برلماني: الصناع يتحملون أعباء كثيرة وتقليص حلقات التداول يخفض الأسعار
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
أوضح النائب مجدي الوليلي عضو مجلس النواب وعضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات والأمين العام لحزب الشعب الجمهوري بالإسكندرية ان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء طالب الصناع والتجار بضرورة خفض أسعار السلع بالأسواق مؤكدا على حرص الحكومة على العمل معهم لتوفير السلع وخفض أسعارها خاصة السلع الغذائية والتنسيق مع البنك المركزى لتوفير الدولارات المطلوبة لجلب السلع الأساسية وذلك من خلال مبادرة سيتم الإعلان عن تفاصيلها الأسبوع المقبل.
وأكد النائب مجدى الوليلى على أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على تغيير طريقة حل المشكلات الاقتصادية التى تواجه الحكومة المصرية مطالباً بتقليص حلقات التداول بين المنتج والمستهلك وتشديد الرقابة الداخلية على السوق المصرية لمحاربة الغلاء ومطالباً أيضاً من الحكومة متمثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية بشراء السلع من المصانع كاش وطرحها فى المجمعات الاستهلاكية ومنافذ الشركات التابعة للوزارة لتصل للمستهلك بسعر مخفض بعيدا عن غلاء وجشع أصحاب النفوس الضعيفه من التجار
وأكد" الوليلى" أن الصناع يتحملون أعباء شديدة ولابد من مساعدتهم على خفض تكلفة الإنتاج سواء بخفض الضرائب أو خفض أسعار الخدمات المقدمة لهم من كهرباء ومياه وغاز وغيرها من العناصر التى تساهم فى رفع تكلفة الإنتاج بالمصانع المصرية مشيراً إلى ارتفاع الرسوم التى يتحملها المستثمرون فى مصر والتى تؤدى إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وتحميلها على السعر النهائى للسلعة
كما طالب "الوليلي" من الحكومة المصرية بمنح امتيازات للمصنعين المشاركين فى مبادرة خفض الأسعار لضمان نجاح المبادرة وتشجيع مصنعى السلع الغذائية والدوائية باعتبارهما من أهم السلع التى تمس حياة المواطنين منتقداً قرارات وقف تصدير بعض السلع المصرية والتى تؤدى لخسارة الأسواق الخارجية التى تم فتحها بصعوبة وتدمر مصادر العملة الاجنبية التى تحتاج إليها الدولة بشدة فى استيراد السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتحاد الصناعات أسعار السلع بالأسواق اسعار السلع استيراد السلع التجارة الداخلية البنك المركزي
إقرأ أيضاً:
أحلام المصريين فى 2025
توفير الدواء بأسعار فى متناول الجميع أغلى أمنيات العام الجديدمخاوف من رفع الدعم ومطالبات بتشديد الرقابة على الأسواق
يحلم المصريون فى العام الجديد بأحلام كثيرة، بعد عام مضى كان فيه المواطن صابرًا على كل الضغوط الاقتصادية التى تحاصره دون رحمة، فالغلاء كان ولا يزال أهم التحديات التى تواجهه حتى أصبح مشكلة كل عام.
المواطن المصرى أحلامه مازالت بسيطة تتلخص فى الصحة والستر ولقمة عيش حلال.. طبيب ودواء إذا مرض، وتعليم متاح لأبنائه فى مدارس تبنى المستقبل، كما أنّ تخفيض الأسعار أحد أهم مطالبهم وسط الضغوط الحياتية التى يمرون بها، ومع كل هذه التطلعات، يظل الأمن والاستقرار هو الحلم الأكبر، مؤكدين وقوفهم بجوار المؤسسات العسكرية والشرطية، فى ظل حالة التربص التى تحيط بمصر وتهددها بمصير مأساوى كما حدث فى عدد من البلدان العربية.
«الوفد» استمعت لعدد من المواطنين فى الشارع ومطالبهم مع العام الجديد، والبداية كانت على أحد المقاهى فى الجيزة، وجوه مقتضبة، أجساد منهكة، الصمت يلازمهم طوال فترة احتساء الشاى، اقتربنا من أحد الجالسين، شاب فى الثلاثين من عمره، كان شارد الذهن، بسؤاله عن أحلامه فى 2025، رد قائلًا: «الستر والله ما عايز غير الستر».
الستر والصحة.. أهم المطالب
بسؤاله عن اسمه رد قائلًا: اسمى عمر، خريج كلية تجارة، كغيرى من الشباب لم أفلح فى الحصول على الوظيفة الميرى، ولجأت إلى العديد من المشروعات الخاصة ولكنى فشلت فى تكوين رأس المال الكافى لحياة كريمة، وغيّرت نشاطى لكى أكون سائق تاكسى.
حكاية «عمر» تعود حينما قرر الزواج فلم يقف مكتوف الأيدى أمام ظروف المجتمع وصعوبة توفر الوظيفة المناسبة لمؤهله، فمارس العديد من الحرف الخاصة لكى يستطيع أن يكفى احتياجاته.
تزوج الشاب منذ 6 سنوات، ولكنه يواجه أهوالا كادت أن تشعره بضرورة الانتحار، ولكن قال لنفسه: «ليه أموت كافر.. هحاول أغير طريقة تفكيرى»، وبالفعل استطاع أن يتفاوض مع صاحب سيارة تاكسى ويعمل عليها نهارًا وليلًا ومنها بدأت حياته تتوازن بعض الشىء رغم ضريبة العمل وهى عدم قدرته على الجلوس مع أسرته فى المنزل عدد الساعات الكافية.
«مش عايز غير الصحة والستر علشان أقدر أكمل رسالتى».. يستكمل الشاب حديثه بنبرة تحمل نبرة إحباط، ويقول إن الصحة والستر أساس حياة البسطاء.
على المقهى نفسه قابلنا «عم زينهم»، رجل سبعينى، جلسنا معه وقال إنه كان موظفا فى إحدى الشركات الخاصة، وبعد خروجه على المعاش كان يحلم أن تكافئه الأيام على سنوات شقائه بالراحة إلا أن «وحشة» الأيام كانت أقوى واحتياج أسرته للمال كان أكبر بكثير من قيمة معاشه الشهرى.
قرر «زينهم» استكمال رحلة الحياة الشاقة ويقوم بمهام الشاب الثلاثينى، ويعمل "كاشير" فى إحدى المطاعم بالدقى، وتابع: «الحياة مش بتستنى حد.. والحاجة للفلوس صعبة متفرقش بين كبير وصغير»، وبالرغم من شقاء العمل وتقدمه فى السن، لا يزال الرجل السبعينى متمسكًا بالأمل.
«الكفاح لا ينتهى طالما أن الإنسان يحمل رسالة تجاه أسرته».. هكذا شعار الرجل السبعينى حينما استكمل حديثه لنا وقال: «لو سألتنى عن حلمى، لن أطلب أكثر من الصحة والقليل من الستر، فهذا يكفى ليواصل الإنسان مواجهته مع الحياة».
قصة هذا الرجل ليست فردية؛ إنها شهادة حية على واقع يعيشه الكثيرون ممن أجبرتهم الظروف على مواصلة الكفاح، مهما اشتدت قسوة الأيام.
نوستالجيا أسعار زمان
استكملت «الوفد» جولتها حتى وصلنا إلى ورشة صغيرة تعج برائحة الخشب، يجلس شاب ثلاثينى يُدعى «محمود» فى العشرينات من عمره، ورغم تعب العمل، إلا أن ملامحه لا تخلو من إصرار. يضع قطعة الخشب أمامه، ينحتها بحرفية ودقة، وكأنها صورة تعبر عن حلمه بحياة أفضل.
مع اقتراب العام الجديد 2025، يجلس محمود بين أدواته ويتحدث بنبرة بها نوع من الشجن قائلًا: «مش طالِب كتير.. بس نفسى الأسعار ترحمنا شوية. كل حاجة غليت، من الخشب اللى بشتغل به لغاية لقمة العيش اللى باكلها».
«بعمل اللى أقدر عليه عشان أعيش مستور وأبنى مستقبل لأولادى».. يستكمل النجار حديثه، ويقول إنه يحلم من الحكومة أن تكثف جهودها أكثر وأكثر لخفض أسعار السلع فى العام الجديد، ويقول: «هل ممكن أعيش لحد ما الحلم ده يتحقق؟».
يستكمل النجار حديثه ويقول إن السلعة التى تشهد ارتفاعًا فى الأسعار من الصعب أن تعود من جديد للسعر الطبيعى، ويتابع: «أحوالنا محتاج معجزة إلهية علشان نعرف نعيش زى زمان».
الحال نفسه يعانى منه منير السيد، الذى قال إن ارتفاع الأسعار كان كابوسًا يحاصر المواطنين نهارًا وليلًا، فيقضى الشاب قرابة 14 ساعة أشغال شاقة نهارًا ويعود ليلًا لمنزله وأثناء النوم يحاصره كابوس الدين وكيف له أن يسدد ما عليه من التزامات.
العودة إلى نوستالجيا أسعار زمان حلم الشاب فى العام الجديد، ويقول إنّ الرواتب لا تستطيع أن تواجه غول الأسعار وأصبح الفرد يريد أن يعمل فى أكثر من نشاط لسد احتياجاته وليس لزيادة الدخل.
«بقينا نتكلم عن أسعار من سنة.. ونقول زمان كانت بكذا».. يستكمل الشاب حديثه ويقول إن الأسعار تبدلت لأكثر من مرة خلال عام واحد وجعلت المواطنين يشعرون بعجز شديد، حيث تغيرت معالم حياتهم للأسوأ مع استمرار عجز المرتبات أمام ارتفاع الأسعار وغيرها من المتطلبات الحياتية.
التعليم.. حلم الجميع
أحلام المواطنين مع العام الجديد فى القطاع التعليمى تكمن فى عودة النظام للمدارس الحكومية ومراعاة المدرسين لضمائرهم داخل الفصول حتى يستطيع ولى الأمر أن يطمئن على مستقبل أبنائه ويهرب من نار أسعار المدارس الخاصة.
«لو المدرسة الحكومية توفر التعليم الجيد مش هودى ابنى للخاص واحنا أولى بالفلوس».. قالها جمال شكرى، غاضبًا من أوضاع المدارس الحكومية التى أصبحت لا يدخلها إلا أبناء الفقراء مثل حراس العقارات وأصحاب الحرف الدنيوية، وتابع: «صورة المدارس الحكومية دلوقتى بقت سوقية علشان مش فيها إلا أبناء العشوائيات».
ويقول «شكرى» ابن محافظة سوهاج، إن المدرس فى محافظات الصعيد لا يزال يحظى بهيبته ووقاره مقارنة بالمدرسين فى القاهرة وذلك بسبب مراعاته فى تقديم رسالته التعليمية فى الفصل بصورة لا تختلف كثيرًا من المدرسين فى المدارس الخاصة بالقاهرة، وتابع: «لما المدرس يحافظ على رسالته طبيعى الناس كلها تحترمه وتديله الهيبة والوقار».
وتساءل عن دور وزير التربية والتعليم فى مراقبة ما يحدث فى المدارس الحكومية وضرورة أن يشدد على المدرسين بعدم الغياب كثيرًا وضرورة تحصيل الدروس للتلاميذ بشكل يومى، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة الحياة على كثير من المواطنين الذين يعجزون عن الاستمرار فى المدارس الخاصة والعودة مرة أخرى للمدارس الحكومية.
مستشفيات آدمية
الأحلام لم تتوقف على هذا فحسب، بل كان للمستشفيات الحكومية نصيب أيضا فى أذهان المواطنين، ففى كل زاوية من أروقة المستشفيات، تجد أناسًا يفترشون الطرقات فى انتظار دخول الطبيب أو الاستشارى، ويحلمون بيومٍ تصبح فيه تلك المؤسسات قادرة على تقديم خدمة صحية تليق بكرامتهم وسط الأهوال التى يجدونها فى الروتين وتعامل الموظفين غير الآدمى معهم.
انخفاض عدد الأطباء والإمكانيات وسوء معاملة الموظفين أكبر المشكلات التى يحلم المواطنون بعدم تواجدها فى العام الجديد، وآخرون يرون أن تحسين مستوى الخدمة لا يقتصر فقط على توفير الأدوية والأجهزة، بل يمتد إلى توفير بيئة نظيفة وآمنة، وتدريب العاملين على التعامل الإنسانى مع المرضى، خاصة كبار السن والأطفال.
«نحلم بمستشفى حكومى زى اللى بنشوفها فى الدول التانية، يكون فيها نظام واحترام. نعرف إن الإمكانيات مش دايمًا متاحة، بس على الأقل يعاملونا كويس، ويسمعونا».
«ده فيه مستشفيات تدخلها سليم وتموت فيها».. قالها فتحى سليم، متحدثًا عن تجربته مع أحد المستشفيات الحكومية حينما كان يعانى من نوبة الزايدة، وكان يحتاج لعملية سريعة، إلا أنّ شقيقه دخل فى مشاجرات مع الأطباء لتقاعسهم عن العمل وبطء الإجراءات.
وبالرغم من كون شقيق فتحى تابع لهيئة تأمين صحى، إلا أن المستشفى طالبه بشراء بعض الأدوية والمستلزمات من الصيدليات الخارجية لعدم توافرها على حساب التأمين داخل المستشفى، وتابع: «كتير من المستشفيات تعاملنا معاملة العبيد علشان بتقدم خدمة أشبه بالمجانية».
يفسر «فتحى» قوله أشبه بالمجانية بأن جميع الممرضين والموظفين فى المستشفيات الحكومية لا يقدمون خدمة جيدة وسريعة إلا بعد تقاضى «الإكرامية»، وتابع: «ساعات بتكلف ربع قيمة العملية فلوس على الناس اللى بتقدم لينا الورق والخدمة اللى أصلا ده دورهم ويتقاضون رواتبهم من أجله».
يقف «عم حسن»، جامع القمامة منصتًا للحديث ويستأذن باستكماله بصوت يحمل نبرة أمل مشوبة بتحديات الحياة. ينظر بعينيه المليئتين بالأمل إلى المستقبل، مستعرضًا أحلامه البسيطة التى تعبر عن طموحات شعب بأسره.
يبدأ عم حسن حديثه بأمنيته بأن يعم الأمن والاستقرار فى بلدنا، وقال: نحن نعيش فى وطن جميل، لكنه بحاجة إلى مزيد من الأمان حتى يشعر الجميع بالراحة فى بيوتهم وفى شوارعهم، يضيف بحسرة: «عندما أرى الأطفال يلعبون دون خوف فى الأزقة، أشعر أن الغد يمكن أن يكون أفضل».
لم تكن أحلام عم حسن مجرد أمنيات شخصية، بل كانت تعبيرًا عن تطلعات شعب بأكمله. «أحلم أن تستقر الأسعار» يقول بابتسامة خفيفة تخفى وراءها معاناة يومية. «كل يوم أسمع الناس يتحدثون عن غلاء المعيشة، وأرى أمهات يقلقن على كيفية إطعام أطفالهن. الحياة يجب أن تكون أبسط، والجميع يستحق أن يعيش بكرامة».
ويواصل: «الأدوية يجب أن تكون فى متناول الجميع. أرى الكثيرين يعانون من المرض ولا يستطيعون شراء العلاج. أحيانًا أساعد من أستطيع، ولكن هذا ليس حلًا. الحلم هو نظام صحى قوى لا يترك أحدًا خلفه».
أما الشباب، فهم المحور الأهم فى حديث عم حسن: «الشباب هم أمل البلد. أحلم أن أراهم يجدون فرص عمل تعطيهم الأمل فى بناء مستقبلهم. الشوارع مليئة بالطاقة والمهارات، لكن الفرص قليلة. لو توفر لهم الدعم والعمل، لكان حال البلد أفضل بكثير».
بين كلمات عم حسن وواقعه البسيط، تظهر صورة إنسان عادى يحمل فى قلبه أحلامًا كبيرة بحجم وطن. رغم أن مهنته قد تبدو للبعض متواضعة، إلا أن طموحه وسعيه لتحقيق الأفضل يجعلان منه صوتًا صادقًا يعبر عن وجدان الشعب. فى كل يوم يمضى فيه لجمع القمامة، يجمع أيضًا حكايات وأمانى الناس، ليصبح سفيرًا للأمل والإصرار على تحقيق حياة أفضل.