الرقيب محروس رزق عطا الله لـ "صدى البلد": دمرت 13 دبابة للعدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر .. وكنت أول مُجند في العالم يُنفذ قفزة مظلة بالصاروخ "الماليوتكا"
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
حرب السادس من أكتوبرفلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
نصر أكتوبروتمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
كان لـ "صدى البلد" لقاءً مع الرقيب محروس رزق عطا الله، أحد أبطال سلاح المظلات والذي شارك في تدمير العديد من الدبابات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر المجيدة ولقب بـ "صائد الدبابات".
الرقيب "محروس" الحاصل على نوط الجمهورية العسكري، كشف في حواره مع "صدى البلد"، قصة إنضمامهُ لصفوف القوات المسلحة، والعمليات التي قام بها خلال نصر أكتوبر، والمعجزة العسكرية التي نفذها وتحاكى بها الاتحاد السوفيتي حينها.
البطل رقيب محروس رزق عطا الله، من مواليد محافظة القاهرة عام 1949، وكانت نشأته في حي حدائق القبة، وانتقل بعدها لحي عين شمس.
"صائد الدبابات" أشار في حديثه لـ "صدى البلد" أن حرب 5 يونيو 1967، ولد لديه الثأر من أجل الانتقام لكرامة مصر، وكان العدوان حافز له من أجل الإنضمام لصفوف الجيش، لاسترداد سيناء من المُحتل الإسرائيلي.
الالتحاق بالقوات المسلحةالتحق الرقيب محروس رزق عطا الله، لصفوف القوات المسلحة عام 1969، وكانت فترة تجنيده خمسة سنوات، وانضم لمدرسة المدفعية، وحصل على تدريب مكثف داخل المدرسة، من أجل استيعاب الأسلحة الحديثة التي حصلت عليها القوات المسلحة في تلك الفترة.
وكشف بطل حرب أكتوبر، أنه تم تجنيده خلال حرب الاستنزاف، وتم منحه أول فرقة صواريخ على مستوى القوات المسلحة، وذلك في مدرسة المدفعية مع الخبراء السوفيات، ومن ثم، تم منحهُ فرق الإسقاط والمظلات.
وكشف "محروس"، أنه حصل على تدريب مكثف داخل مدرسة المدفعية، من أجل استخدام صواريخ "الماليوتكا"، وذلك لاستيعاب تلك التكنولوجيا الحديثة آنذاك، كما درس داخل مدرسة المدفعية جميع دبابات ومدرعات العدو الإسرائيلي.
وأوضح بطل حرب أكتوبر، أنه أول مُجند في العالم، يُنفذ قفزة مظلة بالصاروخ "الماليوتكا" بكامل مُعداتها، وسط إشادة كبيرة من الإتحاد السوفيتي، وتم منحهُ نوط التدريب العسكري من قبل الرئيس الراحل أنور السادات على تلك القفزة.
أكد الرقيب محروس رزق عطا الله، أن توقيت حرب أكتوبر لم يكن معلومًا لأحد، وأنه عُلم بموعد الحرب قبل حدوثها بـ 15 دقيقة، وكل مقاتل كان يعلم المُهمة الخاصة به لتنفيذها، كذلك النقطة الخاصة به من أجل استقلال القارب، لعبور الضفة الشرقية لقناة السويس.
تحدث الرقيب محروس عطا الله، عن مشاركته في يوم النصر العظيم، موضحًا أنه كان رقيب أول السرية أثناء حرب أكتوبر، وقامت سريتهُ بعبور الضفة الشرقية لقناة السويس، وتوجه للنقطة المخصصة له هو وزملائه للتعامل مع العدو الإسرائيلي.
وقال بطل حرب أكتوبر أنه تعامل مع دبابات العدو الإسرائيلي في قلب سيناء، وقام بتدمير ثلاثة منها بثلاثة صواريخ، ونتيجة لذلك، تم ترقيته ترقية استثنائية أثناء الحرب إلى مساعد صول، كما قامت السرية بتكرار الإغارات وعمل الكمائن للعدو الإسرائيلي حتى يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر، واستطاع تدمير 13 دبابة إسرائيلة.
وأوضح أنه أثناء فترة الثغرة، ُطلب من السرية التوجه لقيادة مدفعية الجيش الثاني، بقيادة العميد "أبو غزالة" آنذاك، لدعم الجيش خلال المواجهات العسكرية مع قوات شارون، التي كانت تحاول دخول الإسماعيلية، حيث كانت الحرب وجها لوجه مع العدو الإسرائيلي، وقمنا بصد قوات شارون".
وأوضح أنه بعد معركة شارون، جاءت التوجيهات التي صدرت من القيادة، بالتوجه لقمة جبل عتاقة، من أجل حماية ميناء الزيتية والأدبية، وبعد وقف إطلاق النيران، رجعت المجموعة لقواعدها في منطقة أنشاص.
قال الرقيب محروس رزق عطا الله، أحد أبطال سلاح المظلات، أن محاولة الجانب الإسرائيلي تزييف الحقائق عن حرب أكتوبر وإظهار أنهم من انتصروا في الحرب، لا تمت للحقيقة بصلة، لأن المصريين هم من انتصروا بشهادة القادة الإسرائيليين ولجنتهم العسكرية التي شُكلت بعد الحرب، كما أن مصر هي من فرضت الحرب على إسرائيل وهي أيضًا من فرضت السلام عليها.
ووجه بطل حرب أكتوبر، التحية والتقدير والاعتزاز لجيل نصر أكتوبر من من استشهدوا، والأحياء منهم حاليًا ، مؤكدا على أن معركة النصر ستظل تكتب بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ مهما مر عليها من سنوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المظلات حرب اكتوبر حرب السادس من أكتوبر نصر اكتوبر سيناء العدو الإسرائیلی القوات المسلحة بطل حرب أکتوبر نصر أکتوبر صدى البلد من أجل
إقرأ أيضاً:
المغرب يتفوق على إسبانيا ويحقق قفزة كبيرة في صادرات الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي
حقق المغرب إنجازًا كبيرًا في سوق الطماطم الأوروبية، حيث سجلت صادراته إلى الاتحاد الأوروبي نموًا استثنائيًا بنسبة 47.18% منذ عام 2016.
وبذلك، تمكن من احتلال المركز الثاني في ترتيب أكبر مصدري الطماطم إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2024، متفوقًا على إسبانيا، وذلك بعد أن بلغ حجم صادراته 579.79 مليون كيلوغرام.
وفقًا لتقرير حديث من منصة “Hartoinfo”، شهدت صادرات الطماطم الأوروبية تغيرات كبيرة منذ عام 2016، حيث تراجعت حصص دول مثل إسبانيا وهولندا في السوق الأوروبية.
بينما تمكن المغرب، إلى جانب تركيا، من تعزيز حصته في السوق الأوروبية، في حين تراجعت صادرات إسبانيا بنسبة 34.2%، وهولندا بنسبة 21.11%.
وفيما يتعلق بالقيمة المالية لصادرات الطماطم، سجل المغرب أيضًا تقدمًا ملحوظًا، حيث وصلت قيمة مبيعاته إلى 999.04 مليون يورو في 2024، بزيادة قدرها 581.72 مليون يورو مقارنة بعام 2016. هذا التقدم يعود إلى زيادة سعر الكيلوغرام الذي ارتفع من 1.06 يورو في 2016 إلى 1.72 يورو في 2024.
وفي السياق ذاته، حافظت هولندا على مكانتها كأكبر مصدر للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي بحجم صادرات بلغ 743.29 مليون كيلوغرام، رغم تراجع مبيعاتها بنحو 198.84 مليون كيلوغرام مقارنة بعام 2016. أما إسبانيا فقد تراجعت إلى المركز الثالث، حيث بلغت صادراتها 531.77 مليون كيلوغرام، بتراجع بلغ 276.35 مليون كيلوغرام مقارنة بالعام نفسه.
من جهة أخرى، تمكنت تركيا من تحقيق زيادة كبيرة في صادراتها، مسجلة 194.21 مليون كيلوغرام في 2024، رغم انخفاضها مقارنة بالعام السابق، لكن هذا الرقم يُظهر زيادة بنسبة 171.35% مقارنة بعام 2016.
تُظهر هذه المعطيات تحولات ملحوظة في سوق الطماطم الأوروبية، حيث يواصل المغرب تعزيز مكانته كمورد رئيسي، مما يعكس قوة القطاع الزراعي المغربي وقدرته على التكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية.