجبل الذي كلم الله فيه موسي هو جبل البركل في شمال السودان
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي دعم القوات المسلحة بأحدث الأسلحة من خلال رؤية ثاقبة
  • عطاف يشارك في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة