حرب أكتوبر المجيدة.. ملحمة عظيمة لوحدة وتكاتف العرب ضد العدو
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
كانت حرب أكتوبر 1973، لحظة محورية في تاريخ المقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي طليعة هذا الحدث التاريخي كانت مصر، بقيادة الرئيس أنور السادات، التي حظيت بدعم وتضامن كبيرين من أشقاءها العرب في سعيها لاستعادة شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. ولم تعيد الحرب تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط فحسب، بل أظهرت أيضًا عمق الوحدة والتضامن العربي.
مبادرة جريئة:
كان قرار الرئيس السادات بشن حرب أكتوبر خطوة جريئة ومحسوبة. وكان الزعيم المصري مصمماً على كسر الجمود السياسي والعسكري الذي استمر منذ نكسة عام 1967 عندما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء. ولتحقيق ذلك، سعى إلى حشد الدعم والتضامن العربي على جبهات متعددة.
وحدة الشعوب العربية:
من أبرز جوانب حرب أكتوبر الوحدة التي أبدتها الدول العربية. وتلقت مصر دعماً من عدة دول عربية، منها سوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية وغيرها. ولم يقدم هذا التحالف العربي المساعدة العسكرية فحسب، بل قدم الدعم السياسي أيضًا. وكان الهدف هو إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن العالم العربي متحد في تصميمه على تحدي الوضع الراهن.
المساعدات المالية والمادية:
قدمت الدول العربية لمصر الدعم المالي والمادي الذي كانت في أمس الحاجة إليه لمواصلة حملتها العسكرية. وكانت هذه المساعدة حاسمة في ضمان حصول مصر على الموارد اللازمة لمواصلة القتال ضد إسرائيل. وشملت المساعدات المالية والمعدات العسكرية، وفي بعض الحالات القوات.
الجهود الدبلوماسية:
كما انخرطت الدول العربية في جهود دبلوماسية مكثفة لحشد الدعم الدولي للقضية العربية. ولعبت الجامعة العربية دورًا مركزيًا في هذا الصدد، حيث عملت على تأمين قرارات تدعم مصر والتحالف العربي الأوسع في الأمم المتحدة.
التضامن في الداخل والخارج:
أثارت حرب أكتوبر تدفقاً من الدعم والتضامن من المواطنين العرب في جميع أنحاء المنطقة. تم تنظيم مسيرات حاشدة وحملات لجمع التبرعات وجهود تطوعية لمساعدة المجهود الحربي المصري. قدمت وسائل الإعلام العربية تغطية واسعة النطاق للصراع، وحشدت المشاعر العامة لصالح التحالف العربي.
التأثير خارج ساحة المعركة:
وبينما كان لحرب أكتوبر أهدافها العسكرية والاستراتيجية، فقد كان لها أيضًا تأثير عميق خارج ساحة المعركة. وعززت الشعور بالهوية العربية والتضامن، متجاوزة الحدود الوطنية والاختلافات السياسية. وأصبحت الحرب رمزاً لإصرار العرب على مقاومة الاحتلال وتأكيد حقوقهم في المنطقة.
تراث الوحدة:
إن إرث الدعم والتضامن العربي مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973 لا يزال قائما في الذاكرة الجماعية للعالم العربي. ويظل رمزًا لقدرة المنطقة على التوحد في مواجهة الشدائد، كما أنه بمثابة تذكير بالتاريخ المشترك وتطلعات الدول العربية.
بينما يواصل الوطن العربي مواجهة التحديات والصراعات المعقدة، تقف حرب أكتوبر 1973 بمثابة شهادة على قوة الوحدة والتضامن في السعي لتحقيق العدالة وتقرير المصير. ويظل مصدر إلهام لأولئك الذين يسعون إلى مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا وعدالة في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب أكتوبر الاحتلال الإسرائيلي العرب الدول العربیة حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
مدير «العربي للدراسات»: توقعات بتوقف أمريكا عن دعم أوكرانيا بعد فوز ترامب
أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دونالد ترامب، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيسعى إلى إنهاء أزمة روسيا وأوكرانيا، وإدخال الأموال لخزينة الولايات المتحدة وليس العكس، وبالتالي من المتوقع أن نشهد سعيا لإنهاء الحرب أو حتى على الأقل تهدئة حدتها.
إنهاء أزمة روسيا وأوكرانياوأشار في تصريحاته لـ«الوطن»، إلى أنه فيما يتعلق بالجانب الروسي يعني وجود تغيير جذري في السياسات الأمريكية تجاه أزمة روسيا وأوكرانيا، بعد سياسات الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن خلال الأربع سنوات الماضية، والذي أنفق مليارات الدولارات على الدعم اللوجستي والعسكري والمالي لأوكرانيا.
توقعات بوقف الدعم المالي لأوكرانياوأشار إلى أن فوز ترامب يجعل من المتوقع أن يتوقف الدعم المالي لأوكرانيا، وبالتالي سيكون الاعتماد كله على الدول الأوروبية، وفي هذه الحالة سيجدون أنفسهم أمام خيارين، إما أن تقوم أوروبا بالدورين الدور الأمريكي والأوروبي في دعم أوكرانيا، أو تقلص أيضا أوروبا الدعم السخي الذي كان يقدم لكييف، وفي هذه الحالة لن يكون هناك حال إلا التفاوض والجلوس على موائد التفاوضات وأيضا البحث عن مستقبل جيد لمسألة تدشين تسوية سياسية.