مستشار كلية القادة والأركان يروي لـ "الفجر" تفاصيل معركة تبة الشجرة
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
مع احتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة، يزيد بحث المواطنين عن أهم المعارك التي قام بها الجيش المصري بعد العبور، فكان من تلك المعارك هي معركة «تبة الشجرة».
كشف اللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان أثناء تصريحاته مع "الفجر" تفاصيل تلك المعركة.
تبة الشجرة
قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن تبة الشجرة هي إحدى النقط الحصينة التي أقامتها إسرائيل على طول خط قناة السويس، كخط دفاع لها، كانت تستطيع من خلاله مراقبة الضفة الغربية للقناة، أو الوجود على منطقة مرتفعة لتتمكن من قصف مواقع للجيش المصري.
استكمل اللواء محمد الشهاوي، أن تبة الشجرة أو "الأفعى" كما أطلق اليهود عليها، تلك المنطقة التي تقع على بعد 10 كم من مدينة الإسماعيلية، موقع عسكري صغير، أطلق عليه تبة الشجرة، لأن ممراته كانت ترى على شكل شجرة ذات 15 أو 19 فرعا، وحوله العدو الموقع إلى مستوطن له دق فيه الخنادق وأنشأ غرف معيشة وغرف قيادة وأخرى للتحكم في المعركة، ساعده في ذلك مميزات الموقع الاستراتيجية، الأمر الذي وصل إلى أن تطلق القوات المعادية اسم "نقطة رأس الأفعى المدمرة" عليه.
وبين اللواء الشهاوي، أنها على بعد 10 كيلومترات من مدينة الإسماعيلية و9 كيلومترات شرق قناة السويس، تسلك الطريق للوصول إلى الطريق الأوسط داخل الضفة الشرقية لقناة السويس، من تلك النقطة يتم التحرك يسارًا على مسافة 750 مترًا حتى الوصول إلى أهم نقطة حصينة أنشأتها إسرائيل على طول خط بارليف عقب نكسة عام 1967.
أهمية تلك النقطة
أضاف اللواء محمد الشهاوي، أن أهمية تلك النقطة هي التحكم فى 8 نقاط حصينة على طول خط بارليف، من منطقة «البلّاح» شمالًا، حتى الدفرسوار جنوبًا، كان اختيار إسرائيل لذلك الموقع تحديدًا، لأنه يرتفع عن سطح قناة السويس بواقع 74 مترًا.
تابع الشهاوي، أن تلك النقطة مجهزة بالكامل حيث كانت عبارة عن خمس طوابق تحت الأرض بالإضافة استخدام الصخور ذات الأحجام الكبيرة بجانب رابطها بأسلاك الشائكة وعليه فالنكات السكة الحديد المسروقة من الخط المصري وتم استخدام الجنود المصري الأسري في تجهيز تلك النقطة، كما تضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق محصنة.
سقوط النقطة في يد القوات المصرية
لفت الشهاوي، إلي أن تلك النقطة سقطت بعد ثلاث أيام من حرب أكتوبر في يد الجيش المصري، حيث سقطت إحدى كتائب المشاة المدعمة بالدبابات، خلال 25 دقيقة، بالاستيلاء على أسلحة ومعدات الموقع، وأسر 50% من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي، والتي كان قوامها 150 فردًا، ونتيجة للخسائر الفادحة قام الجانب الإسرائيلي يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجوية والمدفعية، ودفع كتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافية فى قواته المهاجمة.
كشف الشهاوي، أن بعد سقوط الحصن في يد الجيش المصري تم وجود دانات مدفعية تحتوي علي رسائل مكتوبة بها " إسرائيل هي أمي" وذلك من أجل إضعاف عزيمة الجيش المصري.
مزار سياحي
واختتم مستشار كلية القادة والأركان في نهاية الحديث، أن القوات المسلحة المصرية حولت تلك النقطة "تبة الشجرة" إلي مزار سياحي للمواطنين.
اللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: انتصارات أكتوبر حرب 6 أكتوبر المجيدة
إقرأ أيضاً:
بعد غربة لعقود.. الفنان يحيى حوى يروي لـعربي21 قصة عودته إلى دمشق (شاهد)
شدد الفنان السوري يحيى حوى، على ضرورة إعادة بناء الإنسان السوري، الذي تعرض للظلم على مدى عقود، قبل البدء بإعادة بناء البنيان بعد سقوط النظام.
وأشار حوى في لقاء خاص مع "عربي21" في العاصمة السورية، إلى أنه يزور دمشق لأول مرة بعد خروجه من البلاد قبل أكثر من 40 عاما، معربا عن سعادته بالغناء في ساحة الأمويين خلال مهرجان الاحتفال بسقوط النظام الجمعة الماضي.
وتاليا نص الحوار مع يحيى حوى كاملا:
أنت في دمشق الآن بعد عقود طويلة من الغياب.. ما هو شعورك الآن؟
ممكن أن نعتبر أن هذه الزيارة هي الزيارة الأولى إلى دمشق لأني خرجت من سوريا عندما كان عمري 5 سنوات، بعد استشهاد والدي رحمه الله. طبعا الشعور في القدوم إلى بلدك بعد قصص تسمعها من أقاربك وأصدقائك عن سوريا في حين أنت محروم من زيارتها هو شعور قاس جدا.
مقابل هذا الشعور والحرمان على مدى 40 عاما، فقد تفجرت كل المشاعر والعواطف أمام هذا البلد الذي تربطنا به روابط عظيمة جدا.
كان لك حضور بارز في مهرجان الاحتفال بسقوط النظام الذي جرى في ساحة الأمويين، كيف وجدت الأجواء؟
كانت لحظات عظيمة جدا، وهي لحظات يتمناها أي فنان أن يكون مع أهله وناسه وأن يقدم لهم رسالته الفنية التي يقدمها دائما. كنت أتمنى دائما أن أقدم رسالة الفن التي صدحت بها في أكثر من 40 دولة غنيت فيها لسوريا. الآن بعد عمر طويل آتي إلى ساحة الأمويين لأنشد في مشهد مليوني. هذا أكبر حشد أغني أمامه طيلة حياتي.
خاصة أنه كان في دمشق، هذا كله بالنسبة لي كان أشبه بالحلم والخيال.
أغنية "ياسمين الشام" أطلقتها في بداية الثورة ومن ثم تحولت إلى أنشودة تتردد على نطاق واسع، كيف وجدت أداء هذه الأغنية بالعلن مع الحشود في دمشق؟
هناك رمزية رائعة لهذا الأغنية، الشباب الذين كانوا موجودين بالساحة كلهم كانوا أطفالا. وكان يصلني رسائل من الشباب حول غناء هذه الأغنية قديما بالسر. البعض طلب مني أن أغير بيتا في الأغنية وهو "ما جربت الحرية"، صحيح جربنا الحرية الآن لكن هذه الأغنية من ذاكرة الثورة السورية.
والآن نحن جربنا الحرية ونصرخ بها في كل مكان.
لا بد أنك تذكرت الوالد في هذه اللحظات؟
نعم أول ما وطئت قدماي مدينتي حماة ذهبت إلى قبر والدي رحمه الله وقرأت له الفاتحة وبشرته بأن النصر قد أتى بسواعد الشباب وأن دمه ودماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم لسوريا لم تذهب هدرا منذ عشرات السنين، منذ مجزرة حماة.
هل هناك أعمال فنية للاحتفاء بنجاح الثورة وسقوط النظام؟
هناك بالتأكيد أعمال فنية الآن متفائلة بالنصر مثل "بدنا نعمرها سوريا" و"رفرف علم الحرية" و"مبروك عليك سوريا"، التي قد تتفاجأ إذا أخبرتك الآن أنني سجلتها في عام 2012 لأجل أن أنشدها لأن الأسد كان على وشك أن يسقط في تلك الأثناء، وكنت أريد أن أكون أول من يغني أغنية النصر. وبالفعل النظام كان ساقط لولا الدعم الذي حصل عليه من مليشيات إيران وروسيا.
فعندما سقط النظام في الثامن من ديسمبر أطلقتها مباشرة.
ما هي توقعاتك من سوريا الجديدة.. وتطلعاتك؟
أملي بهذا البلد أن نقوم قبل البدء بإعادة بناء البنيان أن نبدأ بإعادة بناء الإنسان. الإنسان السوري تعرض خلال العقود الأخيرة للظلم وجرى تهديم الكثير فيه.
يجب أن نسعى إلى إعادة بناء الإنسان ومن ثم نتجه إلى البنيان، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بأيدي أهل البلد. السوريون انتشروا في كل العالم ونشروا الثقافة والعلم والحضارة، ولا تكاد تجد بلدا ذهبوا إليه إلا وقدموا له، لأنهم أصحاب حضارة وهمة لا يرضون أن يعيشوا على الهامش.
الآن آن الأوان كي يعودا إلى بلدهم من أجل أن يعيدوا بناءه، ونقول لهم: سوريا بتناديكم، سوريابتناديكم..
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)