وفاة المرشد العام لجماعة الدعوة والتبليغ في المغرب الشيخ البشير اليونسي
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
توفي الحاج البشير اليونسي المرشد العام لجماعة الدعوة والتبليغ بالمغرب وخطيب الجمعة في مسجد الفتح بمدينة القصر الكبير.
ولد الشيخ البشير اليونسي بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وأبوه عبد السلام بن محمد اليونسي عالم وعدل وفقيه، وتلقى تعليمه على يد فقهاء الوقت، منهم الفقيه عمر الصمدي الذي كان له الأثر الكبير في تكوينه، وقرأ على يده ألفية ابن مالك وتحفة الحكام لابن عاصم، وابن عاشر في العبادات والمعاملات والجوهر المكنون في البلاغة والمحلى لابن حزم.
أجازه الفقيه عبد الرحمان البريق ليلتحق بمعية أخيه بالقرويين، وكان مستواه متفوقا بشهادة زملائه، ليعود إلى المعهد الديني بالقصر الكبير والعرائش وينتقل إلى تطوان ليلتحق بالتعليم، وخضع لتكوين سريع وعين أواخر الخمسينيات بمنطقة سوس ومن ثم إلى مدرسة فاطمة الأندلسية بالقصر الكبير بداية ستينيات القرن الماضي، لكنه سرعان ما ينتدب للتدريس بالثانوي إلى جانب مهمته، ومارس الخطابة وقدم دروسا بمسجد "الباريو" واستقطب العديد من الشباب لما اتسم به من سلاسة اللغة التحفيزية.
تعرف على جماعة التبليغ بالرباط سنة 1964 ليخوض معهم تجربة "الخروج في سبيل الله" وتستحوذ عليه فكرة التبليغ، وينطلق في العمل الدعوي ويقدم استقالته من التدريس سنة 1967، وينطلق في دعوته التي ستتوسع ببناء مسجد الفتح بالقصر الكبير، لتعرف دعوته امتدادا وسط الشباب المتعلم وفئة من رجال التعليم والتجار والنساء، بل تمتد هذه الدعوة إلى البوادي المجاورة للمدينة.
وباتت أشرطة خطب ودروس الحاج البشير اليونسي متداولة، ولا يخفي العديد من الأطر التي أسست أو التحقت بتنظيمات إسلامية أخرى مرورها بمسجد الفتح، وفضل الحاج البشير عليها، وفي مساره الدعوي.
وبعد وفاة المرشد الأول لجماعة التبليغ بالمغرب سنة 1987 الشيخ الحمداوي، أصبح الحاج البشير اليونسي مرشدا عاما للجماعة، وشارك في الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية، وعرف كيف يزاوج بين دعوته والثوابت الدينية، والقائمة على العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني وإمارة المؤمنين.
وقال رئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران في كلمة له أثناء دفنه، إن الشيخ اليونسي الذي خلف الشيخ الحمداوي في منصب المرشجد العام لجماعة الدعوة والتبليغ، قد لعب دورا بارزا في نشر الدعوة الإسلامية والترويج لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كغيره من سابقيه من أبناء جماعة الدعوة والتبليغ، ليس في المغرب فحسب، بل وفي مختلف أنحاء إفريقيا والعالم.
من جهته أكد الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني أن الراحل الشيخ البشير اليونسي كان شيخه ورائده الأول في الدعوة والعمل الإسلامي.
وقال الريسوني: "قبل أن أقرأ كتب سيد قطب، وغيره من الدعاة والمفكرين الإسلاميين، كان الأستاذ البشير قد درَّسَنا في السنة الأولى إعدادي، بعض المواد الأدبية. وكان تدريسه لها مفعما بالروح الدعوية والتربوية وبحرارتها، فكان ذلك بمثابة نفخ الروح في نفسي وقلبي".
وأضاف: "كان شيخنا السي البشير داعية عمليا تطبيقيا، يجسد مبادئ جماعة التبليغ، ومنها اجتناب السياسيات والخلافيات، وكنت أنا ومجموعة الشباب، نخصص حيزا واسعا للقضايا الفكرية والسياسية".
وتختلف التقديرات حول حجم جماعة الدعوة والتبليغ في المغرب، فمنهم من يعدها الجماعة الإسلامية الأكبر في المغرب، ومنهم من يعدها الثانية بعد جماعة العدل والإحسان، ومنهم من يعتبرها جزءا من السمت الديني الذي يميز المجتمع المغربي بشكل عام، وأنها بالتالي لا يمكن تصنيفها ضمن الحركات الإسلامية، لأنها أصلا تنفي عن نفسها الاشتغال بالعمل السياسي والحركي بشكل عام.
وجماعة التبليغ والدعوة أو جماعة الأحباب هي جماعة إسلامية عالمية متجولة خصصت نفسها للدعوة والزهد في الدنيا، يعتمد أسلوبها على الترغيب والتأثير العاطفي الروحاني، أسسها محمد إلياس الكاندهلوي في الهند البريطانية عام 1926م وتنتشر الآن في معظم البلاد العربية والإسلامية.
تقوم الجماعة بأمرين أساسين الأول هو تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، ومحاولة إدخاله للإسلام والثاني هو وعظ المتساهلين من المسلمين إلى الصلاة بوصفها عماد الدين، ثم يخرجون بهم للدعوة أياماً ليروا صورة من صور إيمانهم والمحبة بينهم.
ورُغم كبر حجم جماعة التبليغ إلا أن ليس لها ناطق رسمي ولا ممثل أو مخاطَب معتمد، كما ترفض الجماعة المشاركة في السياسة.
وعلى الرغم من أن الجماعة تعلن أنها لا علاقة لها بالسياسة، فقد اتهمتها وزارة الشؤون الدينية السعودية بأنها بوابة من بوابات الإرهاب وهو اتهام نفته الجماعة.
وجماعة التبليغ محظورة في إيران وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وروسيا والمملكة العربية السعودية، حيث يُنظر إلى الخروج للوعظ الذي تقوم به الجماعة على أنه تطرف.
تم حظر جماعة التبليغ في روسيا منذ عام 2009 كما أوصت المحكمة العليا الروسية بإدراج جماعة التبليغ في قائمة الجماعات الإرهابية التي يراقبها الكرملين، وفي فبراير 2020 أدت عملية مكافحة الإرهاب في روسيا إلى اعتقال سبعة من أعضاء التبليغ وتفكيك خلية تابعة لجماعة التبليغ واتهمتهم بأنهم كانوا يقومون بتجنيد مؤيدين جدد ودراسة أدبيات محظورة وناقشوا خطط إنشاء دولة إسلامية في الأراضي الروسية.
من الجدير بالملاحظة أن جميع الدول العربية الأخرى تحديدًا دول الخليج العربية مثل الإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان لديها مراكز لجماعة التبليغ والعديد من السكان المحليين يشاركون علانية في نشاط التبليغ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المرشد وفاة المغرب وفاة المغرب اسلاميون مرشد سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التبلیغ فی فی المغرب
إقرأ أيضاً:
«الشؤون الإسلامية» تثري قيم التسامح بجامع الشيخ زايد في إندونيسيا
أبوظبي (الاتحاد)
في إطار التعاون والتنسيق بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ولتعزيز الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة، شارك وفد من الهيئة في أسبوع التسامح الذي نظمه جامع الشيخ زايد الكبير بمدينة سولو في الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر، بحضور عدد من المسؤولين والعلماء وأصحاب الديانات، واشتمل على العديد من الفعاليات التي ترسخ لقيم التسامح.
وأكد الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، أن مشاركة «الهيئة» في هذا الأسبوع تعكس التناغم بين الهيئة ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، وحرصهما على إبراز الجانب المضيء للدين الإسلامي، من خلال التعاون في تنظيم المبادرات المتميزة التي تستهدف التعريف بتعاليمه السمحة التي تؤكد ترابط النسيج الاجتماعي، مؤكداً استعداد «الهيئة» لتقديم خبراتها ونقل تجربة دولة الإمارات في ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش ونشر السلام الذي هو جوهر الدين.
من جهته، أكد الدكتور سلطان الرميثي، رئيس مركز جامع الشيخ زايد في سولو، أهمية الدور الذي يضطلع به المركز في ترسيخ قيم التسامح والتعايش في المجتمع الإندونيسي، من خلال البرامج والفعاليات التي ينفذها على مدار العام في هذا الصدد، وقال: «إن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا وإدارة مسجد الشيخ زايد في سولو، تعمل بالتعاون والتنسيق لتعزيز هذه المبادئ والقيم على الساحة الإندونيسية»، مؤكداً حرص المركز على تعزيز هذه الشراكة، خدمة للأهداف العليا التي يعمل من أجلها، لنشر تعاليم الإسلام الوسطي، وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية بين الشعبين الإماراتي والإندونيسي.